السلام عليكم ورحمة الله
والقلب يمرض كما يمرض البدن وشفاؤه في التوبة والحمية، ويصدأ كما تصدأ المرآة وجلاؤه بالذكر.
ويعرى كما يعرى الجسم وزينته التقوى، ويجوع ويظمأ كما يجوع البدن، وشرابه المعرفة والمحبة والتوكل والإنابة والخدمة.
إياك والغفلة عمن جعل لحياتك أجلا ولأيامك وأنفاسك أمداً، ومن كل ما سواه بد ولا بد لك منه.
من كتاب الفوائد لأبن القيم الجوزية رحمه الله .
نقله لكم أبوعبيدة الهواري الشرقاوي غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين
يقول صلى الله عليه وسلم:
(ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا
فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب )
وهذا الحديث يدل على أهمية القلب وأهمية الاعتناء به، والحذر
من أن يصيبه أي مرض، والقلوب كما يقول ابن القيم تنقسمـ
إلى ثلاثة أقسام: قلب صحيح، وسقيم، وميت، وإن من أعظمـ
أسباب حياة القلوب هو تلاوة كتاب الله عز وجل وتدبره ففيه
الشفاء والنور
وإن كان القلب مريضاً فاسداً، قد استولى عليه اتباع الهوى،
وغلبه حب الشهوات؛ فسدت حركات الجوارح، وانبعثت إلى
كل معصية، ونشطت في كل ضلالة، ولهذا يُقال: القلب ملك
الأعضاء، وبقية الأعضاء جنوده، فإذا كان القلب صالحاً؛ كانت
الجنود صالحة، وإن كان فاسداً؛ كانت جنوده فاسدة……
والفتن التي تُعرض على القلوب هي أسباب مرضها، وهي فتن
الشهوات، وفتن الشبهات، فتن الغي والضلال، وفتن المعاصي
والبدع، وفتن الظلم والجهل.
وأسباب اعتلال القلوب وأسقامها على أصلين: فساد العلم،
وفساد القصد، ويترتب عليهما داءان قاتلان: الغضب والضلال،
وهذان المرضان ملاك أمراض القلوب جميعها، وشفاء ذلك
بـ الهداية العلمية، والهداية العملية وتكون بتحقيق التوحيد لله،
وتجريد المتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلمـ ……