تخطى إلى المحتوى

اعداء الإسلام يسعون لهدم الدين بمهاجمة فقهاء التفسير

  • بواسطة

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمه الله و بركاته

تاريخ النشر: الجمعة 21 يناير 2024

عمرو أبوالفضل

شن أنصار الفكر العلماني هجوما حادا على كل كتب تفسير القرآن الكريم واعتبروها من وسائل تغييب

العقل والحجر على الاجتهاد والنظر العلمي بحجة أنها تعبر عن مراحل تاريخية قديمة تجاوزها العصر

وتمتلئ بانحرافات الفرق الإسلامية والتأويل الفاسد للنصوص الذي لا يدل على حقيقة مراد الله تعالى

من كلامه المنزل وأنها بعيدة تماما عن الفهم الصحيح للقرآن وتفسد معانيه وتنشر الخرافات والأباطيل

التي تسيء إلى العقل المسلم وتشوه الإسلام. وأكدوا أن استعمال كلمة تفسير القرآن فيه سوء أدب مع

القرآن الكريم فليس القرآن كتابا غامضا مبهما يحتاج إلى البشر ليفسروه ويبينوه ولا أحد يمكنه معرفة

التفسير الحقيقي، وطالبوا بعدم الالتزام بآراء الفقهاء القدامى لتناقضها مع العقل والحقائق العلمية.

يقول الدكتور عبد الجواد المحص أستاذ ورئيس قسم الدراسات الإسلامية واللغوية بجامعة الأزهر- إن

الهجوم على تفسير القرآن الكريم لا يستند إلى مسوغات مقبولة بل هو نوع من التعصب العلماني

يكشف عن حقيقة الأصولية العلمانية ورفضها لكل ما يمت إلى الإسلام وتراثه. مضيفا أن مقولات

التيار الحداثي عن التفسير يمكن دحضها من أساسها وهي لا تخرج عن جهود الاستشراق التي تهدف

إلى القفز على المناهج والعلوم الإسلامية، وتسعى لتسويغ المفاهيم الغريبة عن النص القرآني باسم

القراءات الجديدة أو القراءات المستنيرة للنص القرآني.

وقال إن المقولات الزائفة التي يرددها بعض الحداثيين تخلط عن عمد بين النص القرآني والتفسير مع

أن الفارق كبير وشاسع بين النص والفهم المقارب له ولذلك يحاولون استثمار وجود انحرافات فكرية

في بعض كتب التفسير للقول بالقراءة السياقية للنص القرآني أو التفسير التأويلي أو المقاصدي للقرآن

الكريم وهدفهم تطويع النص المقدس والانتهاء إلى أن أحكام القرآن تاريخية متجاوزة لم تعد صالحة

اليوم، وبعضهم يعلن بكل جرأة عن الحاجة إلى تنقية القرآن مما لم يعد صالحا لهذا العصر.

ويؤكد أن التفسير علم شرعي معروف، المراد منه إيضاح كلام الله تعالى، وبيان المراد منه، وأن

العلماء أجمعوا على أن دراسة التفسير من فروض الكفاية وأنه من أجل العلوم الشرعية فلم ينكر أحد

من أهل العلم المعتبرين كلمة التفسير أو نهى عنها أو عن تفسير القرآن.

ويضيف أن تفسير القرآن الكريم علم يدرس كتاب الله عز وجل وله فوائد كثيرة منها المعرفة بقدر

الطاقة البشرية بمراد الله سبحانه وتعالى، فيما شرع لعباده من أوامر ونواه، عليها يستقيم حال البشر.

وقال إن التفسير غايته معرفة هداية الله في العقائد والعبادات والأخلاق ليفوز الأفراد والجماعات

بخيري الدنيا والآخرة، كما أنه يكشف عن أوجه الإعجاز في القرآن الكريم، ليصل الإنسان بذلك إلى

الإيمان بصحة رسالة النبي-صلى الله عليه وسلم- ولحسن عبادة الله تعالى، فهو يعين العبد على تدبر

كتاب الله، والتعبد به.

