تخطى إلى المحتوى

مارأيكم أن نطهر هذه الأرواح التي بين أضلعنا؟

  • بواسطة

أرواحنا المحلقة*
فوقها سماء
وفي أعماقها سماء*
و كلاهما*
مصدر ارتواء*
في (عصر المادة )

نجد أنواع كثيرة من البكاء*

غير أن ثمة بكاء آخر

لا نجده هنا*

هو البكاء الذي يطهر الروح

( بكاء قلب مكسور من خشية رب غفور )

هذه ليست دعوة للحزن*

بل هي دعوة للراحة و السعادة

نعم*

البكاء هنا ليس حزنا محضا*

بل هو بوابة الراحة

هو جلسة هاااااادئة

لتطهير الروح

تقول خيرية السقاف :*

ما كان أجدى للنفوس يوماً،*

وهي تتطهّر بالحزن*

من خديعة البسمات، وخفاء الأقنعة،*

إلاّ أن تتجاسر على القحط المشاع،*

فتحرث أرضها بالخير، وتبذر عمقها بالنور..

ومن ثم تحصد تحدياً, مكان القحط

إثماراً مورقاً، وعبقاً فياضاً،

حسنا هل أدركت الآن*

لماذا قال صلى الله عليه وسلم :

(عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله، …)

هل استشعرت الآن لماذا عدَّ الله*

من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله…*

( رجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه.)

ذكر الله*

ففاضت عيناه*

وبكت*

فتطهرت روحه

وسمت

اقرأ بقلبك

(تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ)

هناك شيء عجيب في الآية*

سأعيد وأقرأ بقلبك

(تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ)

لم يقل الله تسيل*

أو تذرف*

بل

(تَفِيضُ)

يآاااااااه

ما أبلغه من وصف*

هذا هو البكاء الذي نعنيه

بكاء*

يطهر الروح من شوائب الجفاف

و يكفيها مرارة الجدب

لتضحي حديقة عناء*

ينعكس أثرها في الوجه

( إن للحسنة ضياء )

أريدك أن تقرأ بصوت مسموع هذه الآيات*

لا يهم أن يكون صوتك عذبا*

اقرأ ورتل :

وَقُرْآَنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا (106))*

قُلْ آَمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا*

إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (107)*

وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا (108)*

وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا (109))

حسنا .. كرر هذه الآية*

(وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً)*

هل ترى هذا السر

هذه العلاقة العجيبة بين*

البكاء من خشية الله*

وزيادة الخشوع*

إنه البكاء الذي تسمو به الروح*

و تتطهر

بل وتزداد خشوعا

لماذا يبكون و لا أبكي ؟

هذا السؤال قد يخطر ببالك أحيانا حينما ترى من يبكي من خشية الله*

وقلبك لا يهتز له طرف

اقرأ هذه الإجابة من د.صالح المغامسي

على سؤال السائل في من معين القرآن :

يقول يحس أحد الناس عند صلاته بعدم البكاء مع الإمام*

فهل هذا من قساوة قلب أو مرض قلب ؟

الإجابة :

(هو أنه يستطيع الإنسان

أن يبكي في كل فرض ومع كل إمام وعند كل تلاوة هذه منزلة عالية*

نسأل الله أن يبلغنا وإياكم إياه

لكن كذلك ينبغي على الإنسان*

تمر عليه أشهر أو سنين يدخل المساجد ويقرأ القرآن ويصلي وراء الأئمة ولا تذرف دمعته*

هذا يحتاج إلى أن يحاسب نفسه)

لماذا يا د.صالح؟

( لأن البكاء من خشية الله جل وعلا

ذكر الله في كتابه أنه من أعظم مناقب الصالحين وأجل صفات المتقين*

{ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ*

وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً }

{ قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدا**

وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً* و َيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً*}*

والمقصود من ذلك أن الإنسان قد تكون فيه معصية والعياذ بالله تحول بينه وبين البكاء من خشية الله*

فهو في غفلة عنها وهروب منها وإصرار عليها تمنع عيناه أن تذرف و تخشع لله جل وعلا

ومثل هذا ينصح إلى

أن يأتي المقابر*

إلى أن يمسح على رؤوس اليتامى

أو ما أشبهه ذلك من الأعمال والأفعال والأقوال

التي تساعد على البكاء من خشية الله جل وعلا*

على أنه ينبغي أن يعلم أنه*

كلما كان البكاء من خشية الله تبارك وتعالى في السر دون أن يراك الناس كان أعظم واجل وأعلى*

لماذا؟

لأن النفس في مكان الخلوة عادة تكون أجرأ على المعاصي*

فعندما تبكي في الخلوة دلاله على أنها بلغت مبلغا عظيما في الإيمان*

نقول إن النفس في الخلوة تكون أجرأ على المعاصي*

فعندما ترزق البكاء في الخلوة دلالة على أنها بلغت مبلغا عظيما في الإيمان*

ولذلك قال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح وغيره من حديث أبي هريرة*

{ سبعة يظلهم الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله "

ثم قال في خاتمتهم:"ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه }*

فهذا الرجل في مكان خالي لو عصى الله لما رآه أحد*

ومع ذلك دعت قلبه وجوارحه وعيناه أن تدمع من خشية الله تبارك وتعالى*

فهذا حق لله جل وعلا أن يظله يوم القيامة تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلل ظله..
حسنا يا أحباب

مارأيكم أن نستمع لهذا الدعاء*

الذي يطهر الروح*

يــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــارب

وإذا ما إنتهيت

أضع بين يديك

هذا الرابط*

https://www.aldosry.net/Audio-Section-13

اسمعه كلما شح دمعك

و أجدبت روحك*

إضاءة :

يا أرض الغفلة أبلعي ماءك*

و يا سماء الروح لا تقلعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.