السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
علاجات بكاء وآلام الأطفال (2)
غفران يوسف
مقالات متعلقة
عزيزتي الأم!
كان الحديث في الحلقة الأولى عن بكاء الأطفال وأسبابه، وبعض النصائح الشرعيّة والأذكار الواردة في حفظ الأولاد، وطرق لعلاج الإمساك والتبول اللاإرادي والكدمات ولدغات الحشرات وغيرها.. وتتمةً للحديث:
ارتفاع درجة الحرارة:
– عند ارتفاع درجة حرارة الطفل، الطريقة المعروفة هي: وضع الكمادات الباردة على جبهته وكامل جسمه، وهي أفضل طريقة لامتصاص الحرارة، وتلاحظين من بعدها عودة نشاط الطفل، ويلزم تكرارها مع أخذ شراب أو تحاميل الحرارة، وحسب عمر الطفل تساعد في الإسراع من عملية الشفاء بإذن الله.
– أيضا القطن يصرف الحرارة، لذلك فالملابس القطنية أفضل له، وكذا شرب الكثير من الماء، ولا تضعيه في غرفة باردة أو حارة بل تكون درجة حرارة الغرفة عادية.
– أيضا مما يخفض حرارة الطفل أن تعطيه شرابًا مخفضًا للحرارة قبل الاستحمام بنصف ساعة ويستحم بماء دافئ. وتلبّس ملابسه في غرفة دافئة بدون تكييف.
الزُّكام والكحّة:
– أكثر شيء يزعج الأطفال والكبار هو الرشح والكحة، لذلك الشراب الساخن والتدفئة مهمان في هذه الحالة، البابونج مفيد جدا للأطفال، واليانسون مهدئ ودافئ لهم، والاثنان يعطيان بكمية قليلة.
– أيضا عصير الجزر مفيد لسعال الأطفال ومن الممكن تحليته، والعسل مع الماء الدافئ- للأطفال بعد عمر سنة- (الأقوال متضاربة حول عدم إعطاء العسل للطفل قبل السنة لأنه خطر له، أو يجوز إعطاؤه الطفل قبل السنة لأنه مفيد للأمعاء ويمنع المغص وهو مبارك في كتاب الله).
– وأيضا لنزلات البرد والسعال عند الأطفال: يغلى الشوفان والخزامى، فهما شرابان يساعدان على القضاء على السعال.
– وعند غلي البابونج يستنشق الطفل البخار، وهذا فعال جدا ضد الزكام والكحة وأعراضها وضيق التنفس، أو يغلى الماء العادي وتوضع منشفة على الرأس لتغطية البخار واستنشاق بخار الماء لضيق التنفس.
– وعند تناول مغلي البابونج في الصباح يقوي المناعة ويهدئ الأعصاب.
– وبلسم الليمون يستخدم لعلاج الأطفال من الحمى ونزلات البرد.
– عصير البرتقال يخفف من آثار الزكام، ويقال إن أكل البصل يخفف من الزكام.
– مرهم الفكس يدهن على رقبة وصدر الطفل، وفي السن الثالثة يرتاح عليها الطفل كثيراً.
الطّفح الجلدي:
– يشتكي كل الأطفال من الطفح الجلدي سواء في الوجه أو الجسم أو في منطقة الحفاض، لذلك فأهم شي الحرص على أن لا تغسلي الطفح بالصابون العادي بل بصابون طبي جيد؛ لأنه قد يتفاقم ويحمر أكثر ويسبب الحكة الزائدة، ويجب استخدام مرهم لمداواة هذا الطفح في منطقة الحفاض -وهو ما يعاني منه كل رضيع- يمكن أن تضعي الفازلين عند كل تغيير للطفل وقبل النوم تضعين له مرهمًا لعلاج الطفح..
وليس من الضروري غسل المنطقة بالصابون بعد كل تغيير أو مسحه بالمناديل المبللة المعطرة لأنها قد تزيد المشكلة.. يكفي غسله بالماء الجاري، أو مسح المكان بمنديل أو فوطة ناعمة مبللة بالماء فقط… فجلد الطفل رقيق جدا…
أيضا يكون الطفل جافا دائما ولا تدعي الحفاض عليه وقتا طويلا ..
قد يكون الحفاض غير ملائم للطفل؛ إذ من الممكن أن يمنع مرور الهواء إلى جلد الطفل إذا كان صغيرا عليه أو أن يكون مشدودا عليه عند إغلاقه.. وإذا كان الحبل المطاطي الذي عند الساقين يزعج الطفل فاقطعيه..
أكسيد الزنك مرهم يساعد على حماية الجلد من البلل بعد تنظيف المنطقة وتجفيفها.
لا تضعي بودرة التّلك على المنطقة؛ لأنها لن تعالجها، وهو أمر غير مرغوب…
ومن العلاجات أيضا للطفح أو الحساسية في الجلد أو الالتهابات الجلدية مسحوق زهرة البابونج فهو يفيد كثيراً برشه على المنطقة المصابة.