ويضيف أن التفسير يساعد العباد على العمل بتعاليم القرآن وهذا لا يتأتى إلا عن طريق دراسة تفسيره،

والوقوف على معانيه، ومن دون التفسير لا يمكن الوصول إلى نفائس القرآن، ودقائق معانيه التي تصل

بالإنسان إلى سعادة الدارين، وقد حرص الرسول- صلى الله عليه وسلم- على تفسير كلام الله تعالى

لأصحابه تنفيذا لقوله: «وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم « النحل44.

نشر الإباحية

يقول الدكتور محمد داود أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة قناة السويس وعضو المجمع العلمي

لبحوث القرآن والسنة إن الهجوم على تفاسير القرآن الكريم قديم وليس جديدا وهو مظهر لرفض الدين

الإسلامي بتراثه ومكوناته الثقافية وحضارته بدعوى الماضوية والنسبية التاريخية. مضيفا أن هدف

العلمانيين من الخوض في التفسير هو هدم مبدأ المرجعية للنصوص عند المسلمين ونزع القداسة عن

النص القرآني عن طريق الدعوة إلى النقد ومسايرة تطورات العصر، والترويج للمفاهيم العلمانية

والعمل على تحلل المجتمع من قيم الدين ونشر الإباحية بصبغ المجتمع بالصبغة الغربية من خلال

ادعاء انتهاء العمل بالأحكام الشرعية لانتفاء المصلحة من تقريرها.

وقال إن بعض من يتخذون الغرب قبلة حضارية وفكرية ورأوا فيه المدينة الفاضلة ونبذوا القرآن وراء

ظهورهم يريدون إبطال مرجعية كتب التفسير التراثية وإضعاف الثقة بها تحت زعم ضرورة تقديم قراءة

جديدة لكتب التفاسير وتجديد الخطاب الديني والقراءة المعاصرة للتراث للتجديد، موضحا أن التجديد عند

العلمانيين يعني العبث بأصول الدين وأسسه وقواعده وكل أموره وإلغاء العمل بالنصوص الشرعية أو

تغيير معانيها، وتهيئة المجتمعات لتقبل المذاهب التغريبية باسم حرية الفكر وإعمال العقل والتحديث

والعصرنة لشق وحدة عقل الأمة ومحاصرة محاولات يقظة العقل المسلم حتى يستمر الفراغ في الحياة

الفكرية والتشتت الذي يبدد كل جهود الإصلاح.

ويؤكد أن تفاسير الفرق الكلامية الضالة هي التي يعتمد عليها غالبية العلمانيين للهجوم على التفسير

ويستندون إليها في الضرب في حجية تفاسير القرآن الكريم كأهم المصادر التي يعتمد عليها في معرفة

الأحكام الشرعية. وقال إن وجود انحرافات فكرية في بعض التفاسير لا يعني إهدارها برمتها وإثارة

الشبهات حول علم التفسير وجهود المفسرين واتخاذها ذريعة للطعن في الدين لأن هناك فرقا بين إنكار

النصوص الكريمة من آيات قرآنية أو أحاديث نبوية والأحكام الشرعية المترتبة عليها والاختلاف في

فهم هذه النصوص، فالاختلاف جائز في فهم النص في إطار عدم إنكار شيء مما هو معلوم من الدين

بالضرورة أو الأخذ بظاهر النص أو بالتأويل المحمود.

شطط وتجاوز

يقول الدكتور محمد أبو ليلة أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر- إن القرآن الكريم معجزة عقلية

ارتضت العقل حكما في فهمها وفي التصديق بها، وفي التمييز بين المحكم والمتشابه في آياتها، وأيضا

في تفسير هذه الآيات، فليس للقرآن كهنوت يحتكر تفسيره، وإنما هو ثمرة لنظر عقول العلماء

المفسرين، مضيفا أن غاية العلماء من العناية بتفسير القرآن الكريم زيادة التذكرة والاعتبار، فالتدبر

هو الغاية من إنزال القرآن، ويقول الله تعالى: «كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا

الألباب» ص 29، بل إن ترك التدبر يوجب الذم من الله، فقال تعالى: «أفلم يدبروا القول» المؤمنون 68

، ولذلك فالتدبر مرتبط بعلم التفسير. كما أن الغاية الثانية من العناية بتفسير القرآن الكريم هي تصحيح

العبادة، فهو يصحح قوة الإنسان العلمية والعملية.

