بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد
(ومَآ آتَاكُمُ الرّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُواْ وَاتّقُواْ اللّهَ إِنّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)
ثم أما بعد
المؤمن يحرص دائما على إتباع سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وذلك لينال رضى ربه عز وجل فهو دائما متبع للآثار السلفية ، بينما المبتدع يسير على غير هدى فهو بين الهوى والظلال سائر وتراه بين السنة والبدعة حائر ، ففي كل عبادة يحدث فيها المبتدع بدعة سوف تدخل هذه البدعة مكان السنة ، ولهذا قال بعض السلف : (ما ابتدع قوم بدعة إلا أضاعوا من السنة مثلها) ، ففي البدعة خروجاً عن إتباع النبي صلى الله عليه وسلم فهي تنافي تحقيق شهادة أن محمد رسول الله ، بل إن مضمون البدعة الطعن في الإسلام بصفة عامة ، فإن الذي يبتدع يتضمن ببدعته إن الإسلام لم يكتمل , و إنه كمل الإسلام بهذه البدعة ، وقد حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم على تعليم الصحابة الكرام الإقتداء به في كل شيء ، فقد جاء عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم إضطجع على شقك الأيمن، ثم قل: اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوَّضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبةً ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت. فإن متَّ من ليلتك فأنت على الفطرة، واجعلهنَّ آخرَ ما تتكلم به . قال: فرددتها على النبي صلى الله عليه وسلم فلما بلغت: اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت قلت: ورسولك، قال: لا، ونبيك الذي أرسلت). فقد أبدل الصحابي مكان كلمة (نبيك) بكلمة (رسولك) فأمره الرسول صلى الله عليه وسلم أن يقول نبيك وذلك من تمام الإقتداء به صلى الله عليه وسلم , فالواجب على المسلم أن يحرص على إتباعه صلى الله عليه وسلم وأن يبتعد عن كل ما ابتدعه المبتدعون, إعلم إن موافقة السنة خير من مخالفتها حتى وإن كثر العمل.
وإليك أخي الكريم بعض ما ابتدعه المبتدعون في دين الله عز وجل لتكن على علم منها ، قال حذيفة رضي الله عنه (كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني).
وكما قال الشاعر :
عرفت الشر لا للشر*******لكــــــن لتوقـيه
ومن لا يعرف الخير*******من الشر يقع فيه
البدع اليومية
يقوم الإنسان من نومه فيحرص المؤمن على رضى الله عز وجل بينما يحرص المبتدع على اتباع ما أحدثه من البدع والضلالات فلا يخلو وقت إلا وقد أحدث فيه المبتدعون بدعة ، ولا توجد عبادة إلا ووضع فيها المبتدعون ما لم ينزل الله به من سلطان ، ومن بدع المبتدعون اليومية:
إعتقاد بعض الناس أن هناك بدعة حسنة وسيئة
وقد سُئِلَتْ اللجنة الدائمة للإفتاء عن : إختلاف علماؤنا في البدعة فقال بعضهم البدعة منها ما هو حسن ومنها ما هو قبيح ، فهل هذا الكلام صحيح؟
فكان هذا الجواب من اللجنة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وصحبه ..وبعد:
الجواب: البدعة هي كل ما أحدث على غير مثال سابق ، ثم منها ما يتعلق بالمعاملات ، وشؤون الدنيا: كإختراع آلات النقل من الطائرات، والسيارات، والقاطرات، وأجهزة الكهرباء وأدوات الطهي، والمكيفات التي تستعمل للتدفئة والتبريد، وآلات الحرب من قنابل وغواصات ودبابات وغيرها مما يرجع إلى مصالح العباد في دنياهم، فهذه في نفسها لا حرج فيها ولا إثم في إختراعها، أما بالنسبة للمقصد من إختراعها وما تستعمل فيه فإن قصد بها خير واستعين بها فيه فهي خير، وإن قصد بها شر من تخريب وتدمير وإفساد في الأرض واستعين بها في ذلك فهي شر وبلاء، وقد تكون البدعة في الدين: عقيدة أو عبادة قولية أو فعلية: كبدعة نفي القدر، وبناء المساجد على القبور، وقراءة القرآن عندها للأموات، والاحتفال بالموالد إحياء لذكرى الصالحين والوجهاء، والاستغاثة بغير الله، والطواف حول المزارات، فهذه وأمثالها كلها ضلالة ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم (إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة). لكن منها ما هو شرك أكبر يخرج من الإسلام: كالاستغاثة بغير الله فيما هو من وراء الأسباب العادية، والذبح، والنذر لغير الله إلى أمثال ذلك مما هو عبادة مختصة بالله، ومنها ما هو ذريعة إلى الشرك: كالتوسل إلى الله بجاه الصالحين، والحلف بغير الله، وقول الشخص ما شاء الله وشئت، ولا تنقسم البدع في العبادات إلى الأحكام الخمسة كما زعم بعض الناس لعموم حديث (كل بدعة ضلالة).
غسل الفرج قبل كل وضوء ولو لم يحدث
يعتقد بعض الناس أنه لا بد من غسل الفرج قبل كل وضوء ولو لم يحدث والصواب في هذا أن يقال من أدركته الصلاة وقد سبق ذلك نوم أو خروج ريح من دبره فما عليه إلا أن يتوضأ .. ولا يحتاج في ذلك إلى غسل فرجه .. ومن اعتقد خلاف ذلك فقد ابتدع في دين الله إضافة إلى أن ذلك ضرباً من الوسوسة , وأما إذا أراد المسلم قضاء حاجته من بول أو غائط قبل الوضوء ففي هذه الحالة يجب عليه غسل فرجه وتنقية مكان البول والغائط.
الأدعية الواردة عند غسل كل عضو في الوضوء
الأدعية الواردة عند غسل كل عضو ، كقول بعضهم عند غسل يده اليمنى , اللهم أعطني كتابي بيميني ، وعند غسل وجهه اللهم بيّض وجهي يوم تبيض الوجوه … الخ ، مستدلين في ذلك بحديث عن أنس رضي الله عنه ، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (يا أنس أدنُ مني أُعلمك مقادير الوضوء فدنوت فلمّا غسل يديه قال : بسم الله والحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله فلما استنجى قال : اللهم حصّن فرجي ويسر لي أمري … الخ) ، قال الإمام النووي : هذا الدعاء لا أصل له , وقال الإمام ابن الصلاح : لم يصح فيه حديث ، وقال الإمام ابن القيم : ولم يحفظ عنه أنه كان يقول على وضوئه شيئاً غير التسمية وكل حديث في أذكار الوضوء الذي يقال عليه فكذب مختلق لم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً منه ولا علمّه لأمته ولا ثبت عنه غير التسمية في أوله ، وقوله ( أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين ) في آخره.
ترك الكلام أثناء الوضوء
ليس في السنة الصحيحة ما يدل على إنه يكره أو يحرم الكلام أثناء الوضوء وكل ما ذكرا من وجود سحابة فوق المتوضي فكلما تكلم المتوضي إرتفعت ، ليس بصحيح ، وعليه فيكون الكلام أثناء الوضوء مباحا لا حرج فيه.
الوضوء من الإصابة بالنجاسة
إذا توضأ الإنسان ثم أصابته نجاسة فإنه يزيل النجاسة ولا يتوضأ، لأن النجاسة ليست بحدث فيكفى إزالتها فقط.
مسح الرقبة
مسح الرقبة في الوضوء مخالف لجميع الأحاديث الواردة في صفة وضوئه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إذ ليس في شيء منها ذكر لمسح الرقبة ,قال ابن القيم رحمه الله تعالى : ولم يصح عنه في مسح العنق حديث ألبته. وحجة من فعل ذلك حديث نصه : (مسح الرقبة أمان من الغل) قال الإمام النووي : هذا حديث موضوع ليس من كلام رسول اللَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
القول للمتوضي زمزم
يقول بعضهم للمتوضي عند إنتهائه من وضوئه زمزم فيرد عليه المتوضي جمعا ، فكل هذا لم يرد عنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا عن أصحابه وهذا إبتداع في الدين.
اعتقاد بعض الناس ان الوضوء لا يتم إلا إذا كان ثلاثا ثلاثا
إعتقاد بعض الناس ان الوضوء لا يتم إلا إذا كان ثلاثا ثلاثا أي غسل كل عضو ثلاث مرات وهذا إعتقاد خاطئ , قال البخاري في صحيحه باب الوضوء مره مره ، باب الوضوء مرتين مرتين ، باب الوضوء ثلاثا ثلاثا، وأورد تحت الباب الأول حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال : توضأ النبي صلى الله عليه وسلم مره مره . وأورد تحت الباب الثاني حديث عبدا لله بن يزيد رضي الله عنه قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ مرتين مرتين . وأورد تحت الباب الثالث حديث عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه إن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ثلاثا ثلاثا .فدلت الأحاديث السابقة على جواز الوضوء مره مره ومرتين مرتين وثلاثا ثلاثا.
الزيادة في عدد غسل أعضاء الوضوء على ثلاث مرات
هذه تحدث من بعض الناس فيعتقد إنه كلما أكثر من غسل أعضاء وضوؤه كلما زاد أجره وهذا تلبيس من الشيطان لأن العمل إذا لم يكن مشروعا فهو مردود كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) متفق عليه .
الإسراف في زينة المساجد
الإسراف في الزخرفة بالنقوش وكتابة الآيات وأسماء الخالق وأسماء المخلوقين، وهي بدعة مكروهة بأي حال واختيار ما لم يشرعه الله. ومن الإسراف ايضا وضع الثريات وإضاءتها يوم الجمعة وليالي رمضان خاصة (وفي غيرها أحياناً) ، جمعاً بين الإسراف و الإبتداع وهدْر نعمة الكهرباء والمتاع والمال ووضعها واستعمالها في غير محلّها ، وأيضا زيادة عدد المآذن (عن واحدة) للزينة، والمسجد لا يحتاج أكثر من واحدة للدلالة على مكانه، ويكفي رفع مكبرات الصوت على أصغر مئذنة، وهي أداة للتعريف بمكان المسجد وتبليغ الأذان، وليست قُرْبة إلى الله تعالى إذ لم يعرفها المسلمون في الصدر الأول.
بناء المنارة في المساجد
قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى: لم يثبت أن المنارة في المسجد كانت معروفة في عهده صلى الله عليه وسلم ، ولكن من المقطوع به أن الأذان كان حينذاك في مكان مرتفع على المسجد يرقى إليه كما تقدم ، ومن المحتمل أن الرقي المذكور إنما هو إلى ظهر المسجد فقط ، ومن المحتمل أنه إلى شيء كان فوق ظهره كما في حديث أم زيد ، وسواء كان الواقع هذا أو ذاك ، فالذي نجزم به أن المنارة المعروفة اليوم ، ليست من السنة في شيء غير أن المعنى المقصود منها – وهو التبليغ – أمر مشروع بلا ريب ، فإذا كان التبليغ لا يحصل إلا بها ، فهي حينئذ مشروعة لما تقرر في علم الأصول : أن ما لا يقوم الواجب إلا به فهو واجب . غير أن من رأيي إن وجود الآلات المكبرة للصوت اليوم يغني عن اتخاذ المأذنة كأداة للتبليغ ، لا سيما وهي تكلف المبالغ الطائلة ، فبناؤها والحالة هذه مع كونه بدعة – ووجود ما يغني عنه – غير مشروع لما فيه من إسراف وتضييع للمال ، ومما يدل دلالة قاطعة على أنها صارت اليوم عديمة الفائدة ، أن المؤذنين لا يصعدون إليها البتة مستغنين عنها بمكبر الصوت.
تجنيب الصبيان عن المسجد تعظيماً له
ومن الأشياء التي يفعلها بعض الجهال تجنيب الصبيان عن المسجد تعظيماً للمسجد، والواقع إنه بدعة لأنه خلاف ما كان عليه الأمر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، قال بعض الصحابة (خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتي العشي وهو حامل حسناً أو حسيناً، فتقدم النبي صلى الله عليه وسلم فوضعه ثم كبر للصلاة فصلى، فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها، قال: فرفعت رأسي، فإذا الصبي على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساجد، فرجعت إلى سجودي، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة، قال الناس: يا رسول الله! إنك سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمرا، أو أنه يوحى إليك! قال كل ذلك لم يكن؛ ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته).
وفي حديث آخر: (كان صلى الله عليه وسلم يصلي ؛ فإذا سجدا وثب الحسن والحسين على ظهره، فإذا منعوهما؛ أشار إليهم أن دعوهما فلما قضى الصلاة وضعهما في حجره وقال من أحبني فليحب هذين).
وضع الهلال فوق المسجد
من المصائب التي ابتلي بها بعض القائمين على المساجد وضع الهلال فوقها فهذا العمل بدعة منكرة سبق إليها الفُرْس والنصارى، وقلّدهم جهلة المسلمين في مصر وتركيا زمن الفاطميين والمماليك والعثمانيين تقليداً لرموز الكتابيين المبتدعة.
جعل درجات المنبر أكثر من ثلاث
قال الألباني رحمه الله تعالى: ومن مضار هذه البدعة أنها تقطع الصفوف ، وقد تنبه لهذا بعض المسؤولين عن المساجد ، فأخذوا يتفادون ذلك بطرق محدثة كجعل الدرج بجانب الجدار ونحو ذلك ، ولو أنهم اتبعوا السنة لاستراحوا.
بناء المحراب وكتابة آية عليه
قال الألباني رحمه الله تعالى: أما المحراب في المسجد فالظاهر أنه بدعة لأننا لم نقف على أي أثر يدل على أنه كان موجودا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم .
وقال رحمه الله: أن المحراب في المسجد بدعة , و لا مبرر لجعله من المصالح المرسلة , ما دام أن غيره مما شرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم مقامه مع البساطة , و قلة الكلفة , و البعد عن الزخرفة .
قال ابن العثيمين رحمه الله تعالى: كتابة هذه الآية على المحراب وهي قول الله – تعالى – : " كلما دخل عليها المحراب وجد عندها رزقا " فهي بدعة محدثة ووضع للآية على غير المراد منها ، إذ المحراب في الآية : المكان الذي يتخلى فيه للعبادة لا المكان الذي يقوم فيه الإمام للصلاة.
حجز مكان في المسجد
حجز مكان في المسجد: وهذا خاصة يشاهد في الحرمين الشريفين فترى كثيراً من الناس يقدمون مفارش وسجاجيد ليحجز له مكاناً ولا يأتي إليه إلا متأخراً وإذا جاء ووجد أحداً قد سبقه أقامه، بل قد ينهره إذا أبى القيام ويزعم بأن المكان محجوز له من قبل وهذا – الحاجز – آثم لأنه أقام مسلماً من مكان قد سبق إليه؛ قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: (وأما ما يفعله كثير من الناس من تقديم مفارش إلى المسجد يوم الجمعة أو غيرها قبل ذهابهم إلى المسجد فهذا منهي عنه باتفاق المسلمين. بل محرم، وهل تصح صلاته على ذلك المفرش؟ فيه قولان للعلماء لأنه غصب بقعة في المسجد بفرش ذلك المفرش فيها ومنع غيره من المصلين. فيقال لهؤلاء الذين يحجزون أماكن في المسجد ويمنعون غيرهم ممن سبقهم: اتقوا الله في أنفسكم ولا تنقصوا أجركم بمضرتكم للمسلمين وإيذائهم).
ترك الأذان الأول في صلاة الفجر وجعل التثويب في الأذان الثاني
قال الألباني رحمه الله تعالى: إن جعل التثويب في الأذان الثاني بدعة مخالفة للسنة وتزداد المخالفة حين يعرضون عن الأذان الأول بالكلية ويصرون على التثويب في الثاني فما أحراهم بقوله تعالى : ( أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ) ( لو كانوا يعلمون ).
التسمية عند الأذان
لم يرد ذلك في كل صيغ الأذان التي كان المؤذنين في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولونها ، وعليه فيكون قول بسم الله الرَّحمن الرَّحيم عند الأذان بدعةً وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
قول المؤذن في أذانِه حيَّ على خير العمل
الأذانُ عبادة مِن العبادات، والأصل في العبادات التوقيف، وأنه لا يقال: (إنَّ هذا العملَ مشروع) إلا بدليل مِن الكتاب أو السُنة أو الإجماع، والقول بأن هذه العبادة مشروعة، بغير دليل شرعي ،قولٌ على الله بغير علم، إذا عُلِم ذلك: فالأذان الشرعي الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو خمسَ عشرةَ جملة هي: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهدُ ألا إله إلا الله، أشهد ألا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الفلاح، حيَّ على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله. هذا هو الثابت أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم انه أمر بلالا أن يؤذن به كما ذكر ذلك أهل السنن والمسانيد، إلا في أذان الصبح فإنه ثبت أن مؤذنَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يزيد (الصلاةُ خيرٌ من النوم، الصلاة خير من النوم)، واتفق الأئمة الأربعة على مشروعية ذلك؛ لأن إقرارَ الرسول – صلى الله عليه وسلم – لهذه الكلمة من بلال يدل على مشروعية الإتيان بها. وأما قولُ المؤذن في أذان الصبح: (حيَّ على خير العمل) فليس بثابت، ولا عمل عليه عند أهل السنة، وهذا مِن مبتدعات الرافضة، فمَن فعله ينكر عليه بقدر ما يكفي للامتناع عن الإتيان بهذه الزيادة في الأذان.
تقبيل الإبهامين عند قول المؤذن (أشهد أن محمداً رسول الله)
عند قول المؤذن (أشهد أن محمداً رسول الله) يقوم بعض المصليين بمسح أعينهم بالابهامين ثم يقوموا بتقبيلهما ، وهذا العمل لا اصل له قي الشرع فتقبيلهما عند ذلك بدعة، وقد ثبت عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد).
صلاة المؤذن على النبي صلى الله عليه وسلم جهراً بالمكبرات
إن صلاة المؤذن على النبي صلى الله عليه وسلم جهراً بالمكبرات بدعة شائعة بين المؤذنين حتى سارت جزاء من الأذان , والصواب انه لا تشرع للمؤذن لا جهرا ولا سرا ولكن إن قالها في بعض الأحيان فلا حرج على أن تكون سرا.
قول المأموم أقامها الله وأدامها بعد الإقامة للصلاة
إن قول أقامها الله وأدامها عند قول المقيم (قد قامت الصلاة) غير مشروع لعدم ثبوته عنه صلى الله عليه وسلم ، وإنما الأفضل أن يقول من سمع الإقامة مثل قول المقيم، لأنها أذان، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول).
قول الإمام إن الله لا ينظر إلى الصف الأعوج
قول الإمام (إن الله لا ينظر إلى الصف الأعوج) !!عند إقامة الصلاة قول غير مشروع والمداومة عليه بدعة ، ولم يصح حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا القول فهذا القول لا أصل له.
قراءة القرآن قبل صلاة الفجر بالمكبرات
قراءة القرآن قبل صلاة الفجر بالمكبرات وهى بدعة فضلاً عن أنها تشوش على الذين يريدون القيام والاستغفار في هذا الوقت المبارك، وهذه البدعة تكثر في شهر رمضان حيث تشغل المكبرات لتلاوة القران في عدة أوقات منها قبل الفجر وقبل صلاة العشاء وكذلك يوم الجمعة قبل صلاة الجمعة وكل هذا من البدع , كما أنها تشوش على المصلين الذين يؤدون تلاوة القران أو الذكر في المسجد .
تحديد مدة بين الأذان والإقامة
وهذا خطأ شائع في أكثر المساجد ، وهذا ليس عليه دليل صحيح ، والأمر متعلق باجتماع المصلين ، ويرجع تقديره إلى الإمام.
قراءة سورة الإخلاص قبل إقامة الصّلاة
قراءة سورة الإخلاص ثلاثاً قبل إقامة الصّلاة إعلاناً بأنه ستقام الصّلاة ، بدعة لا أصل لها و كذلك تلاوة شيءٍ من القرآن قبل الإقامة من قِبل أحد القراء وفيه تشويش على المصلّين ، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الجهر بالقرآن فقال (لا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن)
تقديم الأكبر على الأقرأ في الإمامة
الأحق بالإمامة أخبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال (يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله , فإن كانوا في القراءة سواء , فأعلمهم بالسنة ….الحديث) ، ومن هذا يتضح أن السنة تقديم الأصغر الأقرأ على الأكبر , ومخالفة ذلك تعتبر بدعة مخالفة لهديه صلى الله عليه وسلم , وقد ثبت أن عمرو بن سلمة أم وهو ابن ست أو سبع سنين وذلك لأنه كان أقرائهم لكتاب الله.
الخط الذي يرسم للتسوية
الخط الذي يرسم لتسوية الصفوف بدعة ظاهرة لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعله، لو علمه خيراً لفعله صلى الله عليه وسلم ، وخير الهدي هديه صلى الله عليه وسلم. واعلم ان تسوية الصفوف لا تكون بين أطراف الأصابع بل أن المساواة تكون بمؤخرة القدم (الكعب) والمناكب (أول الأكتاف).
سكوت الإمام عقب الفاتحة
إعلم أخي الكريم ان سكوت الإمام بعد قراءة الفاتحة حتى يتمكن المأموم من قراءتها لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، إنما ورد عنه سكتتان إحداهما بعد تكبيرة الإحرام من أجل دعاء الاستفتاح والأخر قبل الركوع , وعليه فإن هذه السكتة المذكورة بدعة في الدين إذ لم ترد مطلقا عن سيد المرسلين.
قول إن الله مع الصابرين إذا دخل والإمام راكع
قول بعض الناس إذا دخل والإمام راكع (إن الله مع الصابرين) أو يحدث بعض الأصوات كالتهليل والتسبيح أو يتنحنح , كل ذلك في سبيل أن ينتظره الإمام وهذا بفعله مخطيء ، فعليه أن يدخل بسكينة ووقار، ولا يشغل المصلين بكلامه.
التلفظ بالنية جهرا في الصلاة
التلفظ بالنية بدعة ، والجهر بذلك أشد في الإثم ، وإنما السنة ( النية بالقلب) ، لأن الله سبحانه يعلم السر وأخفى ، وهو القائل عز وجل (قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ )ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من أصحابه ، ولا عن الأئمة المتبوعين التلفظ بالنية ، لأن النية محلها القلب ، فيأتي المرء إلى الصلاة بنية الصلاة ويكفي ، ويقوم للوضوء بنية الوضوء ويكفي ، وليس هناك حاجة إلى أن يقول : نويت أن أتوضأ ، أو نويت أن أصلي ، أو نويت أن أصوم ، أو ما أشبه ذلك ، إنما النية محلها القلب ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ) ولم يكن عليه الصلاة والسلام ولا أصحابه يتلفظون بنية الصلاة ، ولا بنية الوضوء ، فعلينا أن نتأسى بهم في ذلك ، ولا نحدث في ديننا ما لا يأذن به الله ورسوله ، يقول عليه الصلاة والسلام : من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد يعني : فهو مردود على صاحبه ، فبهذا يعلم أن التلفظ بالنية بدعة .
