تخطى إلى المحتوى

ثقافة العالم العربي في مهرجان يتكرر كل عام

  • بواسطة

ثقافة العالم العربي في مهرجان يتكرر كل عام

الشرق الأوسط بين أيدي الدنمارك

خليجية

أزمة كُبرى تسبب فيها نشر الصور المسيئة للرسول محمد الكريم (صلى الله عليه وسلم) بين الدنمارك و العالم الإسلامي. و على خلفية تلك الأزمة اتخذ الحوار الدنماركي الإسلامي طابع الضرورة القصوى لدرجة دفعت كثيرا من المؤسسات في العالمين الغربي والإسلامي إلى محاولة رأب الصدع وجسر الهوة المتنامية بين المعسكرين.

و من هذا المنطلق زادت أهمية مهرجان «صور من الشرق الأوسط» الذي انطلق في صورة مبادرة دنماركية في منتصف عام 2024 بغية تعريف الشعب الدنماركي على الثقافة والفنون في منطقة الشرق الأوسط.

وقد بدأ هذا المهرجان في 2024 ويستمر حتى 2024 تحت إشراف وإدارة المركز الدنماركي للثقافة والتعاون وهو هيئة مستقلة غير حكومية.

وتستضيف إدارة المهرجان أثناء دورة هذا العام نحو 500 من الكُتاب والأدباء والموسيقيين والفنانين من الشرق الأوسط خلال أشهر الصيف الجاري في إطار عدد من الندوات و المعارض تبدأ في 12 أغسطس من خلال احتفالية ضخمة تقام على أحد شواطئ العاصمة الدنماركية كوبنهاجن لمدة ستة أسابيع يجوب خلالها المهرجان بفعالياته الثقافية أكبر تسع مدن دنماركية و مدينة سويدية واحدة.

وبهذه المناسبة زار دبي أخيرا وفدٌ من المركز يضم الدكتور مايكل إيرفينغ ينسن المسؤول الأول عن المهرجان وأسامة الحبحبه مسؤول العلاقات العامة بالمهرجان. والتقت «البيان» الدكتور ينسن و كان الحوار التالي الذي سُلّط خلاله الضوء على أهم ملامح المهرجان.

ـ ما هو الهدف الرئيسي للمهرجان من وجهة نظرك؟

– ثمة رسالة محورية يرغب القائمون على المهرجان توصيلها تتمثل في أن الشرق الأوسط هو منطقة متعددة الثقافات و الأعراق تتمتع بإرث حضاري و ثقافي فريد من نوعه يستحق الاهتمام به من قبل العالم الخارجي.

و نحن بدورنا نسعى من خلال فعاليات هذا المهرجان إلى تمكين الشعب الدنماركي من الإطلاع على الثقافات و الأعراق المتعددة التي تذخر بها المنطقة العربية بشكل خاص و منطقة الشرق الأوسط بشكل عام و ذلك لأن وسائل الإعلام الغربية لدينا تكتفي بإلقاء الضوء على قضايا سياسية مثل قضيتي العراق و فلسطين و غالبا ما تأتي بروايات سلبية لا تعكس حقيقة الأوضاع كما هي على أرض الواقع.

و من النادر للغاية أن تجد من خلال تلك التغطية الإعلامية تناولا موضوعيا للقضايا الثقافية في منطقة الشرق الأوسط. ومن ثم فإن الهدف من وراء انعقاد المهرجان هو أن يتعرف الشعب الدنماركي على حقيقة الوضع والإرث الثقافي للمنطقة.

ـ كيف ترى ردة فعل الشارع العربي بشكل خاص والمشرق بشكل عام تجاه نشر الصور المسيئة للرسول الكريم من قبل إحدى المطبوعات الدنماركية و ما صاحب ردة الفعل تلك من صدمة استبدت بالمسلمين بسبب أن الهجوم جاء من طرف من المفترض أنه يتسم بالاعتدال عن غيره؟.

