تخطى إلى المحتوى

يـا "رَحمَـة" !

خليجية

يا "رَحمَـة" ..!

رجاء محمد الجاهوش

كانَت تُتابِع نَشرة الأخبارِ التي اكتظَّت بصُوَرِ القتلى والجرحى والتَّدمير، حينما أقبلَ زوجها نحوَها وراحَ يَشكو لها ظُلم رئيسه له في العَمَل !
فابتسم "عبدُ الودود" ابتسامةً ذابلةً في وجهِ أبيهِ، قائلا: لا تحزن يا والدي الحبيب، فظُلْمُ ذَوِي القُربى أشدُّ مَضاضةً !
– ماذا تقصد يا بُنيّ ؟
فأجابته الأمُّ بحُزنٍ: قبلَ قليلٍ كان "عبد الودود" يسألني عن عِلاجٍ ناجِعٍ لفظاظةِ زوجه وتكبّرها !
– لا حولَ ولا قوَّةَ إلا باللهِ !
نفثَتِ "الآهَ" مِن صَدرِها، وأطرقَتْ تفكِّرُ …
وبَينما هي في توجُّعها إذْ جاءتها ابنتها بصُحبةِ أبنائها بوجهٍ مُكْفَهِرٍّ وعُيونٍ تَفِيضُ دَمعًا مِن قسوةِ الزَّوْجِ وجَبَروتِهِ !
ثمَّ رنَّ جَرسُ الهاتِف فدعَتِ اللهَ سِرًّا أن يُسمعها خيرًا، لكنْ سُرعانَ ما خابَ رجاؤها !
فها هوَ صَوت بنت أختها يُرَدِّدُ شكواه الدَّائمة مِن غياب الوالدينِ وانشغالِهما المُستمِرِّ !
دَقائقُ من الصَّمتِ خيّمتْ على المكان، قطَعَها صَوت طَرقٍ خَفيفٍ على باب المنزلِ، فإذْ بالجارةِ "أمِّ وصال" تستأذنها بالدُّخول، والجلوس بين يَدَيْها لتبثّها شكواها مِن ظلمِ أخيها، وأكْلهِ مالَها بغيرِ وَجه حقٍّ !
– يا "رَحمة" ..
بالكاد سَمعتُ اسمي وهو يَنتقل عبر مَوجات الهواء، فقد غاصَ صوتها في أودِيَة من ألم !
– نَعَم يا أمِّي الحبيبة .
– خُذي بيدي – يا ابنتي – أريدُ الخروج إلى فِناءِ المنزلِ حيثُ النَّسمات النقيَّة العليلة ..
تَسَربَلَت بشالها الصُّوفيّ، ثم اتَّكأت على يَدي، وخرجنا .
في الكون بَقايا نورٍ، والسَّماء مُكتظَّة بالغُيوم، حتّى خُيِّل إليَّ أن الغَيمة إنْ سَجَدَت فَسَتسْجد على ظهرِ أختِها مِن ضِيق المكان !
مَنظرٌ لم أرَ مثله مِن قبل …
– انظري يا أمّاه، كلّ هذا الغَيم ولا قطرة مَطرٍ واحِدة !
– كيف سَنُمْطَر يا ابنتي، وكيف سَنُنصَر وكلّ هذا الظّلمُ في عالَمِنا ؟!
– لا إِلَهَ إِلاّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ .

– لا إِلَهَ إِلاّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ .

للرفع

أختي العزيزة المها
رَفعَ الله قَدرك في الدَّارين .
دمتِ بخير وعطاء

ماشاء الله ,

كالعادة طرح شاسع المعاني في حلة بهية و طلة ندية ,

أن تجتمع قضايا و هموم شتى في أسطر معدودة فهذا من البراعة الأدبية و إتقان الطرح و الأداء ,

كان الله في عون أم رحمة , ما أجمله من إسم على مسمى .

الظلم في عالمنا فاق التصور و الإدراك , حين غفلنا عن شرع ربنا و هدي نبينا , جنينا الأشواك و تجرعنا العلقم مما اقترفت أيدينا , و الله المستعان و لا حول ولا قوة إلا بالله ,

بارك الله في مدادك الهادف يا غالية , و لا حرمنا بديع حرفه و عطائه ,

دمت متألقة أختي الحبيبة رجاء الجاهوش ,

لك دائما و أبدا ودي و تقديري ثبتك الله و أيدك .
خليجية

أختي الغالية ربيع القلوب
في كلِّ مرة تلفتين انتباهي لأمر أجهله، فأزدادُ فَهما وعِلمًا ..
جزاك الله خيرًا، وزادك من نوره وتوفيقه .

الظلم في عالمنا فاق التصور و الإدراك , حين غفلنا عن شرع ربنا و هدي نبينا , جنينا الأشواك و تجرعنا العلقم مما اقترفت أيدينا

صدقتِ …
عندما تتحكَّم الأهواء، وتتلاشى الأخلاق الحميدة والمعاني السَّامية فلن نجني سوى
أشواك الظلم والضغينة !
اللهم ردَّنا إلى دينك ردًّا جميــلا .
شكري وصادق ودّي

ماشاء اللـــه…

طـرح راقِ كـ رقـي كــاتبــته

وان كانت سطور مقتضبه الا انها غزيرة المعـنـى

لاحُرمنــا من ثمــر يراعكِ خليجية

أختي العزيزة أمـ حمد
أكرمكِ الله، وجزاكِ خير الجزاء لحضورك العذب ودعمك الكريم .
دمتِ بخير وعطاء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.