قول بعض المصلين في دعاء الاستفتاح (ولا معبود سواك)
فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يستفتح صلاته بقوله (سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك أسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك). أما لفظة (ولا معبود سواك) فزيادة في الذكر لم ترد عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
ثم ان لفظ هذه الزيادة غير صحيح فقد ثبت في كتاب الله تعالى وجود معبود غير الله تعالى والآيات أكثر من ان تحصى فالصحيح أن يقال: ولا معبود بحق سواك , هذا خارج الصلاة أما ذكر الصلاة فمقيد بما ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك بعدم ذكر هذه الزيادة البتة.
تغميض العينين في الصلاة
كثير من الناس يقول إنه إذا أغمض عينيه في الصلاة كان أخشع له ، وذلك من تحسين الشيطان له ، كما ان فيه تشبه بالمجوس عند عبادتهم النيران، حيث يُغمضون أعينَهم. وقيل: إنه أيضاً مِن فِعْلِ اليهودِ، والتشبُّه بغير المسلمين أقلُّ أحواله التحريم، كما قال شيخ الإِسلام ، فيكون إغماضُ البَصَرِ في الصَّلاةِ مكروهاً على أقل تقدير، إلا إذا كان هناك سبب مثل أن يكون حولَه ما يشغلُه لو فَتَحَ عينيه، فحينئذٍ يُغمِضُ تحاشياً لهذه المفسدة , فإِن قال قائل: أنا أجِدُ نفسي إذا أغمضت عينيَّ أخشعُ، فهل تُفْتُونَني بأن أُغمِضَ عينيَّ؟
الجواب: لا، لأن هذا الخشوعَ الذي يحصُلُ لك بفِعْلِ المكروه مِن الشيطان، فهو كخشوعِ الصوفية في أذكارهم التي يتعبَّدونَ بها وهي بدعة، والشيطان قد يبعد عن قلبك إذا أغمضت عينيك فلا يوسوس، من أجل أن يوقعك فيما هو مكروه، فنقول: اُفْتَحْ عينيك، وحاول أن تخشعَ في صلاتِك.
رفع المأمومين رؤوسهم عند التأمين
والسنة هي البقاء على ما كان عليه المصلي عند القراءة , ورمى البصر إلى موضع السجود , هذا هو الثابت عنه صلى الله عليه وسلم.
قول آمين ولوالدي وللمسلمين
يقول بعض المصلين بعد قول الإمام "ولا الضالين": آمين ثم يقول بعد ذلك مباشرة ولوالدي وللمسلمين ، وهذه الزيادة بعد قول آمين لم تثبت والذي ثبت في حق المأموم انه يقول آمين بعد أن يقولها الإمام فقط .
القول ربنا ولك الحمد والشكر
عند الرفع من الركوع يشرع للمصلي أن يقول (ربنا و لك الحمد) أو أن يقول (ربنا لك الحمد) أو يضيف إلى هذين اللفظين قول (اللهم). أو يزيد على ذلك إما بـ(ملء السماوات، وملء الأرض، ومل ما شئت من شيء بعد) أو (أهل الثناء والمجد، لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد) , وهناك غير هذه الأذكار المشروع قولها عند الرفع من الركوع ، غير إن إضافة لفظ (والشكر ) بعد قولهم ( ربنا ولك الحمد ) لم يرد عن الرسول صلى الله عليه وسلم فهي بدعة.
رفع الكفين إلى الأعلى عند الرفع من الركوع كأنه يدعو
لم يرد عن الرسول صلى الله عليه وسلم انه رفع يديه إلى الأعلى على هيئة الدعاء بعد الرفع من الركوع وإنما كان من هديه إذا رفع من الركوع كبر ورفع يديه حذو منكبيه وتارة حذو أذنيه وفى الحالتين يكون ظاهر يديه إلى أعلى.
القنوت في الفجر
ليس في السنة – مطلقا- ما يدل على تخصيص صلاة الفجر بالقنوت دون سائر الصلوات ، وقد استدل بجوازه بأدلة منها الصحيح ومنها الضعيف ، والصحيح الذي احتجوا به ، فعله النبي صلى الله عليه وسلم لعارض كنازلة أو مهمة و نحوهما ثم تركه صلى الله عليه وسلم .
رفع الأيدي عندما يقرأ الإمام محمد رسول الله
رفع الأيدي عندما يقرأ الإمام محمد رسول الله لم يرد به دليل.
قول بعض المصليين إستعنت بك يارب
يقول بعض المصليين (إستعنت بك يارب) حين يقرأ الإمام (إياك نعبد و إياك نستعين) أو يقول (رب اغفر لي و لوالدي) حين يقرأ الإمام (اهدنا الصّراط المستقيم) , وبعضهم يهمهم بها و بدعوات أُخرى ، عندما يكاد الإمام أن ينتهي من قراءة الفاتحة ، وذلك طمعاً في تأمين المأمومين على دعائه ، كما في ظنّه ، ولم يدرى هذا المسكين أن المأمومين يؤمنون على الفاتحة ، ولم يخطر ببالهم ، لا هو ، ولا دعاؤه المبتدع !!فكل هذا من البدع التي لم ترد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه رضي الله عليهم أجمعين.
تحريك الإصبع بين السجدتين
يسن الإشارة بالسبابة عند التشهد الأول والأخير وهذا ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , أما تحريكها في الجلسة بين السجدتين فلم يصح ذلك عنه صلى الله عليه وسلم , بل يجعل أصابع يديه تشير إلى القبلة مبسوطة على الفخذين.
زيادة لفظ سيدنا في التشهد
لقد ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم صيغ كثيرة للتشهد , ولم يثبت في أحد هذه الصيغ زيادة لفظ سيدنا , فيجب الوقوف على ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم والخير كل الخير في الإتباع والشر كل الشر في الإبتداع.
قول آمين عند قراءة الإمام أخر آيات البقرة
عندما يقرأ الإمام آخر آيات سورة البقرة (لاَ يُكَلّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَا رَبّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَآ إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبّنَا وَلاَ تُحَمّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) يقول بعض المأمومين آمين , وهذا لا يقال إلا بعد سورة الفاتحة كما ثبت بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
مد الأمام صوته عند التكبير للتشهد وعند التسليم
ولا دليل على ان التكبيرة في هذا الموضع تختلف عن سائر التكبيرات بل هي كغيرها من التكبيرات.
تحريك اليد عند التسليم
يقوم بعض الناس بتحريك اليد اليمنى عند التسليم يميناً ، وتحريك اليسرى عند التسليم يساراً وهذه من البدع القبيحة الشائعة التي ليس لهم فيها دليل شرعي.
رفع الرأس وخفضها عند التسليم
كان صلى الله عليه وسلم إذا سلم تسليمتان بدأ باليمين وقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حتى يرى بياض خده الأيمن , وعن يساره السلام عليكم ورحمة الله ، دون قوله وبركاته ، حتى يرى بياض خده الأيسر، و إذا سلم تسليمة واحدة سلم تلقاء وجهه، يميل به إلى يمينه قليلاً , هذا ما صح عنه عليه الصلاة والسلام , ولم يصح عنه صلى الله عليه وسلم انه كان يخفض برأسه ويرفعه عند التسليم.
قول أسألك الفوز بالجنة و أسألك النجاة من النار عند التسليم
سئل ابن تيمية عن رجل إذا سلم عن يمينه يقول : السلام عليكم و رحمة الله ، أسألك الفوز بالجنّة ، وعن شماله : السلام عليكم ، أسألك النّجاة من النار ، فهل هذا مكروه أم لا ؟
فأجاب : الحمد لله ، نعم يكره هذا ، لأن هذا بدعة ، فإن هذا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا استحبّه أحد من العلماء ، وهذا إحداث دعاء في الصّلاة في غير محله ، يفصل بأحدهما بين التسليمتين ، ويصل التسليمة بالآخر ، وليس لأحد فصل الصفة المشروعة على هذا كما لو قال : سمع الله لمن حمده ، أسألك الفوز بالجنة ، ربنا و لك الحمد ، أسألك النجاة من النار.
المصافحة وقول تقبل الله بعد الصلاة
المصافحة إن لم يكن قد سلم على صاحبه وصافحه قبل الصلاة فلا بأس أن يصافحه بعدها، وأما المواظبة على المصافحة بعد الصلاة بين المأمومين بعضهم مع بعض أو مع الإمام وقول تقبل الله فلا نعلم له دليلاً من السنة.
الدعاء بعد الصلاة جماعة
الدعاء عبادة من العبادات، والعبادات مبنية على التوقيف، فلا يجوز أن يقال: إن هذه العبادة مشروعة من جهة أصلها أو عددها أو هيئاتها أو مكانها إلا بدليل شرعي يدل على ذلك، ولا نعلم سنة في الدعاء بعد صلاة الجماعة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، والخير كله بإتباع هديه صلى الله عليه وسلم، وهديه صلى الله عليه وسلم في هذا الباب ثابت بالأدلة الدالة على ما كان يفعله صلى الله عليه وسلم بعد السلام، و التي جرى خلفاؤه وصحابته من بعده ومن بعدهم التابعون لهم بإحسان ، ومن أحدث خلاف هدي الرسول صلى الله عليه وسلم فهو مردود عليه.
رفع اليدين في الدعاء عقب الصلوات المكتوبة
ليس من السنة رفع اليدين في الدعاء عقب الصلوات المكتوبة إذ لم يثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولا صحابته فعله، وكل يُؤخذ من قوله ويُترك، والخير كل الخير في الإتباع والشر كل الشر في الابتداع في الدين.
قراءة الفاتحة بعد صلاة الفريضة
يشرع للمؤمن ان يقرأ بعد الصلاة الفرضية بعض سور القران كما يشرع له ان يقول أذكارا ثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم غير انه لم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم قراءة سورة الفاتحة فليس من السنة قراءة الفاتحة بعد الفريضة لا فرادى ولا جماعة.
الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم جماعة جهرًا دبر كل صلاة
الصلاة على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مشروعة لقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)الأحزاب ، فالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أفضل الأعمال وهي مشروعة، وفيها أجر عظيم، ولكن تخصيصها بوقت من الأوقات أو بكيفية من الكيفيات لا يجوز إلا بدليل، فالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم جماعة بعد الفريضة بصوت جماعي فهذا من البدع والمحدثات التي ما أنزل الله بها من سلطان ، وعليه يجب على المسلم الأتباع فكل الخير فأتباع من سلف.
التسبيح بالسبحة
قال الألباني رحمه الله : ( ولو لم يكن في السبحة إلا سيئة واحدة ، وهي أنها قضت على سنّة العدّ بالأصابع ، أو كادت ، مع اتفاقهم على أنها أفضل ، لكفى).واعلم أخي الكريم أن السبحة بدعة لم تكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم إنما حدثت بعده صلى الله عليه وسلم.
الغلو في البكاء والخشوع حال الذكر
وفي هذا محدثات جمة من تلاعب الشيطان وتضليل الضالين للعوام، ومنها التواجد والصعق والغشيان ودعوى الاستغراق والصياح والاضطراب والاختلاج والإغماء والموت والشهيق والهيام فكل ذلك لم يفعله الرسول الكريم ولا الصحابة من بعده وقد كانوا لله ذاكرين في كل وقت وحين وكانوا اتقى لله و اخشاهم له.
ركعات معينة بين المغرب والعشاء
واعلم أن كل ما جاء من الأحاديث في الحض على ركعات معينة بين المغرب والعشاء لا يصح , وبعضه أشد ضعفاُ من بعض , وإنما صحت الصلاة في هذا الوقت من فعله صلى الله عليه وسلم دون تعيين عدد , وأما قوله صلى الله عليه وسلم , فكل ما روي عنه واه لا يجوز العمل به.
انتظار الإمام
فبعض الناس إذا دخل المسجد ووصل الصف ووجد الإمام ساجدا أو جالسا لا يدخل معه إلا إذا كان قائما أو راكعا . والصواب أن على من دخل المسجد أن يلحق بالإمام على أي وضع كان قائما أو راكعا أو ساجدا أو جالسا ..
