السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا تكن كالكتاب المفتوح يقرأه الجميع
——————————————————————————–
جملة تعلمتها من رجل في السبعين من العمر
تحمل في معانيها عقل خبر الحياة
فالحصيف يقف أمامها طويلا والجاهل يرسم حولها النكتة الظريفة .
وإن هذه الجملة لتسبح بك في بحر من الاسئلة أول قطراته :
هل لديك القدرة على إدارة مشاعرك الداخلية ؟
هل لديك القدرة على سرعة تبديل مشاعرك الداخلية Shifting ؟
هل لديك القدرة على إظهار مشاعر خارجية معاكسة تماما لمشاعرك الداخلية وإقناع المقابل بذلك؟
هل أنت الذي تتحكم بمشاعرك أم أن مشاعرك تتحكم بك وإلى اي مدى؟
هل لديك القدرة على التعرف على مشاعرك الداخلية قبل السلوك أم بعده؟
هل لديك القدرة على إطلاق مشاعرك الداخلية في الوقت الذي تختاره أنت ؟
إذا كانت إجابتك على هذه الأسئلة
بنعم فأهلا بك في عالم : الذكاء العاطفي
أما إذا كنت إجابتك لا
فلديك الكثير لكي تتعلمه في الحياة العامة ،
ولعلك من مناصري المقولة الدارجة في مجتمعنا عندما نقول عن شخص نريد مدحه : أنه إنسان ما يقوله في
لسانه يعبر عما في قلبه.
جملة حقيقية تعبر عن وصف لشخصيات البعض أنهم عفويون وبسيطون إلا أنه إذا أردت رأيي فالمسلم لا
ينبغي أن يكون بهذا المستوى البسيط بل الساذج وتذكرت مقولة عمر بن الخطاب : لست بالخب ولا الخب
يخدعني .
فالذكاء العاطفي هو القدرة على إدراك مشاعرك وإدارتها والقدرة على إدراك مشاعر الغير وإدارتها.
فهو الإنسان الذي لا تستطيع معرفة كيف يفكر أو ما هي خطوته القادمة من اول نظرة فلديه قدرة عالية على
التحكم بمشاعره في الوقت الذي يكون هو في قمة الغضب تجده متحكما بمشاعره لدرجة لا تشعر من أمامه
لأنه يريد الوصول لهدف معين اثناء الحوار وإظهاره لمشاعر الغضب يفسد خطته .
وفي الوقت الذي يتلقى خبر حزينا فانت لا تعرف أنه حزين لقدرته الفائقة على العمل وعدم إظهار الحزن في
سياق قد لا يصلح فيه إظهار تلك المشاعر .كمناسبة اجتماعية سعيدة أو فرح أو رحلة برية ودعوية بين
الاصدقاء لا يريد إفسادها
ولديه القدرة على تبديل المشاعر بسرعة فليس بالشخص الذي تتغلغل فيه المشاعر من رأسه وحتى أخمص
قدميه فلا يستطيع حراكا بل ينتقل من الغضب نحو الهدوء بسرعة فائقة ومن الحزن نحو التعادل بسرعة
فائقة .
فهو يعرف متى يظهر تلك المشاعر وكيف يظهرها ومتى يظهرها حسب الموقف والمصلحة والجو العام
والسياق.
ولديه القدرة على إدراك مشاعره التي تعتريه بسرعة قبل أن يكتشفها المقابل ومحاولة معالجتها سريعا قبل
فساد الموقف وضياع تحكمه بالحوار .
لديه القدرة على إدراك مشاعر الغير ورؤية تأثير كلماته على لغة أجسادهم ولديه القدرة على قراءة ملامح
الوجوه التي تعبر عن خوف أو ألم أو حزن أو تأثر أو ندم ، هل مرّ عليك موقف استاء منك شخص بسبب كلام
قلته ولم تعرف خطأك إلا بعد مدة ومن شخص آخر؟
مسكين من تنطبق عليه الجملة الأولى أعلى المقالة: يعيش في مجتمعه ككتاب مفتوح يقرأه كل من مرّ عليه
فيعرفون ما به
فإذا مّر عليه خيار الناس ساعدوه وإذا مرّ عليه شرار الناس استغلوه لأنهم قرأوه .
مشاعره تفضحه ، يتأثر سريعا ، يغضب سريعا، يتوقف عن العمل والانتاج بمجرد تعكر مزاجه ، واضح لدرجة
تنعكس سلبا عليه ، يقول الحقيقة في غير وقتها ويقول كلمات صادقة ولكنها في المكان الخاطئ
لذلك كان من صفات القائد فهم نفسيات مرؤوسيه فهو يعرف بماذا يتكلم ومع من يتكلم ويعرف اين ستقع
كلماته قبل أن يرسلها
فالصراحة الزائدة أمرها مزعج للشخص نفسه ولمن لهم علاقة به ,,!
وكما قال المثل لسانك حصانك إن صنته صانك وأن خنته خانك ..
أ ع ج ب ن ى فنقلته
ولكن ما الفرق بين هذا وخصال المنافق الذي يظهر عكس ما يبطن
وجميل أن يكون هناك عدد لابأس به من الأشخاص اللذين يتحلون بهذه الميزة – الذكاء العاطفي –
ولكن الأجمل من ذلك أن نعرف السبل و الطرق المؤدية إلى التحلي بهذه الصفة
فإذا كان لديك أية معلومات أو مصادر بهذا الخصوص فأرجو تزويدنا بها..
وجزاك ربي خير الجزاء على هذا النقل المفيد