برامج تلفزيونية وتحقيقات صحافية ودراسات لتعليم الفتيات
اختتام مغاير لـ «منتدى حقوق الطفل» يلزم المشاركين بأعمال ميدانية
اختار المشاركون في المنتدى العربي الثاني للإعلام وحقوق الطفل الذي يناقش قضية تعليم الفتيات، أسلوباً مغايراً يحض على الجانب العملي بعيداً عن التنظير، لاختتام أعماله أمس في فندق تريدرز بدبي بعد ثلاثة أيام من المداولات المثيرة لجلساته التي كانت برعاية حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، سمو الأميرة هيا بنت الحسين سفيرة النوايا الحسنة لبرنامج الغذاء العالمي.
وحظي المنتدى بتنظيم مشترك بين المكتب الإقليمي لليونيسيف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وصحيفة البيان ونادي دبي للصحافة والمعهد العربي لحقوق الإنسان ومعهد كوتر لدراسات المرأة العربية ومدينة دبي للإغاثة الإنسانية.
وأعلن محمد أنيس سالم سفير المكتب الإقليمي لليونيسيف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الجلسة الختامية للمنتدى الاستغناء عن إصدار بيان ختامي، إذ إن المشكلة تكون في تعدد اللقاءات التي يصدر عنها بيانات ختامية دون أثر أو صدى عملي، مطالباً المشاركين من الإعلاميين الذين يبلغ عددهم نحو أربعين شخصاً من العاملين في الميدان بالإمارات .
ومختلف الدول العربية، بتقديم كل واحد منهم لالتزام محدد يخدم الهدف الذي يسعى إليه المنتدى وهو تعليم الفتيات، ومن ثم التعهد بتطبيقه كل في البلد الذي ينتمي إليه في مدة لا تتجاوز الستة شهور.
وتقدم المشاركون بعشرات الالتزامات المتباينة والداعمة لقضية تعليم الفتيات إعلامياً، كان منها عمل أفلام وريبورتاجات إعلامية مكتوبة ومرئية في عدد من الوسائل الإعلامية المعروفة على مستوى البلدان العربية، إضافة إلى نشر موضوعات إعلامية على الصفحات الإلكترونية.
حيث تقدم المشاركون بعدد من الالتزامات في تقديم أفلام توثيقية هدفها دعم قضية تعليم الفتيات، مثل التذكير بالأطفال المنسيين والأطفال الذين يعيشون تحت ويلات الاحتلال والصراعات والفقر مثل فلسطين والعراق ودارفور واليمن والمخيمات الفلسطينية في لبنان، علاوة على الاهتمام بقضية الفتيات من ذوات الاحتياجات الخاصة.
وأبدى المشاركون رغبة في إصدار مجلات جديدة ودراسات تساند الفتيات وتحمل أصواتهن إلى أبعد مدى، لا سيما بعض القنوات التلفزيونية والصحف العربية الرئيسية، حيث أبدت الإعلامية منى أبو سليمان مقدمة كلام نواعم على تلفزيون (MBC) بعرض حلقة تلفزيونية عن تعليم الفتيات.
وعرضت الدكتورة لينا منصور من قناة الجزيرة في قطر بعض الفلاشات التي تهتم بعرضها القناة في سبيل حرصها على الوقوف إلى جانب المهمشين والمنسيين في الأرض لا سيما الأطفال، علاوة على عرضها المزيد من البرامج والأعمال التلفزيونية الداعمة لحقوق الطفل العربي.
وأعلن المؤتمرون عن خطوات عملية للتواصل من أجل حقوق الطفل المختلفة، وأبدوا استعداداً لبذل مزيد من الجهود من دعم للأطفال العرب، وأبدوا رغبة في التواصل والعطاء والوقوف معاً، علاوة على تحفزهم لفكرة إنشاء رابطة أو شبكة تجمع بين مختلف المشاركين من الإعلاميين العرب لتبادل الأفكار والمساهمة في خلق واقع أفضل لأطفال اليوم والغد، حيث سيتم خلال اليومين المقبلين تزويد الجميع بتقرير نهائي حول أبرز ما توصل إليه المنتدى وتعهد به المشاركون.
