أو تتفلسف أخرى في تفسير ما تراه «غريبا» في شكل رأس طفل إحدى قريباتها، وتسرد على الأم «الغلبانة» تفسيرات «طبية»، لا علاقة لها بالكلام الطبي الصحيح، حول التأثيرات المستقبلية لشكل رأس هذا الطفل على قدراته العقلية أو التعليمية.
ولا تحتاج الأمهات، بالذات، لأي شيء يثير في نفوسهن القلق على صحة وسلامة أطفالهن، وخاصة بعد معاناتهن من آلام ومتاعب الحمل والولادة، وبعد فرحتهن بسلامة المولود.
صحة الطفل أولا:
وكما يقول الأطباء من «مايو كلينك» للأمهات اللواتي يعانين من القلق جراء التفكير في شكل رأس الطفل: إذا ما قضيت وقتا طويلا بالقلق حول شكل رأس الطفل، فإنك سوف تفقدين الكثير من المتعة بكونك أما جديدة.
وفي خلال بضعة أشهر سيمتلك الطفل قدرات أفضل في التحكم بحركة الرقبة والرأس، مما سيساعده على استعادة التناسق الطبيعي لشكل رأسه.
ولكن حتى عودة الأمور إلى نصابها الطبيعي، وفي محاولات لتحقيق ذلك، عليك الاهتمام بوضعية الطفل، وتغييرها من آن لآخر. والأهم، متابعة الأمر مع الطبيب إذا كان لديك قلق ما حول شكل رأس طفلك.
ولذا تحتاج الأم إلى المعرفة المفيدة حول كيفية العناية برأس الطفل الحديث الولادة، ووسائل الوقاية من حصول أي تغيرات في شكل رأس الطفل، وكيفية ملاحظة أي تغيرات غير طبيعية في شكل رأس الطفل خلال المراحل الأولى من عمره.
كما عليها أن تعرف أنه إذا ما حصلت أي تغيرات في تناسق شكل أجزاء الرأس والوجه والرقبة، فإن هناك وسائل لإعادة الأمور إلى نسقها وشكلها الطبيعي.
عظام الجمجمة:
ما يتحكم في شكل الرأس هو الجمجمة العظمية للرأس. وتتكون جمجمة الإنسان البالغ من ست عظام ملتحمة مع بعضها تشكل غلافا عظميا يحمي الدماغ والأوعية الدموية التي فيه.
وفي حال الأطفال الصغار والحديثي الولادة، توجد أيضا تلك الألواح الستة من العظام، ولكن لا تكون ألواح تلك القطع العظمية للجمجمة قد التصقت تماما مع بعضها.
ومع مرور الوقت، ومع نمو الجنين، تبدأ تلك الألواح العظمية من الاقتراب إلى بعضها، وصولا إلى حد الالتحام التام لاحقا.
وبالتالي فإنه لا توجد هناك، فقط، فراغات واسعة بين ألواح عظام جمجمة الطفل الصغير، بل إن قطع الألواح العظمية لديه قابلة للحركة، إما بعيدا أو قريبا من اللوح الملاصق لها.
ولذا فعلى الأم أن تدرك أنه من السهل حصول تغيرات غير طبيعية في الشكل الطبيعي لرأس طفلها، كما أن عليها أن تدرك أن هناك الكثير من الطرق والسلوكيات التي تحمي الشكل الطبيعي لرأس طفلها.
ما بعد الولادة:
وفي فترة ما بعد عملية الولادة مباشرة، ونتيجة للتعرض للعصر والضغط خلال مرور المولود في قناة الولادة، قد يختل بشكل مؤقت وضع عظمات الجمجمة، إذ من الممكن أن يقترب لوح عظمي من لوح عظمي أخر، أو قد يبتعد. وكذلك، إن كان حجم رأس الجنين أكبر من الفجوة المتاحة له من خلال قناة الولادة.
ومعلوم أن حجم حوض المرأة، وحجم العضلات المرتبطة به في مجرى قناة الولادة، من العوامل التي تؤثر على شكل رأس الجنين.
وبالتالي من الممكن أن يختلف ذاك الشكل الطبيعي الذي كان لجمجمة الجنين قبل الولادة، عن شكل جمجمة الطفل بعد ولادته مباشرة. وهذا ما يتنبه له الأطباء بشكل روتيني وطبيعي، ويفحصونه جيدا.
وإذا ما حصل أي تغير غير طبيعي، يمكن أن تعود الأمور إلى طبيعتها من خلال العناية الصحيحة برأس الطفل.