– أود التأكيد في هذا الصدد على أن نشر تلك الرسوم كان أمرا مسيئا لنا جميعا. ولكن المركز الذي أنتمي إليه ليست له علاقة من قريب أو بعيد بما تم نشره وإنما على العكس تماما فنحن جهة تعمل دائما على فتح قنوات حوار مع المنطقة العربية و لا نريد التعامل مع العرب أو شعوب المشرق العربي من منطلق ديني. فنحن نوجه جل تركيزنا على فتح قنوات حوار مع العالم الخارجي بشكل يتسم بالإيجابية و الندية وعلى أساس المساواة في كل شيء.

ـ ما هي الملامح الرئيسية للمهرجان؟

– المهرجان يحتوي على كم كبير من الأنشطة و الأجناس الفنية المتعددة و المتنوعة. فقد تمت دعوة أكثر من 400 فنان من بلدان الشرق الأوسط أغلبهم من لبنان والعراق والأردن.

وتركز فعاليات المعرض على مختلف الأنمطة الثقافية من فنون وموسيقى وأفلام و مسرحيات ومعارض فنون تشكيلية وآداب ولدينا برامج ثقافية وتعليمية وتربوية. ومن وجهة نظري فإنني أرى أن الفعاليات الأدبية للمهرجان هي الأكثر أهمية وتأثيرا في ضوء ما يتمتع به الشرق الأوسط من أجناس وأنماط أدبية متعددة و متنوعة سيحاول المهرجان إلقاء الضوء عليها وعرضها باللغة الدنماركية حتى يتسنى للشعب الدنماركي أن يتعرف عليها بشكل مبسط.

وأرى أيضا أن التراث الموسيقي للمنطقة سيلقى اهتماما خاصا من المهرجان وسيفاجئ الدنماركيون على سبيل المثال وليس الحصر أن هناك موسيقى الهيب هوب والراب في المنطقة العربية إلى جانب أجناس موسيقية وفنية أخرى سيجسدها فنانون من الأردن ولبنان. فنحن نعمد إلى إلقاء الضوء على تعدد الأجناس الفنية في المنطقة.

فضلا على ذلك سيكون هناك وجود مهم لخمس مؤسسات ثقافية ستلقي الضوء على الفنون المعاصرة في المنطقة العربية والشرق الأوسط حيث ستكون هناك معارض عن الوسائط المتعددة و الفنون المرئية و التصوير الفوتوغرافي لفنانين من مختلف أرجاء المنطقة العربية والشرق الأوسط.

وأعتقد أنها ستكون مناسبة فريدة من نوعها أن يكون هناك هذا العدد من المؤسسات الثقافية التي تستطيع أن تُلقي الضوء على تلك الأنماط الثقافية الموجودة في المنطقة العربية.

فمثل تلك المعارض تساعد أيضا على إلقاء الضوء بشكل أكثر تأثيرا على التطورات الثقافية و السياسية و الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة وتقدم للمواطن الغربي الذي يريد التعرف على الثقافة وحقيقة الأوضاع في المنطقة العربية بديلا أكثر فعالية وتشويقا من كتب التاريخ التي قد يجدها البعض مملة و تحتاج إلى مساحة كبيرة من الوقت غير متاحة حاليا في ضوء الإيقاع السريع للعصر.

ـ هل ترى أنه يمكن لمثل تلك التظاهرات الفنية- في ضوء التحيز الإعلامي الصارخ ضد العالم العربي بشكل عام والإسلامي بشكل خاص- تغيير الصورة المأخوذة عن العرب في العالم؟

– أرى أن هذا هو الهدف الرئيسي من وراء إقامة المهرجان. فنحن نريد أن نُخرج الشعب الدنماركي بعيدا عن القالب الذي يحاول الإعلام العالمي فرضه عليه عند التعامل مع منطقة الشرق الأوسط ونعلم أن للمنطقة ثقافات متعددة و ثرية.

