تخطى إلى المحتوى

أدلة تحريم الاختلاط بين الرجال والنساء وبيان أحواله

أدلة تحريم الاختلاط بين الرجال والنساء وبيانأحواله

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أمابعد:

فقد ظهر علينا بعض الناس في هذه الأيام من يزعم إباحةالاختلاط، ويحشر من الأدلة ما لا يحسنه أهل الباطل فيما يخدمهم به، ويمدهم في غيهموما يبتغونه من فتنة وفساد..

وأذكر هنا جملة من كلام العلماء في بيانحرمة الاختلاط أسأل الله التوفيق والسداد وأن يهدي ضالالمسلمين.

قال سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي عامالمملكة رحمه الله : «اختلاط الرجال بالنساء له ثلاث حالات:
الأولى: اختلاط النساء بمحارمهن من الرجال: وهذا لا إشكال فيجوازه. الثانية: اختلاط النساء بالأجانب لغرضالفساد: وهذا لا إشكال في تحريمه. الثالثة: اختلاطالنساء بالأجانب في دور العلم والحوانيت والمكاتب والمستشفيات والحفلات ونحو ذلك: فهذا في الحقيقة قد يظن السائل في بادئ الأمر أنه لا يؤدي إلى افتتان كل واحد منالنوعين بالآخر، ولكشف حقيقة هذا القسم فإننا نجيب عنه من طريق مجمل ومفصل: أماالمجمل فهو أن الله تعالى جبل الرجال على القوة والميل إلى النساء، وجبل النساء علىالميل إلى الرجال مع وجود ضعف ولين، فإذا حصل الاختلاط نشأ عن ذلك آثار تؤدي إلىحصول الغرض السيئ؛ لأن النفس أمارة بالسوء والهوى يعمي ويصم، والشيطان يأمربالفحشاء والمنكر. وأما المفصل فالشريعة مبنية على المقاصد ووسائلها ووسائل المقصودالموصلة إليه لها حكمه، فالنساء مواضع قضاء وطر الرجال، وقد سد الشارع الأبوابالمفضية إلى تعلق كل فرد من أفراد النوعين بالآخر. وينجلي ذلك بما نسوقه لك منالأدلة من الكتاب والسنة. أما الأدلة من الكتاب فستة:
الدليل الأول: قال تعالى: سورة يوسف الآية 23 { وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِوَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُرَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ }وجه الدلالة: أنه لما حصل اختلاط بين امرأة عزيز مصر وبينيوسف عليه السلام ظهر منها ما كان كامنًا فطلبت منه أن يواقعها ولكن أدركه اللهبرحمته فعصمه منها، وذلك في قوله تعالى: سورة يوسف الآية 34{ فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } وكذلك إذا حصل اختلاط الرجال بالنساء اختار كلمن النوعين من يهواه من النوع الآخر وبذل بعد ذلك الوسائل للحصول عليه.

الدليل الثاني: أمر الله الرجال بغض البصروأمر النساء بذلك، فقال تعالى: سورة النور الآية 30 { قُلْلِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَأَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِيَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ} الآية. وجه الدلالةمن الآيتين: أنه أمر المؤمنين والمؤمنات بغض البصر، وأمره يقتضي الوجوب، ثمبين تعالى أن هذا أزكى وأطهر، ولم يعف الشارع إلا عن نظر الفجأة؛ فقد روى الحاكم في [المستدرك] ، عن علي رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: أحمد في [المسند] رقم (5 / 351، 353،357)، والدارمي في [السنن] (2 / 298)، والحاكم في [المستدرك] (2 / 212) و(3 / 133)، وأبو داود برقم (2149)، والترمذي برقم (2777)،والبيهقي في [السنن] (7 / 90)، وابن أبي شيبة في [المصنف] (2 / 324).(يا علي ، لا تتبع النظرة النظرة، فإنما لك الأولى، وليست لكالآخرة ) قال الحاكم بعد إخراجه: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقهالذهبي في تلخيصه، وبمعناه عدة أحاديث. وما أمر الله بغض البصر إلا لأن النظر إلىمن يحرم النظر إليهن زنا، فروى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلمأنه قال أحمد (2 / 276، 317، 329، 344، 359، 372، 411، 528، 535، 536)، والبخاري [فتح الباري] برقم (6612) ، ومسلم برقم (2657)، وأبو داود برقم (2152). العينانزناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش،والرجل زناها الخطو متفق عليه، واللفظ لمسلم ، وإنما كان زنا؛ لأنه تمتع بالنظر إلىمحاسن المرأة ومؤد إلى دخولها في قلب ناظرها فتعلق في قلبه فيسعى إلى إيقاع الفاحشةبها، فإذا نهى الشارع عن النظر إليها لما يؤدي إليه من المفسدة وهو حاصل فيالاختلاط، فكذلك الاختلاط ينهى عنه؛ لأنه وسيلة إلى ما لا تحمد عقباه من التمتعبالنظر والسعي إلى ما هو أسوأ منه.

الدليلالثالث: الأدلة التي سبقت في أن المرأة عورة، ويجب عليها التستر في جميعبدنها؛ لأن كشف ذلك أو شيء منه يؤدي إلى النظر إليها، والنظر إليها يؤدي إلى تعلقالقلب بها، ثم تبذل الأسباب للحصول عليها وكذلك الاختلاط.

الدليل الرابع: قال تعالى: سورة النور الآية 31{ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْزِينَتِهِنَّ }وجه الدلالة: إنه تعالى منعالنساء من الضرب بالأرجل وإن كان جائزًا في نفسه؛ لئلا يكون ن سببًا إلى سمع الرجالصوت الخلخال فيثير ذلك دواعي الشهوة منهم إليهن، وكذلك الاختلاط يمنع لما يؤدي إليهمن الفساد.

الدليل الخامس: قوله تعالى: سورة غافر الآية 19{ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَاتُخْفِي الصُّدُورُ } فسرها ابن عباس وغيره: هو الرجل يدخل على أهل البيتبيتهم، ومنهم المرأة الحسناء وتمر به، فإذا غفلوا لحظها، فإذا فطنوا غض بصره عنها،فإذا غفلوا لحظ، فإذا فطنوا غض، وقد علم الله من قلبه أنه ود لو اطلع على فرجهاوأنه لو قدر عليها لزنى بها. وجه الدلالة: أن الله تعالى وصف العين التي تسارقالنظر إلى ما لا يحل النظر إليه من النساء بأنها خائنة فكيف بالاختلاط إذن.

الدليل السادس: أنه أمرهن بالقرار فيبيوتهن، قال تعالى: سورة الأحزاب الآية 33 وَقَرْنَفِي { بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى } الآية. وجه الدلالة: أن الله تعالى أمر أزواج رسولالله صلى الله عليه وسلم الطاهرات المطهرات الطيبات بلزوم بيوتهن، وهذا الخطاب عاملغيرهن من نساء المسلمين، لما تقرر في علم الأصول: أن خطاب المواجهة يعم إلا ما دلالدليل على تخصـيصه، وليس هناك دليل يدل الخصوص، فإذا كن مأمورات بلزوم البيوت إلاإذا اقتضت الضرورة خروجهن فكيف يقال بجواز الاختلاط على نحو ما سبق؟! على أنه كثرفي هذا الزمان طغيان النساء وخلعهن جلباب الحياء واستهتارهن بالتبرج والسفور عندالرجال الأجانب والتعري عندهم، وقل الوزاع ممن أنيط به الأمر من أزواجهن وغيرهم.

وأما الأدلة من السنة فإننا نكتفي بذكر عشرة أدلة:

1 – روى الإمام أحمد في [المسند] بسنده عن أم حميد امرأةأبي حميد الساعدي رضي الله عنها، أنها جاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يارسول الله، إني أحب الصلاة معك، قال: أحمد (6 / 371)، وابن خزيمة في [الصحيح] برقم (1689)، وابن حبان في [الصحيح] (2217)، وابن أبي شيبة (2 / 382، 385).( قد علمت أنك تحبين الصلاة معي، وصلاتك في بيتك خير من صلاتك فيحجرتك، وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك، وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجدقومك، وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي قال: فأمرت فبني لها مسجد في أقصىبيت من بيوتها وأظلمه، فكانت والله تصلي فيه حتى ماتت ). وروى ابن خزيمة فيصحيحه ،عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ابنخزيمة برقم (1691، 1692)، والطبراني في [المعجم] (2 / 35). إن أحب صلاة المرأة إلىالله في أشد مكان من بيتها ظلمة.

