تخطى إلى المحتوى

كيف تجمع آداب الخير

  • بواسطة

إن المترقي في منازل الآخرة ليحرص على كل أدب من الآداب الإسلامية أن يعمل به في حياته اليومية ، وفي تعامله مع غيره ، فهو لا يترك أدباً على حساب آخر ، بل هو يحرص أن يكون جامعاً لأكثر الآداب .
· حقيقة الأدب : قال ابن القيم رحمه الله : حقيقة الأدب ، استعمال الخلق الجميل .
· فعن أبي محمد ابن أبي زيد إمام المالكيةفي زمانه ، أنه قال : ( جماع آداب الخير وأزمتهُ تتفرع من أربعة أحاديث ، الحديث الأول : [ من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت ] ، الحديث الثاني : [ من حسن إسلام المرء ، تركهُ مالايعنيه ] ، الحديث الثالث الذي أوصاه : [ لا تغضب ] ، الحديث الرابع [ المؤمن يحب لأخيه ما يحب لنفسه ] .
· فهذه الأحاديث الأربعة عليها مدار التقوى والإستقامة في الدين .
· وهذه إشارات يسيرة ، وتعليقات مختصرة للحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله ، من كتابه القيم :
( جامع العلوم والحكم ) . حول هذه الأحاديث ،حتى نعيشها واقعاً في حياتنا ، و حتى نكون قد جمعنا من الخير آدابا ومن البر أبوابا أو نقرب من ذلك ،
· الحديث الأول : عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [ من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت ] رواه البخاري ومسلم .
الشـــرح :
– قال ابن مسعود رضي الله عنهُ : إياكم وفضول الكلام ، حسب امرئ ما بلغ حاجتهُ .
– الإكثار من الكلام الذي لا حاجة له يوجب قسوة القلب .
· مفاسد كثرة الكلام :
– قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : من كثر كلامه كثر سقطه ، ومن كثر سقطهُ كثرت ذنوبه ، ومن كثرت ذنوبه كانت النار أولى به .
– أجمعت الحكماء : على أن رأس الحكمة الصمت .
– والمقصود من الحديث : أنه أمر بالكلام بالخير ، والسكوت عمّا ليس بخير .
– قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : ما شيء أحق بطول سجن من لسان .
· حفظ اللسان أصعب :
– قال محمد بن الواسع رحمه الله : حفظ اللسان أشد على الناس من حفظ الدينار والدرهم .
· انضباط أخلاقي عجيب :
قال عمرو بن مرة : حدثني رجل ، من أهل ربيع بن خثيم « ما سمعنا من ربيع كلمة نرى عصى الله فيها منذ عشرين سنة »
· الحديث الثاني : عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [ من حسن إسلام المرء ، تركهُ ما لا يعنيه ] رواه الترمذي .
الشـــرح :
– هذا الحديث أصلٌ عظيم من أصول الآداب .
– معنى الحديث : أن مَن حسن إسلامه ، ترك ما لا يعنيه ، من قول وفعل ، ويَقتصر على ما يعنيه من الأقوال والأفعال .
– وإذا حسن الإسلام ترك ما لا يعني كله من ( المحرمات ، والمكروهات ، والمشتبهات ، وفضول المباحات التي لا يحتاج إليها ) .. وفعل الواجبات والمستحبات التي يحتاج إليها .
· محاسبة دقيقة للنفس :
– مرّ حسان بن سنان بغرفة فقال : متى بنيت هذه ؟ ثم أقبل على نفسه فقال : تسألين عن ما لا يعنيك ! لأعاقبنكِ بصوم سنة فصامها ..
انتبه .. واسأل نفسك كم من الكلمات والاستفسارات التي نتكلم بها وهي لا تعنينا في الحقيقة .
· الحديث الثالث : عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني ؟ قال : [ لا تغضب ] فردد مراراً قال : [ لا تغضب ] رواه البخاري .
الشــرح :
– هذا الحديث يدل على أن الغضب جماع الشر ، والتحرز منهُ جماع الخير .
– قيل لعبدالله بن المبارك رحمه الله : أجمع لنا حسن الخلق في كلمة ؟ قال : ترك الغضب .
وكذلك فسره الإمام أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه رحمهما الله بأنه ترك الغضب .
– وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يغضب ، إلا إذا انتِهِكتْ محارم الله ، وكان لا ينتقم لنفسه ، ( ولم يضرب بيده خادماً ولا امرأة إلا أن يجاهد في سبيل الله ) رواه مسلم .
– والغضب : هو غليان دمُ القلب ، طلباً لدفع المؤذي عنه خشية وقوعه ، أو طلباً للانتقام ممن حصل منه الأذى ، وينشأ من ذلك :
كثير من الأفعال المحرمة : ( كالقتل ، والضرب ، وأنواع الظلم ، والعدوان .. .. ) .
وكثير من الأقوال المحرمة : ( كالقذف ، والسب ، والفحش ، وربما كفر بكلمة ، والطلاق ، والدعاء على النفس بالشر ) ..
· الحديث الرابع : عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه ] رواه البخاري ومسلم .
الشــرح :
– المقصود : أن من جملة خصال الإيمان الواجبة ، أن يحب المرء لأخيه المؤمن ما يحبه لنفسه ، ويكره له ما يكرهه لنفسه ، فإذا زاد ذلك عنه نقص إيمانه بذلك .
– وهذا كله يأتي من كمال سلامة الصدر ، من الغش والغل والحسد ، فيحزن لحزن أخيه ويفرح لفرحه .
– كان محمد بن الواسع رحمه الله : يبيع حماراً له ، فقال له رجلٌ : أترضاه لي ؟ قال : لو رضيته لم أبعه ، وهذا إشارة منه إلى أنه لا يرضى لأخيه إلا مايرضاه لنفسه وهذا من باب النصيحة .
· أخيراً : والله ثم والله لو طبق المسلمون هذه الأحاديث الأربعة ، بالتمام والكمال لما وجدت المشاكل بين الناس ، لا بين الحاكم والمحكوم .. ولا بين الزوج وزوجته .. ولا بين البائع والمشتري .. ولا بين الجارِ وجارهِ .. ولسـاد ت المحبّة والتراحم بين المسلمين، والتعاطف ، والصدق ، والوفاء ، والأمانة ، والتعاون .. ولذهب الغش والخداع ، والخيانة ، والكذب ، والنميمة ، والغيبة ، والسرقة ، والزنا ..
· فرصـة للتدريب والتمرين :
– قال ابن قدامة المقدسي رحمه الله : إن تعاطي أسباب الفضائل يؤثر في النفس ويغير طبعها فكذلك مساكنة الكسل أيضاً يصير عادة ، فيحرم بسببه كل خير .
· فإذا أردت أن تجمع أداب الخير فما عليك إلا أن تتدرب وتمارس كل خلق حتى يكون عندك هيئة راسخة في نفسك بعد فترة من الزمن بإذن الله .

الله يجازيج الخير
جعلها في ميزان حسناتج . . .~

اللهم اني اسالك حسن الخلق وترزقني مكارم الاخلاق حتى القاك وانت راض عني…….. آمين

جزاك الله خيرا اختي

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.