اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
قال الرسول صلى الله عليه و سلم (القابض على دينه كالقابض على الجمر)
عند تنقلي بين القنوات وجدت قنوات اسلاميه عديده وكلن لها اعتقادات تختلف وتبتعد ابتعادا كبيرا عن كتاب الله وسنه نبيه محمد صلى الله عليه وسلم .. واللذي لفت انتباهي هناك قناة تسمى باالاحمديه وهم جماعه يفتون باجتهادهم الشخصي وتخيلاتهم بعيده عن نص القران والسنه ولهم معتقدات ( استغفرالله) لااحب ان اتطرف لذكرها
بحثت عن نشاة هذه الفرق .. ولتعم المعرفه للجميع نقلت لكم صفحات من هذا الكتاب , يتكلم باختصار عن نشاة هذه الفرق [/B]
[/SIZE]
نشأة الفرق الإسلامية
1- الشيعة الذين يرون أن الأحق بالخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب.
2- والخوارج القائلون بأن الخلافة يجب أن تكون باختيار حر بين المسلمين.
3- والمرجئة وهم الذين كرهوا هذا الخلاف وابتعدوا عن الفريقين وأرجئوا الحكم فيهما لله.
ولما انتهى المسلمون من الفتح ودخل في الإسلام كثير من أصحاب الديانات الأخرى: اليهودية والنصرانية والمجوسية والدهرية وغيرها أخذت تظهر أفكار جديدة صيغت من أصحاب الديانات القديمة في ثوب دينهم الجديد. وكانت العراق وخصوصاً البصرة مظهراً لجميع الملل والنحل، فقامت جماعة يقولون بحرية الإرادة وعلى رأسهم معبد الجهني وتكونت منهم فرقة القدرية، كما كانت هناك جماعة أخرى يسلبون الإنسان إرادته وعلى رأسهم جهم ابن صفوان وتكونت منهم فرقة الجبرية. وسط هذا الاضطراب الفكري والمبادئ التي كونتها كل فرقة لنفسها قام جماعة من المخلصين يشرحون عقائد المسلمين على طريقة القرآن. ومن أشهرهم الحسن البصري، وكان من أثر اختلافه مع تلميذه واصل بن عطاء أن تكونت فرقة المعتزلة التي كان لها الفضل الأكبر في الدفاع عن العقيدة وكان هذا في أوائل القرن الثاني الهجري. وفي أواخر القرن الثالث ظهر الإمام "أبو منصور الماتريدي" واشتغل بالرد على أصحاب العقائد الباطلة وتكونت منه ومن أتباعه الماتريدية.
كما ظهر الإمام "أبو الحسن الأشعري" وأعلن انفصاله عن المعتزلة وأعلن مبادئه الجديدة التي وافق عليها خيرة علماء المسلمين وظهرت بهذا فرقة الأشاعرة ومن هاتين الفرقتين تكونت جماعة أهل السنة. وسنكتب كلمة موجزة عن كل فرقة من هذه الفرق مؤخرين الكلام عن الشيعة إلى الانتهاء من الكلام عن غيرها.
الخوارج
لما رأى معاوية أن الدائرة عليه في حربه مع علي أمر جنوده برفع المصاحف وطلبوا تحكيم كتاب الله، ورضي علي بالتحكيم ولم يرض بهذا التحكيم فريق من المحاربين مع علي وقالوا: لا نحكم أحداً في دين الله (لا حكم إلا لله) وانشقوا على الإمام علي. وقد سميت هذه الجماعة بالخوارج وحاربهم علي وهزمهم كما كانت لهم حروب مع الأمويين. وقد قال الإمام علي في آخر أيامه: "لا تقاتلوا الخوارج بعدي فليس من طلب الحق فأخطأه كمن طلب الباطل فأدركه". وقال عمر بن عبد العزيز في شأنهم: "إني قد علمت أنكم لم تخرجوا مخرجكم هذا لطلب الدنيا أو متاع ولكنكم أردتم الآخرة فأخطأتم سبيلها".
مبادئهم:
1- يجب أن تكون الخلافة باختيار حر من المسلمين، وإذا اختير إمام لها فلا يصح أن يتنازل عنها أو يُحكم فيها، وليس بضروري أن يكون الإمام من قريش. ويجب أن يخضع لما أمر الله وإلا وجب عزله.
2- ثم وضعوا مبدأ دينياً وهو: أن الإيمان ليس اعتقاداً وإنما هو اعتقاد وعمل، ومرتكب الكبيرة كافر، ومن رجالهم عبد الله الراسبي ونافع بن الأزرق ونجد بن عامر.
المرجئة
لما انقسم اتباع علي بسبب رضائه التحكيم إلى خوارج وشيعة وكان الخوارج يكفرون علياً ومعاوية والقائلين بالتحكيم. والشيعة منهم من يقول بكفر أبي بكر وعمر وعثمان ومن ناصرهم وكلاهما يكفر الأمويين ويلعنهم ويرى أنهم مبطلون، كان هذا سبباً في ظهور جماعة كرهوا هذا النزاع وسلكوا طريقاً خاصاً حتى تنجلي الفكرة فقالوا بإيمان الجميع، وإن كان بعضهم مصيباً وبعضهم مخطئاً وحيث أننا لا نستطيع تعيين المصيب والمخطيء فلنرجئ أمرهم إلى الله، لأنهم جميعاً يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وسميت هذه الجماعة بالمرجئة ثم تدرج بحثهم في أمور دينية فعرفوا الإيمان بأنه معرفة الله ورسوله ثم تغالت هذه الطائفة وقالت: الإيمان: الاعتقاد بالقلب، والعمل لا أثر له مطلقاً حتى قالوا: العبارة المشهورة لهم: (لا تضر مع الإيمان معصية كما لا تنفع مع الكفر طاعة)، وقد ذابت هذه الفرقة بعد العصر الأموي.
الجبرية
وزعيمهم جهم بن صفوان وهو من خراسان ومن الموالي الذين أقاموا بالكوفة، وقد تكون منه ومن أتباعه فرقة الجبرية، القائلين بأن الإنسان مجبور كالريشة في الهواء.
مبادئهم:
القول بنفي صفات الله تعالى حتى لا يشبه الناس. وخلق القرآن وإنكار رؤية الله في الآخرة وفناء الجنة والنار بعد نعيم أهل الجنة وعذاب أهل النار. وقد نهض كثير من العلماء للرد عليهم لأمرين:
1- مسألة الجبر، لأنها تدعو إلى التعطيل وترك العمل والركون إلى القدر، لأن الإنسان لا عمل له ولا قدرة.
2- ومسألة المغالاة في تأويل الآيات التي تثبت صفات الله، وفي هذا التأويل خطر على القرآن وتفهم معانيه.
القدرية الأولى
كانت العراق مجمعاً لعناصر من الأمم ذوات الديانات المختلفة، وكانت البصرة بحراً يموج بالآراء والنحل، وقد سمع معبد بن عبد الله الجهني – وكان ممن يجالس الحسن البصري – من يتعللون بالقدر فقام بالرد عليهم نافياً كون القدر سالباً للاختيار، وتطرف في الدفاع حتى قال قولته المشهورة (لا قدر والأمر أنف) ولما بلغ هذا ابن عمر تبرأ منه ومن أصحابه. وقد قيل أن أول من تكلم بهذا رجل نصراني أسلم وأخذ عنه معبد الجهني وغيلان الدمشقي، وسمي أصحاب هذا الرأي بالقدرية. وأساس مذهبهم إنكار قدر الله والمغالاة في إثبات القدرة للإنسان وأنه حر الإرادة في أعماله كما كان من مبادئهم القول بخلق القرآن. وقد ذابت القدرية والجبرية في غيرهما من المذاهب ولم يعد لهما وجود مستقل وظهر على أثرهما مذهب المعتزلة.
المعتزلة
أساس نشأتهم اختلاف واصل بن عطاء مع أستاذه الحسن البصري في حكم مرتكب الكبيرة، وتبعه عمرو بن عبيد في رأيه وكان هذا في البصرة وانتشر مذهبهم في العراق واعتنقه بعض خلفاء بني أمية كما اعتنقه بعض الخلفاء العباسيين وكان لهم في العصر العباسي مدرستان، إحداهما بالبصرة والثانية ببغداد وقام بين المدرستين جدال وخلاف في كثير من المسائل.
مبادئ المعتزلة
1- القول بالمنزلة بين المنزلتين فمرتكب الكبيرة الذي مات ولم يتب مخلد في النار وليس مؤمناً ولا كافراً.
2- القول بأن العبد يخلق أفعال نفسه بقدرة أودعها الله فيه.
3- القول بالتوحيد، ولهذا نفوا صفات الله تعالى القديمة حتى لا يشبه المخلوقين. ودعاهم إلى هذا قيام جماعة تجسد الإله وتشبهه بالحوادث.
4- قولهم بأن العقل يحكم بحسن الأفعال وقبحها.
5- القول بخلق القرآن وعدم رؤية الله في الآخرة.
وقد سمي المعتزلة القدرية لأنهم وافقوهم في إثبات قدر العباد واختبارهم. كما لقبوا بالجهمية (الجبرية) لأنهم وافقوهم في نفي الصفات وخلق القرآن وعدم رؤية الله تعالى في الآخرة، والمعتزلة يتبرأون من الاسمين.
أهل السنة
هم أبو الحسن الأشعري وأبو منصور الماتريدي من سلك طريقهما وكانوا يسيرون على طريقة السلف الصالح في فهم العقائد، وقد جعلوا القرآن الكريم المنهل العذب الذي يلجأون إليه في تعرف عقائدهم، فكانوا يفهمون من الآيات القرآنية مسائل العقائد وما أشبه عليهم منها حاولوا فهمه بما توحيه أساليب اللغة ولا تنكره العقول فإن تعذر عليهم توقفوا وفوضوا. وقد سمي أتباع أبي الحسن الأشعري (الأشاعرة) وأبي منصور الماتريدي (بالماتريدية) ولم يكن بين الأشاعرة والماتريدية خلاف إلا في أمور يسير كمفهوم الإيمان والإسلام ومعنى القضاء والقدر وغير ذلك مما يقع عادة بين أهل الطريقة الواحدة ولا يقتضي تخالفاً في المذهب.
الشيعة
الشيعة أقدم الفرق الإسلامية. وأصلهم أصحاب الرأي القائل بأولوية آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم بالخلافة وأحق آل البيت هو علي بن أبي طالب. وقد ظهروا بمذهبهم في آخر عصر عثمان رضي الله عنه ونما وترعرع في عهد علي كرم الله وجهه، ولما لعلي من المكانة الممتازة في الإسلام أخذوا ينشرون نحلتهم على الناس. ولما جاء العصر الأموي ووقعت المظالم على العلويين ورأى الناس في علي وأولاده شهداء هذا الظلم انتشر المذهب الشيعي وكثر أنصاره.
مبادئ الشيعة
1- إن الإمامة ليست من المصالح العامة التي تفوض إلى نظر الأمة، بل هي ركن الدين وقاعدة الإسلام، ولا يجوز للنبي إغفالها، بل يجب عليه تعيين إمام لهم يكون معصوماً من الكبائر والصغائر.
2- عين رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً للخلافة بنصوص ينقلونها ويؤولونها لا يعرفها نقلة الشريعة وأهل الحديث. ومن هنا نشأت فكرة الوصية ولقب علي الوصي، فهو إمام بالنص لا بالانتخاب، وقد أوصى علي لمن بعده وهكذا على كل إمام أن يوصي لمن بعده.
3- علي أفضل الخلق في الدنيا والآخرة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن عاداه أو حاربه فهو عدو الله إلا إن ثبتت توبته ومات على حبه.
4- ولم يكن الشيعة على درجة واحدة، بل منهم المغالي والمقتصد وقد اقتصر المعتدلون على تفضيله على بقية الصحابة من غير تكفير أو تفسيق لأحد. واعترفوا بصحة إمامة المفضول مع وجود الفاضل، وقالوا ليس بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين علي إلا مرتبة النبوة وأعطينا علياً ما عداها من الفضل المشترك. أما المغالون المتطرفون فلم يكتفوا بتفضيله على الخلفاء وعصمته بل رفعوه إلى مرتبة النبوة، ومنهم من ألهه. أي زعم حلول الإله فيه، ومنهم من قال كل روح إمام حلت في الألوهية تنتقل إلى الإمام الذي يليه.