كما أن وجود أكثر من جنين في الرحم، يؤثر على فرصة إعطاء راحة لشكل رأس الجنين، قبل ولادته. وبالتالي يظهر التأثير بعد الولادة على شكل رأس الطفل.
كما قد تؤثر على شكل رأس المولود، تلك الوسائل المساعدة على تسهيل الولادة، مثل استخدام الطبيب للملاقط Forceps أو الشفط ventouse. وآلة الشفط قد تؤدي إلى استطالة أعلى الرأس. بينما قد تؤثر الملاقط على شكل جوانب الرأس.
ومع انتشار النصيحة الطبية بنوم الطفل مستلقيا على ظهره، وليس على بطنه، كوسيلة لمنع حصول حالات «فجأة وفاة الطفل في المهد» SIDS، فإن الأطباء لاحظوا في الولايات المتحدة انخفاضا بنسبة 40 في المائة لتلك الحالات.
ولكنهم في نفس الوقت لاحظوا ارتفاعا واضحا في حالات اختلال الشكل الطبيعي للرأس لدي هؤلاء الأطفال. وخاصة انبساط واستقامة في الجهة الخلفية للرأس، بدلا من الانحناء والتكور الطبيعي فيها.
وقد يصاب بعض الأطفال بنوع من التقلص في عضلات أحد جانبي الرقبة Torticollis، ما يمنع الطفل من حرية تحريك الرأس بالتساوي في اتجاه اليمين واتجاه اليسار.
ويجعل الطفل يفضل النظر إلى جانب واحد. وهذا يؤدي إلى عدم توازن في شكل الوجه والرأس لدى الطفل، ما لم يتم في وقت مبكر التعامل معه طبيا.
حماية الشكل:
ولكي تنمو وتلتصق عظام الجمجمة بشكل طبيعي، فإنها تحتاج أولا إلى حركة طبيعية في عضلات الرأس و الرقبة.
وثانيا تحتاج من الأم أن تضع الطفل في وضعية لا تؤثر سلبيا على حفاظ الرأس على شكله الطبيعي. ولذا فإن هناك عدة سلوكيات تفيد شكل رأس الطفل.
وإحدى تلك الوسائل هي صراخ الطفل بصوت مسموع، ومصّه خلال عملية الرضاعة.
وكلاهما يحافظان على شكل طبيعي للرأس. وحتى خلال إرضاع الطفل بالقارورة، على الأم أن تجبره على بذل جهد أكبر لالتقاط حلمة الرضّاعة. وعليها تغيير وضع الرضاعة، مرة في الجانب اليمين ومرة في الجانب اليسار.
وهذا كله يساعد على تقوية وشد العضلات والأنسجة الضامة في أوتارها، وبالتالي يعطي تشكيلا طبيعيا للرأس والتقاء عظام الجمجمة.
والأمر الآخر هو الاستلقاء على البطن. وعلى الأم أن تجعل طفلها يستلقي على بطنه ست مرات في اليوم على أقل تقدير، طالما تحمل الطفل ذلك.
وحتى لو كان طول المرة الواحد نصف دقيقة.
وهذا الاستلقاء على البطن، لن يخفف فقط ذلك الضغط الذي أصاب خلفية الرأس، بل سيفيد عضلات عنق الطفل ويعطيها تمرينا يزيدها قوة وقدرة على التوازن في الحركة والسكون.
وبالتالي سيساعد بطريقة لا يتوقعها كثير من الأمهات في حفظ الشكل الطبيعي للرأس.
وعلى الأم ملاحظة أن كثيرا من عضلات الرقبة ملتصقة في جوانب الرأس والوجه، ولذا فإن قوة تلك العضلات وتوازنها على الجانبين، سيساعد على حفظ التوازن في شكل الرأس والوجه.
وأثناء نوم الطفل، على الأم أن لا تضع الطفل طوال الوقت مستلقيا على الظهر، بل من آن لأخر عليها تحريكه لينام على إحدى جنبيه.
وكذلك عليها أن لا تدعه يجلس لفترة طويلة في «مقعد الطفل» في السيارة أو على «مقعد الأكل».
وعند حمل الطفل، عليها الاهتمام بتوازن حركة رقبته ورأسه، وإعطاؤه شيئا من الراحة على كتف الأم، كلها تمارين لتقوية عضلات الرقبة والرأس.
منقووول للفائده ….
خواتي اللي يدشن يالله مستكثرين عليه كلمه يزاج الله خير !!