تخطى إلى المحتوى

«التحذير» من بدع رجب

فإن شهر رجب هو أحد الأشهر الحرم الأربعة وهي: رجب وذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، وهي معظمة في الإسلام، ولها خصائص معلومة تشترك فيها، وقد سُمِّيت حرما لزيادة حرمته، وإن تعظيم ما عظمه الله وتفضيل ما فضله الله دأب عباده الصالحين من أنبيائه وأتباعهم إلى يوم الدين(ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب). ولكن هذا التعظيم إنما يكون بما شرعه الله وندب إليه لا بالابتداع والتزيد عليه.
ومن تعظيم الأشهر الحرم: عدم ابتداء القتال فيها، وترك الظلم والبدع والمعاصي فيها، فإن السيئات تشتد وتغلظ في الأزمنة والأمكنة الفاضلة.
ولقد ابتدع الناس في شهر رجب بدعا وخرافات كثيرة لم تثبت في الشريعة، كتخصيصه بــ:
الدعاء.

قيام الليل.
صيام النهار.
الاعتمار.
ذبح الذبائح.
الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج.
أولا: دعاء دخول رجب:
وهذا الدعاء لا يصح لأنه جاء في حديث ضعيف عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا دخل رجب: "اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان". رواه أحمد والبزار، وضعفه ابن رجب وابن حجر والألباني.

ثانيا: صلاة التسابيح ( الرغائب) وغيرها في رجب:
يقول ابن تيمية(وقد أحدث الناس في هذا الشهر عبادات لم يشرعها الله ولا رسوله، ومن ذلك تعظيم أول خميس منه، وليلة أول جمعة منه ) فهذه كلها بدع.
وقال ابن رجب في لطائف المعارف(أما الصلاة فلم يصح في شهر رجب صلاة مخصوصة تختص به لا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة رضي الله عنهم، والأحاديث المروية في فضل صلاة الرغائب في أول ليلة جمعة من شهر رجب كذب و باطل لا تصح). وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني في تبيين العجب في فضل رجب ص (لم يرد في فضل شهر رجب ولا في صيامه ولا في صيام شيء منه معين ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة، وقد سبقني إلى الجزم بذلك الإمام أبو إسماعيل الهروي الحافظ).
ويجدر التنبيه أن المحرم تخصيص ليالي رجب أو بعضها بالقيام، وأما من اعتاد قيام الليل فلا يمنع من ذلك.
ثالثا: الصيام في رجب:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وأما صومُ رجب بخصوصه فأحاديثه كلُّها ضعيفة بل موضوعة لا يَعتَمِد أهل العلم على شيء منها وليست من الضعيف الذي يروى في الفضائل بل عامَّتُها من الموضوعات المكذوبات).

وقال ابن رجب في لطائف المعارف(وأما الصيام فلم يصح في فضل صوم رجب بخصوصه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم و لا عن أصحابه رضي الله عنهم).

وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني في تبيين العجب في فضل رجب(لم يرد في فضل شهر رجب ولا في صيامه ولا في صيام شيء منه معين ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة، وقد سبقني إلى الجزم بذلك الإمام أبو إسماعيل الهروي الحافظ).
وعن خرشة بن الحر قال: رأيت عمر رضي الله عنه يضرب أكُف المترجبين حتى يضعوها في الطعام، ويقول: كلوا فإنما هو شهر كانت تعظمه الجاهلية) رواه ابن أبي شيبة، وصححه الألباني في الإرواء / .

وأنبه إلى أن المحظور تخصيص أيام رجب أوبعضها بالصيام، وأما من اعتاد صيام النوافل في كل شهر؛ فلا يمنع من الصيام في رجب .
رابعا: العمرة في رجب (الرجبية):
ولا يشرع الاعتمار في رجب، وليس له فضل عن سائر الشهور.
قال ابن رجب في لطائف المعارف( وأما الإعتمار فقد أنكرت عائشةُ رضي الله عنها أن يكون النبي عليه الصلاة والسلام اعتمر في شهر رجب، بل هو كغيره من الشهور).
وعن مجاهد قال : دخلت أنا وعروة بن الزبير المسجد فإذا عبدالله بن عمر رضي الله عنه جالس إلى حجرة عائشة رضي الله عنها فسئل: كم اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أربعا إحداهن في رجب. فكرهنا أن نرد عليه قال: وسمعنا إستنان عائشة أم المؤمنين (أي صوت السواك) في الحجرة فقال عروة: يا أماه يا أم المؤمنين ألا تسمعين ما يقول أبو عبدالرحمن؟ قالت: ما يقول؟ قال: يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر أربع عمرات إحداهنّ في رجب. قالت: يرحم الله أبا عبد الرحمن ما اعتمر عمرة إلا وهو شاهد (أي حاضر معه) وما اعتمر في رجب قط . متفق عليه. وجاء عند مسلم: وابن عمر يسمع فما قال لا ولا نعم.
قال النووي: سكوت ابن عمر على إنكار عائشة يدل على أنه كان اشتبه عليه أو نسي أوشك.
خامسا: (العتيرة) الذبيحة في رجب:
ومن بدع رجب تخصيصه بذبح الذبائح، وقد كانوا في الجاهلية يذبحون ذبيحة يسمونها العتيرة، وقد جاء الإسلام فأبطلها؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنها أن النبي عليه الصلاة والسلام قال:"لا فرع ولا عتيرة" والفرع :أول النتاج كانوا يذبحونه لطواغيتهم، والعتيرة في رجب. متفق عليه.

سادسا: الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج:
ومن البدع المنكرة في رجب الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج في الليلة السابعة والعشرين منه، وتخصيصها بأنواع من العبادات كأذكار وأدعية وصلاة؛ مع أن الإسراء والمعراج لم يأت دليل على تحديد ليلته وشهره التي وقع فيها، والعلماء مختلفون في تأريخه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في زاد المعاد/ : (ولا يُعرفُ عن أحد من المسلمين أنه جعل لليلة الإسراء فضيلةً على غيرها، لا سيما على ليلة القدر، ولا كان الصّحابة والتابعون لهم بإحسان يقصدون تخصيص ليلة الإسراء بأمر من الأمور ولا يذكرونها).
وقال ابن تيمية كما في زاد المعاد / : (هذا إذا كانت ليلةُ الإسراء تعرفُ عينها، فكيف ولم يقم دليل معلوم لا على شهرها ولا على عشرها ولا على عينها، بل النقول في ذلك منقطعةٌ مختلفةٌ ليس فيها ما يُقطع به، ولا شُرِعَ للمسلمين تخصيصُ الليلة التي يظن أنها ليلة الإسراء بقيام ولا غيره).

هذا ما قصدت التنبيه عليه، والله أسأل القبول والنفع، و هو وحده الموفق والهادي إلى سواء السبيل، و صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

كتبه
د.حمد بن محمد الهاجري
الثلاثاء 01/رجب/1433هـ
الموافق لــ22/ماو/2016

ماكنت اعرف ان الدعاء ضعيف ، الله
يجعله في ميزان حسناتج
عزيزتي

خليجية

حتى انا ما كنت ادري انه الدعاء ضعيف
يزاج الله خير الغالية

جزاك الله الف خير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.