وقد كان التشيع مباءة خصبة لظهور القول بالرجعة والحلول والتناسخ والتجسيم والتشبيه وعدم ختم النبوة. والحق الذي لا مراء فيه أن التشيع كان مأوى يلجأ إليه كل من يريد هدم الإسلام لعداوة أو حقد. ومن يريد إدخال تعاليم آبائه من يهودية ونصرانية ومجوسية وغيرها في الإسلام، ومن يريد استقلال بلاده والخروج على الدولة الإسلامية. كل هؤلاء كانوا يتخذون حب آل البيت ستاراً يضعون وراءه كل ما شاءت أهواؤهم.
الزيدية
من أشهر فرق الشيعة وتنسب إلى إمامها زيد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب وكان تلميذاً إلى مذهب أهل السنة والجماعة. فهي لم تغل في عقائدها ولم يكفر الأكثرون منها أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم ترفع الائمة إلى مرتبة الألوهية ولا إلى مرتبة النبوة، وقد خرج إمامهم على هشام بن عبد الملك فقتله وصلبه سنة 121 هـ وخرج بعده ابنه يحيى فقتل سنة 125 هـ ولا يزال مذهب الزيدية في اليمن.
أصول مذهبهم:
1- إن الإمام منصوص عليه بالوصف لا بالاسم وأوصاف الإمام أن يكون فاطمياً ورعاً تقياً سخياً شجاعاً يخرج داعياً الناس لنفسه… ولا يقولون بالتقية.
2- يجوز إمامة المفضول مع وجود الفاضل، لأن هذه الصفات للإمام الأمثل فهو بها أولى من غيره فإن اختار أهل الحل والعقد إماماً لم يستوف الشروط وبايعوه صحت بيعته، وبني على هذا صحة بيعة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وعدم تكفير الصحابة ببيعتهما. وقد خذل زيداً أكثر الشيعة لقوله بهذا الأصل.
3- يجوز خروج إمامين في قطرين مختلفين، ولا يجوز خروج إمامين في قطر واحد.
4- تخليد مرتكب الكبيرة في النار ما لم يتب توبة نصوحاً، وهذا من أثر تلمذة إمامهم لواصل بن عطاء، كما أنه من أسباب خروج الشيعة عليه.
الإمامية – الإثنا عشرية – الإسماعيلية
الإمامية
هم القائلون بأن إمامة علي ثابتة بالنص عليه بالذات من النبي صلى الله عليه وسلم نصاً ظاهراً من غير تعريض بالوصف، ولا بإشارة بالعين، وسموا إمامية لتركيز آرائهم حول الإمامة، وهي منتشرة في إيران والعراق والهند.
أصول مذهبهم
1- النص على الإمام بالذات، ولهذا نص النبي صلى الله عليه وسلم على إمامة علي، لأنه ليس في الدين أمر أهم من تعيين الإمام حتى تكون مفارقة النبي للدنيا على فراغ قلب من أمر الأمة لأنه بعث لرفع الخلاف وتقرير الوفاق فلا يجوز أن يفارق الأمة ويتركهم هملاً، بل يجب عليه أن يعين شخصاً يرجع إليه. ويستدلون على تعيين علي بالذات بما يروونه عن النبي مثل (من كنت مولاه فعلي مولاه) ومثل (أقضاكم علي) وغير ذلك من الأدلة التي يرون فيها إثبات دعواهم ولا يوافقهم على ذلك مناهضوهم.
2- ولم يقتصروا على القول باستحقاق علي للخلافة دون سائر الصحابة بل حكموا بتكفير كل الصحابة وعلى رأسهم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما.
3- إن الاعتراف بالإمام جزء من حقيقة الإيمان وبدونه يكون الشخص كافراً.
4- القول باختفاء الأئمة ورجعتهم.
5- جعل سلسلة الخلافة بعد علي في أولاد فاطمة. فاتفقوا على إمامة الحسن والحسين واختلفوا بعد ذلك في تسلسل الأئمة إلى فرق متعددة أشهرها:
i. الإثنا عشرية.
ii. الإسماعيلية.
