من العبادات الجليلة في آخر شهر رمضان صدقة الفطر، وتسمى أيضاً زكاة الفطر، وهي صدقة تُخرج بسبب الفطر من رمضان، والحكمة منها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «طهرة للصائم من اللغو والرفث وطُعمة للمساكين»، فهذه العبادة تجبر النقص الذي وقع في صيامنا، وهي صدقة واجبة تجب على المسلم فقط، وإذا أراد الرجل أن يخرج صدقة الفطر عن خادمه المسلم فلا حرج في ذلك بعد أن يستأذن من خادمه.
«حتى الفقير الذي يملك فائضاً عن حاجته الأصلية تجب عليه زكاة الفطر».
وتجب على المسلم الذي يملك فائضاً عن حوائجه الأصلية، فحتى الفقير الذي يملك فائضاً عن حاجته الأصلية تجب عليه زكاة الفطر، ويجب على الرجل أن يخرج صدقة الفطر عن نفسه وعن أهل بيته إذا كان ينفق عليهم، فإن كان للوالد أبناء يعملون فلا يجب عليه أن يخرج عنهم صدقة الفطر، فإن أراد أن يخرج عنهم فلا حرج في ذلك بشرط إخبارهم بذلك.
ويستحب إخراج صدقة الفطر عن الجنين في بطن أمه، فعن أبي قلابة رحمه الله، وهو من التابعين، قال: «كان يعجبهم أن يعطوا زكاة الفطر عن الصغير والكبير حتى الحبَل (أي الجنين في بطن أمه)».
وتخرج زكاة الفطر قبل خروج الناس لصلاة عيد الفطر، ومن أخرجها قبل العيد بيوم أو يومين فلا شيء عليه وفعله صحيح، ولا يجوز له أن يخرجها بعد صلاة العيد إلا إذا كان ناسياً.
وتكون صدقة الفطر من الطعام المكيل المدخر كالأرز والشعير والتمر، فيخرج المزكي صاعاً من هذه الأطعمة عن كل شخص، والصاع أربعة أمداد، والمد مجمع الكفين، وقدر العلماء الصاع بكيلوغرامين ونصف تقريباً، من زاد على ذلك فلا حرج عليه وله أجر إن شاء الله تعالى.
وتدفع للفقراء والمساكين، ويجوز لك أن تعطي صدقتك فقيراً واحداً أو فقراء عدة، فإن كنت لا تعرف فقيراً يقبل صدقة الفطر فادفعها إلى الجمعيات الخيرية المنتشرة في الدولة، وهي ستوصلها بإذن الله إلى المحتاجين.
وتُخرج زكاة الفطر في مكان من وجبت عليه الزكاة، فلو أن رجلاً يعمل في دولة أخرى غير بلاده فإن السنة أن يؤدي زكاة الفطر في الدولة التي يعمل فيها، فإن أراد أن يخرج صدقة الفطر في بلاده فلا شيء عليه، فهذه جملة يسيرة من أحكام صدقة الفطر، أسأل الله أن ينفع بها، والله الموفق.
مدير مشروع مكتوم لتحفيظ القرآن الكريم بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي