الإتحاد
شيخة الشامسي لـ الاتحاد : التربية لن تراجع المناهج ودورنا تحديد الأهداف
دبي· علي مرجان
إشكالية المناهج متعددة الجوانب·· جدواها وأهدافها ومقاييس نجاحها أثارت الكثير من علامات الاستفهام سواء فيما يتعلق بمناهج المدارس الخاصة أو مناهج مدارس الدولة بصفة عامة·
القضية متشعبة خصوصا وأن هناك إشارات إلى أن صورة الفتاة في المناهج التعليمية تحتاج إلى إعادة نظر·
وفي هذا الإطار أكدت سعادة الدكتورة شيخة الشامسي وكيل الوزارة المساعد للمناهج والبرامج التعليمية أنه يتم حاليا بحث كيفية تعديل صورة الفتاة في المناهج الدراسية، وأشارت إلى أن تلك المسألة مأخوذة بعين الاعتبار من جانب مخططي المناهج على مستوى مدارس الدولة·
وقالت في حوار خاص ”للإتحاد”: من الملموس أن أغلب إشكاليات المناهج التي تشهدها المدارس الخاصة بالدولة تنحصر في المواد الاجتماعية وتحديدا في مادة التاريخ، حيث يدرس طلاب المدارس الحكومية والخاصة منهج الوزارة في اللغة العربية والتربية الإسلامية بما في ذلك غير الناطقين بالعربية·”
وأعربت الوكيل المساعد للمناهج والبرامج التعليمية عن أملها في إنهاء تلك الإشكالية موضحة أن هناك قرارا وزاريا سيتم رفعه إلى مجلس الوزراء وهناك العديد من اللقاءات المستمرة لبحث الأمر·· وأضافت قائلة: ”التوجه المستقبلي ليس مراجعة المادة العلمية التي تتضمنها المناهج وإنما سيتم تحديد الأهداف ونواتج التعلم ومؤشرات الأداء من واقع المعايير الخاصة بالدولة·”·· وأوضحت أن العام الدراسي القادم سيكون بمثابة فترة الإعداد لتنفيذ هذا التوجه، حيث يتم حاليا إعداد الكتيبات التعريفية لتوزيعها على مختلف مدارس الدولة·
خطط ·· للمستقبل!
وحول أسس تقييم المناهج قالت سعادة الدكتورة شيخة: يتم تقييم جودة أي منهج حسب مدى تلبيته للمتطلبات المجتمعية، وإذا نظرنا لواقع مجتمع الإمارات في المرحلة الحالية لوجدناه مجتمعا يسعى بخطى حثيثة لتحقيق تنمية فعلية في المجال الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والإداري·
وأضافت: الخطة المستقبلية لتطوير المناهج تعتمد على محورين أساسين يأتي في مقدمتهما تطوير الوثائق بما تحتوي عليه من أهداف ومعايير ونواتج تعلم، ويركز المحور الثاني على التقنية في العملية التعليمية، حيث لم تعد المناهج الدراسية النظرية كافية لتقديم المعلومة المطلوبة ولذلك أصبحت التقنيات الحديثة هي الطريقة المثلى التي تساعد الطالب على توسيع مداركه العقلية والذهنية، فمن خلال استخدام أسلوب المشاركة والتعاون والحوار المفتوح بين المعلم والطالب تتيح التكنولوجيا الحديثة فرصة إقامة المراكز والندوات الثقافية·
التقنية شعار المرحلة
وأكدت بأن الفصول الدراسية يجب أن تحوي بداخلها أجهزة حاسوب بما يجعل الطالب أكثر التزاما ومهيئا لتأدية الواجبات اليومية بصورة فعالة وبشكل أفضل عن ذي قبل·· وعلقت الدكتورة شيخة الشامسي على ذلك بالقول: ”أوجدت الوزارة مراكز مصادر التعلم في مدارس الحلقة الأولى وزودتها بالحواسب للتأكيد على بيئة التعلم ليست هي بيئة الصف فقط ، وأقامت أيضا المختبرات المختلفة لتشجيع التعلم الذاتي ومنح المتعلم بعض وسائله·”
وأضافت: اهتمت الوزارة بتزويد الصفوف الدراسية بوسائط أخرى للتعلم باستخدام التقنية، ومنها التلفاز وأجهزة الفيديو والمسجل الصوتي مشيرة إلى أنه في الكثير من المدارس تم تزويد غرفة الصف بأجهزة عرض وبالسبورات الذكية ليتمكن المعلمون من عرض موادهم المرئية والمسموعة على الطلاب·
تطوير سنوي
وأشارت الوكيل المساعد للمناهج والبرامج التعليمية بوزارة التربية إلى أنه بالرغم من القصور المادي الذي عانت منه الوزارة خلال الفترات السابقة إلا أن هناك جهودا متراكمة تمثل أرضية صلبة يمكن الاعتماد عليها لتحقيق النتائج المأمولة في مجال تطوير المناهج· وأضافت: عمدت الوزارة إلى إعداد وثائق ببعض المفاهيم والتوجهات الحديثة وتضمينها في جميع المواد الدراسية مثل وثائق حقوق الإنسان والتربية الأمنية والبيئية، وفي ذلك تم التعاون مع مؤسسات عالمية متخصصة لتدريب القائمين على تطوير المناهج في الوزارة ، وبالفعل تم الانتهاء من إعداد جميع الوثائق المطورة لكل المواد بما فيها مواد الأنشطة خلال الفترة من 2024 إلى 2024 · واستطردت: في مجال إعداد المواد التعليمية تم التمييز منذ عام 2024 بين مجموعتين وتتلخص الأولى في المناهج الخاصة بالعلوم والرياضيات والتي يكون تأثيرها على اتجاهات الطالب محدودة، ولذلك تم تعريب سلاسل لدور نشر عالمية بواسطة مؤسسات متخصصة وتمت مراجعة المادة التعليمية الخاصة بكتاب الطالب والمعلم والوسائل التعليمية من قبل المتخصصين بالوزارة لضمان تواؤمها مع قيم المجتمع·
وعن مادة تقنية المعلومات فقد تم إعدادها ليتم تدريسها باللغة الإنجليزية وذلك من قبل مؤسسة متخصصة بالتعاون مع منطقة أبوظبي التعليمية اعتمادا على الوثيقة التي أعدتها الوزارة في هذا الخصوص·
الحفاظ على القيم الراسخة في المجتمع الإماراتي هو الرابط بين تخطيط المناهج في مدارس الدولة، وهذا ما يظهر واضحا في حرص الوزارة على أن تشمل باقي المواد الدراسية والتي تتضمنها المجموعة الثانية لقيم المجتمع حيث يتم إنتاجها محليا من قبل فرق عمل داخلية بالتعاون مع مؤسسات متخصصة من داخل الدولة وخارجها- كلما أمكن- ·
التقييم ضروري
واختتمت وكيل الوزارة المساعد للمناهج والبرامج التعليمية قائلة: هناك تقييم مستمر لأثر استخدام المناهج باستخدام ثلاث أدوات هي تقييم مستوى الطالب ووجهة نظر المعلمين والموجهين وأخيرا الدراسات التقييمية المعتمدة، مشيرة إلى أن مركز المناهج عمد إلى وضع آلية يمكن من خلالها تطبيق أثر المناهج، وذلك من خلال جلسات نقاشية لكل كتاب جديد بعد مرور عام على تطبيقه، وركزت المناقشات على مطالبات بإجراء بعض التعديلات الطفيفة وليس التغيير الشامل·
كما تبنت الوزارة مشروع الاختبارات الوطنية لقياس مستوى أداء الطلبة في العلوم والرياضيات واللغتين العربية والإنجليزية وتم تطبيق تلك الاختبارات خلال السنوات الثلاث الماضية، مع إضافة الصف السابع الى الصف الخامس في اختبارات العام الماضي ، وأبرزت النتائج تطورا في مهارات طلاب الصف الخامس·· وأفادت النتائج أن عدد المتفوقين في مدارس الحلقة الأولى قد شهد تزايدا ملحوظا، بينما لم تشر نتائج السابع عن وجود متفوقين في أغلب المواد التي تم اختبار الطلبة فيها وذلك بالمدارس التي لم تحظ بتطوير مناهجها حتى الآن