الإثنا عشرية
وهي تعيش في كثير من البلدان الإسلامية، وخصوصاً في إيران والعراق. وسموا "الإثنا عشرية" لأنهم يؤمنون باثني عشر إماماً متتابعين هم: علي بن أبي طالب، ثم ابناه الحسن فالحسين، ثم علي زين العابدين بن الحسين، ثم محمد بن علي، ثم جعفر بن محمد، ثم موسى بن جعفر، ثم علي بن موسى، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن بن علي، ثم محمد بن الحسن، وهذه الفرقة تسمى بالجعفرية حيناً، والإثني عشرية حيناً آخر، والإمامية حيناً ثالثاً. ولعلها أبعد الفرق الإمامية عموماً عن الاتصاف بالغلو وأقربها إلى التعقل في أمور دينها، ومن أقرب فرق الشيعة عامة إلى جمهور أهل السنة. وإذا كانت قد سميت بالجعفرية من باب تسمية العام باسم الخاص، فإنها سميت بذلك لأمر هام وهي أنها تستمد أمور دينها من الإمام جعفر الصادق الذي كان رضي الله عنه غزير العلم في الدين وافر الحكمة كامل الأدب زاهداً ورعاً متسامحاً بعيداً عن الغلو، ولم يكن يؤمن بالغيبة أو الرجعة أو التناسخ، كما أنه كان بعيداً عن الاعتزال.
والإثنا عشرية في حقيقة أمرها وروح عقيدتها تتميز بالآتي:
1- دينهم التوحيد المحض بالنسبة لصفات الله، وتنزيه الخالق عن كل مشابهة للمخلوقين أو ملابسة لهم في صفة النقص والإمكان والتغير والحدوث وما ينافي وجوب الوجود والقدم والأزلية إلى غير ذلك من التنزيه والتقديس، وبطلان التناسخ والاتحاد والحلول والتجسيم وغير ذلك مما تورّطت فيه فرق كثيرة من فرق الشيعة.
2- باب الاجتهاد عند "الإثنا عشرية" لا يزال مفتوحاً، وللمجتهد أن يبدي رأيه، وأن يؤخذ به ما دام متفقاً مع الكتاب والسنة متمشياً مع المعقول، وإلا فلا قيمة له.
3- والاثنا عشرية يزيدون على أركان الإسلام ركناً سادساً هو الاعتقاد بالإمامة على ما مر، ويتمسكون بهذا الركن تمسكاً شديداً لا سبيل إلى التهاون فيه.
4- يعتقدون في اثني عشر إماماً متسلسلين، وهم الذين مر ذكرهم، وكل إمام سابق لا بد أن ينص على اللاحق ويوصيه فالنبي أوصى علياً، وعلي أوصى الحسن، والحسن أوصى الحسين، وهكذا.
5- يرون أن الإمام معصوم كالنبي عن الخطأ، وأن الإمام دون النبي وفوق البشر.
6- يرون أن من يشاركهم من المسلمين هذا الاعتقاد في الإمامة فهو مؤمن، وأما من يؤمن بالأركان الخمسة المعروفة فقط دون الركن السادس الخاص بالإمامة فإنه مؤمن بالمعنى العام ولا يخرج عن الإسلام. ولكن درجته بعد درجة الشيعة.
7- لا يقبلون الأحاديث إلا إذا رويت عن طريق أهل البيت، وأما الأحاديث المروية عن غير طريق أهل البيت فإنها عندهم لا تساوي مقدار بعوضة – على حد تعبير السيد كاشف الغطاء – وهذا سبب كبير من أسباب الخلاف بين الشيعة وأهل السنة.
8- مع العلم بأن "الاثنا عشرية" يقولون برجعة الإمام محمد القائم بالحجة الثاني عشر، هو المعروف عندهم باسم المهدي المنتظر.
هذه أهم الفروق في الأصول، وهناك فروق في الفروع مثل تعطيلهم صلاة الجمعة بسبب غياب الامام وفرضية صلاة العيدين وفرضية زكاة الخمس لآل محمد زيادة على الزكاة المعروفة وإباحة زواج المتعة… إلخ. مما يطول ذكره 1.هـ. باختصار من كتاب "الإسلام بلا مذاهب".
