تخطى إلى المحتوى

النفس

نفسك عالم عجيب،
يتبدل كل لحظة،
يتغير ولا يستقرعلى حال
تحب المرء فتراه ملكاً،
ثم تكرهه فتبصره شيطاناً،
وما ملكاً كان قط ولا شيطاناً ولا تبدل، ولكن تبدلت حالة نفسك
وتكون في مسرة فترى الدنيا ضاحكة
حتى لو أنك كنت مصوراً لملأت صورتها على لوحتك بزاهي الألوان،
ثم تراها وأنت في كدر باكيةً قد غرقت في سواد الحداد،
وما ضحكت الدنيا قط ولا بكت ولكن كنت أنت الضاحك والباكي

إن النفس كالنهر الجاري، لا تثبت قطرة منه في مكانها، ولا تبقى لحظة على حالها،
تذهب وتجيء غيرها تدفعها التي هي ورائها، وتدفع هي التي أمامها
في كل لحظة يموت واحد ويولد واحد،
وأنت الكل،
أنت الذي مات،
وأنت الذي وُلد
فابتغ لنفسك الكمال أبداً واصعد بها إلى الأعالي،
واستولدها دائماً مولوداً
أصلِح وأحسِن ولا تقل لشيء (لا أستطيعه) فإنك لا تزال كالغصن الطري،
لأن النفس لا تيبس أبداً ولا تجمد على حال
فاعرف نفسك، واخلُ بها، وغُص على أسرارها،
وتساءل ما النفس؟ وما العقل؟ وما الحياة؟ وما العمر؟
ولا تنس أن من عرف ربه عرف نفسه وعرف الحياة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.