قضاء الصلاة في اليوم التالي
بعض الجهال إذا فاته العصر مثلاً لعذر حتى دخل المغرب أجّل العصر إلى عصر اليوم التالي، وهذا خطأ لأنه ان كان تركه لغير عذر فلا يشرع له ان يصليها أبدا ولا تجزئه وان صلاها أما ان فآتته لعذر فيصليها كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال (من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها حين يذكرها)متفق عليه.
التنفل عند إقامة الصلاة
مر الرسول صلى الله عليه وسلم برجل يصلي وقد أقيمت صلاة الصبح فكلمه بشيء ، فلما انصرفنا سأله الصحابة : ماذا قال لك رسول الله قال: قال لي يوشك أحدكم أن يصلي الصبح أربعا , فاعلم أخي الكريم انه (إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة).
صلاة الخمسين
وهي عبارة عن خمسين ركعة تصلى بعد العشاء بين الحين و الأخر ، وهذه صلاة لم يرد بها دليل لا من الكتاب ولا من السنة والقول بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصليها غير صحيح، بدليل ما ثبت من أنه صلى الله عليه وسلم كان لا يزيد في صلاة الليل على إحدى عشرة ركعة, وقيل ثلاث عشرة.
ذكر خاص لسجود السهو
قول بعض المصليين عند سهوه في الصلاة ، في سجود السهو (سبحان من لا يسهو و لا ينام) ولا يوجد لهذا القول أصل يعتمد عليه في الشرع فلا يوجد ذكر خاص لسجود السهو ، بل أذكاره كسائر الأذكار ولم يدل عليه دليل من السنّة البتة ، و إنما هو منام رآه بعض كبار مخرفي الصّوفية ، فلا تلتفتوا إليه ، وخذوا دينكم من كتب السنّة الصحيحة ، وما عداه فردّوه إلى قائله.
الاستعاذة من الشيطان عند التثاؤب
لا تشرع الاستعاذة من الشيطان عند التثاؤب , فلم يثبت بذلك حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم , وشر الأمور محدثاتها , واعلم انه قد يلاحظ على بعض المصلين في حالة التثاؤب أنه يرفع صوته بتثاؤبه، وقد يتكرر ذلك منه فينفر من بجانبه، ويقطع عليه خشوعه: فيقال لمن ابتلى بالتثاؤب: عليك بمحاولة كظم التثاؤب – الكظم هو أن يرد التثاؤب ما استطاع وذلك بوضع اليد على الفم- قال رسول الله صلى لله عليه وسلم (إذا تثائب أحدكم فليمسك بيده على فمه)مسلم.
البدع الأسبوعية
من بدع يوم الخميس
قراءة سورة الجمعة في صلاة العشاء من ليلة الجمعة
فإن الأصل أن للمسلم أن يقرأ في صلاته ما تيسر من القرآن، وليس له أن يلتزم قراءة سورة معينة في وقت معين، ما دام ذلك غير وارد عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يرد عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يواظب على قراءة هذه السورة في هذا الوقت، وعليه فلا بأس بقراءتها أحياناً ومن التزم قراءتها معتقداً سنية ذلك فقد اعتقد ما لا دليل عليه.
تخصيص يوم الخميس لزيارة شهداء أحد
يخصص بعض الناس يوم الخميس لزيارة شهداء احد وهذا التخصيص بهذا اليوم لم يرد عليه دليل ؛ فزيارة المقابر ليس لها يوما معين يستحب فيه ؛ قال الألباني رحمه الله: وقد استحب الغزالي عفا الله عنا وعنه زيارة شهداء احد يوم الخميس ؛ ولم يذكر على ذلك دليلا وهيهات، ولا شك في مشروعية زيارة القبور ولكن مطلقا دون تقييد ذلك بيوم خاص أو بكل يوم بل حسبما يتيسر .
من بدع يوم الجمعة
قراءة القرآن قبل الجمعة في المكبرات
وهذه القراءة تسبب تشويش على المصلين الذي يريدون التبكير إلى المسجد وذلك للصلاة حتى يصعد الإمام على المنبر أو لتلاوة القران , فإحداث هذه البدعة فضلا على أنها محدثة في الدين فهي مؤذية للمصلين الذين يردون إقامة السنة من صلاة أو قراءة لسورة الكهف وغيرها.
الأذان الثاني يوم الجمعة
أن يُكتفى بالأذان المحمدي ، وأن يكون عند خروج الإمام وصعوده على المنبر ؛ لزوال السبب المسوغ لزيادة عثمان رضي الله عنه ، وإتباعا لسنة النبي عليه الصلاة والسلام ، وهو القائل: (فمن رغب عن سنتي فليس مني)متفق عليه , وهو الأولى.
ترك تحية المسجد
وهذا خطا مخالفا لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم , فيجب على المصلي ان يصلى تحية المسجد حتى وان كان الإمام يخطب , وحتى في وقت الكراهة ,وقد ثبت السنة على ذلك فلا يجوز الجلوس في المسجد إلا بعد الصلاة , وبعض المصليين يؤخر تحية المسجد إلى فراغ المؤذن وذلك ليردد معه ، مع أن انشغاله بالصلاة وقت الأذان أهون منه وقت الخطبة , ومن المصلين من إذا دخل والإمام يخطب كبر كأنه مكبر تكبيرة الإحرام ثم جلس , وهذه بدعة لا اصل لها في الدين ولم يفعلها الرسول صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه الكرام.
صلاة سنة قبلية للجمعة
والسنة الصحيحة انه لا توجد سنة قبلية للجمعة فلم يثبت حديث صحيحا عن الرسول صلى الله عليه وسلم يبين ان هناك سنة قبل صلاة الجمعة , وبعض المصليين يعتقد ان هذه الصلاة مكملة لركعتي الجمعة وهذا خطا ايضا لان صلاة الجمعة مستقلة بذاتها و صفتها غير الصلاة الظهر.
قراءةُ الفاتحةِ بين خطبتي الجمعة
لم تَثبتْ قراءة الفاتحة بين خطبتي الجمعة، لا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه رضي الله عنهم ؛ فقراءتُها بينهما بدعة.
رفع المصليين أيديهم تأميناً على دعاء الإِمام
رفع المصليين أيديهم تأميناً على دعاء الإِمام ، وكذلك رفع أيديهم عند جلوس الإِمام بين الخطبتين ، عند قول الإمام في آخر الخطبة الأولى : ادعوا الله وأنتم موقنون بالإِجابة , ومداومة الخطيب على هذه المقولة أمر غير مشروع لم يرد عليه دليل من الكتاب ولا من السنة , ولم يفعله الصحابة الكرام.
رفع الخطيب يديه عند الدّعاء
عن حصين بن عبد الرحمن قال : رأى عمارة بن رؤيبة بِشْرَ بن مروان على المنبر ، وهو يدعو في يوم الجمعة رافعاً يديه ، فقال قبَّح الله هاتين اليدين ، لقد رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر ، ما يزيد على هذه ، يعني السّبابة التي تلي الإبهام) , قال شيخ الإِسلام: (ويكره للإمام رفع يديه حال الدّعاء في الخطبة ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان يشير بإصبعه إذا دعا).
تخصيص الخطبة الثانية على الدعاء
تخصيص بعض الخطباء الخطبة الثانية على الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم والدعاء وجعلها عارية من الوعظ والإرشاد والتذكير والترغيب وكل هذا بدعة لم يفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبه.
قول التائب من الذنب كمن لا ذنب له
يواظب بعض الخطباء يوم الجمعة على قراءة حديث في آخر الخطبة دائماً كحديث (التائب من الذنب كمن لا ذنب له) , أو الالتزام بختم الخطبة بقوله تعالى : (إن الله يأمر بالعدل والإحسان) . أو بقوله : (اذكروا الله يذكركم) وكل ذلك بدعة لم ترد عنه صلى الله عليه وسلم.
إطالة الخطبة وقصر الصلاة
و السنة في ذلك هو إطالة الصلاة وقصر الخطبة , فعكس ذلك كما هو عادة أكثر الخطباء اليوم لا شك في كونه بدعة , كما انه تكره زيادة خطبتي الجمعة على قدر سورة من طوال المفصل.
البدع السنوية
والآن سوف نبدأ بعون الله تعالى ذكر مواسم البدع في السنة وسوف نتدرج بذكر هذه المواسم حسب شهور السنة القمرية
من بدع شهر محرم
صوم يوم هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم
صوم يوم هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم ليس له أصل في الشرع فصيامه ابتداع لا يجوز لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصوم ذلك اليوم ولا عن أحد من الصحابة فهو بدعة.
التهنئة أو الاحتفال بالسنة الجديدة
الاحتفال بالعام الهجري، أو الاحتفال بحدث الهجرة، فهذا أمر لم يسبقنا إليه السابقون الأولون، فإذا كان الصديق وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم جميعا، لم يضعوا لذلك حفلاً معينًا، يدلنا على أن هذا أمر محدث، وأن الأولى بنا أن لا نفعل شيئًا من ذلك.
وكذلك ما جرت عادة النصارى على الاحتفال بعيد ميلاد المسيح.وهذا العيد يكون في اليوم الذي يزعمون أنه ولد فيه المسيح ابن مريم، وهو يوم 24 كانون الأول (ديسمبر) آخر شهر في السنة الميلادية , وسنتهم في ذلك كثرة الوقود، وتزيين الكنائس، وكذلك البيوت والشوارع والمتاجر، ويستعملون فيه الشموع الملونة، والزينات بأنواعها . والاحتفال بعيد ميلاد المسيح أمر مُحدث مبتدع في المسيحية ، فاتخاذ يوم ميلاد المسيح عيداً بدعة أحدثت بعد الحواريين ، فلم يعهد ذلك عن المسيح ، ولا عن أحد من الحواريين ويحتفلون بهذا العيد شعبياً ورسمياً ، ويعتبر إجازة رسمية في جميع الدولة التي تدين بالمسيحية ، وقد ابتلى الله كثيراً من المسلمين في بعض البلدان الإسلامية بالاحتفال بهذه المناسبة . الذين دعاهم إلى ذلك الخضوع لشهوات النفس ، والهوى ، والشيطان ؛ لما يحصل في هذه الاحتفالات من اختلاط النساء بالرجال ، ونزع جلباب الحياء بالكلية ، وشُرْب المسكرات ، ورقص النساء مع الرجال ، وما يحدث في هذه الاحتفالات من الأمور التي في ذكرها خدش لكرامة المتحدث بها – عافانا الله وإياكم مما ابتلاهم به ولم يتوقف الاحتفال فيه على المسيحيين فقط ، بل يشاركهم فيه بعض المسلمين ، وكذلك حب التقليد الأعمى للنصارى ، واعتبار ذلك من باب التطور والتقدم ، وأن مشاركة المسيحيين في احتفالاتهم صورة من صور الحضارة ، لذلك يبادرون إلى حضور هذه الاحتفالات ، ويقدمون التهاني للنصارى بهذه المناسبة ، مع أن النصارى لا يهنئونهم بعيدين الفطر والأضحى وهذا كله بسبب ضعف الوازع الديني ، وأنهم مسلمون بالاسم لا بالدين والعقيدة ؛ لأن في فعلهم ذلك مخالفة لنهيه صلى الله عليه وسلم عن التشبه بالكفار خصوصاً ، ونهيه عن المعاصي التي تُرْتَكب في هذه الاحتفالات عموماً .