– زيت اللوز الحلو الطبيعي يعمل كملطف للجلد ومنعم.
ظهور الأسنان عند الطفل:
– تسنين الطفل يزعجه ويتعب الأم، ويكون الطفل دائم الانزعاج بسبب ظهور أسنانه، وتظهر الأسنان عادة من الشهر السادس إلى السنة الثانية من عمره، وقد تتأخر أو تبكر في الظهور فلا تقلقي، وأيضا من الممكن أنه حتى من بعد السنتين يستمر ظهور أسنانه إذا تأخرت.. و(اللهاية) أو (العضاضة) المطاطية الباردة مهمة جدا للطفل في بداية ظهور أسنانه؛ لأنها تجعل الأسنان تخرج متساوية وتخفف من الألم أيضا بحيث يعض عليها الطفل ويخرج الألم.
وخافض الحرارة يخفف الألم أيضا، فبإمكانك إعطاؤه للطفل إذا اشتد عليه الألم… ويرافق التسنين عند بعض الأطفال الإسهال، والحرارة، والإمساك، والقيء، ولكنها كلها ليست بسبب خروج الأسنان، وإنما لأن الطفل بحاجة إلى العض على أي شي يجده أمامه، فيلقط الأشياء من الأرض ويضعها في فمه، وهي تكون ملوثة، لذلك نظفي وعقمي كل ما خصّصتيه للطفل إذا حملها ووضعها في فمه.. كي لا تعالجي مشكلة التسنين فتخرجي بمشكلة أخرى.. اغسليها بالماء جيدا أو عقميها بمحلول ثم اغسليها بالماء كي لا يمص طفلك المحلول.
وبإمكانك علاج الإسهال بما يلي:
– الموز يسبب الإمساك، لذلك يعطى للطفل المصاب بالإسهال.
– يغلى قشر الرمان ويعطى للطفل المصاب بالإسهال أو يسقى من عصير الرمان الطازج.
– اللبن الزبادي مفيد جدا لبطن الطفل فهو يساعد على التخلص من التعفن.. وبإمكانك تحليته ولكن في البداية أعطيه بغير سكر ولا عسل عدة مرات ليتعود طعمها، فإذا لم يحبها فحلّيه لأنه مهم فهو يخلصه من الإسهال.. وعصير التفاح أيضاً.
– من الممكن إعطاء الطفل جزرة باردة ليعض عليها مع مراقبته كي لا يبتلع أجزاء منها
– دلكي لثة الطفل بإصبعك النظيف والمقلم الأظفار أو باستخدام قطعة قماش قطنية نظيفة باردة لتنظيف لثة الطفل من الجراثيم ولتسهيل خروج الأسنان وتقليل الألم عليه.
– لا تستخدمي جِلْ أو المرهم الذي يوضع على لثة الطفل لتخديرها وتخفيف الألم؛ لأنها ستسبب له المرض المزمن.
– قد يرفض طفلك الطعام من الملعقة لأنها تسبب له الألم، لذلك من الممكن أن تخففي طعامه وتضعيه له في كوب الأطفال وتدعيه يشرب منها أو من (الرضّاعة) كي لا تفسدي نظامه الغذائي
– وأخيرا.. الصبر مع طفلك وتفهّم مشكلته؛ لأنه ينزعج ويتألم كما تنزعجين بل أكثر..
منوّعات:
– الطفل حديث الولادة يبكي أيضا من الحر، فلا تكثري الملابس عليه، وحتى في فصل الشتاء لا تلفيه بلفافة ثقيلة وملابس ثقيلة وتغطيه ببطانية وتشغلي التدفئة، فلا تظني أنه إذا لم يكثر من الحركة فإنه سيبرد كثيرا.. فهو يبرد أكثر منا بقليل، فاختاري إما أن تلبسيه ملابس ثقيلة وتلفيه بلفافة خفيفة وإما أن تغطيه ببطانية ولا تشغلي التدفئة.. ولكن احرصي على تغطية الرجلين والرأس في الشتاء، وتغطية الرأس في الصيف بعد الاستحمام؛ لأن ذلك يقي الطفل من المرض بإذن الله.. أما في الصيف فألبسيه ملابس عادية، وغطيه بغطاء خفيف، وأبعديه عن التكييف المباشر؛ كي لا يبكي من الحر أو البرد.. فينام مرتاحاً.
– بعض الأطفال يستيقظون من النوم ويبكون، فعليك أن تستكشفي السبب بعمل أشياء تريح الطفل وتجعله ينام مرة أخرى:
– مثلا إذا كان الطفل خائفا فضميه إليك واقرئي عليه وحسّسيه بالأمان، واجعليه بين ذراعيك قليلا ليذهب خوفه ثم أرجعيه إلى مكان نومه بهدوء.
– إذا كان الطفل يشعر بالحر فاحملي غطاءً أو وسادة، ثم عليك بتهويته من بعيد كي لا يبرد الطفل فجأة ويمرض.
