أيُّها المسلم، وقد توعد الله اللامزين بأهل الإسلام بقوله: (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ*الَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ*يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ* كَلاَّ لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ) الآيات.
أيُّها المسلم، والسخرية بالناس منكر، تسأل أم هاني للنبي صلى الله عليه وسلم عن قوله: (وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمْ الْمُنكَرَ) قال: "يسخرون بأهل الطريق ويحذفونهم"، والسخرية حرام وإثم كبير، تقول عائشة رضي الله عنهما قلت يا رسول الله: حسبك من صفية إلا أنها قصيره تشير بيدها، قال يا عائشة: "لَقَدْ قُلْتِ كَلِمَةً لَوْ مُزِجَتْ بِمَاءِ الْبَحْرِ لَمَزَجَتْهُ" يعني: أن كلامك هذا سيءٌ وخطيرٌ، وأنه إثمٌ لأنك وصفتها بالقصر من باب التنقص في حقها، فأدبها صلى الله عليه وسلم بقوله: "لَقَدْ قُلْتِ كَلِمَةً لَوْ مُزِجَتْ بِمَاءِ الْبَحْرِ لَمَزَجَتْهُ"، وتقول عائشة حاكيت عند النبي شخصا قلبته فقال: "ما أحب أن أحاكي أحداً من الناس".
أيُّها المسلم، والسخرية بالناس يحمل عليه الكبر والعجب والغرور وانخداع الإنسان بنفسه، فتلوث قلبه بالحقد والحسد والكبرياء والترفع عن الناس، فلهذا يسخر بهم، ولهذا يسخر بهم ويحتقرهم.
أيُّها المسلم، والسخرية بالناس ظلم، لأنك إذا سخرية منه أساءت إليه وأدخلت الهم والغم عليه فأنت بهذا ظالم لنفسه، ظالم له، والسخرية بالناس تنسيك تتدبر عيوبك والتفكر في نقائصك، وما اشتملت عليه من عيوب دفينة الله يطلع عليها ويعلمها فجعل مقامك مكان سخريتك بالناس النظر في نفسك وعيوبها، فكفى بالمرء إثماً أن يشتغل بعيوب الناس، ويدع العيوب التي هو مشتمل عليها فلا يصلحها ولا يعدلها.
مقتطفات من موقع سماحة الشيخ عبدالعزيز بن آل الشيخ
الجبير :اذا اردت ان تبتعد عن النميمة و الغيبه ردد ربي اجعل كتابي في عليين ، واحفظ لساني عن العالمين.