وقال إن الزعم باستحالة الوصول إلى مراد الله من النصوص باطل ومردود عليه بأن القول به يستلزم

القول بعدم أهمية اللغة، موضحا أن هذه الفرية تنفي دلالة المتكلم عن كلامه، وهذا فيه جرأة وسوء أ

دب مع الله تعالى، كما أن العدول عن المعنى الظاهر إلى معنى آخر لا دليل عليه لا يدخل في مسمى

التفسير ولا حتى التأويل، وإنما فقط هو تحريف للكلم عن مواضعه.

ويؤكد أن المطالبة بهجر التفاسير وعدم الالتزام بآراء الفقهاء القدامى لتصادمها مع العقل قول فاسد

فيه شطط وتجاوز بالغ هدفه الانتهاء إلى القول بمرحلية تفسير القرآن، خاصة التفسير بالسنة وعدم

صلاحيته لهذا العصر، مضيفا أن تفسير السلف أصل أصيل وركن ركين من أصول التفسير، ولا يجوز

المطالبة بإهماله أو تركه، إذ بتركه وإهماله يقع من يريد فهم كتاب الله في مزالق خطيرة وأخطاء كبيرة.

وقال إنه يجب التريث والتروي قبل الحكم بالخطأ على قول من أقوال السلف، حيث إن اغلب ما نسب

إلى آحادهم من أخطاء، إما أن يكون غير ثابت صحته عنهم، أو مفهوما على وجه لم يقصدوه، أو

محمولا على سياق أو مقام غير المقام الذي فسروا فيه. كما أن انحراف بعض المفسرين عن الفهم

الصحيح للقرآن وتفسيره، وكذلك انحرافهم عن منهج الاستدلال الصحيح لا يعني إلغاء علم التفسير،

ويمكن تنقية كتب التفاسير من الانحرافات والأباطيل التي لا تتفق مع ما أجمعت عليه الأمة من معاني

القرآن والسنة.

وشدد على ضرورة معرفة أساليب السلف وطرقهم في تفسير الآيات، وأوضح أن عدم معرفة طرقهم

في التعبير عن المعاني من أكبر العوائق التي تحول دون فهم كلامهم، كما أن الجهل بها يوقع في إيهام

الخلاف وكثرته بينهم، وأيضا يوقع في تخطئتهم بلا حق.

هدر الضوابط والأصول

حذر الدكتور محمد أبو ليلة من دخول العلمانيين في مجال التفسير، وقال إن التيار الحداثي يهدر

الضوابط والأصول اللازمة لتفسير كلام الله تعالى، ولا يعترف بمناهج التفسير وقواعد وأصول التفسير

وعلوم القرآن من تفسير القرآن بالقرآن وبالسنة، وبأقوال الصحابة والتابعين، والإجماع واللغة

والقياس الصحيح. كما لا يعترف بأن المفسر ينبغي أن تتوفر فيه شروط تؤهله للتصدي لهذا العمل

العظيم، والله تعالى يقول: «هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر

متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله

إلا الله والراسخون في العلم يقولون أمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب» آل عمران 7،

وهذا معناه أنه لا يمكن إهدار شروط المفسر التي ينبغي توفرها ليقبل منه تفسير كلام الله تعالى.

و السلام عليكم و رحمه الله و بركاته

https://www.alittihad.ae/details.php?…#ixzz1BgswB9DV

حسبي الله عليهم يعلهم مايتوفقون .. جتى عندهم قنوات خاصه بهالاشيا وكله جذب وخريط ..

عسا رب العالمين يرحمنا منهم
يختي حشا ماخلو شي يارب تحفظنا
يارب ترد كيدهم في نحرهم
يزاج ربي كل خير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.