تخطى إلى المحتوى

جداريات جسور «قناة القصباء» لمسات فنية تأسر الزوار والسياح

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمه الله و بركاته

تاريخ النشر: السبت 22 يناير 2024
محمد الحلواجي

ما من زائر مر بقناة القصباء، سواء أكان مواطناًً أم سائحاً، أم مقيماً إلا وتأكد أنها واحدة من أروع الممرات المائية في الوطن العربي والعالم، فهي تمثل شرياناً حيوياً يربط بين بُحيرتين جميلتين في إمارة الشارقة وهما بحيرة خالد وبحيرة الممزر، كما أن القناة التي تضم ثلاثة جسور كبيرة ومبتكرة للسيارات والمشاة وتسهل عملية انتقال المتنزهين سواء مشياً على الأقدام، أو الانتقال مابين البحيرتين بحراً، وذلك عبر القوارب ذات الطابع التراثي المميز، لتكون الرحلة القصيرة من كورنيش بحيرة خالد إلى الضفة الأخرى لبحيرة الممزر تجربة جميلة لا يمكن أن تنسى، وبخاصة في هذه الأيام التي تحمل النسمات الباردة تحت سماء زرقاء صافية أحياناً، وملبدة بالغيوم الفاتنة أحياناً أخرى، وأيضاً واعدة دوما بخير المطر الجميل، حيث يمكن للمرء أن يطل على منظر مفتوح للشواطئ المحيطة بمنطقة التعاون، وبهذا تكون القصباء واحدة من أبرز المناطق الرائدة في الدولة باتجاه دعم وتنمية السياحة الداخلية.

ولأن جمال الطبيعة يحيط بالمرء من كل حدب وصوب في هذه البقعة الساحرة كان لابد للجسور الثلاثة أن تتزين بصورة فنية مختلفة عن سائر مثيلاتها من الجسور التقليدية، فقد حرصت إمارة الشارقة الباسمة إلا أن تجعل من عملية المرور مشيا فوق أو تحت هذه الجسور، تجربة جمالية حافلة بالمتعة البصرية وذلك عبر استمتاع المارة بسحر الجداريات الفنية الكبيرة التي تشغل كل أربع منها المساحة المتاخمة للدرج المخصص للمشاة للصعود أو الهبوط من الجسر بغرض المرور للناحية الأخرى.

وتشكل اللوحات الجدارية الجميلة المصنوعة من بلاط القيشاني ويغلب عليها اللون الأزرق الذي يذكر ببهاء الفنون الإسلامية، وغلبة اللون الأزرق على كل من الأخضر والأبيض والبني وسواها من الألوان، لم يكن أمرا جاء بمحض الصدفة، كما أنه لم يكن اعتباطيا، فسيادة اللون الأزرق تنسجم مع البيئة الزرقاء المحيطة للمكان بشكل عام، وهي زرقة السماء المفتوحة وزرقة أفق البحر الممتد حتى الأطراف الأخرى للبحيرات الهادئة والوادعة.

كما تكتسب جدرايات القصباء بعداً جمالياً آخر حين تتعانق مع فن الخط العربي الفاتن بكل تاريخه العظيم، حين تلامس شغاف القلوب بكلمات مخطوطة تدعو المرء لتذكر الله والتوكل عليه، كما تتعانق مع الهوية العربية والإسلامية حين تتصافح عيون المارة مع رسومات وموضوعات كالمساجد وبخاصة مساجد الكعبة المشرفة أو مساجد القدس التي تذكر العابرين في قناة القصباء من كل الأجناس والأعراق والأديان والملل أن فلسطين عربية وأن القدس عاصمة فلسطينية وعربية وإسلامية.

وأخيرا تأتي “عين الإمارات” لتشكل الأنغام الموسيقية في جماليات مشهد جسور القصباء التي تحولت لمنصة عرض فني دائم، حيث تعد العجلة الترفيهية الأكبر من نوعها في الشرق الأوسط، بحد ذاتها أيضا لمسة إبداعية جمالية تمت إضافتها لجمال منظر قصور القصباء بالشارقة، حيث تنتصب العجلة على ارتفاع ستين متراً بعرباتها البيضاء وهيئتها الدائرية المميزة في نهاية أفق القصباء، لتأسر زوار وعشاق هذه المنطقة الساحرة منذ ساعات الفجر الأولى حتى ساعة المغيب وهدوء ما بعد منتصف الليل، وهي تشكل بعداً جمالياً جديداً وآسراً يتداخل مع المباني ذات الطراز العربي الإسلامي.

و السلام عليكم ورحمه الله و بركاته

https://www.alittihad.ae/details.php?…#ixzz1BmSF1Slg

للرفع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.