كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يقضي يومه ؟
=========================
ثم يجلس في مصلاه يذكر الله حتى تطلع الشمس ،
وكان أصحابه رضي الله عنهم يجالسونه ،
وربما تحدثوا وذكروا من أمر الجاهلية فيضحكون ويبتسم.
وسن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الضحى ،
وكان يصليها أربع ركعات ، أو يزيد ؛ فعَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
" كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي الضُّحَى أَرْبَعًا، وَيَزِيدُ مَا شَاءَ اللهُ " رواه مسلم
وأما في بيته الشريف صلى الله عليه وسلم ؛ فكان يكون في مهنة أهله :
يحلب شاته ، ويرقع ثوبه ، ويخدم نفسه ، ويخصف نعله ،
فإذا حانت الصلاة خرج إلى الصلاة وصلى بالناس ،
ثم جلس إليهم فحدثهم وعلمهم ووعظهم وذكّرهم واستمع إلى شكواهم وأصلح بينهم ،
ثم يعود إلى بيته.وقد سئلت عَائِشَة رضي الله عنها :
" مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْمَلُ فِي بَيْتِهِ؟ فقَالَتْ:
كَانَ بَشَرًا مِنَ الْبَشَرِ يَفْلِي ثَوْبَهُ ، وَيَحْلُبُ شَاتَهُ ، وَيَخْدُمُ نَفْسَهُ" .
رواه أحمد ، وصححه الألباني
وفي رواية له أيضا : " كَانَ يَخِيطُ ثَوْبَهُ ، وَيَخْصِفُ نَعْلَهُ،
وَيَعْمَلُ مَا يَعْمَلُ الرِّجَالُ فِي بُيُوتِهِمْ " وصححه الألباني.
وروى البخاري عَنِ الأَسْوَدِ ، قَالَ:
" سَأَلْتُ عَائِشَةَ مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ؟ قَالَتْ:
كَانَ يَكُونُ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ – تَعْنِي خِدْمَةَ أَهْلِهِ – فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ خَرَجَ إِلَى الصَّلاَةِ" .
وكان صلى الله عليه وسلم لا يعيب طعاما قط ، إن اشتهاه أكله وإلا تركه.
وكان ربما دار الشهر وراء الشهر فلا يجد ما يقوته إلا التمر والماء.
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ:
" مَا عَابَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَعَامًا قَطُّ ، إِنِ اشْتَهَاهُ أَكَلَهُ وَإِلَّا تَرَكَهُ " متفق عليه
وعن عائشة رضي الله عنها قالت :
" إِنْ كُنَّا لَنَنْظُرُ إِلَى الْهِلاَلِ ثُمَّ الْهِلاَلِ ، ثَلاَثَةَ أَهِلَّةٍ فِي شَهْرَيْنِ ،
وَمَا أُوقِدَتْ فِي أَبْيَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَارٌ ، فَقُلْتُ – أي عروة بن الزبير – :
يَا خَالَةُ ! مَا كَانَ يُعِيشُكُمْ ؟ قَالَتِ : الأَسْوَدَانِ : التَّمْرُ ، وَالْمَاءُ ،
إِلاَّ أَنَّهُ قَدْ كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جِيرَانٌ مِنَ الأَنْصَارِ كَانَتْ لَهُمْ مَنَائِحُ ،
وَكَانُوا يَمْنَحُونَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَلْبَانِهِمْ ، فَيَسْقِينَا " . متفق عليه
كما هي حال الناس اليوم ، وإنما غاية ذلك عندهم أكلتان :
أكلة أول النهار ، وتُسمى الغداء ، لأنها تكون في الغدوة ، أي : أول النهار ،
وأكلة بالمساء ، وتسمى العشاء.
وكان إذا أراد أن يجمع الناس لأمر ذي شأن أمر من يجمعهم له أو ينادي فيهم
" الصلاة جامعة " ثم يكلمهم عما أرادهم لأجله ، فإذا أراد أن يبعث بعثا بعثه ،
وإذا أراد أن يذكرهم ذكرهم ، وإذا أراد أن يخبرهم بتشريع أخبرهم ، ونحو ذلك.
وكان صلى الله عليه وسلم يقيل نصف النهار ليستعين بالقيلولة على قيام الليل ،
وقال : ( قِيلُوا فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَقِيلُ ) رواه الطبراني ، وحسنه الألباني.