الإسماعيلية
وسموا بذلك لأنهم يوقفون الأئمة عند إسماعيل بن جعفر ويقولون بتعيينه بالنص من أبيه. ويسمون أيضاً بالباطنية لقولهم: إن للقرآن ظاهراً وباطناً ولاعتقادهم بالإمام الباطن. ومن أئمتهم عبيد اله المهدي الذي انتسب إلى إسماعيل بن جعفر وملك المغرب واستولى بنوه على مصر ولم يثبت تاريخياً صحة هذا النسب. وقد أثبت التاريخ أن من وضعوا أساس مذهب الإسماعيلية من أولاد المجوس وضعوا تعاليم لهدم الإسلام درجوها تسع درجات تبتدئ بالتشكيك في أحكام الإسلام كقولهم: ما معنى رمي الجمار؟ ولم كانت الصبح ركعتين والظهر أربعاً؟ وهكذا. وتنتهي بهدم الإسلام والتحلل من قيوده. وأولوا آيات القرآن وسنة النبي صلى الله عليه وسلم بما يوافق هواهم.
أهم مبادئهم:
1- القول بقدم العالم وأن له مدبرين: الأول الله والثاني النفس.
2- الإمام يعين بالنص لا بالانتخاب وهو معصوم من الصغائر والكبائر.
3- تكفير من اغتصبوا الخلافة من الإمام.
4- للقرآن معنى ظاهر ومعنى باطن لا يعلم باطنه إلا الأئمة، لانهم ورثوا علم الباطن، ولا معنى للتمسك بحرفية القرآن ويجب فهمه على طريقة التأويل والمجاز.
5- لا يؤمنون بعلم ولا بحديث إلا ما روي عن أئمتهم.
6- الأنبياء سواس العامة وأما الخاصة فأنبياؤهم هم الفلاسفة فالشعائر الدينية للعامة وأما الخاصة فلا يلزمهم العمل بها.
7- الجنة نعيم الدنيا والعذاب اشتغال أصحاب الشرائع بالصلاة والصيام وغيرهما.
8- إنكار معجزات الأنبياء.
9- إباحة المحرمات والمحارم: فأباحوا شرب الخمر والبنات والأخوات وجميع الملذات.
وقد ظهرت هذه الطائفة في عهد الدولة العباسية، ولا يزال لها بقايا إلى اليوم في الهند وفارس وزنجبار والشام والخليج الفارسي، وكان يتزعم فريقاً منهم آغاخان الزعيم المشهور، وخلفه أحد أحفاده، وتقدم إليه الأموال والهدايا كل عام.
وزعماء هذه الطائفة يغيرون ويبدلون في المبادئ حسب أهوائهم… وأتباعهم يعتقدون أن لهم التصرف في أمور الدنيا والآخرة ولهذا تجمع الأموال للإمام لا للفقراء، وكلما امتد الزمان زاد مذهبهم فساداً ولحق الناس من أعمالهم شر كبير.
النصيرية
ومقرهم شمال سوريا بالجبال المعروفة بجبال النصيرية ومنهم قسم في ولاية أطنة والاسكندرونة وقد سموا أنفسهم بالعلويين. وينسبون لمحمد بن نصير من موالي بني نمير وكان شيعياً إمامياً من أتباع إمامهم الحادي عشر الحسن العسكري وقد أسس طائفة النصيرية على مبادئ معينة.
أهم مبادئهم:
1- الديانة عندهم سر من الأسرار ولا تلقن للنساء لعدم استطاعتهن حفظ الأسرار، أما الرجل فلا يباح له بسر دينه إلا بعد أن يبلغ التاسعة عشرة ويقسم على اليمين أن لا يبوح به ولو أريق دمه.
2- يدعون ألوهية علي والأئمة من بعده، ويزعمون أن علياً مسكنه السحاب فإذا مر عليهم السحاب قالوا: السلام عليك يا أبا الحسن.
3- يقولون بتناسخ الأرواح فالخيرة تحل في النجوم، والشريرة في أجسام الحيوانات النجسة.
4- يستعملون الأسماء الإسلامية ما عدا اسم عمر وأبي بكر ولا يصومون رمضان ويحتفلون بالأعياد المسيحية.