وبمعنى هذين الحديثين عدة أحاديثتدل على أن صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في المسجد.
وجه الدلالةأنه إذا شرع في حقها أن تصلي في بيتها، وأنهأفضل حتى من الصلاة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ومعه، فلأن يمنع الاختلاط منباب أولى.

2- ما رواه مسلم والترمذي وغيرهما بأسانيدهم، عن أبيهريرة رضي الله عنه قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: مسلم برقم (440)، وأبو داودبرقم (678)، والترمذي برقم (224)، والنسائي في [المجتبى] برقم (821)، وابن ماجه في [السنن] برقم (1000)، وابن خزيمة في [الصحيح] برقم (1693)، والدارمي في [السنن] برقم (1272).( خير صفوف الرجال أولها، وشرها آخرها، وخير صفوفالنساء آخرها، وشرهاأولها ) قال الترمذي بعد إخراجه: حديث صحيح . وجه الدلالة: أن الرسول صلى الله عليه وسلم شرع للنساء إذاأتين إلى المسجد فإنهن ينفصلن عن المصلين على حدة، ثم وصف أول صفوفهن بالشر والمؤخرمنهن بالخيرية، وما ذلك إلا لبعد المتأخرات من الرجال عن مخالطتهم ورؤيتهم وتعلقالقلب بهم عند رؤية حركاتهم وسماع كلامهم، وذم أول صفوفهن لحصول عكس ذلك، ووصف آخرصفوف الرجال بالشر إذا كان معهم نساء في المسجد لفوات التقدم والقرب من الإماموقربه من النساء اللائي يشغلن البال، وربما أفسدن عليه العبادة وشوشن النيةوالخشوع، فإذا كان الشارع توقع حصول ذلك في مواطن العبادة مع أنه لم يحصل اختلاطوإنما هو مقاربة ذلك فكيف إذا وقع الاختلاط؟!

3- روى مسلم فيصحيحه، عن زينب زوجة عبد الله بن مسعود رضي الله عنها قالت: قال لنا رسول الله صلىالله عليه وسلم: أحمد (6 / 363) ، ومسلم برقم (443)، وابن خزيمة برقم (1680)، وابنحبان في صحيحه برقم (1212، 2215). ( إذاشهدت إحداكن المسجد فلا تمس طيبًا ) . وروى أبو داود في سننه،والإمام أحمد والشافعي في مسنديهما بأسانيدهم، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسولالله صلى الله عليه وسلم قال: أحمد (2 / 475) و(5 / 192،193)، وأبو داود برقم (565)، وابن خزيمة في [الصحيح] برقم (1679)، والدارمي برقم (1282)، وابن حبان برقم (2211، 2214). لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، ولكن ليخرجنوهن تفلات . قال ابن دقيق العيد : (فيه حرمة التطيب على مريدة الخروج إلىالمسجد؛ لما فيه من تحريك داعية الرجال وشهوتهم، وربما يكون سببًا لتحريك شهوةالمرأة أيضًا… قال: ويلحق بالطيب ما في معناه كحسن الملبس والحلي الذي يظهر أثرهوالهيئة الفاخرة، قال الحافظ ابن حجر : وكذلك الاختلاط بالرجال، وقال الخطابي في [معالم السنن]: التفل سوء الرائحة، يقال: امرأة تفلة: إذا لم تتطيب، ونساء تفلات) [إحكام الأحكام] (2 / 139). .

4 – روى أسامة بن زيد رضي الله عنهعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أحمد (5 / 200،210)، والبخاري [فتح الباري] برقم (5069)، ومسلم برقم (2740، 2741)، والنسائي في [السنن الكبرى] كما في [تحفةالأشراف] (1 / 49)، وابن ماجه برقم (3998)، والبيهقي في [السنن] (7 / 91)، والترمذيبرقم (2780). ( ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال منالنساء ) رواه البخاري ومسلم . وجه الدلالة: أنه وصفهن بأنهن فتنة على الرجال فكيف يجمع بين الفاتن والمفتون؟! هذا لا يجوز. 5عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أحمد (3 / 19، 22، 61)، ومسلم برقم (2742)، والبيهقي (7 / 91)، والترمذي برقم (2191)، وابنماجه برقم (4000)، وابن خزيمة برقم (1499). إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكمفيها فناظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيلكانت في النساء رواه مسلم .

