شدتني احد القصص الخاصة بأحد أنواع الصقور في احد البلدان – لا اذكر النوع أو البلد – حيث إن هذا النوع من الصقور وعند بلوغه سن الأربعين من عمره أو على الأصح منتصف عمره يقوم بالطيران بعيدا إلى قمة الجبل ليقوم بنتف ريشه و من ثم يقوم بدق منقاره في الصخر حتى ينكسر و من ثم يقوم بحف مخالبه في الصخور حتى يقوم بقلعها , للوهلة الأولى يتبادر إلى ذهنك أن ما يقوم به هذا الصقر انتحار مؤكد فهو يجرد نفسه من كل أسلحته و وسائله للعيش فبدون ريش لا يوجد وسيلة للطيران وان طار فلن يستطيع الاصطياد أو الدفاع عن نفسه لفقدانه المخالب وان وجد ما يقتات به فلن يستطيع بدون منقاره.
إن تركت القصة هنا كماهي فهذا فعلا انتحار مؤكد ولكن ما هو الدافع الذي دفع هذا الطير للقيام بذلك و تحمل كل هذا الألم و الجوع؟
مع مرور السنون على هذا الطير فان منقاره يزداد طولا حتى يصبح معكوفا مما يحد من طريقته في التهام الطعام و كذلك مخالبه تبدأ في الطول حتى تصبح معكوفة و لا تمكنه من الاصطياد بمهارة أو حتى إمكانية الوقوف جيدا و بالنسبة للريش فانه يكون قد أصبح ثقيلا قديما لا يساعده على الطيران
يمكث هذا الطائر بعيدا مدة شهرين على حتى ينبت له منقار و مخالب و ريش جديد وبهذا يكون قد ولد من جديد فعليا ويعود لما كان عليه أيام شبابه بكامل قوته
العبرة من هذه القصة الحقيقية هي إننا نحتاج بين مدة و أخرى إلى أن نقوم بعملية تجديد لأنفسنا لكي نعود إلى كامل قوتنا و حتى إن كان ذلك بتضحيتنا بالكثير .
فإجازة طويلة بعيدا عن العمل و ضغوط الحياة قد تكلفك الكثير و قد تكون سببا لعدم حصولك على دخل إضافي إلا أنها كفيلة بتجديد روحك للبدء من جديد
قد تتنازل / تضحي بأشياء ترى إنها ضرورية من اجل القيام بأشياء أفضل أو للحصول على نتائج أفضل
تركك للعمل (سواء بشكل قهري كالفصل أو الاستغناء عن خدماتك أو حتى وصولك لسن التقاعد أو حتى في حال لم تكن راضيا عن عملك الحالي ) قد ترى انه من اخطر ما يحصل لك ولكن خذها من ناحية أخرى كنوع من التجديد و التغيير لتصبح أفضل في مكان أو عمل أخر
فتفرغك بضعة أشهر واعتزالك العالم قد يكون انتحار مهني بنظرك في ذلك الوقت إلا انك بعد عودتك تكون قد اكتسبت صحتك و عافيتك و لك ما تبقى من العمر / الوقت لتتدارك ما فاتك فان أهم ما تملك هو صحتك و وقتك و كل ماعاداه لا تملكه فعليا …
واحب اقرا مواضيع عن التفاعل
وتسلم الانامل