بدعة الحزن في اليوم العاشر من شهر محرم
في اليوم العاشر من شهر محرم، وهو اليوم الذي عرف بـعاشوراء يتخذ الرافضة هذا اليوم يوم مأتم وحزن ونياحة، وتظهر فيه شعار الجاهلية، من لطم الخدود، وشق الجيوب، والتعزي بعزاء الجاهلية. وذلك بسبب مقتل الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما سنة 61هـ ، وهذا مخالف لشرع الله؛ فالذي أمر به الله ورسوله في المصيبة- إن كانت جديدة- إنَّما هو الصبر، والاسترجاع والاحتساب.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وصار الشيطان بسبب قتل الحسين رضي الله عنه يحدث للناس بدعتين: بدعة الحزن والنوح يوم عاشوراء، من اللطم والصراخ، والبكاء، والعطش، وإنشاء المراثي، وما يفضي إلى ذلك من سبّ السلف ولعنهم، وإدخال من لا ذنب له مع ذوي الذنوب، حتى يسب السابقون الأولون.
وهناك بدعة في هذا اليوم وهي الإنفاق والخضاب والادهان والاكتحال في يوم عاشوراء وقد ابتدع هذه البدعة قتلة الحسين رضي الله عنه.
من بدع شهر صفر
بدعة التشاؤم بصفر
فكثير من الجهال يتشاءم بصفر ، وربما ينهى عن السفر فيه ، وقد قال بعض هؤلاء الجهال : ذكر بعض العارفين أنه ينزل في كل سنة ثلاثمائة وعشرون ألفاً من البليات ،وكل ذلك في يوم الأربعاء الأخير من صفر ، فيكون ذلك اليوم أصعب أيام السنة كلها ، فمن صلى في ذلك اليوم أربع ركعات ، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة ، وسورة الكوثر سبع عشرة مرة والإخلاص خمس عشرة مرة ، والمعوذتين مرة ، ويدعو بعد السلام بهذا الدعاء ، حفظه الله بكرمه من جميع البليات التي تنزل في ذلك اليوم ولم تحم حوله بلية في تلك السنة ، وكذلك ما يفعله بعض الناس في اجتماعهم في آخر أربعاء من شهر صفر بين العشاءين في بعض المساجد ، ويتحلقون إلى كاتب يرقم لهم على أوراق آيات السلام السبعة على الأنبياء ؛ كقوله تعالى : (سَلامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ) , ثم يضعونها في الأواني،ويشربون من مائها،ويعتقدون أن سر كتابتها في هذا الوقت،ثم يتهادونها إلى البيوت. ونظير هذا تشاؤم بعض الناس في بعض الأقطار الإسلامية من عيادة المريض يوم الأربعاء وتطيرهم منه , ولا شك التشاؤم بصفر أو بيوم من أيامه هو من جنس الطيرة المنهي عنها : فقد قال صلى الله عليه وسلملا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة ، ولا صفر) , وتخصيص الشؤم بزمان دون زمان ؛ كشهر صفر وغيره ليس صحيح ، لأن الزمان كله خلق الله تعالى ، وفيه تقع أفعال بني آدم ، فكل زمان شغله المؤمن بطاعة الله فهو زمان مبارك عليه ، وكل زمان شغله العبد بمعصية الله فهو مشؤم عليه .
فالشؤم في الحقيقة هو معصية الله تعالى ، واقتراف الذنوب، فإنها تسخط الله عز وجل، فإذا سخط على عبده ، شقي في الدنيا والآخرة ، كما أنه إذا رضي عن عبده سعد في الدنيا والآخرة .فالعاصي مشؤم على نفسه، وعلى غيره، فإنه لا يؤمن أن ينزل عليه عذاب فيعم الناس، خصوصاً من لم ينكر عليه عمله، فالبُعد عنه متعين.
من بدع شهر ربيع أول
بدعة الاحتفال بالمولد النبوي
اتفق العلماء من السلف الصالح رحمهم الله على أن الاحتفال بالمولد النبوي وغيره من المواسم غير الشرعية ، أمر محدث مبتدع في الدين ، ولم يؤثر ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم تسجل لنا كتب التاريخ أن أحداً من الصحابة ، أو التابعين ، أو تابعيهم ومن جاء بعدهم مع شدة محبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم ، كونهم أعلم الناس بالسنة ، وأحرص الناس على متبعة شرعه صلى الله عليه وسلم احتفل بمولد النبي صلى الله عليه وسلم . فأوّل من قال بهذه البدعة الاحتفال بالمولد النبوي هم الباطنية الذين أرادوا أن يُغيِّروا على الناس دينهم ، وأن يجعلوا فيه ما ليس منه ؛ لإبعادهم عمَّا هو من دينهم ، فإشغال الناس بالبدع طريق سهل لإماتة السنة والبُعْد عن شريعة الله السمحة ، وسنته صلى الله عليه وسلم المطهرة .
من بدع شهر رجب
صلاة الرغائب
صلاة الرغائب من البدع المحدثة في شهر رجب ، وتكون في ليلة أول جمعة من رجب بين صلاة المغرب والعشاء ، يسبقها صيام الخميس الذي هو أول خميس في رجب , والأصل فيها حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وأما صلاة الرغائب فلا أصل لها ، بل هي محدثة ، فلا تستحب لا جماعة ولا فراداى ، فقد ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن تختص ليلة الجمعة بقيام ، أو يوم الجمعة بصيام , والأثر الذي ذكر فيها كذب موضوع باتفاق العلماء ، ولم يذكره أحد من السلف والأئمة أصلاً.
الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج
الاحتفال بالإسراء والمعراج من الأمور البدعية، التي نسبها الجهال إلى الشرع ، وجعلوا ذلك سنة تقام في كل سنة، وذلك في ليلة سبع وعشرين من رجب ، وتفننوا في ذلك بما يأتونه في هذه الليلة من المنكرات وأحدثوا فيها من أنواع البدع ضروباً كثيرة ، كالاجتماع في المساجد ،وإيقاد الشموع والمصابيح فيها ، وعلى المنارات ، والإسراف في ذلك ، واجتماعهم للذكر والقراءة ، وتلاوة قصة المعراج المنسوبة إلى ابن عباس ، والتي كلها أباطيل وأضاليل ، ولم يصح منها إلا أحرف قليلة ،وهذه الليلة التي حصل فيها الإسراء والمعراج، لم يأت في الأحاديث الصحيحة تعيينها ، وكل ما ورد في تعيينها فهو غير ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم عند أهل العلم بالحديث، ولله الحكمة البالغة في إنساء الناس لها ، ولو ثبت تعيينها لم يجز للمسلمين أن يخصوها بشيء من العبادات ولم يجز لهم أن يحتفلوا بها لأن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه – رضي الله عنهم – لم يحتفلوا بها ، ولم يخصوها بشيء ، ولو كان الاحتفال بها أمراً مشروعاً لبينه الرسول صلى الله عليه وسلم للأمة إما بالقول أو الفعل ، ولو وقع شيء من ذلك لعرف واشتهر ، ولنقله الصحابة رضي الله عنهم إلينا فقد نقلوا عن نبيهم صلى الله عليه وسلم كل شيء تحتاجه الأمة ، ولم يفرطوا في شيء من الدين ، بل هم السابقون إلى كل خير .
من بدع شهر شعبان
الصلاة الألفية ليلة النصف من شعبان
هذه الصلاة المبتدعة تسمى بالألفية لقراءة سورة الإخلاص فيها ألف مرة، لأنها مائة ركعة، يقرأ في كل ركعة سورة الإخلاص عشر مرات
وقد رويت صفة هذه الصلاة ، والأجر المترتب على أدائها ، من طرق عدة ذكرها ابن الجوزي في الموضوعات ثم قال : ( هذا حديث لا نشك أنه موضوع ) واتفق جمهور العلماء على أن الصلاة الألفية ليلة النصف من شعبان بدعة ،لم يسنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحد من خلفائه ، ولا استحبها أحد من أئمة الدين الأعلام كأبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد والثوري و الأوزاعي والليث وغيرهم رحمة الله عليهم جميعاً.
من بدع شهر رمضان
شهر رمضان شهر مبارك ، وفضائله كثيرة، ولكن المبتدعة أحدثوا فيه بدعاً كثيرة، ومن هذه البدع :
الحساب الفلكي
دخول الشهر العربي وخروجه تكون عن طريق رؤية الهلال أو أكمل الشهر ثلاثون يوما إذا لم تثبت هذا هو الثابت عن الرسول صلى الله عليه وسلم , أما إثبات دخول الشهر عن طريق الحساب الفلكي فهو شعار الرافضة وأهل الأهواء ، و على الرغم من تحذير أهل العلم قديماً وحديثاً من ذلك، حيث قرروا أن من صام وأفطر بالحساب لم تبرأ ذمته، ولو كان الحاسب نفسه ، فمازالت بعض الدول تبنى دخول الشهر على هذا الحساب , فتركوا سنة المصطفي من التحري لمشاهدة الهلال يوم التاسع والعشرون من الشهر واكتفوا بالحساب.
البدع المتعلقة برؤية هلال رمضان
ومن المحدثات في شهر رمضان ، ما تفعله بعض العامة ، من رفع الأيدي إلى الهلال عند رؤيته يستقبلونه بالدعاء قائلين ( هل هلالك، جل جلالك، شهر مبارك).و نحو ذلك ، مما لا يعرفه له أصل في الشرع ، بل كان من عمل الجاهلية وضلالاتهم , والذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى الهلال قال (اللهم أهله علينا باليمن والإيمان، والسلام والإسلام، ربي وربك الله) . فما يفعله بعض الناس عند رؤية الهلال من الإتيان بهذا الدعاء ، والاستقبال ورفع الأيدي، ومسح وجوههم بدعة مكروهة لم تعهد في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه-رضوان الله عليهم ولا السلف الصالح رحمة الله عليهم.
وقت الإمساك
أن ما يجعله بعض الناس من وقتين، وقت للإمساك، ووقت لطلوع الفجر، بدعة ما أنزل الله بها من سلطان، وإنما هي وسوسة من الشيطان، ليلبس عليهم دينهم، و إلا فإن السنة المحمدية أن الإمساك يكون على أول طلوع الفجر.
تأخير الفطر
تأخير الفطر بعد غروب الشمس، بل بعد أذان المغرب كما يفعل البعض، وفي ذلك مخالفة صريحة لهديه صلى الله عليه وسلم، حيث قال: (إذا أدبر النهار من هاهنا وأقبل الليل من هاهنا فقد أفطر الصائم)، وقول صلى الله عليه وسلم (لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ) فاعتقاد البعض ان تأخير الفطر من المحافظة على الصيام مخالف لهديه صلى الله عليه وسلم.
صلاة القيام وما فيها من بدع
ما يتخلل صلاة التراويح من قراءة بعض السور، كالإخلاص ثلاث مرات، وبعض الآيات، والصلاة على الرسول، والاستغفار بصورة جماعية، وكل هذا ليس له أصل في الدين، ولا يُقرب من رب العالمين، ولا يُرضي رسوله الكريم، وفي بعض المساجد قد تستغرق هذه المحدثات أكثر من وقت الصلاة نفسها.
قراءة آيات السجدات
ومن بدع صلاة القيام جمع آيات السجدات ، وقرأتها في ليلة ختم القرآن وصلاة التراويح ، ويسبح المأمومين في جميعها , وبعضهم يبدل مكان السجدات قراءة التهليل على التوالي ، فكل آية فيها ذكر (لا إله إلا الله) أو (لا إله إلا هو) قرأها إلى آخر الختمة ، وكذلك سرد جميع ما في القرآن من آيات الدعاء ، وذلك في آخر ركعة من التراويح ، بعد قراءة سورة الناس وكل ذلك بدعة في الدين.
متابعة الإمام في المصحف
فبعض المصلين يأخذ مصحفا ليتابع الإمام في قراءته . والصواب أن لا يفعل المصلي ذلك لأن فيه مخالفة للسنة ذلك أن حامل المصحف في الصلاة يفوت على نفسه وضع اليد اليمنى على اليسرى في حال القيام والثاني أنه يفوت النظر إلى موضع سجوده والثالث أنه يؤدي إلى حركة كثيرة لا حاجة إليها وهي فتح المصحف وإغلاقه ووضعه.
