لكن في السنة الماضية، شكّك البعض في صحة هذه الفكرة وذلك في دراسة نشرها باحثون أميركيون من جامعة بنسلفانيا وأثارت ضجة كبيرة. وبرأي هؤلاء الباحثين، لا جدوى من شرب قنينة من المياه وبشكل خاص لتخليص الجسم من السموم: وحدهما الرئتان تنقيان الجسم بغض النظر عن كمية المياه التي نشربها.
لكنّ الشركات التي تنتج المياه المعبأة في قنانٍ ردت على هؤلاء من خلال حملات دعائية عنيفة تصرّ على أهمية شرب ليتر ونصف الليتر من المياه يومياً. لكنّ أياً من الطرفين المتنازعين لم يتكبّد عناء التحدّث عن واقع بسيط: تختلف كمية المياه الضرورية من شخص إلى آخر بحسب السعرات الحرارية التي يحرقها نظامه الغذائي واختلاف الفصول.
الكميّة اللازمة
نحتاج إلى شرب 1 ملليتر من المياه مقابل كل سعرة حرارية نحرقها. عندما نحرق 2024 سعرة حرارية (المتوسط لدى النساء)، نحتاج إلى شرب ليترين من المياه. أما عندما نحرق 2500 سعرة حرارية (المتوسط لدى الرجال) فنحتاج إلى شرب ليترين ونصف الليتر من المياه يومياً. لكن ليس من الضروري أن نشرب ليترين أو ليترين ونصف الليتر من المياه لأن الطعام الذي نتناوله خلال الوجبات يحتوي أيضاً على المياه.بخصوص الأطعمة
تحتوي الأطعمة كافة، ما عدا السكر والزيت، على المياه. لكن الفاكهة والخضار هي الأكثر غنى بها: 90 في المئة عموماً. عندما نأكل الكميات اللازمة من الفاكهة (300 غرام) والخضار (500 غرام) يومياً نحصل على أكثر من نصف ليتر من المياه (700 غرام تقريباً). وعندما نصنع حساءً يتألف من بعض أنواع الخضار، نحصل على كمية أكبر من المياه.
كذلك نجد المياه في مشتقات الحليب كافة (50 إلى 85 في المئة) وفي اللحوم والأسماك (60 إلى 80 في المئة)، والمعجنات والرز وأنواع أخرى من الحبوب (نسلقها في المياه فتمتصها). وفي النهاية نأكل يومياً أطعمة تحتوي على أكثر م
ن ليتر من المياه، إلا إذا لم نتناول الفاكهة والخضار (وهذا يضر بصحتنا كثيراً). وإذا كنا نحتاج إلى ليترين من المياه يومياً، يبقى علينا أن نشرب نصف ليتر.
إذا أضفنا إلى ذلك الشاي والقهوة، أو المشروبات التي تحتوي على السكر، يبقى علينا أن نشرب ربع ليتر من المياه فقط.
الحرارة والمناخ
في الشتاء، نعيش غالباً في بيئة دافئة جداً ونرتدي الكثير من الثياب. وهذا ما يجعلنا نتعرق ويزيد حاجتنا إلى المياه. لذلك يفضّل أن نشرب كمية أكبر من المياه النقية وليس القهوة والشاي لئلا نزيد جرعة الكافيين التي نتناولها فهذا يضر بجهازنا العصبي. بالإضافة إلى ذلك، يدفعنا الكافيين إلى التبوّل، فنجد أنفسنا أسرى حلقة مفرغة قد تسبب لنا الجفاف.
هل ستختفي قناني المياه المعبأة؟
تراجعت مبيعات قناني المياه بنسبة 7.5 في المئة عام 2024 بسبب الأزمة الاقتصادية والوعي البيئي. وقد طاول هذا التراجع، خصوصاً، أنواع المياه المنكّهة التي تُعتبر مجرد سلع تجارية لا فائدة غذائية لها.
ومن المتوقع أن يزداد هذا التراجع أكثر فأكثر. لكن يُستبعد أن يؤثر ذلك إلى حد كبير على قناني المياه الطبيعية التي تحتوي على أملاح معدنية كثيرة مفيدة، ومياه غازية التي على رغم أنها لا تتمتع بفائدة كبيرة غذائياً، يستمتع معظم الناس بشربها.