فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
العدل إعطاء كل ذي حق حقه ، وتنزيل كل ذي منزلة منزلته ، ولا يتم ذلك إلا بمعرفة الحقوق حتى تعطى أهلها ويتلخص ذلك فيما يلي:
الحق الأول: حق الله تعالى:
وهذا الحق أحق الحقوق وأوجبها وأعظمها؛ لأنه حق الله تعالى الخالق العظيم.
وانه لا يريد منا رزقا ولا طعاما وانما يريد منا ان نعبده ولا نشرك به شيئا وأن تكون عبدا له بكل معاني العبودية، كما انه هو ربك بكل معاني الربوبية
وإن هذا الحق الذي أوجبه الله لنفسه ليسير سهل على من يسره الله له ، ذلك بأن الله لم يجعل فيه حرجا ولا ضيقا ولا مشقة ، إنه عقيدة مثلى وإيمان بالحق وعمل صالح مثمر،
– خمس صلوات في اليوم والليلة، ويأتي بهن العبد بحسب استطاعته.
– الزكاة
– صيام شهر واحد في السنة
– حج البيت الحرام مرة واحدة في العمر للمستطيع.
الحق الثاني: حق رسول الله :
وهذا الحق هو أعظم حقوق المخلوقين ، ومن حقوق النبي
ومن حقوق النبي :
– توقيره واحترامه وتعظيمه التعظيم اللائق به من غير غلو ولا تقصير
– وتصديقه فيما أخبر به من الأمور الماضية والمستقبلة وامتثال ما أمر به واجتناب ما نهى عنه والإيمان بأن هديه أكمل الهدي وشريعته أكمل الشرائع
– الدفاع عن شريعته وهديه بما يستطيع الإنسان من قوة
الحق الثالث: حقوق الوالدين :
لا ينكر أحد فضل الوالدين على أولادهما ، فالوالدان سبب وجود الولد، ولهما عليه حق كبير.
ومن حقوق الوالدين:
– أن تبرهما، وذلك بالإحسان إليهما قولا وفعلا بالمال والبدن
– لقد جعل الله مرتبة حق الوالدين مرتبة كبيرة عالية حيث جعل حقهما بعد حقه المتضمن لحقه وحق رسوله، وقدم النبي بر الوالدين على الجهاد في سبيل الله .
الحق الرابع :حق الأولاد:
الأولاد تشمل البنين والبنات، ومن اهمها التربيه وهي تنمية الدين والاخلاق في نفوسهم حتى يكونوا على جانب كبير من ذلك، ومن ثمرة تأديب الولد إذا تربى تربية صالحة أن يكون نافعا لوالديه حتى بعد الممات.
ومن حقوق الأولاد:
– السوال عن ذهابهم وخروجهم واصدقائهم .
– يوجهونهم الى الخير وينهوهم عن الشر.
– أن ينفق عليهم بالمعروف من غير إسراف ولا تقصير
– أن لا يُفضل أحدا منهم على أحد في العطايا والهبات
ومتى قام الوالد بما يجب عليه للولد من التربية والنفقة فإنه حري أن يوفق الولد للقيام ببر والده ومراعاة حقوقه ، ومتى فرط الوالد بما يجب عليه من ذلك كان جدير بالعقوبة بأن ينكر الولد حقه ويبتلى بعقوبة جزاء وفاقا ، وكما تدين تدان.
الحق الخامس: حقوق الأقارب:
للقريب الذي يتصل بك في القرابة وكل من ينتمي إليك بصلة، فيجب على كل قريب ان يصل قريبه بالمعروف وما يتطلبه من مال او حاجه، كثير من الناس مضيعون لهذا الحق فلا يزورن بعض ولا يعرف بعضهم الاخر في الايام والشهر وقد تصل الى السنين الا في الاعياد قليلا ومنهم يصل اقاربه ان وصله ويقطعهم ان قطعوه ولا يسم بالواصل وانما هذا مكافئ .
ولو لم يكن في صله الرحم الا انا الله يصل الواصل في الدنيا والاخره فيمده بالرحمه وييسر له الامور ويفرج عنه الكربات.
الحق السادس: حق الزوجين :
يجب على الزوجين أن يعاشر كل منهما بالمعروف وأن يبذل الحق الواجب له بكل سماحة وسهولة من غير تكره لبذله ولا مماطلة، كما يجب على المرأة أن تبذل لزوجها ما يجب عليها بذله.
