تخطى إلى المحتوى

الحائضُ ما نصيبُها في شهر الخير والبركات؟!

  • بواسطة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحائضُ.. ما نصيبُها في شهر الخير والبركات؟!

تشعرُ المرأة الحائض في رمضان بالأسف والتحسُّر على ما قد يفوتها من الفضل والخير.

ولكننا نقول لكل امرأة تملكتها هذه الحالة.. لاتبتئسي.!

لاتحزني.. فهذا شيءٌ كتبه الله على بنات آدم، كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت -يومَ أصابها الحيض وهي في الحج-: دخل عليَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بِسَرِفَ وأنا أبكي، فقال: "ما لك أنُفِسْتِ". قلت: نعم، قال: "هذا أمرٌ كتبه الله على بنات آدم" رواه البخاري وغيره.

لاتحزني.. ففي صحيح البخاري من حديث أبي موسى أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

" إذا مرض العبد أو سافر كتب الله تعالى له من الأجر مثل ما كان يعمل صحيحا مقيما " . والحيض كالمرض العارض يمنع صاحبته مما كانت تفعله وهي صحيحة، فإذا أتاها وكان لها عادةٌ من العبادة، ولم يمنعها من مواصلتها إلا الحيض= فإن لها من الأجر مثل ما كانت تعمل وهي صحيحة.

لا تحزني.. فقد بيَّنَ الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه وهم في الجهاد أنَّ من كان مشتاقاً للجهاد صادقَ النية في ذلك، ولم يمنعه سوى العذر= فإن له مثل أجر من خرج للجهاد، فروى البخاري من حديث أنس أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "إن بالمدينة رجالاً ما قطعتم وادياً، ولا سلكتم طريقاً إلا شركوكم في الأجر، حبسَهم العذر".

*********************

والأصلُ أنَّ الحائضَ كغيرها من حيثُ التكليف، فهي مكلَّفةٌ بامتثال أوامر الله واجتناب نواهيه، ويُشرَعُ في حقِّها ما يُشرَعُ في حقِّ غيرها، لأنها داخلةٌ في جملة المؤمنين المخاطبين بشتى أنواع العبادات القولية والفعلية، وإنما يُستَثنَى من ذلك ما ثبتَ الدليل بمنعها من ممارسته.

ولذا لا حاجةَ بنا إلى البحث عن العبادات التي يجوز للحائض ممارستُها، بل ينبغي البحثُ عن الأمور التي تُمنَعُ منها الحائض، ويبقى ما لم يأتِ فيه منعٌ مشروعاً في حقِّها كمشروعيته في حقِّ غيرها.

وقد ثبتَ الدليل بمنع الحائض من الصلاة والصيام والطواف -وهذه الثلاثة محلُّ إجماع بين العلماء- ومسِّ المصحف –وفيه خلافٌ، غير أنَّ أكثرَ العلماء على منعها من مَسِّه-.

وهناك مسائلُ أخرى وقعَ فيها خلافٌ، كقراءة الحائض للقرآن، والأقوى دليلاً عدمُ منعها من ذلك، لأنَّ الأحاديث الواردة في المنع ضعيفةٌ، والقول بالجواز هو اختيار الشيخ ابن باز رحمه الله.

ومن هنا ندرك أنَّ ثمةَ عباداتٍ كثيرةً جداً يُشرعُ للحائض القيامُ بها، خلافاً لحال كثير من النساء اللواتي يعتبرنَ زمنَ الحيض وقتَ فتورٍ عن الطاعات.

