تاريخ النشر: الأحد 31 أكتوبر 2024
الاتحاد
لا يجب على الأطفال الصغار مشاهدة التلفزيون لفترة تتعدى الساعتين يومياً. هي نصيحة أطباء الأطفال للآباء وتوصية أوصوا بها منذ سنوات، غير أن الآباء والمربين لا يأخذونها دوماً على محمل الجد، وإذا فعلوا ذلك فإلى حين. إذ سُرعان ما تضيق أنفاسهم فيتراخون وتفتُر عزائمهم وتخر صرامتهم الرقابية. دراسة جديدة نُشرت في العدد الأخير من مجلة “طب الأطفال” في أميركا تُميط اللثام عن هذا الموضوع وتُشير إلى أن معدل الساعات التي يقضيها الأطفال أمام شاشات التلفزيون أو الكمبيوتر أو الـ”دي في دي” وألعاب الفيديو قبل التحاقهم بالروضة تصل إلى 4 ساعات يومياً، أي ضعف الحد الأقصى الذي حدده الأخصائيون والتربويون.
أضرار الشاشات
باشر الباحثون منذ سنة 2024 دراسة بيانات حوالي 9,000 طفل، وأجروا مقابلات مع آبائهم ومربيهم لمعرفة عدد الساعات التي يقضيها كل طفل منهم في التحديق في إحدى شاشات البيت يومياً. ووجد الباحثون أن معدل ما يقضيه الأطفال من ساعات في مشاهدة الشاشات تصل إلى 4 ساعات يومياً، منها 3-6 ساعات في البيت فقط. ووجدوا أن معدل عدد الساعات التي يقضيها أطفال دور الرعاية في مشاهدة الشاشات تبلغ 5-6 ساعات يومياً، في حين سجلوا لدى مراكز الرعاية 3-2 ساعات في اليوم. وقال الباحثون إن معدل ساعات مشاهدة الشاشات يرتفع ويتجاوز الحد المسموح به تربوياً حتى عند الأطفال الذين لم يسبق لهم تلقي حصص رعاية طفولة بروضة أو دار أو مركز، إذ وصل معدل الساعات التي يقضونها أمام الشاشات 4-4 ساعات. وسجل الأطفال الملتحقون ببرنامج رعاية الأطفال المنحدرين من أُسر معوزة في مركز “هيد ستارت” معدل 4-2 ساعات يومياً، غير أن معظم وقت مشاهدتهم للشاشات كان في بيوتهم وليس في مركز “هيد ستارت”.
معبودة الأطفال
يقول أطباء الأطفال إن تحديق الطفل لساعات طويلة وبصورة يومية في شاشة التلفزيون أو الكمبيوتر أو الألعاب الإلكترونية يؤثر سلباً على نمو مداركه المعرفية والنفسية، وأن الساعات التي يقضيها قُبالة الشاشة تؤخر اكتسابه المهارات اللغوية والتواصلية اللازمة وتصيبه بالسمنة بسبب قلة النشاط وتجعله أكثر ميلاً إلى العنف والسلوكات العدوانية.
ولم تصدُر في أية ولاية من الولايات الأميركية قوانين تنظيمية تُلزم مراكز رعاية الأطفال بالتقيد بذلك من خلال عدم السماح لمنتسبيها بمشاهدة الشاشات أكثر من ساعتين يومياً.