5- الجنة والنار رمز دنيوي والصلوات الخمس أسماء علي والحسن والحسين ومحسن وفاطمة. وذكر هذه الأسماء يغني عن غسل الجنابة وعن الوضوء وسائر شروط الصلاة.
6- إباحة الخمر وأن أكبر الأبالسة عمر ويليه أبو بكر فعثمان.
وهؤلاء أخطر على الإسلام من اليهود وقد أفتى ابن تيمية في زمانه بوجوب قتالهم وقتال الدروز
البابية – البهائية – القاديانية (الأحمدية)
البابية
ظهرت هذه النحلة في دولة إيران على يد المرزا محمد علي الملقب بالباب المولود في سيراز سنة 1819 م وقد ادعى أنه المهدي المنتظر ثم ادعى النبوة والرسالة وأن الله أوحى إليه بكتاب (البيان) الناسخ للتوراة والإنجيل والفرقان ثم ادعى أنه المسيح المنتظر ثم ارتقى إلى ادعاء الألوهية. وقد عهد بالخلافة من بعده إلى أحد أتباعه وهو مرزا يحيى الملقب بصبح أزل ومن بعده إلى أخيه حسين الملقب بالبهاء.
ولما قتل الباب بفتوى من العلماء سنة 1850 م تنازع الأمر من بعده يحيى وأخوه حسين وأخذ كل منهما يدعي بأن الله أوحى إليه بكتاب يصدق دعواه ويكذب دعوة أخيه وكانت الغلبة في هذا النزاع للبهاء فظهرت البهائية خلفاً للبابية.
البهائية
هم أتباع المرزا حسين علي الذي لقب نفسه بالبهاء المولود في بلدة نور من ضواحي مازندران سنة 1223هـ قام في أول أمره بخلافة الباب ثم تدرج إلى المهدوية ثم النبوة والرسالة ثم الربوبية والألوهية. وقد عهد بالخلافة من بعده إلى ابنه عباس المسمى عبد البهاء وقد دان البهائيون لكل خليفة بعد البهاء وقدسوه وعبدوه مثل عبادتهم للبهاء. وقد نزل خليفتهم بمصر سنة 1892 هـ وأسس فيها الدعوة للبهائيين وهلك البهاء في مدينة عكا سنة 1309 هـ (1892م).
دين البابية والبهائية
1- إن للوحي تأويلات سامية ومفاهيم خفية لا يجليها إلا ربها (الباب) أو البهاء) وما يعلم تأويله إلا الله: أي الباب أو البهاء.
2- ادعى البهاء المهدوية ثم الرسالة وأنه نزل عليه كتاب الأقدس الذي نسخ جميع ما تقدمه من الكتب السماوية ثم ادعى الألوهية وأمر بعبادة البشر.
3- إنكار معجزات الأنبياء والبعث والحشر والوعد والوعيد والجنة والنار ولهذا ارتكبوا تأويل النصوص الدالة عليها بما يتنافى مع اللغة والدين.
4- نسخ جميع الأديان ورسوم عبادتها والحدود الواردة فيها لعدم صلاحيتها للعالم في عصر التقدم ولهذا جاء البهاء بدينه الجديد للأحمر والأسود وقد رود في أحكامه:
i. إن الصلاة تسع ركعات في البكور والزوال والآصال، وقد بطلت صلاة الجماعة، والقبلة عكا والحج إليها للرجال دون النساء، وتحريم الحجاب وإباحة السفور والاختلاط وجعل الحدود عقوبات مادية وغير ذلك من مفترياتهم وكذبهم.
قال تعالى: {ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو قال أوحي إليّ ولم يوح إليه شيئٌ ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون} [الأنعام: 93].
طريقهم في الدعوة إلى مذهبهم
مخاطبة أهل كل ملة ودين بما يوافق هواهم فتجد الداعية منهم مسلماً مع المسلمين، ويهودياً مع اليهود، يوهم أهل كل دين بأنه منهم وأنه يريد الإصلاح وإزالة الضغائن والتوفيق بين أهل المذاهب فإذا آنس الضعف من أحد أخذ يشككه في دينه وأورد عليه الشبه وأول الآيات بما ينطبق على مزاعمه في دينه ثم يدعوه إلى عبادة البشر والعياذ بالله. وهذا شأنهم في ممالك الشرق، خداع ونفاق مع المسلمين، يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر، أما في أوروبا وأمريكا فدعوتهم جهاراً لا يخشون حساباً.