ومن تلك العبادات التي يُشرع للحائض القيامُ بها:

* الصدقة، وصلة الأرحام، وبر الوالدين، وطاعة الزوج وخدمته ، وإعداد الإفطار للصائمين واحتساب الأجر والثواب في ذلك، فعن أنس بن مالكٍ رضي الله تعالى عنه قال : كنا مع النبي صلى الله عليه و سلم في السفر فمنا الصائم ومنا المفطر قال : فنزلنا منزلاً في يوم حار وأكثرُنا ظلاً صاحبُ الكساء , ومنا من يتَّقي الشمسََ بيده، قال: فسقطَ الصُّوَّامُ وقام المفطرونَ فضربوا الأبنيةَ وسَقَوا الرِّكابَ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ذهبَ المفطرون اليومَ بالأجر" رواه البخاري ومسلم

* وكذلك احتسابُ الأجر والثواب في إرسال الإفطار للجيران والمحتاجين، وفي ذلك إدخالٌ للفرح إلى قلوبهم، وتوثيقٌ للعلاقات بين الجيران.

وقد رُوي عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من فطَّرَ صائماً كان له مثل أجره، غير أنه لايُنقص من أجر الصائم شيئاً", رواه الترمذي وابن ماجه وغيرهما، وصححه الألباني رقم: 6415 في صحيح الجامع .

وثبتَ في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة …

* ومن العبادات أيضاً قراءة القرآن من غير مسٍ للمصحف أو الاستماع لتلاوته والإحسان إلى الخلق، والاستغفار،،،،

* وكذا القيام بالنشاطات الدعوية : كإعداد حلقة للذكر، يكون فيها قراءةٌ لبعض المواضيع المفيدة لأفراد الأسرة أو الصديقات أو الجارات،، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "…وما اجتمع قومٌ يتلون كتاب الله ويتدارسونه إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده" رواه مسلم ..

* ومن العبادات المشروعة للحائض الذكر بأنواعه : سواء الذكر المقيَّد بزمان أو مكان –كأذكار دخول المنزل والخروج منه، وأذكار متابعة المؤذن، وأذكار النوم، وأذكار الصباح والمساء، وغير ذلك من الأذكار الكثيرة المقيَّدة- وكذا الأذكار المطلقة، كالتسبيح والتهليل والتحميد والتكبير والحوقلة وغير ذلك. فقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بعضَ أصحابه بقوله له: "لايزال لسانك رطباً من ذكر الله".

* وكذلك الدعاء؛ مع تحرِّي أوقات الإجابة –كالدعاء بين الأذان والإقامة، وفي ثلث الليل الآخر- والتفكُّر في آيات الله الكونية، والتفكر في آيات الله الشرعية –وهي آيات القرآن- وقراءة كتب التفسير، وقراءة كتب الحديث وشروحها، وكتب الفقه، والاستماع لدروس أهل العلم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الله، ومن ذلك حثُّ الزوج والإخوة والأولاد على المبادرة إلى الصلوات، وحثهم على الاستكثار من قراءة القرآن وأنواع النوافل والطاعات، والبعد عن المحرمات، وعدم إهدار الأوقات.

ولذا ينبغي على الأخوات المسلمات ألا يغفلنَ عن هذه العبادات العظيمة أو بعضها في زمن الحيض، وليعلمنَ أنهنَّ مكلَّفاتٍ، وأنَّ فرصَ الاستكثار من الحسنات مُتاحةٌ لهنَّ، فليبادرنَ إلى ذلك، وليعلمنَ أيضاً أنهنَّ مأجوراتٍ على امتثالهنَّ لما نهاهنَّ الله عنه، فهنَّ مأجوراتٌ على ترك الصلاة والصيام والطواف ومسِّ المصحف وجميع المعاصي= امتثالاً لنهي الله.
كما أنهنَّ مأجورات على النية الحسنة، والرغبة الصادقة في فعل الخير الذي لا قدرة لهنَّ على فعله.

أسأل الله أن يوفق الجميع لمرضاته …

المقال لأبي محمد؛ عبد الله بن جابر الحمادي.

جزاك الله خير و جعله في ميزان حسناتك

سلام

يزاج الله خير

جزاكِ الله خيراً ،،

و كثر الله من أمثالكِ 00

بارك الله فيك واكثر من امثالك

هلا أختي يزاج الله الخير كله لأن يا هالموضوع بوقته

تسلمين الغالية على هذي المعلومة المفيدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.