تخطى إلى المحتوى

الزواج الرومانسية والتسامح ضرورتان للنجاح

تعترض الحياة الزوجية الكثير من العقبات التي تختبر تلك العلاقة وتعرضها للكثير من المنعطفات التي تقويها أحيانا، أو تعصف بها فتفرق شمل الزوجين وما يستتبع ذلك من معاناة. وعلى الرغم من أن الارتباط يأتي في الاغلب بعد علاقة حب، غير أن أعباء الحياة والضغوط اليومية تشكل عائقاً أمام تجاوزه لجميع العقبات، وأمام تلك العقبات يتسلح بعضهم بالحب والصبر لمواجهتها وتجاوزها، ويتنازل آخرون عن الكثير ويرضون بالنصيب، فيما يذهب آخرون ضحية سوء الفهم والتقدير فتعصف بالعلاقة رياح الفرقة.

وبين هؤلاء وأولئك، يجتهد البعض في التفنن في إنجـاح العـلاقة الزوجية، معتمدين على الكثير من الرومانسية، لإعادة إشعال نار الحب، على أسس سليمة وصحية.

مشاعر متناقضة
لم تكن ترغب خلود، المتزوجة منذ خمسة أعوام، في مغادرة وطنها لبنان، لارتباطها الوثيق بأسرتها ومحيطها الاجتماعي، إلا أن عمل زوجها في دبي أجبرها على مغادرة بلدها وفراق أسرتها، ما سبب لها الكثير من المعاناة وأوجد حالة من التوتر الذي أثر سلبا على العلاقة الزوجية، وقالت: «حاولت كثيرا اقناع زوجي بالعودة إلى لبنان، لكنني فشلت، وعلى الرغم من محاولاتي التأقلم مع الوضع الجديد، إلا أن ذهاب زوجي إلى عمله في الصباح الباكر، ليعود منهكا في المساء، وحنيني لأهلي وبلدي جعلاني أبدو دائمة التوتر والشكوى».

مبينة «شعوري بالوحدة والعزلة المفروضة علي، دفعني لامطار زوجي بالاسئلة وكأنني أحقق في جريمة سرقة أو قتل، فتتحول أمسياتنا إلى جحيم». وتعبر خلود عن انزعاجها من انشغال زوجها وبعده عن المنزل، لكنها تحاول غض النظر عن بعض المشكلات، موضحة «يتوجب على المرأة أن تكون صبورة ومتفهمة، لأن رب البيت يواجه ضغوط التعامل مع الناس في عمله وتواصله معهم»، ولا تنكر خلود، أم لولدين، أنها تحب زوجها، ولكنها ترفض اقتراح زوجها بأن تنجب طفلاً ثالثاً لعله يملأ وقتها ويعيد شعلة الحب إلى قلبيهما، وتدافع عن نفسها بالقول «أريد تمضية المزيد من الوقت معه، وليس الانشغال والانهماك بتربية طفل آخر، فضلاً عن أن الاهتمام بطفلين مهمة صعبة، فكيف بثلاثة؟!».

وعلى العكس من ذلك، تعاني «نينا. ع» من فراق زوجها، الذي يعمل مهندسا في إحدى شركات البناء في دبي، فيما تقيم هي مع عائلة زوجها في لبنان، وتتمنى المجيء للإقامة معه، وقالت «تزوجنا بعد قصة حب بدأت على مقاعد الجامعة، غير أن الأحوال الصعبة في لبنان اضطرت زوجي للهجرة»، موضحة أنها تنوي البحث عن العمل والاستقرار والعيش معه، كأي زوجين متحابين.

وعلى الرغم من المسافة التي تفصل بين قلبيهما، تؤكد «أتواصل يومياً مع زوجي هاتفياً، كما نتكلم في كل ليلة على شبكة الانترنت»، مشيرة إلى أن العلاقة بينهما متوازنة وهادئة وقائمة على الحب المتبادل، فلا يتشاجران أو يتجادلان بل يحلان مشكلاتهما بكل روية وهدوء، أما حين يلتقيان، فلا تترد الزوجة في خلق الأجواء الرومانسية المناسبة للتعبير عن شوقها، مضيفة «أسرّح شعري وأتزين لأبدو في أفضل حلة لإرضائه بعد طول غياب»، موكدة أن زوجها يدللها بدوره، ويحاول تعويض غيابه.

