الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله , أما بعد فالقلوب مقسمه إلى ثلاثة أنواع:
صحيح وميت ومريض
القلب الصحيح: هو الذي سلم أن يكون لغير الله فيه شرك بوجه ما , بل قد خلصت عبوديته لله تعالى : إرادة , ومحبه , وتوكلا , وإنابه , وإخباتا , وخشيه , ورجاء , وخلص عمله لله .
ولا يكفيه هذاحتى يسلم من الأنقياد والتحكيم لكل من عدا رسول الله-صلى الله عليه وسلم-, فيعقد قلبه عقدا محكما على الائتمان والأقتداء به وحده في الأقوال والأفعال.
القلب الميت:وهو القلب الميت الذي لاحياة فيه ,فهو لايعرف ربه , ولا يعبده بأمره وما يحبه ويرضاه, بل هو واقف مع شهواته ولذاته , ولو كان فيها سخط ربه وغضبه , فهو لا يبالي إذا فاز بشهوته وحظه , فهو متعبد لغير الله : حبا , وخوفا , ورضا , وسخطا , وتعظيما , وذلا . -والعياذ بالله -.
القلب المريض :قلب له حياه وبه عله ,فله مادتان , تمده هذه مره , وهذه أخرى , ففيه من محبة الله تعالى والإيمان به والإخلاص له , والتوكل عليه : ماهو مادة حياته , وفيه من محبة الشهوات وإيثارها والحرص على تحصيلها , والحسد والكبر والعجب , وحب العلو والفساد في الأرض بالرياسه ,: ماهو مادة هلاكه وعطبه , وهو ممتحن بين داعين :داع يدعوه إلى الله ورسوله والدار الآخرة , وداع يدعوه إلى العاجله .
وقد جع الله تعالى بين هذه القلوبالثلاثة بقوله " وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم * ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وإن الظالمين لفي شقاق بعيد * وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وإن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم "
قال حذيفه بن اليمان -رضي الله عنه-: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- :" تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عودا عودا. فأي قلب أشربها نكتت فيه نكته سوداء , وأي قلب أ نكرها نكتت فيه نكته بيضاء
, حتى تعود القلوب على قلبين: قلب أسود مربادا كالكوز مجخيا لايعرف معروفا ولا ينكر منكرا , إلا مأشرب من هواه , وقلب أبيض فلا تضره فتنه مادامت السموات والأرض "
أنتهى كلام الشيخ أبن القيم رحمه الله تعالى رحمة واسعه – من كتابه القيم :إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان
وقد نقلته بتصرف مني
أسأل الله تعالى أن يجعل قلوبنا صحيحه . آمين
بارك الله فيج