وجه الدلالة: أن النبي صلى الله عليهوسلم أمر باتقاء النساء، وهو يقتضي الوجوب فكيف يحصل الامتثال مع الاختلاط؟! هذا لايمكن، فإذا لا يجوز الاختلاط.

6- روى أبو داود في [السنن] والبخاري في [الكنى] بسنديهما ،عن حمزة بن أبي أسيد الأنصاري ، عن أبيه رضي اللهعنه، أنه أبو داود برقم (5272). سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول وهو خارج منالمسجد فاختلط الرجال مع النساء في الطريق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم للنساء: ( استأخرن؛ فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق، عليكن بحافات الطريقفكانت المرأة تلتصق بالجدار، حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به ) . هذا لفظ أبي داود ، قال ابن الأثير في [النهاية في غريب الحديث]: (يحققن الطريق: أنيركبن حقها وهو وسطها). وجه الدلالة: أن رسول اللهصلى الله عليه وسلم إذا منعهن من الاختلاط في الطريق؛ لأنه يؤدي إلى الافتتان، فكيفيقال بجواز الاختلاط في غير ذلك؟!

7- روى أبو داود الطيالسي فيسننه وغيره، عن نافع عن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لمابنى المسجد جعل بابًا للنساء وقال: ( لايلج من هذا الباب من الرجال أحد ) .

وروىالبخاري في [التاريخ الكبير] له، عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن عمر رضي الله عنه،عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: البخاري في [التاريخ الكبير] (1 / 60)، وأبو داودبرقم (462،571)،والطيالسي في [السنن] برقم (1829). ( لا تدخلواالمسجد من باب النساء ) . وجه الدلالة: أنرسول الله صلى الله عليه وسلم منع اختلاط الرجال بالنساء في أبواب المساجد دخولًا،وخروجًا، ومنع أصل اشتراكهما في أبواب المسجد؛ سدًا لذريعة الاختلاط، فإذا منعالاختلاط في هذه الحالة ففيما سوى ذلك من باب أولى.

8- روىالبخاري في صحيحه، عن أم سلمة رضى الله عنها قالت: البخاري [فتح الباري] برقم (849)، وأبو داود برقم (1040)، والنسائي في [المجتبى] (3 / 67)، وابن ماجه في [السنن] برقم (919). ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذاسلم من صلاته قام النساء حين يقضي تسليمه، ومكث النبي صلى الله عليه وسلم في مكانهيسيرًا ) .

وفي رواية ثانية له: ( كان يسلم فتنصرف النساء فيدخلن بيوتهن من قبل أن ينصرف رسول الله صلىالله عليه وسلم)، وفي رواية ثالثة: (كن إذا سلمن منالمكتوبة قمن وثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن صلى من الرجال ما شاء الله،فإذا قام رسول الله صلى الله عليه وسلم قام الرجال ) . وجه الدلالة: أنه منع الاختلاط بالفعل، وهذا فيه تنبيه علىمنع الاختلاط في غير هذا الموضع.

9 – روى الطبراني في [المعجمالكبير] عن معقل بن يسار رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الطبراني في [الكبير] (20 / 213)، وابن أبي شيبة في [المصنف] (4 / 341) موقوف.( لأن يطعن في رأس أحدكمبمخيط من حديد خير من أن يمس امرأة لا تحل له ) قال الهيثمي في [مجمعالزوائد]: رجاله رجال الصحيح، وقال المنذري في [الترغيب والترهيب]: رجاله ثقات.

10- وروى الطبراني أيضًا من حديث أبي أمامة رضي الله عنه، عنالنبي صلى الله عليه وسلم أنه قال الطبراني، كما في [مجمع الزوائد] (4 / 326) وقال : فيه علي بن يزيد وهو ضعيف جدًا. لأن يزحم رجل خنزيرًا متلطخًا بطين وحمأة خير لهمن أن يزحم منكبه منكب امرأة لا تحل له .