الملل والروتين اليومي، هما العاملان الرئيسان اللذان يؤرقان حياة «محمد. ع» الزوجية، المرتبط بامرأة جميلة وجذابة، غير أن انشغالهما بعملهما يمنعهما من التمتع بحياتهما الزوجية، وقال «غالباً أصل إلى البيت قبل زوجتي التي تعمل مديرة للعلاقات العامة في إحدى وسائل الإعلام، والتي تعود متعبة من العمل طيلة اليوم»، ما يضطرهما للبقاء في المنزل ومشاهدة التلفزيون أو النوم باكراً.

وكم يشعر بالسعادة في نهاية الأسبوع أو العطل حين يقضيان أوقاتهما معاً، ويؤكد «نحب بعضنا، غير أن ضغط العمل اليومي يحول أيامنا إلى موت بطيء ومقيت»، وعلى الرغم من ذلك يحاولان التعويض عن الوقت الضائع، ليبقيا على الجانب المضيء والسعيد. في المقابل، تشعر «حنان. م» بالضيق والأسى بسبب حرمانها من الشعور بالأمومة، وذلك لعدم قدرة زوجها على الانجاب.

وقالت «اكتشفنا أن زوجي غير قادر على الإنجاب، ما حول حياتنا إلى جحيم وأدى إلى وجود فجوة كبيرة في العلاقة الزوجية». وعلى الرغم من صدمتها وبعد مرور فترة من الزمن رضيت حنان بقدرها وقررت محاولة إصلاح ما تهدم، لأنها تحب زوجها كثيرا.

الحب والتفاهم
تواظب «س. ع»، المتزوجة منذ أربعة أشهر، على تنفيذ توصيات أطباء وأخصائيي التغذية في اختيار المأكولات والأطعمة التي تجلب السعادة الزوجية وتضمن استمراريتها، وقالت «أطبق المثل القائل إن الطريق إلى قلب الرجل هو معدته»، لذلك تعد لزوجها ما لذ وطاب من المأكولات، غير أنها تختار الأنواع التي ينصح بها أخصائيو التغذية.

تكثر العروس الجديدة من تحضير الأطباق المكونة من الأسماك واللحوم الحمراء والخضراوات الطازجة لاعتقادها بأنها تعالج الاضطرابات العاطفية وتهدئ الأعصاب، خصوصا أن العلاقة بين الحبيبين تختلف بعد الزواج، حيث تقع على عاتقهما مسؤولية تكوين أسرة، في حين تبتعد قدر الإمكان عن المأكولات المشبّعة بالدهون والسكريات والطحين، التي تسبب السمنة.

وكذلك الأمر بالنسبة إلى المشروبات، اعتادت تحضير الينسون والنعناع والزنجبيل وشراب التفاح والتوت والبرتقال والعنب للمساعدة على الهدوء والصفاء والتخفيف من القلق، لكنها تقر بأن هذه الوصفات والنصائح ليست دقيقة أو فعالة، بل تقوم على معتقدات.

وقالت «أشعر بأن الحب هو العمود الفقري للزواج الناجح، والتفاهم والمشاركة والصراحة والانفتاح من أسسه الضرورية، وليس الخضراوات أو اللحوم إلا أنني أحب تحضير الأطعمة الصحية واللذيذة»، مضيفةً أن المشكلات بين الزوجين لا تحل بطبق من السمك وتضطرب بسبب صحن من اللازانيا.

أبجديات الحياة الزوجية
أكد استشاري العلاقات الأسرية، خليفة المحرزي أن الحياة الزوجية السعيدة لا تتعلق بالنظام الغذائي، بل تعتمد على «طرق معينة في التعامل بين الزوجين مثل نمط المعايشة والممارسة المشتركة بينهما»، بالإضافة إلى النظافة الجسدية التي تلعب دوراً أساسياً وبارزاً في حياتهما الزوجية، لأن النظافة من الإيمان، مشدداً على أهمية تفهم الرجل لطبيعة المرأة الحساسة بفهم ووعي، كونها أضعف منه، بغض النظر عما يتناولان من أطعمة ومأكولات.

ويوضح المحرزي أن المشكلات الزوجية تبدأ عندما تنتقل الخلافات الصغيرة إلى أخرى كبيرة وحيث «تتسع الدوائر لتصبح كبيرة وواسعة أو حين يسخر أحدهما من مفاهيم ومعتقدات الطرف الثاني»، في حين تبرز المشكلة بوضوح حين يسود الصمت في البيت ويفضل الرجل الخروج منه، والبحث عن الملاذ في مكان آخر، بعيداً عن زوجته.