و نعلم تماما أن حدثا يُقام على مدار ستة أسابيع لا يستطيع بشكل كامل تغيير الصورة ولكنه يعتبر في الأساس مساهمة تهدف إلى مساعدة الشعب الدنماركي على إدراك ما يجري على أرض الواقع في المنطقة. فأنا أعتقد أن الثقافة هي الجسر الذي يمكن العبور من خلاله لبلوغ هذا الهدف. آمل أيضا أن يستطيع الفنانون القادمون من العالم العربي إقامة قنوات حوار وعلاقات مع نظرائهم الدنماركيين حتى يساهموا بأنفسهم في جسر الهوة الموجودة بين العالمين العربي والغربي.

ـ ألا ترى أن المنطقة الإسكندنافية بشكل عام تميل إلى عزل نفسها عن العالم الخارجي؟

– لا يمكنك أن تقول هذا بأي شكل من الأشكال. فالدنمارك عضو في الإتحاد الأوروبي منذ سنوات طويلة كما أنها تعمل على إرسال المساعدات إلى الدول الفقيرة وتعمل دائما على تكريس حقوق الإنسان .

ـ كيف يرى الشعب الدنماركي نظيره العربي؟

-لا أتصور أن الأمر يمكن تحديده بشكل مطلق. فهناك بالتأكيد تباين في وجهات النظر في هذا الصدد. و لكن ما يمكنني قوله بكل تأكيد هو أن هناك عددا متناميا من الذين يريدون معرفة المزيد عن الإسلام وعن طبيعة الحياة في المنطقة العربية وعن الشرق الأوسط بشكل عام.

ـ هل نشر الصور المسيئة للرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) و ما تبعه من دعوات لمقاطعة البضائع الدنماركية هو السبب الرئيسي وراء دورة هذا العام من المهرجان؟

– لا ليس على الإطلاق. فهذا المعرض يجري الإعداد له منذ عامين و نصف العام. و نحن من خلال مركزنا الثقافي قمنا أكثر من مرة بإلقاء الضوء على الإرث الثقافي في آسيا وأفريقيا.

فالأمر لا يأتي كردة فعل عما حدث في الفترة الأخيرة. غير أن المؤكد هو أن مهرجان هذا العام سيكون مختلفا ومهما للغاية لأنه يتعامل مع منطقة الشرق الأوسط وزادت أهميته في ضوء التطورات الأخيرة في هذه المنطقة المشتعلة دائما بالأحداث. ونحن من جانبنا نأمل بشدة أن يحقق المعرض الهدف المرجو منه.

ـ ماذا عن المشاركة الإماراتية في المهرجان؟

– للأسف عدد المشاركين قليل وكنا نتمنى أن يكون أكبر من ذلك. فهناك الفنان خليل عبد الواحد الفنان الإماراتي المعروف وسيكون هناك أيضا معرض للخط العربي بالتعاون مع متحف الشارقة من ضمن فعاليات المهرجان. هذا للأسف كل المشاركة الإماراتية أثناء المهرجان.

ـ ماذا عن منطقة الخليج العربي؟

– كنا أيضا نتمنى أن يكون الوجود الخليجي أكثر تميزا ولكن شأن المشاركة الإماراتية فإن المشاركة الخليجية ستكون محدودة أيضا وسيكون هناك الكاتب البحريني فريد رمضان.

ـ هل تريد القول إن المشاركة ليست على المستوى المأمول؟

– لا مطلقا. ولكن يمكنني القول إن أغلب الفنانين المشاركين يأتون من بلدان المشرق العربي مثل الأردن والعراق و لبنان.

ـ ما هي أكثر الدول العربية تمثيلا في المهرجان؟

– ليست لدي أرقام محددة ولكنني أعتقد أن لبنان له أكبر عدد من المشاركين.

أجرى الحوار: حاتم حسين

https://www.albayan.ae/servlet/Satell…e%2FFullDetail

مشكووره الغاليه … على الخبر

مشكووره اختي الغاليه….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.