القاديانية (الأحمدية)
هم أتباع غلام أحمد المولود في (قاديان) مركز بجانب مديرية كورداسور بامند سنة 1252 هـ. وقد ظلوا فرقة واحدة مدة حياته وأيام خليفته نور الدين. وفي آخر حياة نور الدين ابتدأ الخلاف وكان من أثره انقسامها بعد وفاته إلى شعبتين:
1- شعبة قاديان: ورئيسهم محمود بن غلام أحمد.
2- شعبة لاهور: وزعيمهم محمد علي الذي ترجم القرآن إلى اللغة الانجليزية.
والشعبة الأولى تدين بنبوة أحمد، والثانية تعتقد أنه مصلح وهذا خلاف ما ورد في كتاب مبتدع النحلة من أنه مهدي ثم نبي مرسل ثم عيسى الموعود به، وتوفي أحمد بعد حياة حافلة بنبوة تحرم الجهاد وتدعو إلى مساعدة الإنجليز، لأنهم أرباب نعمته وأصحاب الفضل عليه في حمايته ونشر دعوته.
مبادئ القاديانية
1- القول بعدم ختم النبوة وتأويل ما يدل على ختمها.
2- غلام أحمد هو المهدي والنبي المؤيد لشريعة محمد صلى الله عليه وسلم وهو المسيح الموعود به.
3- باب الوحي مفتوح للناس وقد نزل عليه ويسمعه بعض أتباعه.
4- تحريم الجهاد والدعوة لطاعة ولاة أمر الانجليز.
5- قاديان ومسجدها تماثل مكة ومسجدها، والحج إليها مثل الحج إلى مكة فهي ثالث الأماكن المقدسة.
6- تكفير من لا يصدق به من المسلمين وتمثيلهم باليهود الذين كذبوا المسيح (يعني نفسه) في السلسلة المحمدية.
7- تفضيله وتفضيل أتباعه على جميع الأنبياء وأتباعهم.
8- ادعاؤهم أن المعنى المقصود من الآيات لا يدركها إلا المسيح القادياني، وإنكارهم أن سنة الرسول أصل في التشريع وهم يدعون الناس عن طريق أنهم مسلمون مصلحون.
والقاديانية والبهائية أخطر أصحاب المذاهب على الأمم الإسلامية وأشد كفراً من اليهود والنصارى والمجوس. ويبطل دعوتهم ما قدمناه من ثبوت عموم رسالة النبي صلى الله عليه وسلم وختمها للرسالات، وهم منتشرون في البلاد الإسلامية يعاونهم الاستعمار بسلطانه الخفي وماله، لأنهم أعوانه وأداته في إشاعة الفساد بين المسلمين
خاتمة
أيها القارئ الكريم:
قدمت إليك كتاب (تبسيط العقائد الإسلامية) رجاء أن يملأ أهم جانب من جوانب الفراغ الذي يشعر به الجيل المعاصر، وأن يكون مبارك النفع هادياً إلى طريق النجاة والسعادة، دافعاً إلى انطلاقة سليمة تجدد آمال أمتنا، وتحيي موات قلوبها، وتأخذ بأيديها إلى ربها، لتشعر بلذة معرفته، وسعادة الحياة معه، ومتعة العمل والجهاد في سبيله.
وقد حاولت قدر المستطاع الإلمام بأهم القضايا المتصلة بالعقيدة الإسلامية، وتقديمها إلى القارئ مدعمة بالأدلة القوية، ليجد زاده منها ميسراً، وليصير على علم بما يجب اعتقاده.
ويستطيع أن يفيض من علمه هذا على أهله وذوي قرباه والمتصلين به. والله نسأل أن يجعل منه منار هداية للسائرين، وحجة دامغة للمعاندين، والمكابرين.
إنه سميع مجيب.
الكتاب :تبسيط العقائد الإسلامية لـ حسن ايوب