ومن حقوق الزوجة على زوجها:
– أن يقوم بواجب نفقتها من الطعام والشراب والكسوة والمسكن وتوابع ذلك
– إن يعدل بينها وبين الزوجات الأخرى إن وجدوا في الإنفاق والسكنى والمبيت وكل ما يمكنه العدل فيه
ومن حقوق الزوج على زوجته، فهي أعظم من حقوقها عليه:
– أن تطيعه في غير معصية الله
– أن تحفظه في سره وماله
– ألا تعمل عملا يضيع عليه كمال الاستمتاع حتى لو كان ذلك تطوعا بعبادة ، وقد جعل رسول الله رضا الزوج عن زوجته من أسباب دخولها الجنة.
الحق السابع: حقوق الولاة والرعية :
الولاة هم الذين يتولون أمور المسلمين، سواء كانت الولاية عامة كالرئيس الأعلى في الدولة، أم خاصة كالرئيس على إدارة معينة أو عمل معين.
فحقوق الرعية على الولاة:
– أن يقوموا بالأمانة التي حملهم الله إياها، وألزمهم القيام بها من النصح للرعية والسير بها على النهج القويم الكفيل بمصالح الدنيا والآخرة
وأما حقوق الولاة على الرعية فمنها:
– النصح لهم فيما يتولاه الإنسان من أمورهم، وتذكيرهم إذا غفلوا، والدعاء لهم إذا مالوا عن الحق، وامتثال أمرهم في غير معصية الله
– مساعدة الرعية لولاتهم في مهماتهم، وأن يعرف كل واحد دوره ومسئوليته في المجتمع حتى تسير الأمور على الوجه المطلوب.
الحق الثامن :حق الجيران:
الجار هو القريب منك في المنزل، وله حق كبير عليك، فإن كان قريبا منك في النسب وهو مسلم فله ثلاثة حقوق: حق الجوار، حق القرابه، وحق الإسلام، وان كان مسلما وليش بقريب في النسب فله حقان: حق الجوار، وحق الاسلام، وكذلك إن كان قريبا وليس بمسلم فله حقان: حق الجوار وحق القرابه، وان كان بعيدا غير مسلم فله حق واحد: حق الجوار.
فمن حقوق الجار على جاره:
1- ان يحسن اليه بما استطاع من المال والجاه والنفع
2- ان يكف عنه الاذى القولي والفعلي، فمن لا يأمن جاره شره فليس بمؤمن ولا يدخل الجنة.
الحق التاسع: حقوق المسلمين عموما:
وهذه الحقوق كثيرة جدا؛ فمنها: ما ثبت في الصحيح أن النبي قال: ((حق المسلم على المسلم ست: اذا لقيته فسلم عليه، واذا دعاك فاجبه، واذا استنصحك فانصحه، واذا عطس فشمته، واذا مرض فعده، واذا مات فاتبعه))
1- السلام: فهي سنة مؤكدة، والسنه ان يسلم الصغير على الكبير، والقليل على الكثير، والراكب على الماشي.
2- اذا دعاك اجبه: والاجابه إلى الدعوة سنه مؤكده ويستثنى من ذلك وليمة العرس، فإن الإجابه إلى الدعوة إليها واجبة بشروط معروفه
3- اذا استنصحك فانصحه: يعني اذا جاء يطلب نصيحتك له في شئ فانصحه.
4- اذا عطس فحمد الله فشمته: اي قل له يرحمك الله، شكرا له على حمده لربه عند العطاس، اما اذا عطس لم يحمد الله فإنه لا حق له فلا يشمت.
5- إذا مرض فعده، وعيادة المريض زيارته، وهي حق له على إخوانه المسلمين، والسنه لمن عاد مريضا ان يسال عن حاله، ويدعو له، ويفتح له باب الفرج والرجاء، وينبغي لأن يذكره التوبه بأسلوب لا يروعه.
6- اذا مات فاتبعه، فاتباع الجنازه من حقوق المسلم على اخيه، فيه اجر كبير.
7- كف الاذى عن المسلم، فان في إيذاء المسلمين اثما عظيما.
الحق العاشر: حق غير المسلمين:
غير المسلمين يشمل جميع الكافرين وهم أصناف أربعة: حربيون، ومستأمنون، ومعاهدون، وذميون.
وأحكام أهل الذمة موجودة في كنب أهل العلم لا نطيل بها هنا. </B>