القلب الحي هو السليم
فالقلب السليم الصحيح هو الذي سلم من أن يكون لغير الله فيه شرك بوجه ما، بل قد خلصت عبوديته لله
القلب الميت :
وهو ضد الأول وهو الذي لا يعرف ربه ولا يعبده بأمره وما يحبه ويرضاه، بل هو واقف مع شهواته ولذاته، ولو كان فيها سخط ربه وغضبه،
القلب المريض
هو قلب له حياة وبه علة، فله مادتان تمده هذه مرة وهذه أخرى، وهو لما غلب عليه منهما. ففيه من محبة الله تعالى والإيمان به، والإخلاص له، والتوكل عليه: ما هو مادة حياته، وفيه من محبة الشهوات والحرص على تحصيلها، والحسد والكبر، والعجب، وحب العلو، والفساد في الأرض بالرياسة، والنفاق، والرياء، والشح والبخل ما هو مادة هلاكه وعطبه(106). نعوذ بالله من هذا القلب.
والقلب المريض
اما يموت او يحيا
العلاج
علاج القلب يكون بأمور أربعة :
الأمر الأول: بالقرآن الكريم؛ فإنه شفاء لما في الصدور من الشك، ويزيل ما فيه من الشرك ودنس الكفر، وأمراض الشبهات، والشهوات، وهو هدى لمن علم بالحق وعمل به، ورحمة لما يحصل به للمؤمنين من الثواب العاجل والآجل: أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ
كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا [الأنعام 122].
الأمر الثاني : القلب يحتاج إلى ثلاثة أمور :
(أ) ما يحفظ عليه قوته وذلك يكون بالإيمان والعمل الصالح وعمل أوراد الطاعات.
(ب) الحمية عن المضار وذلك باجتناب جميع المعاصي وأنواع المخالفات.
(ت) الاستفراغ من كل مادة مؤذية وذلك بالتوبة والاستغفار.
الأمر الثالث: علاج مرض القلب من استيلاء النفس عليه:
له علاجان: محاسبتها ومخالفتها والمحاسبة نوعان:
أ ـ نوع قبل العمل وله أربع مقامات :
1ـ هل هذا العمل مقدور له ؟
2ـ هل هذا العمل فعله خير له من تركه؟
3ـ هل هذا العمل يقصد به وجه الله؟
4ـ هل هذا العمل معان عليه وله أعوان يساعدونه وينصرونه إذا كان العمل يحتاج إلى أعوان؟ فإذا كان الجواب موجوداً أقدم وإلا لا يقدم عليه أبداً.
ب ـ نوع بعد العمل وهو ثلاثة انواع :
1- محاسبة نفسه على طاعة قصرت فيها من حق الله تعالى فلم توقعها على الوجه المطلوب، ومن حقوق الله تعالى: الإخلاص، والنصيحة، والمتابعة، وشهود مشهد الإحسان، وشهود منة الله عليه فيه، وشهود التقصير بعد ذلك كله.
2- محاسبة نفسه على كل عمل كان تركه خيراً له من فعله.
3- محاسبة نفسه على أمر مباح أو معتاد لم يفعله وهل أراد به الله والدار الآخرة فيكون رابحاً، أو أراد به الدنيا فيكون خاسراً.
وجماع ذلك أن يحاسب نفسه أولاً على الفرائض، ثم يكملها إن كانت ناقصة، ثم يحاسبها على المناهي، فإن عرف أنه ارتكب شيئاً منها تداركه بالتوبة والاستغفار، ثم على ما عملت به جوارحه، ثم على الغفلة.(108)
الأمر الرابع: علاج مرض القلب من استيلاء الشيطان عليه :
الشيطان عدو الإنسان والفكاك منه هو بما شرع الله من الاستعاذة وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين الاستعاذة من شر النفس وشر الشيطان، قال عليه الصلاة والسلام لأبي بكرك " قل اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشركه، وأن أقترف على نفسي سوءاً أو أجره إلى مسلم. قله إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك" (109).
والاستعاذة، والتوكل، والإخلاص، يمنع سلطان الشيطان.(110)
وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
اواسأل الله أن يفرج همج يارب
ويوفقج ويسعدج يارب…
وجعل هذا العمل في ميزان حسناتج ..
يزاج الله خير
في ميزان حسناتج
من عرف أنه عبدٌ لله وراجعٌ إليه فليعلم أنه موقوف
ومن علم أنه موقوف فليعلم أنه مسئول
ومن علم أنه مسئول فليُعد لكل سؤال جواباً
قيل: يرحمك الله فما الحيلة؟؟؟
قال: الأمر يسير
تحسن فيما بقي يغفر لك ما مضى
فإنك إن أسأت فيما بقي أخذت بما مضى وما بقي
وكي تحسن فيما بقى يجب
[[ أن تعرف ربك ]]
ومن عرف قلبه عرف ربَّه
وكم من جاهل بقلبه ونفسه
والله يحول بين المرء وقلبه
يقول ابن مسعود رضي الله عنه:
هلك من لم يكن له قلبٌ يعرف المعروف وينكر المنكر
إن في القلوب فاقةً وحاجةً لا يسدها
إلا الإقبال على الله ومحبته والإنابة إليه
ولا يلم شعثها إلا حفظ الجوارح
واجتناب المحرمات واتقاء الشبهات
معرفة القلب من أعظم مطلوبات الدين
ومن أظهر المعالم في طريق الصالحين
معرفة تستوجب اليقظة لخلجات القلب وخفقاته
وحركاته ولفتاته والحذر من كل هاجس
والاحتياط من المزالق والهواجس
والتعلق الدائم [[ بالله ]] فهو مقلب القلوب والأبصار
فاللهم أحي قلوبنا بالقرآن
اللهم اعمر قلوبنا بالقرآن وبمواعظ القرآن،
اللهم أحي قلوبنا بذكرك وتقواك
اللهم جدد الإيمان في قلوبنا
واجعلنا هداة مهتدين
اللهم مقلب القلوب
ثبت قلوبنا على دينك
اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا
إلى طاعتك وطاعة رسولك
اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك
وحب كل عمل يقربنا إلى حبك
اللهم ما رزقتنا مما نحب
فاجعله قوة لنا فيما تحب
وما زويت عنا مما نحب
فاجعله فراغا لنا فيما تحب
..اللهم اجعلنا لك كما تحب..
اللهم آمــيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــن..
جزاكِ الله خيرا اخيتي الحبيبة وجعل مانقلتي في ميزان حسناتك