وجه الدلالة من الحديثين: أنه صلى الله عليه وسلم منع مماسةالرجل للمرأة بحائل وبدون حائل إذا لم يكن محرمًا لها؛ لما في ذلك من الأثر السيئ،وكذلك الاختلاط يمنع لذلك، فمن تأمل ما ذكرناه من الأدلة تبين له: أن القول بأنالاختلاط لا يؤدي إلى فتنة إنما هو بحسب تصور بعض الأشخاص، وإلا فهو في الحقيقةيؤدي إلى فتنة، ولهذا منعه الشارع؛ حسمًا لمادة الفساد، ولا يدخل في ذلك ما تدعوإليه الضرورة وتشتد الحاجة إليه ويكون في مواضع العبادة، كما يقع في الحرم المكيوالحرم المدني. نسأل الله تعالى أن يهدي ضال المسلمين، وأن يزيد المهتدي منهم هدى،وأن يوفق ولاتهم لفعل الخيرات وترك المنكرات والأخذ على أيدي السفهاء، إنه سميعقريب مجيب. وصلى الله على محمد وآله وصحبه .

مفتي الديار السعودية.


انظر: فتاوى اللجنة الدائمة (2/81-93).

فقد ذكر سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمهالله ستة عشر دليلاً على تحريم الاختلاط، فمن الأدلة غير ما ذكره: الدليل السابععشر: قوله تعالى:{ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًافَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْوقلوبهن }.

الدليل الثامن عشرة: حديثعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَالأَنْصَارِ يَا رَسُولَ الله أَفَرَأَيْتَ الحَمْوَ قَالَ الحَمْوُالمَوْتُ» متفق عليه.

الدليل التاسععشر: حديث ابن مسعود عَنِ النَّبِيِّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَقَالَ: «المَرْأَةُ عَوْرَةٌ فَإِذَا خَرَجَتِ اسْتَشْرَفَهَاالشَّيْطَانُ» أخرجه الترمذي بسند صحيح.

فمن تأمل تلكالأحاديث وما للاختلاط من الآثار السلبية المترتبة عليه لا يتردد في تحريمه لغيرضرورة أو حاجة شرعية.
ومن الآثار السلبية للاختلاط: ضعفُ الحجاب،والوقوعُ في التبرج من بعض النساء ؛ فإن المرأة ضعيفة، يستشرفها الشيطان إذا خرجتبين الرجال، كما أخبر بذلك النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ.

وأما ما يستدل به بعضهم فباحة الاختلاط بأن الطوافبالبيت مختلط.

والجواب عن هذه الشبهة: أن الاختلاط الواقعَ اليومفي الطوافِ غيرُ جائز.

والطواف بالبيت لم يكن مختلطاً زمنَالنبي-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. فالنساء يطفن وحدهن دونالرجال.
وهذا ظاهر في أن النساءَ في مناسك الحج كنَّ على هيئةِ الجماعة،بعيدات عن الرجال، وقد حصل شيء من الاختلاط بعد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ فأنكره الخليفة.

قال ابن حجر في فتح الباري (3/480).: «روى الفاكهي من طريق زائدة عن إبراهيم النخعي قال:: نهى عمر أنيطوف الرجال مع النساء، قال: فرأى رجلاً معهن فضربهبالدرَّة».

وسُئل عطاءُ ابنُ أبي رباح – التابعيُ الثقةعن اختلاطِ نساءِ النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بالرجال في الطواففقال: « لَمْ يَكُنَّ يُخَالِطْنَ كَانَتْ عَائِشَةُ- رَضِيَ اللهعَنْهَا- تَطُوفُ حَجْرَةً مِنَ الرِّجَالِ لَا تُخَالِطُهُمْ» [رواهالبخاري برقم (812)، وأبو داود برقم (1040)، والنسائي في [المجتبى] (3 / 67)، وابنماجه في [السنن] برقم (919)]

ومعنى حجرة: أي معتزلة في ناحية،أما الواقع فالواجب إصلاحه بما أمدنا الله جل وعلا من وسائل وإمكانات.

وأما استدلال بعض مجيزي الاختلاط بمداواة الجرحى في الجهاد فيسبيل الله زمن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ.

والجواب: أن المداواة هنا للضرورة، أما الرجال فالجيشبأمس الحاجة إليهم في قتال الكفار.

قال ابنُحجر في الفتحِتعليقاً على حديث مداواة الجرحى: «وفيه جوازُ معالجةِ المرأةالأجنبية الرجلَ الأجنبيَ للضرورة.

قال ابنبطال: ويختص ذلك بذوات المحارم، ثم بالمُتجالات منهن، لأن موضعَ الجرحِ لايلتَذُّ بلمسه، بل يَقشعر منه الجلد، فإن دعت الضرورة لغير المتجالات فليكن بغيرمباشرة، ولا مس»" أهـ كلامُ ابنِ بطال نقلاً عن فتحالباري(6/80)

والفتوى الثانية، فتوىالإمام عبد العزيز بن باز- رحمه الله-، وهذا نص السؤال: ما رأي سماحتكم في تطبيبالمرأة للرجل في مجال طب الأسنان، هل يجوز ؟ علماً بأنه يتوافر أطباء من الرجال فينفس المجال، ونفس البلد.

فأجاب الشيخ عبد العزيز بن باز: لقدسعينا كثيراً مع المسؤولين لكي يكون طب الرجال للرجال، وطب النساء للنساء، وأن تكونالطبيبات للنساء، والأطباء للرجال في الأسنان وغيرها، وهذا هو الحق ؛ لأن المرأةعورة وفتنة إلا من رحم الله، فالواجب أن تكون الطبيبات مختصات للنساء، والأطباءمختصين للرجال إلا عند الضرورة القصوى، إذا وجد مرض في الرجال ليس له طبيب رجل،فهذا لا بأس به، والله يقول: {وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّاحَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ } [الأنعام: 119].

وإلا فالواجب أن يكون الأطباء للرجال، والطبيبات للنساء،وأن يكون قسم الأطباء على حدة، وقسم الطبيبات على حدة.
أو أن يكون مستشفىخاصاً للرجال، ومستشفى خاصاً للنساء حتى يبتعد الجميع عن الفتنة والاختلاطالضار.
هذا هو الواجب على الجميع، انتهت فتوى الإمام عبد العزيز بن بازرحمه الله.

ورد في فتوى اللجنة الدائمة في جوابها على استفتاء مدير جامعةالملك سعود، عن حكم تدريس الرجل للطالبات؟

الفتوى رقم (13947).

الحمد لله وحده،والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فقد اطلعت اللجنة الدائمةللبحوث والإفتاء على ما ورد إلى سماحة الرئيس العام من معالي مدير جامعة الملكسعود، والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء برقم (432) في 25/ 5/ 1411هـ وقد سأل معاليه سؤالاً هذا نصه:
تعلمون سماحتكم أن جامعة الملكسعود تستوعب العدد الأكبر من الطالبات، مقارنة بغيرها من جامعات المملكة، حيث تضمأكثر من (11000) طالبة؛ وذلك انطلاقاً من حاجة هذا البلد لإتاحة الفرصة للطالبات فيمواصلة تعليمهن، ولما للعلم من أهمية للمرأة المسلمة.

