أولاً:عذاب القبر:
عن ابن عباس-رضي الله عنه-قال:« مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبرين فقال إنهما يعذبان وما يعذبان فيكبير أما هذا فكان لا يستنزه من البول وأما هذا فكان يمشي بالنميمة ثم دعا بعسيبرطب فشقه باثنين ثم غرس على هذا واحدا وعلى هذا واحدا وقال لعله يخفف عنهما ما لمييبسا»-صحيح أبي داود-.
قوله-صلى الله عليه وسلم-: « وما يعذبان فيكبير»:
قيل: ليس بكبير في اعتقادهما وهو عند الله كبير كقوله تعالى: (وتحسبونه هيّنا وهو عند الله عظيم)(النور الآية 15).
وكقوله-عليه الصلاة والسلام-:«…وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لهابالايهويبها في جهنم»رواه البخاري.
معناه: لا يتفكر في عاقبتها ولا يظن أنها تؤثر شيئاً, ينزل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب.
وقيل: ليس بكبير تركه عليهما.
يروى عن قتادة أنه قال: " ذكر لنا أن عذاب القبر ثلاثة أثلاث, ثلث من الغيبة, وثلث من البول, وثلث من النميمة".
قال ابن القيم: " أول ما يُحاسب عليه العبْد الصَّلاة والدِّماء، فمَن ترك الاستبراء الذي هو مقدمة الصلاة، ومن نَمَّ والنميمة أصل العداوة المُريقة للدِّماء، فحظُّهما العذاب الشديد" (غذاء الألباب)
ثانياً:عدم دخول الجنة أول وهلة:
قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-:«لا يدخل الجنة نمّام»رواه مسلم, وفي رواية:
«لا يدخل الجنة قتّات»رواه البخاري ومسلم.
" أي لا يدخل الجنة من أول وهلة كنظائره" (فتح الباري).
قال النووي في شرحه على صحيح مسلم: " ففيه التأويلان المتقدمان في نظائره : أحدهما يحمل على المستحل بغير تأويل , مع العلم بالتحريم . والثاني لا يدخلها دخول الفائزين والله أعلم " اهـ.
فائدة
" قيل القتات هو النمام "(صحيح مسلم بشرح النووي).
" وقيل : الفرق بين القتات والنمام أن النمام الذي يحضر فينقلها والقتات الذي يتسمع من حيث لا يعلم به ثم ينقل ما سمعه" (فتح الباري).
(اللَّهُمَّ اهْدِنِي لأَحْسَنِ الأخْلاقِ لا يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إِلا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلاَّ أَنْتَ)
جعله في ميزان حسناتج
جعله في ميزان حسناتج