ويغشاهم في مجالسهم ، ويزور مريضهم ويجيب داعيهم ،
ويمشي في حاجة الضعيف والمسكين ،
فكان يكون عامة يومه فيما أهمه من أمر الدين وأمور المسلمين ،
من دعوة ونصح وتذكير وتشريع وجهاد وأمر بمعروف ونهي عن منكر وإعانة محتاج وغير ذلك :
–روى مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ :
" أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى صُبْرَةِ طَعَامٍ فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيهَا،
فَنَالَتْ أَصَابِعُهُ بَلَلًا فَقَالَ: ( مَا هَذَا يَا صَاحِبَ الطَّعَامِ ؟ ) ،
قَالَ أَصَابَتْهُ السَّمَاءُ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ:
( أَفَلَا جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعَامِ كَيْ يَرَاهُ النَّاسُ، مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي) .
–
وروى البيهقي عَنْ جَابِرٍ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :(انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى الْبَصِيرِ الَّذِي فِي بَنِي وَاقِفٍ نَعُودُهُ ) ,وَكَانَ رَجُلًا أَعْمَى " . صححه الألباني –
وروى النسائي عن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي أَوْفَى، قال:
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ الذِّكْرَ،
وَيُقِلُّ اللَّغْوَ، وَيُطِيلُ الصَّلَاةَ ، وَيُقَصِّرُ الْخُطْبَةَ ،
وَلَا يَأْنَفُ أَنْ يَمْشِيَ مَعَ الْأَرْمَلَةِ ، وَالْمِسْكِينِ فَيَقْضِيَ لَهُ الْحَاجَةَ ". صححه الألباني
فإذا جاء الليل وصلى بالناس العشاء ،
فإن كان هناك ما يهتم له من أمور المسلمين انشغل به مع كبار أصحابه ،
وإلا سمر مع أهله شيئا.
روى الإمام أحمد ، والترمذي وحسنه ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ :
"كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْمُرُ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ اللَّيْلَةَ
كَذَلِكَ فِي الْأَمْرِ مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ ، وَأَنَا مَعَهُ " . صححه الألباني.
قال ابن كثير رحمه الله : " وكان من أخلاقه صلى الله عليه وسلم أنه جميل العِشْرَة دائم البِشْرِ ،
يداعب أهله ، ويَتَلَطَّفُ بهم ، ويُوسِّعُهُم نَفَقَته ،
ويُضاحِك نساءَه …ويجتمع نساؤه كل ليلة في بيت التي يبيت عندها
رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيأكل معهن العشاء في بعض الأحيان ،
ثم تنصرف كل واحدة إلى منزلها ،
وكان إذا صلى العشاء يدخل منزله يَسْمُر مع أهله قليلا قبل أن ينام ،
يُؤانسهم بذلك صلى الله عليه وسلم " انتهى من " تفسير ابن كثير "
فيصلي ما شاء الله أن يصلي ، حتى إذا أذن بلال لصلاة الصبح صلى ركعتين ثم خرج للصلاة.
روى أبو داود عَنْ عَائِشَةَ :
" أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُوضَعُ لَهُ وَضُوءُهُ وَسِوَاكُهُ ،
فَإِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ تَخَلَّى ثُمَّ اسْتَاكَ" .
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ:
" بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ ، فَتَحَدَّثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ أَهْلِهِ سَاعَةً ،
ثُمَّ رَقَدَ ، فَلَمَّا كَانَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ ، قَعَدَ فَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ ، فَقَالَ :
( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الأَلْبَابِ) ،
ثُمَّ قَامَ فَتَوَضَّأَ وَاسْتَنَّ فَصَلَّى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً ،
ثُمَّ أَذَّنَ بِلاَلٌ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الصُّبْحَ" .متفق عليه .
كما قد يفهم من هذه الكلمة ، بل كانت هديا قاصدا ، وعملا مباركا ، كما أمره ربه :
( قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) الأنعام/ 162 .
فكان هديه صلى الله عليه وسلم ، هو التأويل الواقعي لأمر الله وشرعه ،
كما قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:
روى مسلم في صحيحه سَعْد بْنِ هِشَامٍ بن عَامِرٍ،
أنه قال لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها :
" يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ ؛ أَنْبِئِينِي عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟
قَالَتْ: أَلَسْتَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ قُلْتُ: بَلَى !!
قَالَتْ: فَإِنَّ خُلُقَ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ الْقُرْآنَ".
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
=============
من مواضيعي
حكم لبس القصير تحت الركبة ومع شراب أسود أمام النساء
من أحكام الحيض في الصلاة والصيام
صفة مسح المرأة لرأسها في الوضوء
كيفية تحفيظ الطفل الصغير القرآن الكريم ؟
الطريقة الصحيحة لرقية طفلك
أذكــار النــوم الصحيحــة
مـــاذا علمــت طفلك؟
المشاركة في بناء مسجد
سَــوادًا كثيرًا ســدَّ الأُفُـقَ
اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد
جزاكي الله خير أختي