قرأت لكم ..
السابقون إلى النعيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..
وبعد
نحن اليوم مع حديث عظيم يبين لنا بعض صفاة السابقين إلى النعيم , وهو ما أخرجه الشيخان من حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله : إمام عادل , وشاب نشأ في في عبادة الله , ورجل قلبه معلق في المساجد , ورجلان تحابا في الله إجتمعا عليه وتفرقا عليه , ورجل دعته امراة ذات منصب وجمال فقال : إني أخاف الله , ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه , ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه
فهاذا الحديث يبين لنا طائفة ممن يشملهم الله جل وعلا يوم القيامة بعنايةخاصة , يوم لا ملاذ ولا ملجا إلا بحماية الله عز وجل , يوم يبعث الناس متجردين من سلطانهم وأموالهم , فيبتغي كل واحد منهم الخلاص لنفسه من هول ذلك اليوم : ( يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرىءمنهم يومئذ شأن يغنيه ) [ عبس 34 ـ 35 ـ 36 ـ 37 ـ ]
في ذلك اليوم الرهيب الهائل لا ينقذ الإنسان إلا ما قدمه في الدنيا من عمل صالح .
وقوله ’’ سبعة يظلهم الله في ظله ’’ الأرجح أن المراد في ظل عرش الرحمن جل جلاله , كما جاء في حديث سلمان رضي الله عنه عن سعيد بن منصور بإسناد حسن ’’ سبعة يظلهم الله في ظل عرشه ’’ ذكره الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى
وما أعظمها من فضيلة , وما أبلغه من جزاء حينما يكون هذا العبد الضعيف العاجز في كنف الله تعالى ورعايته ؟!
وفي أي يوم ذلك ؟ في يوم الجزاء وانقطاع العمل ( الذي خلقني فهو يهدين ) ( والذي هو ييطعمني ويسقين ) [ الشعراء 79 ]
هؤلاء السبعة من السابقين إلى النعيم , ومن المقربين إلى الباري جل وعلا , فمن هم هؤلاء السبعة ؟
وما هو عملهم الصالح الذي أوصلهم الله تعالى إلى هذه المنزلة الرفيعة ؟
الأول : إمام عادل , قال الحافظ أحمد بن حجر العسقلاني : والمراد به صاحب الولاية العظمى , ويلتحق به كل من ولي شيئا من أمور المسلمين فعدل فيه , ويؤيده رواية مسلم من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ’’ إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن , الذين يعدلون في حكمهم و أهليهم وما ولوا , قال : وأحسن ما فسر به العادل أنه الذي يتبع أمر الله بوضع كل شيء في موضعه من غير إفراط ولا تفريط
وقال القاضي عياض رحمه الله : هو كل من إليه نظر في شيء من مصالح المسلمين من الولاة والحكام
ويأتي على رأس هؤلاء الأئمة الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام لأنهم جميعا أئمة عادلون قد بلغوا كمال العدل .
ومن هذا الجزاء العظيم نعرف أهمية الولاية على أمر من أمور المسلمين وضخامة المسؤولية لمن أدرك قيمتها , وبضد ذلك من تولى شيئا من أمور المسلمين فجار عليهم وظلمهم فإنه يتعرض للعذاب الأليم , وفي ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : { اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه , ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به } [ أخرجه مسلم ]
وقال أيضا ما من أمير على عشرة إلا يؤتى به يوم القيامة مغلولا لا يفكه إلا العدل أو يوبقه الجور
الثاني : شاب نشأ في عبادة الله تعالى
وتخصيص الشباب بالذكرلقوة الدوافع التي تدفع في هذه السن إلى الإنحراف عن الطريق المستقيم والبعد عن الإستقامة على أمور الدين .. من قوة الشباب والحيوية وفلة النظر في عواقب الأمور ,إضافة إلى شدة الإندفاع في هذه المرحلة من العمر نحو التأسي بالأقران , وغالبا تكون الكلمة للهدامين , لأن النفوس ميالة إلى إشباع الغرائز , والشباب ينظر غالبا بعواطفه أكثر مما ينظر إلى الأمور بعقله.
فمن استطاع من أن يمر بهذه المرحلة وهو سليم من الوباء الأخلاقي فإنه يكون عنصرا زكيا , ويحمل إيمانا قويا تتدفق فيه الحيوية والرواء , حيث أصبح حاكما على تصرفات نفسه فحماها من الإنحراف والرذيلة .
فالشاب الذي نشأ في عبادة الله تعالى يكون محبا للطهر والعفاف , ميالا إلى الخير وأههله , عزوفا عن الشر وأهله , يحب مجالس العلم والذكر , ويكره مجالس الهو والعبث , قد أصبح هم الآخرة بباله ولم ينافس أقرانه من أهل الدنيا في لهوهم ومجونهم .
وبهذا استحق بقوة إيمانه وحماية نفسه من المهلكات وحملها على الطاعات هذا الجزاء العظيم .
ولقد كان الشاب الذي حمى نفسه من الميل نحو المعاصي مثار عجب الله تعالى كما جاء في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم { يعجب ربك من الشاب ليست له صبوة } [ أخرجه الإمام أحمد من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه ]
الثالث
رجل قلبه معلق بالمساجد , فهو لا يكاد يخرج منها إلا ويجد في قلبه شوقا يحدوه إلى العودة إليها مرة أخرى , وهو حين يدخلها يدخل بقلب قد غمره الشوق إلى لقاء الله تعالى ومناجاته , لا بقلب قد اعتاد أن يدخل المساجد فهو ينفذ عادة درج عليها من صغره فأصبحت جزءا من مألوفاته وعاداته .
وإن من علامات تعلق القلب بالمساجد أن يبكر الإنسان بالحضور حال سماع الأذان , وأن يترك أي عمل أو قول كان منشغلا به , فإن قول المؤذن ’’حي على الصلاة ’’ دعوة إلى الإقبال إلى الى المسجد , وأن يعد إقامة في بيت الله تعالى خالصة لوجهه الكريم , فيعمر وقته بالذكر وقراءة القرآن والصلاة .
وإن من علامات تعلق القلب بالمساجد أن يتخذها المسلم له موطنا , وذلك بأن يلازمها بالصلاة وتلاوة القرآن والذكر , فإن ذلك مجلبة لرضوان الله تعالى ,كما أخرج ابن ماجة القزيني رحمه الله تعالى من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { ما توطن رجل مسلم المساجد للصلاة والذكر إلا تبشبش الله له كما يتبشبش أهل الغائب بغائبهم إذا قدم عليهم , وكما أخرج ايضا من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المغرب , فرجع من رجع وعقب ـ بالتشديد ـ من عقب , فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم مسرعا قد حفزه النفس , وقد حسر على ركبتيه فقال : { أبشروا , هذا ربكم قد فتح بابا من أبواب السماء , يباهي بكم الملائكة , يقول : انظروا إلى عبادي قد قضوا فريضة , وهم ينتظرون أخرى .
وقوله ’’ مسرعا قد حفزه النفس ’’ دليل على أهمية هذا الأمر , وقوله : ’’ قد حسر على ركبتيه ’’ يعني حتى لا يعوقه إزاره عن السير بسرعة .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحابته وسلم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السلام عليكم
السابقون إلى النعيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..
وبعد
نحن اليوم مع حديث عظيم يبين لنا بعض صفاة السابقين إلى النعيم , وهو ما أخرجه الشيخان من حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله : إمام عادل , وشاب نشأ في في عبادة الله , ورجل قلبه معلق في المساجد , ورجلان تحابا في الله إجتمعا عليه وتفرقا عليه , ورجل دعته امراة ذات منصب وجمال فقال : إني أخاف الله , ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه , ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه
فهاذا الحديث يبين لنا طائفة ممن يشملهم الله جل وعلا يوم القيامة بعنايةخاصة , يوم لا ملاذ ولا ملجا إلا بحماية الله عز وجل , يوم يبعث الناس متجردين من سلطانهم وأموالهم , فيبتغي كل واحد منهم الخلاص لنفسه من هول ذلك اليوم : ( يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرىءمنهم يومئذ شأن يغنيه ) [ عبس 34 ـ 35 ـ 36 ـ 37 ـ ]
في ذلك اليوم الرهيب الهائل لا ينقذ الإنسان إلا ما قدمه في الدنيا من عمل صالح .
وقوله ’’ سبعة يظلهم الله في ظله ’’ الأرجح أن المراد في ظل عرش الرحمن جل جلاله , كما جاء في حديث سلمان رضي الله عنه عن سعيد بن منصور بإسناد حسن ’’ سبعة يظلهم الله في ظل عرشه ’’ ذكره الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى
وما أعظمها من فضيلة , وما أبلغه من جزاء حينما يكون هذا العبد الضعيف العاجز في كنف الله تعالى ورعايته ؟!
وفي أي يوم ذلك ؟ في يوم الجزاء وانقطاع العمل ( الذي خلقني فهو يهدين ) ( والذي هو ييطعمني ويسقين ) [ الشعراء 79 ]
هؤلاء السبعة من السابقين إلى النعيم , ومن المقربين إلى الباري جل وعلا , فمن هم هؤلاء السبعة ؟
وما هو عملهم الصالح الذي أوصلهم الله تعالى إلى هذه المنزلة الرفيعة ؟
الأول : إمام عادل , قال الحافظ أحمد بن حجر العسقلاني : والمراد به صاحب الولاية العظمى , ويلتحق به كل من ولي شيئا من أمور المسلمين فعدل فيه , ويؤيده رواية مسلم من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ’’ إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن , الذين يعدلون في حكمهم و أهليهم وما ولوا , قال : وأحسن ما فسر به العادل أنه الذي يتبع أمر الله بوضع كل شيء في موضعه من غير إفراط ولا تفريط
وقال القاضي عياض رحمه الله : هو كل من إليه نظر في شيء من مصالح المسلمين من الولاة والحكام
ويأتي على رأس هؤلاء الأئمة الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام لأنهم جميعا أئمة عادلون قد بلغوا كمال العدل .
