أما بعد:
يقول الله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (28) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ ) سورة ابراهيم.
صح عن ابن عباس رضي الله عنهما أن الذين بدلو نعمة الله و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم فهو من الذين بدلوا نعمة الله كفراً هم قريش عندما جاء إليهم محمد صلى الله عليه و سلم فكذبوه و لم يطيعوه.
وقال كثير من المفسرين أن كل من أعرض عن كتاب الله وسنة رسوله الكريم فهو من الذين بدلوا نعمة الله كفراً و أحلوا قومهم دار البوار.
و عن عمر رضي الله عنه و أرضاه أنه دخل على إبل الصدقة فرآها حمراً، فقال له احد الناس: يا أمير المؤمنين صدق الله يوم يقول:
( قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ) سورة يونس.
قال عمر: أتظن أنه الرحمة هي الأبل ؟؟ لا و الله أتدري ما رحمة الله ؟
قال : لا
قال : هي العمل بطاعة الله على نور من الله، ترجو رحمة الله، و تترك المعصية بنور من الله، تخاف عذاب الله.
فالرحمة و النعمة ليست الثياب و ليست السيارات و لا القصور، لأننا رأينا الناس يوم كثرت فيهم النعم الدنيويه أعرضوا عن الله و عن المسجد و عن القرآن و عن الرسالة و تحولوا إلى عصاة ، و تحولت شواطئهم كما نرى و نشاهد إلى منتجعات للنساء و لممارسة الاختلاط و التهتك.
و لكن النعة الحقيقة هي نعمة الإيمان و نعمة الإسلام و نعمة القرآن.
من شكر النعم أن يكون العبد صالحاً في نفسه و داعياً إلى الخير لغيره، لا أن يكون سلبياً في المجتمع فإن المجتمعات الأخرى يقول المرء فيها : نفسي نفسي و ليهلك الجميع!
و لكن الإسلام قد بين أن النجاة للآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر دون غيرهم، أما الساكتين السلبيين فإنهم يهلكون كغيرهم من العصاة الجاحدين لنعم الله.
و فوائد الشكر عديدة منها:
& أن يرضى الله عنك فيسعدك في الدارين الدنيا و الآخرة.
& أن يدعوا الناس لك بكل خير عندما يرون شكرك لأنك ستكون من أسباب استقرار و أمن هذا المجتمع.
و في الختام أسأل الله لي و لكم أن يجعلنا من الشاكرين لنعمه سبحانه، و ان يجنبنا الكفران و الجحود.
و صلى الله على نبينا محمد و آله و صحبه و سلم.
المصدر: كتاب احفظ الله يحفظك للدكتور عائض القرني