[ ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح لها سائر الجسد , وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد ، ألا وهي القلب ]
ابدأ بسؤال :
رجل لا يقوم الليل ، ألقى محاضرة عن قيام الليل وذكر آيات و أحاديث في فضل قيام الليل .
ورجل آخر يقوم الليل ألقى كذلك محاضرة وذكر نفس الأدلة و الأحاديث في فضل قيام الليل .
أيهما يؤثر أكثر ولماذا ؟؟
كلاهما ملتزم وكلاهما يحافظ على الصلاة في المسجد وكلاهما يصوم لكن الثاني يفرق عن الأول بتطبيق ما يدعوا له !!
هذا مانسعى لأجله إذا كانت الجوارح لا تعمل بما يؤمن به القلب فلا حاجة للتكلف و الدعوة لأنك في المقام الأول أهملت عنصر مهم وهو العمل قبل الدعوة!!
يقول الله تعالى في سورة العصر ، التي قال عنها الشافعي : لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم .
( إلا اللذين آمنوا و عملوا الصالحات و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر )
من هذه السورة نستنتج الكثير و الكثير .. فا ( آمنوا ) هو العِلم و ( عملوا الصالحات ) هي العمل و ( تواصوا بالحق ) هي الدعوة
وحتى يتضح المقصد :
في البداية تعلم وتؤمن ثم تبدأ بالعمل و التطبيق وبعد ان تتم العلم و العمل تبدأ بالدعوة
وكذلك من تدعوهم يؤمنون ثم يعملون ثم يدعون وهكذا إلى قيام الساعة .
كلنا نعرف فضل قيام الليل مثلا ونستطيع أن ندعوا إلى قيام الليل بما آمنا به ألا وهي الآيات و الأحاديث لكن عندما نعمل نستشعر لذة قيام الليل نستشعر لذة البكاء والخنوع لذة السجود و البكاااااء .. عندها أقسم أن التأثير سيكون مضاعف !!
هذا الذي أبحث عنه ملتزمين ظاهرا وباطنا .. فلا دعوة ولا تأثير إذا كانت السريرة سيئة ..
إن الله لا يغير مابقوم حتى ماذا ؟؟؟ حتي يغيروا ما بأنفسهم
وكما قيل ( فاقد الشيء لا يعطيه )
كل الذي نريد إصلاح السرائر
إذا أجتمعت الثلاث إيمان و تطبيق ثم دعوة سنخرج بدعاة مؤثرين يا ما سمعنا محاضرات ودروس عن الإخلاص لكن نادر جدا ماتعق في قلبك وتدمع لها عينك صدقوني حينما تكون الدعوة بإخلاص وصادرة من قلب مؤمن وجوارح تعمل راح يكون تأثيرها مختلف مختلف مختلف
قال الشيخ تقي الدين رحمه الله : فأخبر أن صلاح القلب مستلزم لصلاح سائر الجسد , وفساده مستلزم لفساده , فإذا رأى ظاهر الجسد فاسدا غير صالح علم أن القلب ليس بصالح بل فاسد , ويمتنع فساد الظاهر مع صلاح الباطن كما يمتنع صلاح الظاهر مع فساد الباطن إذ كان صلاح الظاهر وفساده ملازما لصلاح الباطن وفساده .
منقول
وجعله في ميزااان حسناااتج أن شاءالله ,,,,