قال الشيخ العثيمين رحمه الله : (( في الحقيقة أن اتصال العلماء بالحكام ينقسم إلى ثلاثة أقسام :
القسم الأول :
أن يكون اتصالهم بهم للأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و الإستعانة بهم على تنفيذ أمر الله عز و جل و شريعته سواء كان قاضيا أو مفتيا أو آمرا بالمعروف أو ناهيا عن المنكر.
القسم الثاني : من يُعينهم على ظلمهم و يشي بالناس إليهم و يقول هؤلاء فعلوا و هؤلاء تركوا و ربما يكون كاذباً ، و هذا لا شك أنه مشارك لهم في الظلم ، بل قد يكون أظلم حيث يدلُّهم على ما لا حقيقة له.
و الثـالث :
أن يكون موقفه لا هذا و لا هذا ؛ يذهب إلى الحكام ليتزلف إليهم و يُدخل السرور عليهم و الأنس و التحدث لما لا حاجة إليه أحياناً .
فهذا ربما نقول إن عدم ذهابه خير من ذهابه ، و قد نقول إن ذهابه خير من عدم ذهابه لأنه إذا ذهب و هو ممن اشتهر بالعلم أو عرفه الحكام أنه من أهل العلم ، صاروا يأنسون بأهل العلم و لا ينفرون منهم و إن كان هذا لا خير فيه بالنسبة لتوجيه الحاكم أو منعه من الظلم أو ما أشبه ذلك. و إذا تركهم فقد ينفرون من أهل العلم و يقول إن أهل العلم لا يرون منا شيئا و هاهم العامة يأتون إلينا من أسواقهم و يجلسون إلينا ؛ و هؤلاء لا يأتون ؛ فيحصل بذلك نفرة.
فالأقـسام ثلاثة :
الأول :
مَن يُعينهم على ظلمهم و يفتح لهم من أبواب الظلم و التعزير و غير ذلك ما يستحق العقاب من الله عليه.
و الثاني :
مَن يدلهم على الخير و يأمرهم بالمعروف و ينهاهم عن المنكر و قد لا يدرك كل ما يريد و ليس بلازم أن يدرك كل ما يريد ، بل قد يكون فيه التخفيف ؛ تخفيف بعض الظلم أو على الأقل يشعر الحاكم و السلطان أن في الناس من يُنكر عليه و يُبيِّن له الحق .
و الثالث :
سلبيٌ لا يَنتَفِع به السلطـان ، و لا ينفع السـلطان. ))
راجع : شرح الشيخ العثيمين لرسالة الشوكاني (رفع الأساطين في حكم الاتصـال بالسلاطين ) (لشريط الأول / وجه : ب )