رأى الحسن البصري في يد أمه كراثة، فقال: ( يا أمه، ما هذه الشجرة الخبيثة في يدك؟ ) قالت: ( يا بني إنك شيخ قد خرفت! ) قال: ( يا أمه، أينا أكبر أنا أم أنت؟! ).
وقال رجل للفضل بن مروان: ( كم سنوك؟ ) قال: ( سبعين )، ثم سأله بعد سنين، فقال: ( سبعون! ) فقال: ( ألم تخبرني منذ عشرين سنة بهذا؟! ) قال: ( بلى، ولكني رجل ألوف، إذا ألفت سنة؛ أقمت فيها عشرين سنة، لم أتجاوزها إلى غيرها! ).
وقد أخبرنا النبي عن ذلك بأصدق بيان.. فقال : { يكبر ابن آدم، ويكبر معه اثنان: حب المال، وطول العمر } [رواه البخاري ومسلم].
قال رسول الله : { من عمّر من أمتي سبعين سنة؛ فقد أعذر الله إليه في العمر } [رواه الحاكم: صحيح الترغيب للألباني:3360].
قال قتادة: ( اعلموا أن طول العمر حجة، فنعوذ بالله أن نعير بطول العمر، أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير
أخي المسلم: وهذا لا يعني أن حجة الله لم تقم على من هو دون السبعين.. بل إن من تجاوز الحُلُم؛ كان ذلك أدعى لقيام حجة الله عليه..
قال الحسن البصري: ( لقد أعذر إليك أن عمَّرك أربعين، فبادر المهلة قبل حلول الأجل، أما والله لقد كان الرجل فيما مضى إذا أتت عيه أربعون سنة عاتب نفسه ).
وقال عمر بن عبد العزيز: ( لقد تمت حجة الله على ابن الأربعين، فمات بها ) !
فيا من طال بك العمر: حاسب النفس.. ولا تغفل.. وأخلص العمل لمن قامت حجته عليك.. فكم في طول السنين من برهان قاطع للعذر
واللهم ثبت قلوبنا على طاعتك