ولسد حاجة هذاالبلد من المهن التي تحتاجها المرأة، والاستغناء عن ظاهرة استقدام الأجنبيات؛ لتجنبالسلبيات الناتجة عن ذلك، وكذلك لتوفير التعليم للطالبات السعوديات داخل المملكة؛حتى لا يضطررن إلى السفر خارجها، والدارسة في بيئات مختلفة العقيدة والعاداتوالثقافة، وحرصاً منا على سلامة منهج الجامعة، ورغبة في أن تتم جميع أمورها في إطارمن نظرة الإسلام الخالدة للإنسان، وتنظيمه لشؤون حياته كلها، واستكمالاً للمفاهمةمع سماحتكم حول بعض المشكلات التي تواجهها الجامعة في تدريس الطالبات، ومنها تدريسالمقررات العلمية والطبية ومواد الدراسة العليا، والمواد الأخرى التي يصعب فيها شرحتلك العلوم بواسطة الدائرة التلفزيونية ؛ حين أن المحاضرة تكون معتمدة على تجاربحيوية يصعب توصيلها بالصورة، مثل مادة التشريح وغيرها، إلى جانب السلبيات الكثيرةالتي بدت للجامعة، من التدريس بواسطة التلفاز، ولما يرافقه من مشكلات، منها متعلقةبالتشغيل، فكثيراً ما ينقطع الإرسال، أو يشوش على الطالبات، مما يتأثر به الجدولالدراسي، إذ تتداخل المحاضرات، ومنها تشويش الطالبات بعضهن على بعض أثناء هذهالمحاضرة، وعدم إيلائهن المحاضر الاهتمام الكافي، وصعوبة ضبط الفصل، وخاصة بالنسبةللمشرفات، وهن قلة في الجامعة، إلى جانب التكاليف الكبيرة في إنشاء أماكن البثوالاستقبال، وهي كثيرة لكثرة أعداد الطالبات، والمتاعب الوفيرة في الصيانة، وصعوبةاستقدام الفنيين المؤهلين بمرتبات عالية، أو التعاقد مع شركات الصيانة الباهظةالثمن، مما يكلف الجامعة الكثير، وحيث إن ذلك كله حادث بسبب قلة عضوات هيئة التدريسوندرتهن، وعدم تمكن كثير منهن من الحضور إلى المملكة في الأوقات المحددة، إلى جانبعدم الثقة المطلقة بمن يستقدمن من الخارج، وخاصة الأجنبيات اللاتي تختلف ديانتهنوأخلاقهن، وعاداتهن عما نسير عليه في هذا البلد الآمن، الأمر الذي يستدعي أن تكثفالجهود لتخريج عضوات هيئة تدريس سعوديات مؤهلات، لتولي مهام التدريس للطالبات فيالمستقبل، وحتى نتمكن من الوصول إلى هذه المرحلة إن شاء الله، بزمن قصير؛ لا بد منتمهيد الطريق إلى تلك المرحلة، بإعادة النظر في تدريس الطالبات بما يتفق، ونظرالشرع الكريم، سواء في المرحلة الجامعية أو ما بعد المرحلة الجامعية، وحيث أن دينناالإسلامي كما تعلمون سماحتكم يتميز ولله الحمد عن الأديان الأخرى باليسر المتمثل فيقوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ } [التغابن:16].

فإننا نعرض على سماحتكم هذه المشكلة، ونود أن تفيدوناوفقكم الله برأيكم الشرعي في إمكانية أن يقوم عضو هيئة التدريس الرجل، (في حالةالضرورة التي لا يتوافر فيها مدرسات) بتدريس الطالبات مباشرة، على أن يكنّ هؤلاءالطالبات محجبات حجاباً كاملاً، أو متنقبات تظهر أعينهن فقط؛ من أجل متابعة الشرحعلى السبورة، وخاصة من هن في نهاية المقاعد، وكما يحدث عند الوعظ في المساجد، معوضع الضوابط الكافية لحسن اختيار عضو هيئة التدريس من حيث نزاهته واستقامته،ومراقبة الطالبات مراقبة صارمة، من حيث المحافظة على الحجاب، والاحتشام الكامل،ومعاقبة المخالفات منهن بالحرمان من الامتحان، أو الطرد من الجامعة إذا تكررتمخالفتهن، وغير ذلك من ضوابط يمكن أن تبحث عند تطبيق هذاالنظام.

إننا نعتقد أن سماحتكم يشاركنا المشكلة التي يتعرض لها تعليمالبنات في جامعة الملك سعود، كما نعتقد أنكم حريصون على مصلحة هذه الأمة، نساءًورجالاً، ومن هذا المنطلق فاتحنا سماحتكم بهذه الفكرة، راجين التكرم بالنظر فيهابما يحقق المصلحة للجميع، سائلين الله أن يثيبكم، وأن يوفقكم لخير الدارين، إنهسميع مجيب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وبعد دراسة اللجنةللاستفتاء، أجابت بأنه لا يجوز للرجل تدريس البنات مباشرة، لما في ذلك من الخطرالعظيم والعواقب الوخيمة.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبهوسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينامحمد

كتبه: أسامة بن عطايا العتيبي
https://www.islamancient.com/articles…77da3aba116dd6

جزيتى خيرا


جزاكم الله خير
وجعله في ميزان حسناتكم

أمين واياكن عزيزاتي شكرا لمروركن

الاختلاط اسا كل بليه على وجه الارض

خليجية المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام سالم خليجية
الاختلاط اسا كل بليه على وجه الارض

صدقت وهو سبب الزنا والزلازل والمحن وارتفاع الأسعار وحلول غضب الرب ..نسأل الله السلامة والعافية

جزاكِ الله خيرا ونفع بكِ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.