السلام عليكم ورحمه الله و بركاته
تاريخ النشر: السبت 22 يناير 2024
الاتحاد
الخبز من بين أهم وأشهر العناصر الغذائية للإنسان على مر العصور، وعند إلقاء نظرة خاطفة على مائدة الطعام لدى غالبية شعوب العالم، فإن الخبز المصنوع من دقيق القمح سيكون هو الصنف الأكثر حضورا، وهو الأكثر تناولا، ولا تجري المنافسة الحقيقية على هذه المكانة الغذائية إلا بين خبز القمح وبين الأرز، وعلى الرغم من الأرز أصبح يغزو أطباق الطعام موائد غالبية شعوب العالم بوتيرة متصاعدة، إلا أن دقيق القمح قد يسبقه في اكتساح صناعة وإعداد الخبز والمعكرونة والمعجنات والبيتزا والسندوتشات والحلويات والكيك والبسكويت.
حبوب غير مقشورة
يقترح باحثون أطباء واختصاصيو تغذية العديد من الطرق التي تجعل من تناول خبز دقيق القمح أكثر وأعلى فائدة صحية، من منطلق أن تناول خبز البُر المُعد من طحين الحبوب غير المُقشّرة للقمح، أي من دقيق الحبوب الكاملة والعامرة بالخير والفائدة، أفضل من تناول الخبز الأبيض المُعد من دقيق حبوب قمح قد أُنهكت بعمليات التقشير وإزالة كافة ما فيها من معادن وفيتامينات وألياف، كما أن إعداد الخبز بأقل كمية ممكنة من إضافات الملح أو الخميرة أو مسحوق الخبز أو الدهون، يعد أكثر فائدة صحية من إغراقها بمواد كيميائية ودهون وملح، فتلك الإضافات وإن كانت ستُكسب الخبز، أو المعجنات أو البيتزا أو البسكويت أو غيرها، طعماً أكثر جاذبية إلا أنها ستُحمله بأشياء قد ترهق الجسم وتربك الجهاز الهضمي.
واللافت، أن ثمة سلوكا غذائيا يقوم به البعض عند تناول الخبز، وهو اقتصارهم على تناول القشرة الخارجية المحمّرة للخبز وتركهم تناول اللب الأبيض غير المقرمش، كما يعشق البعض الآخر تناول تلك الأطراف الجافة لقرص البيتزا المخبوز، فهل هذا سلوك صحي مفيد؟
محاربة السرطان
إلى ذلك، تقول الدكتورة لينجيولا ليو، المتخصصة في كيمياء الطعام بجامعة ماريلاند، إن “الاهتمام بأشياء صغيرة في مطبخ البيت، وخلال إعداد الطعام، يُؤدي إلى الحصول على تغذية أفضل، من الناحية الصحية”، في إشارة إلى ضبط طريقة كل من عجن الطحين وخبز العجينة. وكانت دراسات طبية متعددة تحدثت عن الأجزاء الـمُقمّرة أو المحمرة في الخبز أو البيتزا أو المعجنات المخبوزة، غنية بالمواد المضادة للأكسدة، مقارنة باللب الأبيض لقطعة الخبز تلك.
كانت دراسة علمية ألمانية متعمقة، طرحت هذا الأمر، في مجلة “كيمياء الطعام والزراعة” الصادرة عن المجمع الأميركي للكيمياء، وهو ما حمل أخباراً سارة لعشاق تناول القشرة البنية اللون لقطع الخبز وعشاق تحميص شرائح خبز “التوست” (الشرائح)، وأخباراً أخرى غير سارة لمن يعشقون تناول اللب أو شرائح التوست دون تحميص.
وسبب إجراء الدراسة كان بحث العلماء الألمان عن مميزات في الخبز، غير وفرة الألياف، كتعليل لدوره في محاربة الإصابة بالأمراض السرطانية.
واعتبرت المصادر الطبية آنذاك أن هذه الدراسة للباحثين الألمان من جامعة “مينستر” هي الأولى في التعرف على المركبات الغذائية المُحاربة للســرطان في الخبز، والموجودة بصفة مُركّزة في طبقة القشرة المُحمصة للخبز.
الدقيق الأسمر هو الأفضل
تؤكد حقائق علمية أن الدقيق الأسمر لطحين حبوب القمح الكاملة أكثر غنى بالمواد المضادة للأكسدة، وغيرها من العناصر الغذائية المهمة، من ذلك الدقيق لطحين حبوب القمح المقشرة. نظراً للحفاظ في الدقيق الأسمر، على نخالة طبقة قشرة حبة القمح،
وللحفاظ على البذور الصغيرة في داخل لب سويداء حبة القمح وأنواع دقيق القمح، واختلاف نوعية محتواها، مبنيان على نوعية العمليات الإنتاجية التي تخضع لها حبوب القمح، ولذا فإن طحن كامل حبة القمح يُعطي الدقيق الكامل أو ما يُسمى بالدقيق الأسمر أو البُرّ. وهذا النوع كامل بنسبة 100 % لما هو في حبوب القمح من نخالة ولب وبذرة.
أما الدقيق الأبيض فهو دقيق مُنقى يحتوي على حوالي 75 % من كامل حبة القمح، وذلك بإزالة النخالة المكونة من القشور المغلفة لحبة القمح، وبإزالة جزء البذرة.
و السلام عليكم و رحمه الله و بركاته
للرفع