من كتاب : من يفوز بليلة القدر
لفضيلة الشيخ
هاني حلمــــي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تحميل الكتاب من هنا
(1) مع أول تكبيرة في آذان المغرب
ادعى بالعتق واحتسب – إجابة الدعاء بالعتق –
(2) تمرا تفطر به الصائمين فإنها السنة ، واحتسب – أجر هؤلاء الصائمين في ميزان حسناتك-
و قل : ذهب الظمأ ، و ابتلت العروق ، و ثبت الأجر إن شاء الله
(3) ردد مع الآذان واحتسب بهذه الكلمات : أن تكون سببًا في دخولك الجنة ،
ومغفرة ما تقدم من ذنبك ، وشفاعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم
(4) مع الوضوء لا تنسي قول اللهم يا من تطهر الأبدان بالماء ،
طهر قلبي بالتوبة من الذنوب والآثام ،
فإذا فرغت من الوضوء فقل : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،
و أنَّ محمدًا عبدُه و رسولُه
واحتسب بذلك : تناثر السيئات من أعضاء الوضوء فيا ليتها تُنثر آثارها من القلوب ،
وتحصيل نصف الإيمان ، وتكفير الخطايا والسيئات ، وأن تكون من أهل الإيمان بالمحافظة عليه ،
وأنَّها أعضاء الوضوء ستكون غرة لك يوم القيامة .
(5) ولا تغفل عن السواك فإنَّه من الأسباب لرضا الرحمن ، ووصية النبي صلى الله عليه وسلم .
قال صلى الله عليه وسلم: (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم عند كل صلاة بوضوء ومع كل وضوء بسواك )
(6) وقل بعد الفراغ منه : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،
و أنَّ محمدًا عبدُه و رسولُه ، سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .
واحتسب : أن تكون قد أتيت بسبب لفتح أبواب الجنة الثمانية ، ومنحة عظيمة مدخرة ليوم المعاد
(7) توجه للمسجد لأداء صلاة المغرب في أول الوقت
إن لم تكن معتكفًا أو قد خرجت له ، وانتظرت الصلاة فيه –
ولا تنسَ ذكر الخروج : " بسم الله ، توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله "
واحتسب : الهداية والوقاية وابتعاد الشيطان عنك .
وأبشر بالغنيمة الباردة ، فاحتسب هذه الخطوات فإنَّها عظيمة الأجر ؛
فلك بكل خطوة حسنة ومحو سيئة ، وأجر صدقة ، وأجر الرباط في سبيل الله ،
ولك أن تعرف أنَّ رباط شهر خير من صيام دهر ، واحتسب أنَّك منذ خرجت من بيتك
فأنت في صلاة حتى ترجع ، فاحتسب كل ثانية من هذا الوقت في ميزان حسناتك ،
وأبشر بالنور التام يوم القيامة يا من تمشي في ظلام الليل إلى المساجد ،
فاحتسب في ذهابك للصلاة المكتوبة أجر حجة .
قال صلى الله عليه وسلم : ( من مشى إلى صلاة مكتوبة في الجماعة فهي كحجة )
[JUSTIFY](8) واحسن الوضوء و احتسب : قول الرسول صلى الله عليه وسلم :
( لا يتوضأ أحدكم فيحسن وضوءه فيسبغه ثم يأتي المسجد لا يريد إلا الصلاة إلا تبشش الله إليه
كما يتبشش أهل الغائب بطلعته )
لاتنس دعاء دخول المسجد : اللهم افتح لي أبواب رحمتك
(9) أنت الآن ضيف في بيت الله ، فأبشر بالكرم والجود الإلهي السابغ .
واحتسب : أن تكون في ظل عرش الرحمن يوم الحشر حين تدنو الشمس من الرؤوس
ويلجم العرق النَّاس إلجامًا ، ويعانون من شدة الحر ما لا يوصف .
وانوِ الاعتكاف الجزئي في المسجد ، لتنال شيئًا من فضل الاعتكاف في المساجد – إن لم تكن معتكفًا
(10) ثمَّ صلِّ ركعتين ، لعلها تكون سبب غفران الذنوب المتقدمة ، ودخولك الجنة ،
ومرافقة الأحبة محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه .واحتسب :-
(أ) القرب من الله تعالى : وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ
(ب) مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة ( أعني على نفسك بكثرة السجود ) رواه مسلم
(ج) تكفير الخطايا ورفعة الدرجات عند الله تعالى ( فإنَّك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة ،
وحطَّ عنك بها خطيئة ) [ رواه مسلم ]
وأبشر : فقد قال صلى الله عليه وسلم: ـ فإن هو قام فحمد الله وأثنى عليه ومجَّده بالذي هو له أهل ،
وفرَّغ قلبه لله تعالى إلا انصرف من خطيئته كيوم ولدته أمه [ رواه مسلم ]
فلعلك ترزق صلاة ذات خشوع وخضوع تفرغ فيها قلبك لله تعالى ، فتخرج من ذنوبك كلها .
(11) وانتظر الصلاة ، واحتسب في جلوسك في المسجد : استنزال الرحمة والمغفرة
وأنَّك في صلاة ما انتظرت الصلاة ، و أن تكون في صحبة الملائكة ورفقة الصالحين
ولعل الله يكتبك في عباده المتقين بذلك ، قال صلى الله عليه وسلم : ( المسجد بيت كل تقي )
(12) عليك أن تُشغل هذا الوقت بالاستغفار والدعاء والذكر ، أو بقراءة شيء من القرآن ،
و الدعاء بين الأذان والإقامة مستجاب
(13) قم لأداء صلاة المغرب في الجماعة ، ولابد أن تكون قبلها قد أفطرت فتلك السُّنة ، ولا تنس السواك .
وتحرَّ أن تكون في الصف الأول ،
واحتسب :
* كان صلى الله عليه وسلم يستغفر للصف المقدم ثلاثا وللثاني مرة
* ( من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتب له براءتان : براءة من النار و براءة من النفاق )
* أن يرزقك الله محبته بتقربك له بأحب الأعمال إليه .* صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة
[JUSTIFY]
(14) وقبل أن تثني رجلك لا تنس هذا الذكر العظيم ، لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،
له الملك وله الحمد ، يحيي ويميت ، وهو على كل شيء قدير عشر مرات
واحتسب : أن تكون قد أتيت بسبب من أسباب عتق الرقاب ، والجزاء من جنس العمل ، فأعتق لعلك تُعتق ،
والحفظ من الشيطان من همزه ونفخه ونفثه ووساوسه ، ومحو الخطيئات وكتابة الحسنات الموجبات .
(15) أذكار ما بعد الصلاة :-
(أ) سبح ثلاث وثلاثين ، واحمد ثلاثًا وثلاثين ، وكبر ثلاثًا وثلاثين ،
واختم المائة بقولك : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شي قدير .
واحتسب : أن يغفر الله لك ذنوبك ولو كانت مثل زبد البحر.
(ب) قل : اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك .
واحتسب : أن يبلغك الله محبة النبي صلى الله عليه وسلم بتنفيذك لوصية رسول الله
صلى الله عليه وسلم لحبيبه معاذ رضى الله عنه .
(ج) اقرأ : آية الكرسي .
واحتسب : أن تكون سبب حسن خاتمك ودخولك الجنة إن متَّ تلك الليلة .
(16) ثمَّ عليك بأداء السنة الراتبة ، ويفضل أن تؤديها في البيت ، إلا أن تخاف أن تُشغل عنها ،
واحتسب مع مثيلاتها من السنن الرواتب : أنها سبب لدخول الجنة .
واقرأ في الأولى ( سورة الكافرون ) ، وفي الثاني ( قل هو الله أحد ).
واحتسب : ثواب قراءة (ثلث وربع ) القرآن
وعن حذيفة رضي الله عنه قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فصليت معه المغرب فصلى إلى العشاء .
وعن أنس رضى الله عنه ، في قوله تعالى :
تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ – السجدة : 16 –
قال : كانوا يتنفلون ما بين المغرب والعشاء يصلون .
(18) فإذا قرب وقت العشاء فاصنع كما مرَّ بك في صلاة المغرب
(19) فإذا خرجت لصلاة العشاء والتراويح فاحتسب أجر حجة وعمرة ، – وأنت أيها المعتكف احتسب هذا الأجر أيضًا –
وإن لم تخرج ، فلعلك ترزقه بنيتك .
(20) وفى صلاة العشاء احتسب : ثواب قيام نصف الليل ، و مخالفة المنافقين ( أعاذنا الله أن نكون منهم )
ثمَّ صلِّ بعد العشاء ركعتين خفيفتين هي السنة الراتبة
(22) فإذا كانت صلاة التراويح .
(أ) إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة
(ب) إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ
الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
ووصفهم في موضع آخر , بقوله : وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ
عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا – إلى أنْ قال – أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا
(ج) من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه
(د)إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ
(هـ) أنْ يلحقك الله بركب الصالحين والصديقين والشهداء .
وقال صلى الله عليه وسلم : (عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم )
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله : أرأيت إن شهدت أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله ،
وصليت الصلوات الخمس ، وأديت الزكاة ، وصمت رمضان وقمته ، فممن أنا ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( من الصديقين والشهداء)
(و) تثبيت الإيمان والإعانة على جليل الأعمال , وما فيه صلاح الأحوال والمآل
قال تعالى : يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا إلى قوله : إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا
قال الفراء : – أَشَدُّ وَطْئًا – أي أثبت للعمل وأدوم لمن أراد الاستكثار من العبادة والليل وقت الفراغ عن الاشتغال بالمعاش
فعبادته تدوم ولا تنقطع .
(س) الوقاية والنجاة من الفتن ، والسلامة من دخول النار
وفي قصة رؤيا ابن عمر قال : "فرأيت كأن ملكين أخذاني , فذهبا بي إلى النار ، فإذا هي مطوية كطي البئر ,
وإذا لها قرنان – يعني كقرني البئر – وإذا فيها أناس قد عرفتهم , فجعلت أقول أعوذ بالله من النار , قال : فلقينا ملك آخر .
فقال : لم ترع " فقصصتها على حفصة , فقصتها حفصة على النبي صلى الله عليه وسلم, فقال :
نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل , فكان عبد الله لا ينام من الليل إلا قليلا
(ح) أن يعزك الله وتكون من أشراف العباد .
قال صلى الله عليه وسلم : ( شرف المؤمن قيامه بالليل و عزُّه استغناؤه عن الناس )
وقال ( أشراف أمتي حملة القرآن وأصحاب الليل)
(ط) أن يكون سببًا في العصمة من الذنوب .
(ي) التقرب على الله تعالى .
(ك) تكفير السيئات .
قال صلى الله عليه وسلم :
(عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم ، وقربة إلى ربكم ، ومكفرة للسيئات ومنهاة عن الإثم )
(ل) إصلاح فساد القلوب .
قيل للحسن : ما بال القائمين أحسن الناس وجوها ؟ فقال : إنهم خلوا بالله في السحر فألبسهم من نوره
وفي ليالي العشر لا نوم ، بل اشتغال بالصلاة حتى تتفطر قدمك ، ولم لا ؟ والجائزة قد علمت قدرها وشرفها .
قال صلى الله عليه وسلم: ] من قام بألف آية كتب من المقنطرين
* ومن الآداب احتسب : إقامة سنة من السنن المهجورة بالتسوك بين ركعات القيام .
وانصحك بأن لا تخرج من المسجد حتى الفجر ، وتقضي هذا الوقت كله في الصلاة وقراءة القرآن والدعاء والاستغفار ،
وإياك أن تلغو ، أو تغفل في أمور الدنيا ، حتى لا يطلع الله عليك وهذه حالتك فيعرض عنك كما أعرضت عنه .
(23) وقت السحر وقت المناجاة ,, فإذا مضى شطر الليل أو ثلثاه ينزل الله إلى السماء الدنيا فيقول :
هل من سائل فيعطى ؟هل من داع فيستجاب له ؟ هل من مستغفر فيغفر له ؟حتى ينفجر الصبح
فأكثر من الاستغفار في هذا الوقت ، واحتسب : تكفير الخطايا العظام .
(24) السحور أفضله : التسحر بالتمر .
واحتسب : أنْ يكون في امتثالك لهدي النبي صلى الله عليه وسلم سبب لأن يهديك الله ويرزقك البصيرة .
(25) الدعاء فقل :
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عنَّا ، ربنا ظلمنا أنفسنا ، وإن لا تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ،
رب إنَّي ظلمت نفسي فاغفر لي ، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، سبحانك ما عبدناك حق عبادتك فاغفر لنا .
ومن آداب الدعاء : كثرة الثناء على الله بما هو أهله ، وهو ما يسميه العلماء ( التملق ) :
لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك .
سأل أعرابي النبي صلى الله عليه وسلم فقال : علمني دعاء لعل الله أن ينفعني به . فقال صلى الله عليه وسلم :
قل اللهم لك الحمد كله وإليك يرجع الأمر كله .
(26) مع الفجر
فاحتسب :
· تحصيل ثمرة التقوى . ( لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)
· والتخلص من آصار وتبعات ذنوب الماضي .
· وأن يبلغك الله الدرجات الرفيعة والتشرف بأداء عمل نسبه الله لنفسه .
· والاستشفاء من جميع الآفات التي تحول بينك وبين الله فالصوم لا مثل له .
· واحتسب بصومك الوقاية من آثار الفتن ، والنجاة من شدة الحساب فالصيام كفارة للذنوب وزيادة على ثواب الكفارة .
· وأنَّه سبب للحفظ والأمان من الوقوع في وحل المعاصي والحرمان ، فالصوم جنة وحصن منيع ،
يحصن الإنسان من الشيطان وخطواته ، ويمنع صاحبه من أن ينزلق في الأقذار و الأرجاس .
· وأن يكون سببًا للوقاية من داء وخطر الشهوة .
· الابتعاد عن النَّار بكل يوم مسيرة مائة عام .
· أنه سبب من أسباب الشفاعة يوم القيامة .
· طرق سبيل من أعظم السبل للجنة وإجابة نداء الريان
· دفع مهر الحور العين . · زيادة الرصيد الإيماني
· التطيب بما هو أطيب عند الرحمن .
· التحلي بشعار الأبرار .
· إبهاج القلوب الحزينة فللصائم فرحتان .
· شكر الله على نعمه · ترويض النفس بالصبر على الطاعة
· التحفيز على فعل الطاعات وترك المنكرات بترك فضول الطعام .
· سبب لقضاء الحوائج غذ دعوة الصائم مستجابة .
· سبب للين القلب .
· سبب للعتق من النار ( أعتقني الله وإياك منها ) .
(27) ركعتي السنة الفجر ، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الأولى سورة الكافرون وفي الثانية سورة الإخلاص .
ثمَّ من السنة أن تضطجع على شقك الأيمن قليلاً بعد أدائهما .
واحتسب فيهما : عظم الأجر الذي الدنيا وما فيه لا تساويه . قال صلى الله عليه وسلم : (
ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها)
نقل ابن القيم عن شيخ الإسلام ابن تيمية أنَّ " من واظب على أربعين مرة كل يوم بين سنة الفجر وصلاة الفجر
" يا حي يا قيوم ، لا إله إلا أنت ، برحمتك أستغيث " حصلت له حياة القلب ولم يمت
(28) أداء صلاة الفجر في الجماعة .
واحتسب بأدائها : الحفظ والعناية فمن صلاها في جماعة فهو في ذمة الله ، وهي سبب لدخول الجنة ، وللعتق من النَّار ،
ومغفرة الذنوب يوم القيامة باستغفار الملائكة لك .
(29) جلسة الذكر بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس
واحتسب : أجر عمرة وحجة تامة تامة ، و أن يعتق الله رقبتك من النار بعتقك للرقاب ، وهذه الجلسة هي قوت وزاد القلب والروح .
(30) واحتسب عند القراءة في المصحف : أنَّها من الأسباب الموجبة لمحبتك لله تعالى قال صلى الله عليه وسلم :
(من سرَّه أنْ يحبَّ الله ورسوله فليقرأ في المصحف )
واحتسب أنها سبب موجب لمعية الله الخاصة ، فتكون من أهل الله وخاصته ، الذين يكلأهم بالليل والنهار ، ويحفظهم ،
ويرد عنهم ، فالله يدافع عن الذين آمنوا ، أما ترضى أنْ يرجع النَّاس بالذهب والفضة والعشيرة والنسب وترجع أنت بالله ورسوله ،
واحتسب أيضًا : أن تكون من خيرة خلق الله بإدمانك للتلاوة ، وتعلمك وتعليمك للقرآن ، ورفعك الله وأعزك ، وكنت على صلة به ،
ناهيك عن قناطير من الحسنات بقراءة كل حرف ،
ولك من الله إكرام السابغ يوم القيامة ، وشفع لك القرآن ، وكان سببًا في وقايتك من عذاب النار ،
وإذا أحسنت التلاوة كنت مع السفرة الكرام البررة . إلى غير هذا من الفضائل لقارئ القرآن .
تحذير : قال صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضى الله عنه : ( وإياك والمعصية فإنَّ بالمعصية حلَّ سخط الله )
وخاتمة المسك :
عفوك يا رب اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنَّا ، عفو فتتجاوز عن سيئات عبادك ،
وتمحو آثارها عنهم ، تحب أن تعفو عن عبادك ،
و تحب من عبادك أن يعفو بعضهم عن بعض ، فإذا عفا بعضهم عن بعض عاملتهم بعفوك ، وعفوك أحب إليك من العقوبة .
اللهم إنا نعوذ برضاك من سخطك ، و عفوك من عقوبتك .
اللهم إن ذنوبي قد عظمت فجلت عن الصفة ، وإنها صغيرة في جنب عفوك ، فاعف عني .
اللهم جرمي عظيم ، وعفوك كثير، فاجمع بين جرمي وعفوك يا كريم .
اللهم يا من ليس في الوجود سواه ، يا من عليه يعتمد ، ومن فضله يسأل ، وإليه يستند ، يا أحد يا صمد ،
يا من لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد ،
يا كثير الخير ، يا دائم المعروف ، يا من الملائكة في خدمته صفوف ، وعلى طاعته عكوف ، يا جار المستجير ،ومن هو على كل شيء قدير يا غياث الملهوف ،
يا من بيده القبض والبسط ، وبيده تقوم السموات والأرض، يا من امتدت لمسألته أكف السائلين ، وخرت لعبادته
وجوه الساجدين، وعجت بتلبيته أصوات الملبين ، وطمحت إلى معروفه أبصار الآملين ،
يا عالم السر والنجوى ، يا من إليه المشتكى ، يا من عنت له الوجوه ، وخشعت له الأصوات ،
يا من يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ، يا من إذا انتهت الشكوى إليه فقد بلغت المنتهى ، يا فالق الحب والنوى .
اللهم نشكو إليك ما نحن فيه من طاعتك مقصرون ، وعلى معصيتك مصرون ، وبعظمتك جاهلون ،
وبحكمك مغترون ، وعن القيام بما يلزمنا في حقك عاجزون .
اللهم اجعلنا من الذين يعاملونك بما تحب ، وتعاملهم بما يحبون ، وينصرفون عما تكره ، وتصرف عما يكرهون ،
وألحقنا بالذين وجهوا إليك وجوههم ، وأخلصوا لك أعمالهم ، ولم يعتمدوا على أحد إلا عليك ، ولم يستندوا إلا إليك .
ربنا آتنا في الدنيا حسنة ، وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ، واختم لنا بخير ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين
فالله أسأل أن يعيننا على طاعته ، وأن يجعل عملنا صالحًا متقبلاً ، ووصيتي لك إن انتفعت من هذه الرسالة بشيء أو
وجدت غير ذلك أن تدعو لجامعها أن يرزقه الله الصدق والإخلاص في القول والعمل ،
اللهم يا ولي الإسلام وأهله مسكنا بالإسلام حتى نلقاك عليه ، والحمد لله أولا وآخرا .
وجعله في ميزان حسناتك
والله يعينا على فعل الخير والامر الصواب ان شاء الله
^__^
رزقك الله ما تتمنين وبلغك ليلة القدر
وانتصف رمضان وآحر قلبــآه … يقول الإمام ابن رجب رحمه الله تعالى : عباد الله ، شهر رمضان قد انتصف . فمن منكم حاسب نفسه فيه لله وانتصف .؟! من منكم قام في هذا الشهر بحقه الذي عرف؟! . من منكم عزم قبل غلق أبواب الجنة أن يبني له غرفاً من فوقها غرف .؟! إلا إن شهركم قد أخذ في النقص . فزيدوا أنتم في العمل . فكأنكم به وقد انصرف . وكل شهر فعسى أن يكون منه خلف . وأما شهر رمضان فمن أين لكم منه خلف .