الذكر بعد التسليمتين من صلاة التراويح
الذكر بعد كل تسليمتين من صلاة التراويح ، ورفع المصلين أصواتهم بذلك ، وفعل ذلك بصوت واحد ، فذلك كله من البدع , وكذلك قول المؤذن بعد ذكرهم المحدث هذا: الصلاة يرحمكم الله. فهذا أمر محدث أيضاً، لم يرو أن النبي صلى الله عليه وسلم فعله ولا أقره.
بدعة صلاة التراويح بعد المغرب
وهذه البدعة من فعل الرافضة، لأنهم يكرهون صلاة التراويح، ويزعمون أنها بدعة أحدثها عمر بن رضي الله عنه ، ومعروف موقفهم من عمر بن الخطاب رضي الله عنه فيدخل في ذلك ما يزعمون أنه أحدثه , فإذا صلوها قبل العشاء الآخرة لا تكون هي صلاة التراويح.
السنة في التراويح أن تصلى بعد العشاء الآخر، كما اتفق على ذلك السلف والأئمة، فما كان الأئمة يصلونها إلا بعد العشاء على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعهد خلفائه الراشدين، وعلى ذلك أئمة المسلمين، لا يعرف عن أحد أنه تعمد صلاتها قبل العشاء ، فإن هذه تسمى قيام رمضان ، فمن صلاه قبل العشاء فقد سلك سبيل المبتدعة المخالفين للسنة.
التنبيه للسحور
كان يقول شخص ما "تسحروا فإن في السحور بركة"، أو ببعض الأذكار، أوبضرب الطبول وجوبان الشوارع بذلك، ويتضمن ذلك عدة مخالفات شرعية بجانب بدعيته، منها:تقديم السحور ،ومنها إزعاج النائمين، وقد يكون ذلك سبباً لتفويت السحور بل صلاة الصبح على البعض. وكلها مخالفات شرعية.
الاحتفال بذكرى غزوة بدر
الاحتفال بذكرى غزوة بدر ، وذلك أنه إذا كامن ليلة السابع عشر من شهر رمضان يجتمع الناس في المساجد وأغلبهم من العامة ، فيبدأون احتفالهم بقراءة آيات من الكتاب الحكيم،ثم ذكر قصة بدر وما يتعلق بها من الحوادث ،واعلم ان تخصيص هذه الليلة بالاجتماع والذكر وإلقاء القصائد ، وجعلها موسماً شرعياً ، ليس له مستند من الكتاب ولا من السنة ، ولم يؤثر عن الصحابة-رضوان الله عليهم- أو التابعين أو السلف الصالح -رحمهم الله- ، أنهم احتفلوا بهذه المناسبة في هذه الليلة أو في غيرها .
حفيظة رمضان
ومن البدع المنكرة التي أحدثت في هذا الشهر الكريم ، كتب الأوراق التي يسمونها (حفائظ) في آخر جمعة من رمضان ، ويسمون هذه الجمعة بالجمعة اليتيمة ، فيكتبون هذه الأوراق حال الخطبة ، ومما يكتب فيها قولهم (لا آلاء إلا آلاؤك سميع محيط علمك كعسهلون وبالحق أنزلناه وبالحق نزل) . ويعتقد هؤلاء الجهال المبتدعة أنها تحفظ من الحرق والغرق والسرقة والآفات , فلا شك في بدعية هذا الأمر، لما في ذلك من الإعراض عن استماع الخطبة بل والتشويش على الخطيب وسامعيه، وذلك ممنوع شرعاً كما لا يخفى ، ولا خير في ذلك ولا بركة ، فإنما يتقبل الله من المتقين لا من المبتدعين.
صلاة القدر
وهي صلاة يصلون بعد التراويح ركعتين في الجماعة، ثم في آخر الليل يصلون تمام مائة ركعة ، وتكون هذه الصلاة في الليلة التي يظنون ظناً جازماً ليلة القدر ، ولذلك سميت بهذا الاسم , وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- عن حكمها ، وهل المصيب من فعلها أو تركها ؟ وهل هي مستحبة عن أحد من الأئمة أو مكروهة ، وهل ينبغي فعلها والأمر بها أو تركها والنهي عنها ؟ .
فأجاب -رحمه الله- ( الحمد لله ، بل المصيب هذا الممتنع من فعلها والذي تركها ، فإن هذه الصلاة لم يستحبها أحد من أئمة المسلمين ، بل هي بدعة مكروهة باتفاق الأئمة ، ولا فعل هذه الصلاة لا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحد من الصحابة، ولا التابعين ، ولا يستحبها أحد من أئمة المسلمين ، والذي ينبغي أن تترك وينهى عنه .
وداع رمضان
فإذا بقي من رمضان خمس ليال، أو ثلاث ليال يجتمع المصلون ، فإذا فرغ الإمام من سلام وتر رمضان ، تركوا التسبيح المأثور ، وأخذوا يتناوبون مقاطيع منظومة في التأسف على انسلاخ رمضان ، فمتى فرغ أحدهم من نشيد مقطوعة بصوته الجهوري ، أخذ رفقاؤه بمقطوعة دورية ، باذلين قصارى جهدهم في الصيحة والصراخ بضجيج يصم الآذان ، ويسمع الصم ، ويساعدهم على ذلك جمهور المصلين.
من بدع عيد الفطر
تخصيص قيام ليلة العيد
إن كثيراً من الخطباء والوعّاظ يلهجون بحثّ النّاس على التقرّب إلى الله سبحانه بإحياء ليلتي العيد ،ولا يوجد لهم مستند صحيح في قولهم هذا . ولا يكتفي هؤلاء المتمشيخون بحثّ الناس على ذلك ، بل ينسبونه لرسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فيرفعون إليه قوله : (من أحيى ليلة الفطر والأضحى ، لم يمت قلبُه يوم تموت القلوب) وهذا حديث موضوع ، لا تجوز نسبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فضلاً عن مشروعية العمل به، ودعوة النّاس إلى تطبيقه.
التكبير الجماعي بصوت واحد
التكبير الجماعي بصوت واحد في العيدين ليس بمشروع بل ذلك بدعة؛ لما ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) ، ولم يفعله السلف الصالح، لا من الصحابة، ولا من التابعين ولا تابعيهم، وهم القدوة، والواجب الإتباع، وعدم الابتداع في الدين.
صلاة العيدين في المسجد
السنة الماضية في صلاة العيدين أن تكون في المصلى، لأن النبي صلى الله عليه و سلم قالصلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام) , ثم هو مع هذه الفضيلة العظيمة خرج صلى الله عليه و سلم إلى المصلى و تركه، فهذا دليل واضح على تأكد أمر الخروج إلى المصلى لصلاة العيدين، فهي السنة، و صلاتهما في المسجد بدعة، إلا أن تكون ثم ضرورة داعية إلى ذلك.
افتتاح خطبة العيد بالتّكبير
خطبة العيد كغيرها من الخطب تفتتح بالحمد , فلم يأتي دليل يخصص افتتاح خطبة العيد بالتكبير , قال ابن القيّم رحمه الله تعالى وكان صلى الله عليه وسلم يفتتح خُطَبَه كلَّها بالحمد لله ، ولم يُحفظ عنه في حديثٍ واحد أنه كان يفتتح خطبتي العيدين بالتكبير.
زكاة الفطر
من البدع المنكرة التي أحدثها البعض واستمرأها الجل في السنوات الأخيرة هذه إخراج زكاة الفطر نقداً، والأصل أن تخرج من غالب قوت أهل البلد، وهذا مذهب الأئمة الأربعة إلا أبا حنيفة فمن أخرجها نقداً لم تبرأ ذمته منها، حتى قال ابن القيم: (من كان طعامهم سمكاً أو لبناً أخرجوها من السمك واللبن).
من بدع شهر شوال
عيد الأبرار
من بدع شهر شوال : بدعة عيد الأبرار ، وهو اليوم الثامن من شوال .فبعد أن يتم الناس صوم شهر رمضان ، ويفطروا اليوم الأول من شهر شوال-وهو يوم عيد الفطر- يبدأون في صيام الستة أيام الأول من شهر شوال ، وفي اليوم الثمن يجعلونه عيداً يسمونه عيد الأبرار .
التشاؤم من الزواج في شهر شوال
لقد كانت العرب تطير من عقد المناكح في شهر شوال ، وتقول : إن المنكوحة تمتنع من ناكحها كما تمتنع طروقة الجمل إذا لقحت وشالت بذنبها، فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم طيرتهم ، و قالت عائشة رضي الله عنها (تزوجني النبي صلى الله عليه وسلم في شوال، وبنى بي في شوال ، فأي نسائه كانت أحظى عنده مني) , فالسبب الذي جعل العرب في الجاهلية يتشاءمون من الزواج في شهر شوال : هو اعتقادهم أن المرأة تمتنع من زوجها كامتناع الناقة التي شولت بذنبها بعد اللقاح من الجمل.
قال ابن كثير رحمه الله (وفي دخوله صلى الله عليه وسلم بها بعائشة رضي الله عنها في شوال ردّ لما يتوهمه بعض الناس من كراهية الدخول بين العيدين خشية المفارقة بين الزوجين ، وهذا ليس بشيء)ا.هـ
فالتشاؤم من الزواج في شهر شوال أمر باطل ؛ لأن التشاؤم عموماً من الطيرة التي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنها بقولهلا عدوى ولا طيرة).
من بدع شهر ذو الحجة
تحية البيت الطواف
قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى: و لا أعلم في السنة القولية أو العملية ما يشهد لمعناه –أي حديث تحية البيت الطواف- , بل إن عموم الأدلة الواردة في الصلاة قبل الجلوس في المسجد تشمل المسجد الحرام أيضا , والقول بأن تحيته الطواف مخالف للعموم المشار إليه , فلا يقبل إلا بعد ثبوته و هيهات , لا سيما و قد ثبت بالتجربة أنه لا يمكن للداخل إلى المسجد الحرام الطواف كلما دخل المسجد في أيام المواسم , فالحمد لله الذي جعل في الأمر سعة , (و ما جعل عليكم في الدين من حرج) . و إن مما ينبغي التنبه له أن هذا الحكم إنما هو بالنسبة لغير المحرم , و إلا فالسنة في حقه أن يبدأ بالطواف ثم بالركعتين بعده.
التمسح بستور الكعبة
لا يجوز التمسح بستور الكعبة أو جدرانها بل هو منكر وبدعة والواجب منعه ؛ فلم ينقل عن سلفنا الصالح انه كان يتبرك بستور الكعبة أو بجدرانها والخير كل الخير في اتباع من سلف من الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم أجمعين.
صلاة ركعتين بعد السعي
قال الألباني رحمه الله: صلاة ركعتين بعد السعي , و هي بدعة محدثة لا أصل لها في السنة كما نبه على ذلك غير واحد من الأئمة كأبي شامة و غيره كما ذكرته في ذيل (حجة النبي صلى الله عليه وسلم).
زيارة المسجد النبوي
اعتقاد بعض الحجاج أن زيارة المسجد النبوي من متعلقات الحج، وهذا اعتقاد باطل؛ فلا علاقة بين الحج وزيارة المسجد النبوي ، أن بعض الزائرين يطوفون بقبر النبي ويتمسحون بحجرته وربما قبّلوها، وكل هذا من البدع المحرمة ، أن بعض الزائرين يدعو النبي لكشف الكربات أو حصول الرغبات، وهذا شرك أكبر مخرج من الملة.