لذلك، ينصح استشاري العلاقات الأسرية المتزوجين «بعدم التعليق على كل كبيرة وصغيرة، ورأب الصدع وتضييق الخلافات، والاستماع إلى الشريك وتقبل صفاته، فضلاً عن تقديم بعض التنازلات». في المقابل، يرفض المحرزي الذي يناصر المرأة ويسعى لحصولها على حقوقها الطبيعية، إحقاق مفهوم التنازل، أي ضعف الشخصية والتخلي عن الحقوق المشروعة، بل بالمرونة، مشجعاً شعار «الأكثر مرونة، الأكثر قوة»، خصوصا أن الزواج شراكة ناجحة تتحقق حين تتحقق مصلحة الطرفين معاً، وأضاف «لا أحبذ التنازل باستمرار، لأن الزوج قد يستغل الوضع ويتمادى بطلباته».

ومن الأخطاء الزوجية المعتمدة، يرى المحرزي أن الهدوء ومعرفة «أبجديات الحياة الزوجية» يضمنان السعادة داخل جدران المنزل وخارجه، موضحا «تعتمد طريقة حل المشكلات على نظرة الشريك للآخر وسلوكه، وقدرته على المسامحة والابتعاد عن إلقاء اللوم على عاتق الطرف الثاني، خصوصا أن النفس البشرية تنغمس في الكبرياء وتتسلح بالكرامة خلال الخلافات، ما يصعب في عملية المصالحة إيجاد النقاط المشتركة».

أما بالنسبة إلى تأثير إنجاب الأطفال لتحسين العلاقة الزوجية، فيؤكد المحرزي أن الطفل يشكل نقطة تحول في حياة الزوجين، لانه «يضفي نوعاً من الاستقرار ويبعد شبح الانفصال، لكنه ليس سبباً كافياً إذا كان طريق الصلح مسدوداً أمامهما، خصوصا إذا كانت الخلافات مزمنة، لأن الحياة تتحول إلى جحيم. ويضيف أن «المشكلات المستدامة تتفرع إلى 12 مشكلة فرعية، لتنشق عن كل منها أربع مشكلات جزئية، حيث يصعب حلها بسبب كثرتها، ثم يستسلم الزوجان ويخضعان للأمر الواقع، ويتسبب سوء الحوار بين الطرفين في الجفاء الروحي والصمت الذي يسود المنزل.

السعادة الزوجية
تقوم الحياة الزوجية السعيدةعلى أسس نفسية وصحية وفكرية واجتماعية، مثل: الاهتمام بالصحة ونظافة وترتيب المنزل. الثقة والحوار والاحترام المتبادل بين الطرفين، واعتماد الصراحة التامة.

حل المشكلات بعقلانية وهدوء وإتقان فن الشجار داخل جدران المنزل الزوجي.

عدم التكلم عن العلاقات العاطفية السابقة، حتى ولو كانت بريئة أو رومانسية.

التسامح والتغاظي عن الأخطاء السطحية. الادخار وتنظيم المصروف.

الابتعاد عن «القيل والقال» والمشكلات بين الزوجة وحماتها أو الزوج وأهل زوجته أو الاستماع إلى النصائح «المغرضة».

المشاركة وتحمل المسؤولية بين الطرفين .

قائمة «أفروديت» لأغذية الحب وعطوره
نشرت دراسة حديثة تضم لائحة بأسماء مأكولات ومشروبات وروائح تضمن مشاعر الحب وتحقق السعادة ومتعة الحياة الزوجية، تحت اسم آلهة الإغريق «أفروديت».

ترأست الطماطم قائمة الخضراوات وسميت بـ «تفاحة الحب»، لاحتوائها على فيتامين «ه» الذي يساعد انتاج الهرمون في الجسم ويزيد من طاقته، وكذلك الفجل واللفت والجزر وعش الغراب والخرشوف.

وضمت لائحة الفواكه التين والعنب والفراولة والتفاح والموز، لقدرتها على تحسين المزاج وزيادة الثقة بالنفس. أما بالنسبة إلى ثمار البحر، فيعتبر القريدس والمحار وسمك الثعبان وجراد البحر أفضلها، لأنها تحتوي على الزنك، الذي يساعد على تحسين المزاج ويعطي الصحة للجسم.

أما المكسرات مثل اللوز والبندق والصنوبر وعين الجمل، فتخفف من التوتر والضغط، وينشط العسل الغني بالفيتامين «ب» المشاعر العاطفية عند الرجل والمرأة، وكذلك الشوكولاته، التي تشجع مكوناتها إفراز كيمائيات في المخ. ويلعب مشروب الفانيلا والياسمين الطبيعي دوراً إيجابياً في المزاجية عند الرجل، وزهور اللافندر المحفز القوي عند المرأة. ..منقول..

خليجية

Thanks sweety

^_^

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.