إن عادة مص الإبهام أو الأصابع ظاهرة شائعة بين الأطفال،فهي مقبولة من الناحية الطبية لمن هم دون سن الثالثة. أما بعد سن الرابعة فقد يكون تعلق الـطـفـل بإبهامه أو بأصابعه هو المؤشر الوحيد على وجود قلق نفسي أو اضطراب عاطفي عند الطـفـل.
كما إن 10% من الأطفال ما بين 6-12 سنة مبتلون بهذه العادة. قد يصاحب هذه الظاهرة عـــادات مضطربة أخرى مثل :
- شد الشعر: حيث يقوم الطفل بوضع أصابعه بين ثنايا شعره وشده ، وذلك على فترات، أو يقوم بلف خـصـلات مــن شـعـره حول أصبعه أو أصابعه بطريقة عصبية متوترة واضحة للعيان دون أن يحس بها هو نفسه.
- قضم الأظافر.
- أرجحة الجسم.
- صرّ الأسنان.
- ضرب الرأس.
- فرك أجزاء الجسم كاليدين مثلاً.
إن السـمـة المشتركة بين هذه الظواهر أنها نفسية المنشأ: فهي محاولة من الطفل – دون أن يعي – التخفـيـف مـــن حــدة التوتر الذي يحس به. إن بعض هذه العادات أكثر مضايقة للأهل من عادة مص الإبهام ذاتها.
اما المشاكل الناتجة عن عادة مص الإبهام؟
إن الطـفـل بمصه إبهامه أو أصابعه ومحاولته تهدئة نفسه إنما يحل مشكلة واحدة ويترك مشاكل عديدة تنشأ وهي :
1- ســوء إطـبـاق الأسـنـان الدائم هذه أهم مشكلة جسدية قد تنجم عن عادة مص الإبهام لفترات طويلة ومستمرة خصوصـاً إذا استمرت هذه العادة بعد سقوط الأسنان اللبنية وظهور الأسنان الدائمة، إن درجة ســوء إطباق الأسنان الناجم عن مص الإبهام متفاوتة في شدتها حسب عوامل كثيرة منها: قـــوة ومدة وكثرة أو قلة مص الأصابع /الإبهام. وقد يصل سوء إطباق الأسنان إلى مرحلة مـتقـدمــة تـبـرز فـيهـــا الأسنان العلوية للأمام بشكل واضح كما ينحرف الفك العلوي للجهة التي يوضع فيها الإبـهـام. كـمـا أنــه عند إطباق الفكين تظل هناك فجوة واضحة بين الأسنان. إن حالات مص الإبهام الـشـديــدة قــد تسمع من الغرفة المجاورة مثلاً.
2- عــــادة مص الإبهام قد تخل بالنشاط اليومي للطفل : فالطفل الذي يشغل ذهنه وقواه العقلية بأصـبـعـه وفمه فقط لن ينتبه للأمور الأخرى المحيطة به وعدم الانتباه هذا سيقلل من تفاعله مع الآخرين: فـاسـتـخــدامــه لـيـديـه سيقل لأن إحـداهما في فمه. ويقل أيضاً استخدامه لفمه ولسانه مما قد يؤثر على لغته وتـطــور قـــدرتــه التعبيرية في التفاعل مع الآخرين ، وبالمجمل فإن مشاركته الجسدية واللغوية تقل.
3- لعادة مص الإبهام مردود نفسي سيء على الطفل وذلك لشعور الأبوين بالضيق والحرج لتصرف الطفل لا سيما أمام الناس ، وهكذا ينعكس على تصرفاتهما معه والتي قد تتصف بالقسوة وتتخذ من الزجر والتقريع (ولربما الضرب أحياناً) وسائل علاج.
هل من علاج؟
عادة مــا ينصح الآباء بإهمال شأن هذه العادة لأن معظم الأطفال يتخذونها وسيلة تخفيف لحدة توترهم ، والطـفـل يقلع عنها عندما يحس بالطمأنينة التي تعوضه عن اللجوء لهذه العادة لتهدئة نفسه.
من المهم أن يدرك الأبوان أن أي محاولة علاج مصيرها الفشل – في غالب الأحيان – ما لم يـكـن الطفل قد وصل إلى سن معينة يستطيع معها أن يدرك المشاكل الصحية التي قد تنجم عن عادة مصه إبهامه وبالتالي استنفار دوافعه الذاتية لوقفها.
وقـبـل استشارة الطبيب ، كثيراً ما يحاول الأهل اللجوء إلى أساليب متنوعة مثل : لف يد الطفل أو ربطها، إلباسه قفازاً، وضع مواد حارة (كالفلفل) أو مواد مرة الطعم أو الاستعاضة عـن الإبهام بالمُسْكِتَة "المصاصة". وما لم يدرك الطفل جيداً سبب اختيار الوسيلة العلاجية ووجود رغبته في المشاركة في المعالجة، فإنه بلا شك سينظر لهذه الوسيلة العلاجية كعقاب مما قد يزيد من ردود فعله السلبية ويرفع من حد توتره.
وإليك بعض النصائح الطبية التي قد تعين في التخلص من هذه العادة:
1- من الضروري أن يحاول الأهل تحديد سبب توتر الطفل والذي قد يدفعه لمص إبهامه، ويـكون ليس بمساءلته بل بمراقبة سلوكه في البيت وملاحظة الحوادث التي تزيد من مصه إبهامــه. فـمـثـلاً: قــد يكون إفراطهم في مداعبة أخيه الأصغر وإهمالهم له السبب المؤدي لتوتره ومن ثم يحاول الأبــوان – ما أمكن – العمل على تفادي أو التقليل من بروز العامل المسبب لتوتر الطفل.
2- على الأهــل العمل على ضبط مشاعرهما أمام الطفل وعدم التصرف بانفعال عند رؤيته يمص إبهامه وعدم محاولة ضربه أو زجره خصوصاً أمام الآخرين أو محاولة جذب أصبعه خارج فمه (يستثنى من هذه الحالة الأخيرة : أثناء نوم الطفل ولا بأس من إخراج إبهامه من فمه برفق). كما لا يجوز جعل الطفل أضحوكة في البيت بسبب هذه العادة.
3- زيادة الوقـت الـذي يقـضـيـه الوالدان مع الطفل وملء هذا الوقت بما يشغل الطفل من أمور نافعة تتناسب مع عمره كاللعب أو التدريس مثلاً.
4 – محاولة إشغال يدي الـطـفـل مـعـظـم الوقت – ما أمكن – باللعب أو الكتابة وذلك بما يناسب سنه..
5- إعادة تشكيل سلوك الطفل : وذلك بتعزيز سلوك الطفل في الفترات التي لا يمص فيها إبهامه: فمثلاً كلما زادت الفترات التي يقلع فيها عن مص إبهامه خلال فترة زمنية معينة (أسـبـوع مثلاً) أو قل عدد المرات التي يمص بها إبهامه في نفس الفترة يعطى الطفل جائزة معــنويـة أو مادية: كأن يعطى كل أسبوع شارة (نجمة ورقية ذهبية اللون) تلصق في كراس خاص لــه وعــنـدمـا يجمـع عدداً معيناً منها يعطى جائزة بسيطة: كقلم أو قصة للأطفال لتشجيع سلوكه للإقلاع عن مص أصبعه.
قد يتساءل الوالدن عما إذا كان لف ذراعي طفلهما برباط أو وضع يديه في قفازات معدنية من شأنه أن يمنعه من مص ابهامه. ان اللجوء إلى هذه الوسيلة قد يثير في نفس الطفل شعوراً شديداً بالقنوط، وهذا امر غير مستحسن من الناحية النظرية، بالإضافة إلى أنه لا يسفر عن فائدة ملحوظة في حالة الطفل الذي يكثر من المص. لقد سمعنا كثيراً بقصص الأمهات اللواتي لا يكتفين بوضع جبيرة في مرافق أطفالهن أو قفازات معدنية أو طلاء كريه الرائحة في ايديهم خلال فترات تمتد أياما بل يتمادين في تطبيق ذلك طوال أشهر كاملة، ومع ذلك فما أن يرفعن هذه الموانع عن اذرع اطفالهن وأيديهم حتى يعود الابهام إلى الفم. إلا أن هناك حالات نجح فيها استعمال الموانع. وفي الواقع كان المص في معظم هذه الحالات طفيفاً. فهناك أطفال كثيرون يمصون إبهامهم بعض الشيء بين الفينة والفينة. وهؤلاء يتخلون عن المص بسرعة، سواء استعملت الموانع معهم أو لم تستعمل. وفي رأيي أن استعمال الموانع في حالة طفل مولع بتلك العادة لا يؤدي إلا إلى زيادة ولع هذا الطفل بالمص.