– من الممكن أن لا يكون قد تجشأ كفاية وبقي بعض الهواء في بطنه مما سبب له المغص فاربتي على ظهره قليلا ليخرج الهواء وينام مرتاحا.
– بعض الأطفال لا ينامون إلا (باللهاية) أو (المصاصة)، فإذا اضطررتِ إلى استخدامها لأي ظرف فيجب عليك استبدالها إذا طرأ عليها تغيير؛ كوجود رائحة فيها أو تغير لونها أو تقطعها قليلا؛ لأنها ستسبب له الأذى.
– من الممكن أن يكون لف الطفل المشدود جدًا قد أزعجه، لذلك لا تبالغي في لف الطفل في أي وقت؛ لأن ذلك قد يؤثر في نموه الطبيعي.. وخصوصا أنه يقضي معظم وقته في النوم لتنمو خلاياه، فهو مهم للطفل في الأسابيع الأولى خاصة لأنه يشعر أنه في أمان.. ولكن لا يرتاح الطفل حين يكون مشدودا جدا باللفافة.. وخصوصا أننا نرى الطفل كثيرا يريد إخراج يديه من اللفافة فحينها أريحيه قليلا منها وافتحي اللفافة ليتحرك…
– أيضا قد يكون الطفل قد نام ساعات طويلة في النهار ويرفض النوم في وقت مبكر من الليل..
– اعتمدي أسلوبا واحدا ترين أن الطفل يرتاح عليه وينام بسرعة؛ فمثلا: هزيه بين يدك هزا خفيفا إلى أن يغفو، أو قومي (بالطبطبة) عليه بعد قلبه على الجانب الذي يريحه في النوم، أو ضعي وسادة على قدميك وضعي عليه الطفل وهزيه هزا خفيفا في جو هادئ إلى أن يغفو.. مع أن تعليم الطفل أساليب متعددة للنوم قد يريحك أنت عند السفر أو الإقامة في مكان آخر…
– والسبب المعروف لبكاء الطفل بالليل هو الجوع وطلب الحليب.. وبعد إعطائه الحليب اربتي على ظهره كي ينام بعدها مرتاحا..
– تحققي من الحفاض؛ فقد يكون متسخا أو فيه شيء يضايق الطفل.
– قد يكون المكان الذي ينام فيه الطفل به شيء يضايقه، ففتشي المكان أولا قبل نوم الطفل، أو أنه انزعج من قرص حشرة وقت نومه فتحققي من ذلك.
– الطفل الرضيع لا يحب الضجيج ولا يستطيع النوم فيه.. ولا يحب الانتقال من يد إلى أخرى في حال وفود ضيوف كثر إلى المنزل.. لذلك نجده قد يبكي لأنه لا يشعر بالراحة..
– ربما لا يبكي الطفل لأنه بحاجة إلى الماء -لأنه لا يعطش إلى الشهر السادس- بسبب أن حليب الأم أغلبه ماء، أما إذا كان في فصل الصيف فمن الممكن إعطاء الطفل القليل من الماء العادي بعد غليه أو الماء المعدني الذي لا يجوز غليه.
– قد يبكي طفلك الكبير بسبب الغيرة من الطفل الصغير حديث الولادة؛ لأنه يرى أن اهتمامك به زائد وتفعلين للصغير أشياء لا تفعلينها للكبير، لذلك أخبري الطفل منذ بداية الحمل بأن هناك طفلا قادما، وأنه صغير جدا وسيحبه كثيرا، ورغبيه في رؤية الطفل الجديد بأسلوب حسن.. واحضنيه كثيرًا وساوي بينهما في العاطفة كي لا يسبب لكِ المشاكل مع الطفل الصغير..
– ربما لا يكون بكاء الطفل بسبب شيء معين، أو أنك لا تعرفين سبب بكائه، لذلك تكلمي معه وأضحكيه وابتسمي له، وضعي لعبة في يديه، أو أريه شيئا يضيء ويتحرك فقد ينسى بكاءه.
– حمّميه؛ فالطفل ينام سريعا بعد الحمام..
– إذا كان الطفل ينام لوحده في غرفة؛ فبعد إطفاء النور اجعلي الباب مفتوحا قليلا ليرى طفلك النور وينام بدون خوف.
– اللعب الكثير يسبب التعب، فيريد الطفل بعده النوم، لذلك لو لم يرد طفلك النوم فمن الممكن أن تجعليه يتعب من اللعب لينام.. أو إذا كان الطفل ناعسا ولكنه لا يستطيع النوم فاقرئي له قصة واجعلي النور خافتا في الغرفة كي ينام..
– والصبر مع الطفل مهم للأم والأب وللطفل، فالصراخ لكليهما لن يفيد، فالطفل لم يولد متعلماً أو قادرا على الفهم بسرعة.. ولنتذكر أننا في يوم من الأيام كنا أطفالاً.
سلمت اناملك اختي
ربي يوفقج ^^
^_^