رسالة إلى كل أم

فما أن دخل حتى إلتفتت الأم إليه ..فبادرها بالسلام ثم قال لها :لقد جلبت لك هدية يا أمي ..

إنهما هاتان الخادمتان

فلم تتكلم الأم ولكنها رسمت على وجهها كل علامات التعجب ؟!!!!

فأجابها الإبن البار :أتذكرين يا أمي عندما أنجبتني طلبتي من والدي أن يحضر لك خادمة كي تخدمني ..

فعندما كنت أجوع كنت تطلبين منها تحضير رضعتي وإرضاعي وإطعامي ..

وعندما كنت أبتل كنت تطلبين منها تبديل ملابسي ..وتحضير حمامي وهي المسؤلة عن إستحمامي ..

وعندما كنت أزعجك بمناغاتي وصراخي تطلبين منها إخراجي …

تذكرين أمي عندما كنت أذهب للروضة في أول يوم لي طلبتي منها إصطحابي ..حتى صارت هي من تذهب وتعود بي في كل أيامي ..

تذكرين يا أمي أنك لم تكوني تستيقضين صباحا لتحضير طعامي وترتيب هندامي فكانت الخادمة تحضر لي كل حاجاتي …

تذكرين أمي أنك لم تلعبي معي قط ..وعندما كنا نخرج سويا للحدائق كانت الخادمة من تلاعبني ..وعندما نخرج للأسواق كانت الخادمة من تقودني وتحملني ..

تذكرين أمي عندما كبرت وصرت أحتاج لنصائحك لم أكن أجدك ..وعندما صادقت لم أجد من يرشدني ..وعندما كنت سأضيع لم أجد سوى رحمة الله تعصمني ..

تعلمين يا أمي أني لم أتذوق الطعام من يديك قط ..فكانت الخادمة من تطعمنا وتحضر وجبات الغذاء والعشاء ..

تذكرين أمي ذاك الزمان …

دائما كنت أتسائل ؟؟؟!!!

هل كان وجودي في حياتك محظ صدفة..أم هو قرار خاطيء..أم متسرع..أم غلطة لم تكن بالحسبان …

لم أدرك في يوم أنك امي ..

فهل لك الحق بمطالبتي بحقوقك بعد أن أضعتي حقوقي كلها ؟؟

ولكنني أقدم لك هاتان الخادمتان ليقوما بالدور الذي قامت به خادمتي في ذاك الزمان ..

(هذه شريحة من الأمهات صرنا في تزايد فيجب أن نتدارك الوضع حتى لا نحصد ما زرعنا …)