ليس هناك ما يدعو إلى القلق إذا استمر الطفل في مص إبهامه بعد بلوغه ستة أشهر أو سنة من العمر، وليس على الاهل بذل أي مجهود تجاه هذا الأمر إذا كان الطفل فرحاً مرحاً ويمص ابهامه عند النوم أولاً وفي فترات متفرقة أثناء النهار. وبكلمة أخرى، ليس مص الإبهام دليلاً على التعاسة أو سوء التكيف أو قلة التعاطف. فمعظم الأطفال ممن يمصون ابهامهم هم في الواقع اطفال سعداء جداً. هذا من جهة ومن جهة أخرى، إذا كان الطفل يكثر من المص بدلاً من ان يتلهى باللعب، يجب ان نتساءل عما نستطيع عمله كي نبعده عن حاجته إلى المص. فقد يكون ضجراً لأنه لا يختلط بأطفال آخرين، أو لأنه يفتقر إلى العاب يتلهى بها، أو ربما لأنه مرغم على الجلوس في عربته ساعات طويلة. وقد يدخل طفل يبلغ سنة ونصف السنة من العمر في صراع مع امه طيلة النهار، إذا استمرت في منعه عن القيام بأعمال يحبها بدلاً من تحويل اهتمامه الى ألعاب مسموح بها. وهناك من الأطفال من يتسنى له الاختلاط بأطفال آخرين والعمل بحرية في المنزل، إلا أنه شديد الحياء ويقف جانباً يراقب بدلاً من أن يشارك في النشاط الدائر. وأنا لا أذكر هذه الأمثلة الا لكي أبين أنه إذا كان هناك ما يمكن القيام به لمعالجة المص المفرط بالإبهام فإنه ينبغي ان يهدف إلى بعث الشعور بالرضى والثقة بالنفس في نفس الطفل.
ولا يؤدي استعمال الجبيرة في المرفق أو القفازات المعدنية في اليدين أو الطلاء المنفر في الابهام إلا إلى زيادة شقاء الطفل وتعاسته، فضلاً عن أنه لا يجبر الطفل الصغير على التخلي عن عادة المص فإنه لا ينفع في اجبار الطفل الواعي أيضا على التخلي عنها.
وفي رأيي أن اللجوء إلى أمثال هذا الحل يؤدي إلى نتيجة عكسية ويحمل الطفل على اطالة فترة تمسكه بهذه العادة. كذلك ينطبق هذا القول على توبيخ الطفل، أو سحب إبهامه من فمه. وغالباً ما ينصح البعض بتقديم لعبة إلى الطفل حالماً يبدأ بالمص. ولا شك أنه من المستحسن أن يكون لدى الطفل عدد من الأدوات المسلية كي لا يشعر بالضجر، إذا كان الطفل يمص ابهامه، فلنحاول أن ندخل البهجة إلى حياته. ويستحسن أن نذكره بشكل ودي، بأنه سيشب ذات يوم ويقلع عن عادة المص. إن تشجيعنا له بهذا الشكل يرغبه في الإقلاع عن المص في أقرب وقت ممكن. لكن لا نستمر بانتقادنا إياه حتى لا نضايقه. والشيء الأهم هو أن نتوقف عن التفكير بالأمر. فإذا استمر انزعاجنا، حتى دون أن نظهره، فإن الطفل يشعر بما يجري ويعاكسه. ولنعلم ان الطفل سيقلع عن عادة المص من تلقاء نفسه مع مرور الوقت. وهذا يتم على الأرجح بين سن الثالثة والسادسة.
السلام عليكم اختي السائلة اليك بعض المعلومات عن عادة مص الابهام وبعض النصائح واذا احتجتي اي شيء او سؤال انا بالخدمة راسليني على ايميلي [email protected] لان اختصاصي دكتوراه في الارشاد النفسي
مشكوره على الموظوع ……. انا اعناني مع ولدي عمره سنه ونص من نفس المشكله …. وانشالله يكون في حل
تسلمين الغاليه على هالمعلومات الحلوه
شكرا اختي ماقصرتي
يعطيج العافية