وكان المشاركون قد ناقشوا في الجلسة قبل الأخيرة من فعاليات اليوم الختامي التي ترأسها علي عبيد الهاملي رئيس قسم الثقافة في صحيفة (البيان)، مشروع ميثاق الإعلام وحقوق الطفل الذي صدر عن المنتدى الأول الذي عقد في سبتمبر من العام 2024 بدبي.
حيث دار الحديث عن آليات مختلفة للوصول بالمشروع إلى حيز العمل الفعلي والتأثير من أجل دعم الطفل العربي والمحافظة على حقوقه بأشكالها المختلفة.
واستمع عبيد إلى آراء متباينة ومكملة لمشروع الميثاق العربي للإعلام وحقوق الطفل أجمعت على أهمية أن تتوفر في الوثيقة مواصفات كثيرة أبرزها شمولية المناطق العربية التي يعاني فيها الأطفال نتيجة للحروب والاقتتال، علاوة على سهولة تداول مواد هذه الوثيقة سواء من وسائل الإعلام أو أصحاب القرار، على أن يطرح الميثاق في مختلف وسائل الإعلام، إلى جانب مطالبة البعض باعتمادها من قبل وزراء الإعلام العرب.
وطالبت الإعلامية هالة مراد من ال(بي بي سي) بإيصال هذه الوثيقة الداعمة لحقوق الطفل إلى أكبر عدد من الإعلاميين العرب عبر قناة المكاتب الإقليمية لليونيسيف، وهو إجراء من شأنه أن يسهم في جعل موادها أكثر قابلية للتطبيق العملي، مشيرة إلى الحاجة إلى خطوات عملية أكثر من أي شيء آخر.
وشدد بسام عيشة الخبير الإعلامي الليبي والمدرس في مجال حقوق الطفل على وجوب أن يكون الميثاق ملزماً أخلاقياً وليس قانونياً، بحيث يتبلور من خلال الاتصالات المتواصلة بين المشاركين حتى يتحول إلى مبادئ عامة وآلية لرصد الانتهاكات الفاضحة تجاه حقوق الطفل محلياً وعربياً أو حتى إعلامياً.
ورأى الإعلامي اليمني عبدالعزيز عوضة أن المشروع المطروح للميثاق أغفل دور قيادات المجتمع المحلي والمرشدين الدينيين وحتى القادة الشباب، والذين يعدون جزءاً مهماً في هذا الجانب لقربهم من المجتمع العام، مطالباً بضرورة تشجيع الأطفال على التعبير عن أنفسهم ونقل واقعهم بأقلامهم وفق الصورة التي يعيشونها.
ومستشهداً في الوقت نفسه بأن ظاهرة تهريب الأطفال من اليمن إلى بعض الدول المجاورة تم علاجها والقضاء عليها عن طريق القيادات المحلية المجتمعية والشباب.
وقال الإعلامي ياسر المياسي من صحيفة (اليمن تايمز) إن التعويل في هذا الجانب على نقابات الصحافيين أمر في غاية الأهمية، ومن الممكن أن يكون الميثاق أكثر فاعلية إذا وصل إلى أكبر عدد ممكن من الصحافيين .
وصناع القرار في الإعلام العربي، ولا بد من العمل على وتر التعريف بماهية هذا الميثاق من خلال أفضل وأوسع القنوات الموصلة إلى هدفنا المنشود والمتمثل بالمحافظة على حقوق متكاملة لأطفال العالم العربي في مختلف مواقعهم.
وعلق علي عبيد في نهاية الجلسة بأن كل ما طرح وسيطرح من نقاشات علمية وإعلامية متخصصة تسهم جميعها في دعم الميثاق وتعزز من موقعه، فالميثاق لا يزال قابلاً للتعديل والتطوير وفق ما هو أفضل وأنجح، فهو لن يخرج بصورته النهائية حتى يجد كل واحد منكم لمساته الإيجابية عليه والتي تجعل منه حينها ميثاقاً قوياً وأكثر قابلية للتطبيق.
دبي ـ عنان كتانة: جريدة البيان
[/frame]