ومن هذا الجزاء العظيم نعرف أهمية الولاية على أمر من أمور المسلمين وضخامة المسؤولية لمن أدرك قيمتها , وبضد ذلك من تولى شيئا من أمور المسلمين فجار عليهم وظلمهم فإنه يتعرض للعذاب الأليم , وفي ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : { اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه , ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به } [ أخرجه مسلم ]
وقال أيضا ما من أمير على عشرة إلا يؤتى به يوم القيامة مغلولا لا يفكه إلا العدل أو يوبقه الجور
الثاني : شاب نشأ في عبادة الله تعالى
وتخصيص الشباب بالذكرلقوة الدوافع التي تدفع في هذه السن إلى الإنحراف عن الطريق المستقيم والبعد عن الإستقامة على أمور الدين .. من قوة الشباب والحيوية وفلة النظر في عواقب الأمور ,إضافة إلى شدة الإندفاع في هذه المرحلة من العمر نحو التأسي بالأقران , وغالبا تكون الكلمة للهدامين , لأن النفوس ميالة إلى إشباع الغرائز , والشباب ينظر غالبا بعواطفه أكثر مما ينظر إلى الأمور بعقله.
فمن استطاع من أن يمر بهذه المرحلة وهو سليم من الوباء الأخلاقي فإنه يكون عنصرا زكيا , ويحمل إيمانا قويا تتدفق فيه الحيوية والرواء , حيث أصبح حاكما على تصرفات نفسه فحماها من الإنحراف والرذيلة .
فالشاب الذي نشأ في عبادة الله تعالى يكون محبا للطهر والعفاف , ميالا إلى الخير وأههله , عزوفا عن الشر وأهله , يحب مجالس العلم والذكر , ويكره مجالس الهو والعبث , قد أصبح هم الآخرة بباله ولم ينافس أقرانه من أهل الدنيا في لهوهم ومجونهم .
وبهذا استحق بقوة إيمانه وحماية نفسه من المهلكات وحملها على الطاعات هذا الجزاء العظيم .
ولقد كان الشاب الذي حمى نفسه من الميل نحو المعاصي مثار عجب الله تعالى كما جاء في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم { يعجب ربك من الشاب ليست له صبوة } [ أخرجه الإمام أحمد من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه ]
الثالث
رجل قلبه معلق بالمساجد , فهو لا يكاد يخرج منها إلا ويجد في قلبه شوقا يحدوه إلى العودة إليها مرة أخرى , وهو حين يدخلها يدخل بقلب قد غمره الشوق إلى لقاء الله تعالى ومناجاته , لا بقلب قد اعتاد أن يدخل المساجد فهو ينفذ عادة درج عليها من صغره فأصبحت جزءا من مألوفاته وعاداته .
وإن من علامات تعلق القلب بالمساجد أن يبكر الإنسان بالحضور حال سماع الأذان , وأن يترك أي عمل أو قول كان منشغلا به , فإن قول المؤذن ’’حي على الصلاة ’’ دعوة إلى الإقبال إلى الى المسجد , وأن يعد إقامة في بيت الله تعالى خالصة لوجهه الكريم , فيعمر وقته بالذكر وقراءة القرآن والصلاة .
وإن من علامات تعلق القلب بالمساجد أن يتخذها المسلم له موطنا , وذلك بأن يلازمها بالصلاة وتلاوة القرآن والذكر , فإن ذلك مجلبة لرضوان الله تعالى ,كما أخرج ابن ماجة القزيني رحمه الله تعالى من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { ما توطن رجل مسلم المساجد للصلاة والذكر إلا تبشبش الله له كما يتبشبش أهل الغائب بغائبهم إذا قدم عليهم , وكما أخرج ايضا من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المغرب , فرجع من رجع وعقب ـ بالتشديد ـ من عقب , فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم مسرعا قد حفزه النفس , وقد حسر على ركبتيه فقال : { أبشروا , هذا ربكم قد فتح بابا من أبواب السماء , يباهي بكم الملائكة , يقول : انظروا إلى عبادي قد قضوا فريضة , وهم ينتظرون أخرى .
وقوله ’’ مسرعا قد حفزه النفس ’’ دليل على أهمية هذا الأمر , وقوله : ’’ قد حسر على ركبتيه ’’ يعني حتى لا يعوقه إزاره عن السير بسرعة .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحابته وسلم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السلام عليكم
يزااااج الله الف خييييييييير حبيبتي
يزاااااااااااااااج الله خير الغالية
اختي في الله هواجس اشكرك شكر خاص لانك قارئة ممتازة للمواضيع المفيده وتستاهلين تكوني مشرفة
موضوع رااااااااااااااااااائع ..
و الله يهدي شباب المسلمين