ولكن، يجدر الانتباه إلى أن الإجهاد المفرط في أداء التمارين الرياضية قد يتحوّل إدماناً يحمل نتائج مدمّرة للجسم.
«سيدتي» سألت الاختصاصي في الأمراض الباطنية بمستشفى الدكتور خالد إدريس الدكتور تامر حجازي، وإستشارية التغذية العلاجية ورئيسة قسم الحمية في المستشفى السعودي الألماني الدكتورة مها البشري عن أسباب هذه الظاهرة وأعراضها ونتائجها على الجسم.
تفرط بعض النساء في ممارسة التمارين الرياضيّة، متناسيات أن الهدف الرئيسي من هذه الأخيرة يتمثّل في الحفاظ على الصحة العامة، علماً أن أجساد النساء تخزّن نسباً أعلى من الدهون الطبيعية، مقارنة مع الرجال. وتزداد هذه النسب مع مراحل النمو المختلفة كالبلوغ والمراهقة والحمل والرضاعة وسن اليأس، ما يصعب عمليّة التخلّص منها فيما بعد، بدون تدخل رياضي أو جراحي. ولكن، تنحو بعض النساء إلى تطبيق أنواع قاسية من الرياضة والإستمرار لساعات طوال في ممارستها للتخلّص من هذه المشكلة، ما يؤدي إلى نتائج عكسيّة تتمثّل في:
> تضخّم العضلات بسبب المجهود الزائد، ما يزيد الوزن نسبة إلى زيادة وزن العضلات وبروزها الأمر الذي يشوّه الشكل الخارجي للجسم.
> زيادة الشهية بسبب تنامي الإحتراق الداخلي الذي يؤدّي إلى ثبات أو زيادة في الوزن.
> في حالات الإفراط الحاد في ممارسة الرياضة، تنتج النحافة المرضية التي تحتاج إلى تدخّل طبي.
> الجفاف وهو نقص في مخزون الماء في الجسم لكثرة التعرّق دون تعويض الكمية المفقودة من الماء والأملاح الأساسية، ما يؤثر في بعض العمليات الحيوية داخل الجسم.
آلام وتوتر
كيف تدركين أنّك مدمنة رياضة؟
إن كنت تعانين من الأعراض المذكورة آنفاً، فأنت تفرطين في ممارسة التمارين الرياضية، وعليك التوقف وزيارة الطبيب. ولمعرفة ما إذا كنت مدمنة رياضة، عليك الإجابة عن الأسئلة التالية:
> هل تفضّلين الرياضة على العلاقات الإجتماعية؟
> هل تشعرين بالضيق والتوتر والإحباط إن لم تمارسي هذه التمارين؟
> هل تهملين دراستك، عملك ومنزلك من أجل توفير وقت كاف لهذه التمارين؟
> هل تعانين من آلام المفاصل والعضلات ومن الأرق والتوتر الدائم والصداع؟
> هل تشعرين فجأةً بأنك لا تستطيعين إتمام تمارينك وبتسارع نبضات قلبك؟
إذا جاءت إجاباتك إيجابية على غالبية هذه الأسئلة، فلا بد أنك مدمنة رياضة!
آثار سلبية
هذه جملة من الآثار السلبية للإفراط في ممارسة الرياضة على الجسم:
< خلل وظيفي في جهاز المناعة.
< إضطراب في الدورة الشهرية.
< خلل في المزاج والإدراك (كعدم القدرة على التركيز).
< مشكلات في العظام (الإصابة بالهشاشة والكسور).
< ضرر في أنسجة الجسم (كالإصابة بتمزّق العضلات وتدميرها).
كيف تخطّطين لنظام غذائي متوازن؟
لا بدّ أن يحظى الجسم الرياضي بنظام غذائي متوازن يمدّه بالإحتياجات المناسبة من السعرات الحرارية والمغذيات الأساسية كالبروتينات والدهون و«الكربوهيدرات» والألياف والفيتامينات والأملاح، وذلك بعد احتساب العمر والجنس والوزن والطول، مع الأخذ في الإعتبار التاريخ المرضي والغذائي والنشاط الجسماني، وتقسيم كل ما سبق على وجبات أساسية مع وجبة أو وجبتين خفيفتين (سناك) بين الوجبات الأساسية.