ولا ريب أن القلب يصدأ كما يصدأ النحاس والفضة وغيرهما، وجلاؤه بالذكر، فإنه يجلوه
حتى يدعه كالمرآة البيضاء. فإذا ترك الذكر صدئ، فإذا ذكره جلاه.
و صدأ القلب بأمرين:
بالغفلة والذنب، وجلاؤه بشيئين: بالاستغفار والذكر.
عن أبي الدرداء – رضي الله عنه – مرفوعاً بلفظ "ألا أنبئكم بخير أعمالكم ، وأزكاها عند مليككم ، وأرفعها في درجاتكم ، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق
وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ! قال : ذكر الله – تعالى -"
رواه الترمذي ( 3377 )، ورواه ابن ماجة ( 3790 )، وأحمد ( 21702 ) (21704 )
ومالك (501) وسنده جيد
ومفهوم الحديث ما قاله ابن القيم – رحمه الله – عند ذكره لهذا الحديث : والتحقيق في ذلك أن المراتب ثلاث :
المرتبة الأولى: ذكر وجهاد، وهي أعلى المراتب، قال – تعالى – : "يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فأثبتوا واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون " [الأنفال : 45]
المرتبة الثانية: ذكر بلا جهاد، فهذه دون الأولى ، المرتبة الثالثة: جهاد بلا ذكر، فهي دونها، والذاكر أفضل من هذا، وإنما وضع الجهاد لأجل ذكر الله
فالمقصود من الجهاد أن يذكر الله ويعبد وحده، فتوحيده وذكره وعبادته هو غاية الخلق التي خلقوا لها .
انظر حاشية ابن القيم (7 / 126).
قال ابن العربي :" إنه ما من عمل صالح إلا والذكر مشترط في تصحيحه، فمن لم يذكر الله عند صدقته
أو صيامه، أو صلاته، أو حجه، فليس عمله كاملاً، فصار الذكر أفضل الأعمال من هذه الحيثية "
انظر (سبل السلام 8/ 296).
استغفرالله واتوب اليه
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين