هذا أحد الأخوة تضايق من وضعه في هذه الحياة
معاصي وذنوب ثم يندم ويريد الصلاة والتوبة فيأتيه الشيطان يُفسد عليه فيقول أنت من أهل النار ويقول له تارة أخرى أنت قصدك الرياء فكتب مشكلته في أحد المواقع فجاءته التوجيهات من بعض الأخوة أنقلها لكم لعل الله أن ينفع بها
الشكوى
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أولا أسال الله أن يجمعكم في جنات عدن ويرزقكم من حيث لاتحتسبون اللهم امين
ثانيا
أنا داخلي حب للخير وأني كل ما أصلي أو أصوم أو اي عمل خير أحس أني من اهل النار تركت كل شي الاصلاه أقسم بالله أبكي بعض الاحيان
في داخلي كل أسويه رياء وسمعه وأن الله ماراح يتقبل مني
ما اقدر أنام بعض الاحيان من خوفي عذاب الله والقبر
وكل أبغي أرجع وأجدد توبتي مع الله احس اني من اهل النار وانتكس
والله
أنا حاله لايعلم به الا الله
ساعدوني
التوجيه
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله وبياك
وجعل لك من دعائك نصيباً
أخي الغالي
أبشر بخير من ربك الرحيم
فما دمت تُحس بالخير في داخلك ومحبة الخير والنفرة من الذنوب والمعاصي مع وقوعك فيها وخوفك من ربك ومن الموت والقبر فكل هذه علامات خير ودلائل صدق في قلبك ستقودك بإذن الله إلى التوبة النصوح
وإذا نظرنا إلى أغلب العُصات والعياذ بالله نجدهم قد ماتت قلوبهم وأُشربت هذه الذنوب والمعاصي حتى أصبحت عادية عندهم لايندمون ولا يتحسرون ولا يبكون قد تأتي إليه وتُذكره بالموت والقبر فلا يقشعر بدنه ولا يُحرك ساكناً
أما أنت فلتحمد الله عز وجل أن جعل قلبك حياً يحس بألم الذنب ويتمنى الرجوع للطاعة وترك المعصية
ولم يبقى عليك إلا القليل حتى تلحق بركب التائبين المنيبين
أولاً لابد أن تعرف طُرق الشيطان والعياذ بالله وأساليبه في غواية بني آدم وصده لهم عن الطاعة والتوبة
فمن أساليبه التي استعملها معك أنه يُقنطك من رحمة الله وهذا أسلوب قديم مشتهر عند العلماء
كلما عملت عملاً صالحاً يُلقي في روعك أنك من أصحاب الكبائر ولن يتقبل الله منك فأنت من أهل النار
والمصيبة أنه ينجح في هذا الأسلوب مع الكثير من الناس
فأنت عندما تقرأ وتسمع عن سعة رحمة الله ومغفرته وأنه بمجرد أن يرجع العاصي ويتوب بصدق ويطبق شروط التوبة فإن الله سبحانه مباشرة يُبدل هذه السيئات ويجعلها حسنات
فمادامت حسنات كيف ستكون من أهل النار ؟
كل جريمة فعلتها وكل كبيرة اقترفتها مادمت تائباً توبة صادقة فثق أنها حسنة فبربك من هذه حسناته سيكون من أهل النار ؟
إن الشيطان الرجيم حريص كل الحرص أن تترك الصالحات وتقنط من رحمة ربك حتى تكون معه في النار
ولكن لتقف مع نفسك وقفة صادقة جادة وتُغضب شيطانك وترضي ربك وتتوب توبة نصوحاً فبهذا يبدل الله تلك السيئات حسنات وتسلك طريقك مع التائبين الذين يفرح الله بتوبتهم
وهناك أسلوب آخر من أساليب الشيطان استعمله معك كذلك
وهو أن كل عمل تقوم به يقول أنك تعمله رياء وليس لوجه الله تعالى
فمادمت بدأت العمل وقصدك أنه لله ولم تقصد وتعزم على أنه لأجل فلان أو فلان فلا تلتفت لهذه الوساوس واستعذ بالله واعلم أن قصده ليفسد عليك عبادتك
وأكثر من دعاء الله وألح عليه فقلبك بين أصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء
قل ( يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك )
نوع من العبادة من نوافل ورواتب وتلاوة قرآن وذكر وصدقة فالتنويع يريح النفس ويضعف الشيطان
حاول أن تصلي من الليل ولو يسيراً ولو توتر آخر الليل
واستشعر دائماً أنك في صراع مع الشيطان واحرص على الانتصار عليه في كل عمل تقوم به فإنه مع الأيام يضعف ويضعف حتى لاتجد شيئاً مما كنت تجده من قبل
أسأل الله أن يوفقك للتوبة النصوح
وأن يتقبل توبتك ويثبتك على الحق حتى يتوفاك وهو راض عنك غير غضبان
كما أسأله أن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة
والسلام عليكم