هانحن نطوي صفحات رمضان.. تقويم هذا الشهر … لقد انقضى شهر بأكمله .. لا ندري ما الله قاضٍ فيه … نسأل الله أن يتقبل الحسنات بقبول حسن … ويتجاوز عن السيئات تجاوز كريم …
ومع انقضاء شهر رمضان.. وانصرام أيامه … لتسأل كل واحدة منا نفسها … وأنا أولكن …
كـــــم وزنــــــــــــــــــــــــــك ؟؟؟!!!
50 كجم >>> 60 كجم >>> 70 كجم
لا .. لا … لااااااا
أنا لا أقصد هذا الوزن …
إنني أقصد الوزن الحقيقي …
الوزن الذي ذكره الله تعالى في قوله :" والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون * ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون " ..
أعرفت ما أقصد ؟؟؟
وزنك الحقيقي … وزنك في ميزان العدل … وزنك يوم تنصب الموازين … وزنك من الحسنات التي تثقل الميزان … والسيئات التي تخفف الميزان …
هيا لتسأل كل واحدة منا نفسها ….
كم نصيبك من حسن الخلق ؟؟؟… حسن الخلق الذي قال عنه – صلى الله عليه وسلم – :" ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق , وإن الله يبغض الفاحش البذيء " – رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح –
يا له من عمل يسير على النفس لمن يسره الله له حبيب إلى الخلق ثقيل في الميزان …
كم نصيبك من الدعوة إلى الخير والدلالة عليه … ألم نردد قوله – صلى الله عليه وسلم – :" من دل على خير فله مثل أجر فاعله " – رواه مسلم –
ألم يداعب أذاننا قوله – عليه الصلاة والسلام – :" من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص من أجورهم شيئاً ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً " – رواه مسلم –
أجور من تبعه لا ينقص من أجورهم شيئاً؟؟؟ ربي لك الحمد العظيم … أجور بلا عمل … فقط دعوة ودلالة …
كم نصيبك من قراءة القرآن … القرآن الذي يأتي شفيعاً لأصحابه … ألم نسمع قوله – صلى الله عليه وسلم – :" من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها , لا أقول { ألم } حرف , ولكن : ألف حرف , ولام حرف , وميم حرف " – رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح –
عشر حسنات لكل حرف … والله يضاعف لمن يشاء …
كم نصيبك من ذكر الله ؟؟؟ …
كم نصيبك من سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ... ؟؟؟
كم نصيبك من سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله ؟؟؟…
كم نصيبك من الأجور المضاعفة ..؟؟؟
كم نصيبك من الاستغفار ؟؟؟ والاستغفار للمؤمنين والمؤمنات ؟؟؟
أليس لنا بكل مؤمن حسنة ؟؟؟؟
ألم نحفظ جمعياً قوله – صلى الله عليه وسلم – :" كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن : سبحان وبحمده سبحان الله العظيم " – متفق عليه –
ألم نقرأ قوله – صلى الله عليه وسلم – :" الطهور شطر الإيمان , والحمد لله تملأ الميزان . وسبحان والحمد لله تملآن – أو تملأ – ما بين السماوات والأرض " – رواه مسلم –
ألم نردد قوله صلى الله عليه وسلم – :" أيعجز أحدكم أن يكسب في كل يوم ألف حسنة " .. فسأل سائل من جلسائه : كيف يكسب ألف حسنة ؟ قال :" يسبح مائة تسبيحه , فيكتب له ألف حسنة , أو يحط عنه ألف خطيئة " – رواه مسلم –
ألم يردنا عنه – صلى الله عليه وسلم – قوله :" يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة : فكل تسبيحة صدقة , وكل تحميدة صدقة , وكل تكبيرة صدقة , وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة ويجزيء ذلك ركعتان يركعهما من الضحى " – رواه مسلم –
ألم نحفظ ونردد قوله – صلى الله عليه وسلم – لأبي موسى – رضي الله عنه – :" ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة ؟" قال : بلى يا رسول الله … قال :" لا حول ولا قوة إلا بالله " – متفق عليه –
والأمر واسع واسع … ويكفي فيه قوله – صلى الله عليه وسلم – :" سبق المفردون " .. قالوا :وما المفردون يا رسول الله ؟ .. قال :" الذاكرون الله كثيراً والذاكرات " – رواه مسلم –
ولــــــــــــكــــــــــــــن
احذري يا غالية … آكلات الحسنات … من الظلم والبغي والحسد والغيبة والنميمة والخصام والشتام وووووو … ألم يقل – صلى الله عليه وسلم – :" إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإذا فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار " – رواه مسلم –
فلا تبعثري الحسنات … واستغفري من السيئات وترك الصالحات …
فمــــــــاذا نــــنــــتــــظر؟؟؟؟؟
* قال – صلى الله عليه وسلم – : "بادروا بالأعمال سبعاً، هل تنتظرون إلا فقراً منسياً، أو غنى مطغياً، أو مرضاً مفسداً، أو هرماً مفنداً أو موتاً مجهزاً أو الدجال فشر غائب ينتظر، أو الساعة فالساعة أدهى وأمر "[رواه الترمذي].
* قال شيخ الإسلام ابن تيمية: فليست التوبة من فعل السيئات فقط كما يظن كثير من الجهال، لا يتصورون التوبة إلا عما يفعله من القبائح كالفواحش والمظالم، بل التوبة من ترك الحسنات المأمور بها أهم من التوبة من فعل السيئات المنهي عنها.
هيا لنثقل الميزان … بالصالحات من الأعمال …
فالحسنات يذهبن السيئات … ونسأل الله القبول والإخلاص في القول والعمل
منقول للفائدة ….