زيارة المساجد التي بنيت بمكة غير المسجد الحرام
زيارة المساجد التي بنيت بمكة غير المسجد الحرام: كمسجد الصفا وكمسجد المولد وغيره، فليس قصد شيء من ذلك من السنة ولا استحبه أحد من الأئمة. وإنما المشروع إتيان المسجد الحرام خاصة، وكذلك قصد الجبال والبقاع التي حول مكة كجبل حراء فإنه ليس من سنة النبي صلى الله عليه وسلم زيارة شيء من ذلك، بل هو بدعة.
صعود جبل عرفات
يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه حث على صعود جبل عرفات الذي اشتهر عند الناس باسم: جبل الرحمة ولم يكن من هديه صلى الله عليه وسلم صعود هذا الجبل في حجه ولا اتخذه منسكاً ، ودرج على ذلك الخلفاء الراشدون وسائر الصحابة ومن تبعهم بإحسان، فلم يكونوا يصعدون على هذا الجبل في حجهم ولا اتخذوه منسكاً لهم؛ والذي ثبت أنه صلى الله عليه وسلم وقف تحت هذا الجبل عند الصخرات الكبار، ولذا قال كثير من العلماء: إن صعود هذا الجبل في الحج على وجه النسك بدعة.
من بدع عيد الأضحى
تخصيص قيام ليلة العيد
إن كثيراً من الخطباء والوعّاظ يلهجون بحثّ النّاس على التقرّب إلى الله سبحانه بإحياء ليلتي العيد ،ولا يوجد لهم مستند صحيح في قولهم هذا . ولا يكتفي هؤلاء المتمشيخون بحثّ الناس على ذلك ، بل ينسبونه لرسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فيرفعون إليه قوله : (من أحيى ليلة الفطر والأضحى ، لم يمت قلبُه يوم تموت القلوب) وهذا حديث موضوع ، لا تجوز نسبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فضلاً عن مشروعية العمل به، ودعوة النّاس إلى تطبيقه
افتتاح خطبة العيد بالتّكبير
خطبة العيد كغيرها من الخطب تفتتح بالحمد , فلم يأتي دليل يخصص افتتاح خطبة العيد بالتكبير , قال ابن القيّم رحمه الله تعالى: وكان صلى الله عليه وسلم يفتتح خُطَبَه كلَّها بالحمد لله ، ولم يُحفظ عنه في حديثٍ واحد أنه كان يفتتح خطبتي العيدين بالتكبير.
صلاة العيدين في المسجد
السنة الماضية في صلاة العيدين أن تكون في المصلى، لأن النبي صلى الله عليه و سلم قالصلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام) , ثم هو مع هذه الفضيلة العظيمة خرج صلى الله عليه و سلم إلى المصلى و تركه، فهذا دليل واضح على تأكد أمر الخروج إلى المصلى لصلاة العيدين، فهي السنة، و صلاتهما في المسجد بدعة، إلا أن تكون ثم ضرورة داعية إلى ذلك.
بدع متفرقة
واليك أخي الكريم بعض البدع التي يفعلها المبتدعة بين الوقت والأخر والتي تكون بسحب المكان الذي يوجد به المبتدع أو على حسب الزمان أو حسب العمل الذي يقوم به:
بدع في العقيدة والمنهج
التوسل بجاه الرسول صلى الله عليه وسلم
وأعلم أخي المسلم ان التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم على ثلاثة أنواع وهي: النوع الأول: ان كان بإتباع النبي صلى الله عليه وسلم ومحبته وطاعته وامتثال أمره وترك ما نهى عنه فهذا النوع مما أمر به الشرع. النوع الثاني: وهو التوسل بدعائه وباستغاثة به وطلب الشفاء وغيرها مما لا يقدر عليه إلا الله عز وجل فهذا هو الشرك الأكبر. النوع الثالث: وهو التوسل بجاهه أو حقه صلى الله عليه وسلم مثل ان يقال اللهم أسألك بجاه نبيك أو بحق نبيك فهذا التوسل بدعة ومن وسائل الشرك .
الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم
الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم أو بغيره من المخلوقين أو بصفة النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره من المخلوقين محرم، بل هو نوع من الشرك؛ فإذا أقسم أحد بالنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: والنبي، أو قال: والرسول، أو: أقسم بالكعبة، أو: بجبريل، أو: بإسرافيل، أو: أقسم بغير هؤلاء؛ فقد عصى الله ورسوله ووقع في الشرك.
تعليق التمائم
تعليق التعاويذ والكتابات على الكبار أو الأطفال لا يجوز؛ لأنه تعليق للتمائم، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تعليق التمائم
فإذا كانت هذه التمائم من الخزعبلات أو من الطلاسم أو يُكتَبُ فيها بكلامٍ لا يُعرَفُ معناه أو أسماء شياطين أو أسماء جن أو أسماء مجهولة أو غير ذلك؛ فهذا حرام؛ لأنه يُخِلُّ بالعقيدة ويجر إلى الشرك قطعًا بإجماع المسلمين.
وإن كانت هذه التمائم من القرآن أو من الأدعية الشرعية؛ فالصحيح من قولي العلماء أنه لا يجوز تعليقها أيضًا؛ لأن تعليقها وسيلة إلى تعليق ما لا يجوز من التمائم؛ فإذا فُتِحَ البابُ؛ توسّعَ الناس في هذا الشيء، وعلَّقوا ما لا يجوز. هذا من ناحية، والناحية الثانية؛ أنه يكون في تعليق القرآن على الطفل إهانة للقرآن؛ لأن الطفل لا يتحرز من دخول الخلاء ومن النجاسة وغير ذلك؛ ففي تعليق كلام الله عليه إهانة للقرآن الكريم فلا يجوز تعليق هذه الأشياء.
الذبح عند الأضرحة
من المعلوم ان الذبح عبادة من العبادات التي أمر الله عز وجل بها والتقرب بالذبح لغير الله من الأولياء او الجن او الأصنام او غير ذلك من المخلوقات شرك اكبر مخرج من الملة.
الطواف حول القبور
ان الطواف لم يأمر به الشرع إلا حول الكعبة المشرفة ، وإما ما يفعله بعض الجهلة بالدين من طواف بالقبور والأحجار والأشجار ونحوه هذا بعينه فعل المشركين الأوَّلين ، وهذا الفعل من تلبيس إبليس على الجهلة الناس ويتقربون إلى الله بذلك العمل، وهذا شرك اكبر مخرج من الملة بدليل الكتاب والسنة وإجماع أهل العلم الذين يعتد بإجماعهم .
السجود على تربة الولي
السُّجود على التُّربة المسمَّاة تربة الوليِّ: إن كان المقصود منه التّبرُّك بهذه التربة والتقرُّب إلى الوليِّ؛ فهذا شرك أكبر. وإن كان المقصود التقرُّب إلى الله، مع اعتقاد فضيلة هذه التُّربة، وأن في السُّجود عليها فضيلة كالفضيلة التي جعلها الله في الأرض المقدَّسة في المسجد الحرام والمسجد النبويِّ والمسجد الأقصى؛ فهذا ابتداع في الدين، وقولٌ على الله بلا علم، وشرع دين لم يأذن به الله، ووسيلة من وسائل الشِّرك.
شد الرحال لزيارة قبور الأنبياء والصالحين
لا يجوز شد الرحال لزيارة قبور الأنبياء والصالحين وغيرهم، بل هو بدعة، والأصل في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى).
من بدع تلاوة القران
التمايل والاهتزاز والتحرك عند قراءة القرآن
التمايل ، والاهتزاز ، والتحرك ، عند قراءة القرآن ، كل ذلك بدعة في الدين وهذه من بدعة اليهود ، تسربت إلى المشارقة من المصريين ، ولم يكن شئ من ذلك ماثورا عن صالح سلف الأمة.
قول صدق الله العظيم
لم يرد أن النبي صلى الله عليه وسلم ولا أحدًا من صحابته أو السلف الصالح إنهم كانوا يلتزمون بقول صدق الله العظيم بعد الانتهاء من تلاوة القرآن، فالتزامها دائمًا واعتبارها كأنها من أحكام التلاوة ومن لوازم تلاوة القرآن يعتبر بدعة ما أنزل به من سلطان.
وضع اليدين على الأذنين
وضع اليدين على الأذنين أو إحداهما على إحدى الأذنين عند القراءة وتلاوة القران ليس عليه دليل ولم يفعله صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا سلفنا الصالح فهو بدعة ما انزل الله بها من سلطان , ومن البدع عن تلاوة القران التكلف في قراءة السورة من قصار المفصل أو سورة الفاتحة بنفس واحد , قال طاووس : أحسن الناس صوتا بالقرآن أخشاهم لله.
تقبيل المصحف
لا يوجد دليلا على شرعية تقبيل المصحف ، وكل ما ورد فيه اثر ضعيف عن الصحابي عكرمة ، وعليه فلا يشرع تقبيله ، والخير كل الخير في اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم ، والشر كل الشر في الابتداع.
من بدع الجنائز
بعض البدع التي تقام عند المحتضر
إذا حضره الموت يقوم أهل المحتضر ببعض البدع من وضع المصحف عند رأسه و قراءة سورة (يس) عليه كما يقومون بإخراج المرأة ان كانت حائض او نفساء ، وتوجيهه نحو القبلة وكل ذلك لم يصح عنه صلى الله عليه وسلم ولا عن احد أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين.
فإذا مات قاموا بقراءة القرآن عنده حتى يباشر بغسله ، وقاموا بتقليم أظافره وحلق عانته ،و ترك ثيابه بدون غسل إلى اليوم الثالث بزعم أن ذلك يرد عنه عذاب القبر.
النعي
لا بأس بمجرد الإعلام للغسل والتكفين والصلاة والحمل والدفن لأنه إعلام بما لا تتم هذه الأمور إلا به ، ولكن ما يفعله الناس جاوز هذا المقدار ودخل تحت عموم النهي الوارد. عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إياكم والنعي ، فإن النعي عمل الجاهلية)ومن ذلك المفاخرة بالإعلام في الصحف في أعمدة تتكلف المئات والآلاف وكان الأولى التصدق بها على المحتاجين ، وعدم التصرف إن كان للميت قاصرين أو محتاجين . والإعلام بمكبرات الأصوات بالسيارات التي تجوب القرى هنا وهناك في مباهاة بالألقاب والتحدث عن شخصية من سينــزل إلى التراب ، والإعلام بمكبرات الصوت بالمساجد والعباد يصلون ، والإعلام بسعاة إلى البلاد وكل ذاك لا نفع منه لا للأحياء ولا للأموات .
تأخير الدفن
أمرنا الإسلام بالإسراع بتجهيز الميت ، ولكننا نرى بدعة التأخير إلى أجل مسمى حدده أقرباء الميت حتى يأتي من أنحاء البلاد الوجهاء والأغنياء وهذا فخر أماته الإسلام .
ما يقال عند حمل الجنازة
لقد خالف بعض الناس السنة عند حمل الجنازة فتراهم يقولون الشهادتان أو بعض الأذكار الآخرة وبصوت مرتفع وقد وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا تبع جنازة أكثر الصمت ورؤى عليه الكآبة وأكثر حديث النفس.
الجنازة العسكرية
ليس في الإسلام ما يسمى بالجنازة العسكرية وغير العسكرية ، وليس في الجنازة "مراسيم" وإنما الجميع يتساوى في هذا الوداع الأخير (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) ؛ فمن البدع حمل النعش على عربة مدفع يتقدمها جنود ، وربما صاحبتهم الموسيقى الحزينة وكل ذلك لا يتفق ودعوة الإسلام إلى الصبر واحتساب الأجر عند من لا يضيع عنده الأجر .
الدعاء بعد الفراغ من صلاة الجنازة
الدعاء عبادة من العبادات، والعبادات مبنية على التوقيف، فلا يجوز لأحد أن يتعبد بما لم يشرعه الله. ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دعا وصحابته على جنازة ما بعد الفراغ من الصلاة عليها ، وعليه يكون هذا الدعاء بدعة لا اصل لها وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
تلقين الميت عند دفنه
ويُروى في تلقين الميت عند وضعه في القبر حديث لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ فلا يجوز فعله، ويجب إنكاره؛ لأنه بدعة ؛ والثَّابتُ عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنَّه إذا فُرِغَ من دفن الميِّتِ؛ وقف على قبره وهو وأصحابه، وقال: (استغفروا لأخيكم، واسألوا له التَّثبيت؛ فإنه الآن يُسأل)
كتابة اسم الميت على حجر عند القبر
لا يجوز كتاب اسم الميت على حجر عند القبر أو على القبر؛ لأنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك ، حتى ولو آية من القرآن، ولو كلمة واحدة، ولو حرف واحد؛ لا يجوز.أمَّا إذا علَّم القبر بعلامة غير الكتاب؛ لكي يُعرف للزِّيارة والسَّلام عليه، كأن يخطَّ خطًّا، أو يضع حجرًا على القبر ليس فيه كتابة، من أجل أن يزور القبر ويسلِّم عليه؛ لا بأس بذلك.
أمَّا الكتابةُ؛ فلا يجوز؛ لأنَّ الكتابة وسيلة من وسائل الشِّرك؛ فقد يأتي جيلٌ من الناس فيما بعد، ويقول: إنَّ هذا القبر ما كُتِبَ عليه إلا لأنَّ صاحبه فيه خيرٌ ونفعٌ للناس، وبهذا حدثت عبادة القبور.
قراءة سورة (يس) عند الدفن
لا تشرع قراءة سورة (يس) ولا غيرها من القرآن على القبر بعد الدفن ولا عند الدفن ، ولا تشرع القراءة في القبور ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك ولا خلفاؤه الراشدون ، كما لا يشرع الأذان ولا الإقامة في القبر ، بل كل ذلك بدعة.
قراءة القران للميت
يعتقد بعض الناس ان قراءة القران وأهدئها للميت ينتفع بها الميت ويصله ثوابها فيقومون بوضع المصاحف في البت ويجمعون الأصحاب والجيران فيقرأ كل واحدا منهما جزاء وبعد الانتهاء من القراءة يهدونها للميت، ومنهم من يستأجر قارئ ليقرأ ، وكل هذا وأمثاله لا اصل له في الدين ولا ينفع الميت إلا ما ثبت بالشرع ان الميت ينتفع به من دعاء وصدقة وعلما ينتفع به وولد صالح يدعو له كما جاء في الحديث الصحيح .
تلاوة القران في بيت العزاء
عندما يموت انسان يقوم أهل الميت بقرأت القران بمكبرات في بيت العزاء ، وكذلك عندما يحملونه على السيارة يضعون مكبرات الصوت على السيارة حتى صار المرء بمجرد سماع القران يعلم ان هناك ميت ، وأصبح الناس لا يسمعون القران إلا عند موت انسان وهذا العمل بدعة بلا شك فلم يكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا عهد الصحابة الكرام ، وإنما انزل القران لتلاوته وتدبره والعمل به .
الذبح ليلة وفاة الميت
ذبح الذبائح ليلة وفاة الميت وإطعام الناس من هذه الذبائح وهذه الوليمة هذا من البدع المحرمة؛ لأنه لم يرد في الشرع ما يدل على هذا العمل وعلى تخصيص وقت معين بالصدقة عن الميت.
الإحداد لمدة عام
من البدع التي نشاهدها بدعة ملابس الحداد لمدة عام من القريبات ، والسنة أن الحداد لثلاثة أيام ، وما زاد فمنهي عنه ، والحداد للزوجة "أربعة أشهر وعشراً" كما نص على ذلك الكتاب العزيز ولا يحل الزيادة على ما حدده الدين.
صلاة الفدية أو صلاة الهدية
ليس هناك صلاة تسمَّى صلاة الفدية أو الهدية تنفع الميِّتَ، وهذه الصلاة مُبتدعَةٌ مكذوبة، والذي ينفعُ الميِّت أن يُعملَ له ما شرعَهُ الله من الصَّدقة والدُّعاء والاستغفار ؛ قال صلى الله عليه وسلم: (مَن عملَ عملاً ليس عليه أمرُنا؛ فهو رَدٌّ).
البناء على القبور
نهى النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن البناء على القبور، وأمر بتسويتها ؛ لأنَّ البناء على القبور وسيلة إلى عبادتها من دون الله؛ كما حصل للأمم السابقة، وكما حصل في الإسلام، لمَّا بنى الجهَّال والضُّلاَّل على القبور؛ حصل من الشرك بسبب ذلك ما هو معلوم.
وبناء القباب على قبور الصَّالحين والزُّعماء والقادة ليس من دين الإسلام، وإنما هو دين اليهود والنصارى والمشركين، قال النبي صلى الله عليه وسلم لبعض أزواجه لمَّا ذَكَرَت كنيسة بالحبشة فيها من التَّصاوير: (أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح أو العبد الصالح؛ بنوا على قبره مسجدًا، وصوَّروا فيه تلك الصُّور، أولئك شرار الخلق عند الله).
قراءة الفاتحة عند دخول المقبرة
لقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا زار القبور قال(السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون أسأل الله لي ولكم العافية) ولم يكن صلى الله عليه وسلم يقرأ سورة الفاتحة ولا غيرها من القران فقراءتها وقت الزيارة بدعة وكذلك قرأت غيرها من القران .
من بدع الأكل والشرب والنوم واللباس والزينة
الزيادة في التسمية أول الطعام
قال الألباني رحمه الله : أن التسمية في أول الطعام بلفظ ( بِسْمِ اللَّهِ ) , لا زيادة فيها , وكل الأحاديث التي وردت في الباب ليس فيها الزيادة , ولا أعلمها وردت في حديث , فهي بدعة عند الفقهاء بمعنى البدعة , وأما المقلدون , فجوابهم معروف : شو فيها ؟ فنقول : فيها كل شئ , وهو الاستدراك على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذي ما ترك شيئاً يقربنا إلى الله إلا أمرنا به وشرعه لنا , فلو كان ذلك مشروعاً ليس فيه شئ , لفعله ولو مرة واحدة.
حلق الشارب
اعلم أخي المسلم ان المقصود بجز الشارب المذكور في الحديث (جُزُّوا الشَّوَارِبَ وَأَرْخُوا اللِّحَى خَالِفُوا الْمَجُوسَ) ؛ وغيره من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الإمرة بجز الشارب إنما هو قص ما طال على الشفة لا حلق الشارب كله ؛ قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى: والمراد المبالغة في قص ما طال على الشفة لا حلق الشارب كله ، فإنه خلاف السنة العملية الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم ، ولهذا لما سئل مالك عمن يحفي شاربه ؟ قال : أرى أن يوجع ضربا ، وقال لمن يحلق شاربه : هذه بدعة ظهرت في الناس ولهذا كان مالك وافر الشارب ، ولما سئل عن ذلك قال : حدثني زيد بن أسلم عن عامر بن عبد الله بن الزبير أن عمر رضي الله عنه كان إذا غضب فتل شاربه ونفخ ، رواه الطبراني في " المعجم الكبير " بسند صحيح ، وروى هو وأبو زرعة في " تاريخه " و البيهقي : أن خمسة من الصحابة كانوا يقمون (أي يستأصلون) شواربهم ، يقمون مع طرف الشفة " وسنده حسن .
تعليق القران على الجدران
يجبُ تعظيمُ القرآنِ الكريمِ وتلاوته وتدبُّره والعمل به، أما تعليقه على الجدران؛ فهو من العبث، وقد يؤدي ذلك إلى امتهانه، وأيضًا قد يتَّخذُ ذلك من باب تجميل الجدران بالديكورات والرسومات والكتابات، فيُجعل القرآن ضمن ذلك، وقد يُكتب على شكل نقوش يُقصد منها المناظرُ فقط. وعلى كل حال؛ فالقرآن يجب أن يُصان عن هذا العبث، وما كان السَّلف يعملون هذا، والقرآن لم ينزل ليُكتب على الجدران، وإنما أنزل ليُكتب في القلوب، ويظهر أثره على الأعمال والتصرُّفات.
بدع خاصة بالنساء
تدريب النساء على أساليب القتال
قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى : أما تدريب النساء على أساليب القتال و إنزالهن إلى المعركة يقاتلن مع الرجال كما تفعل بعض لدول الإسلامية اليوم , فهو بدعة عصرية , و قرمطة شيوعية , و مخالفة صريحة لما كان عليه سلفنا الصالح , و تكليف للنساء بما لم يخلقن له , و تعريض لهن لما لا يليق بهن إذا ما وقعن في الأسر بيد العدو . و الله المستعان .
تأخير الغسل من الحيض إذا طهرت في آخر الوقت
قال الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى : أن بعض النساء تطهر في أثناء وقت الصلاة وتؤخر الاغتسال إلى وقت آخر . تقول إنه لا يمكنها كمال التطهر في هذا الوقت ولكن هذا ليس بحجه ولا عذر لأنه يمكنها أن تقتصر على أقل الواجب في الغسل وتؤدي الصلاة في وقتها ثم إذا حصل لها وقت سعه تطهرت التطهر الكامل.
اعتقاد أن النفاس مدته أربعون يوماً
والصواب أن النساء يتفاوتن في ذلك ، فإذا انقطع الدم قبل الأربعين فقد طهرت وزال حكم النفاس فلعبرة ليس بالمدة وإنما العبرة بانقطاع الدم فمتى انقطع الدم ولو بعد يوم واحد وجب على المرأة كل ما يجب على المرأة الطهارة من صلاة وصيام وغيرهما.
الاحتفال بعيد ميلاد الأطفال
كل شيء يتخذ عيداً يتكرر كل أسبوع، أو كل عام ليس مشروعاً، فهو من البدع، والدليل على ذلك: أن الشارع جعل للمولود العقيقة، ولم يجعل شيئاً بعد ذلك، واتخاذهم هذه الأعياد تتكرر كل أسبوع أو كل عام معناه أنهم شبهوها بالأعياد الإسلامية، وهذا حرام لا يجوز، وليس في الإسلام شيء من الأعياد إلا الأعياد الشرعية الثلاثة: عيد الفطر، وعيد الأضحى، وعيد الأسبوع، وهو يوم الجمعة.
بدعة صعود المرأة العقيم على المنارة
صعود المرأة العقيم أو التي تأخر حملها على المنارة زاعمين أن ذلك يورث الحمل ، وقد يصعد معها مؤذن فاسق وهذا من المخازي الوخيمة التي تأباها الغيرة والمروءة. وجملة القول أن معظم ما يقع من النساء مما يتعلق بالحمل والوضع والأولاد من بقايا الجاهلية الأولى والمانع من ترك تلك السخافات هو الجهل والوهم.
وأخيرا
(فَلْيَحْذَرِ الّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
وزخرفة المساجد والإسراف في بنائها من علامات الساعة ومن الأمور المنهي عنها ..، فقد روى الإمام أحمد عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد".
رواه البخاري قال المناوي في فيض القدير: (فزخرفة المساجد، وتحلية المصاحف منهي عنها، لأن ذلك يشغل القلب، ويلهي عن الخشوع والتدبر والحضور مع الله تعالى. والذي عليه الشافعية أن تزويق المسجد، ولو الكعبة، بذهب أو فضة حرام مطلقاً، وبغيرهما مكروه) انتهى .
بارك الله فيك أختي زخراوية..
وماشاء الله عليك أحسنتي الإختيار فموضوعك غاية في الأهمية ..
يستحق التثبيت..
وجزاك الله كل خير..