غشاء البكارة هو غشاء رقيق يسد فتحة المهبل عند الفتاة العذراء ، لكنه يسمح بنزول دم الحيض ؛ لوجود فتحة أو عدة فتحات به .
وسلامة هذا الغشاء دليل على العذرية ؛ لأنه يتمزق في حالة حدوث اتصال جنسي ، ويزيد هذا التمزق مع تكرار الاتصال الجنسي ، لكنه في الحقيقة لا يتمزق تماما إلا بعد الولادة ، حيث يفض تماما أثناء نزول رأس الجنين .
ويختلف شكل هذا الغشاء من فتاة لأخرى ، لكن أكثر أشكاله الشائعة هي : الهلالي ( أي الذي يشبه الهلال ) ، والحلقي ( أي الذي يتخذ شكلا دائريا يشبه الحلقة ) ، والمسنن ( أي الذي له بروز كالأسنان ) .
ماذا يحدث عند فض غشاء البكاره
رغم أن غشاء البكارة لا يمثل شيئا ذا أهمية سواء من الناحية التشريحية أو الوظيفية ، إلا أنه في الحقيقة قد يعتبر أهم أجزاء الجهاز التناسلي للأنثى في المجتمعات الشرقية ، باعتباره دليلا على العفة ، بل إن كثيرا من النساء قد لا يعرفن شيئا عن باقي مكونات الجهاز التناسلي ، لكنهن يعرفن تماما مدى أهمية هذا الغشاء ! ومن التساؤلات الشائعة التي ارتبطت بغشاء البكارة هذان السؤالان : الأول : هل يمكن أن يتمزق غشاء البكارة دون اتصال جنسي ؟ والسؤال الثاني : هل يؤدي فض غشاء البكارة بعد الزواج إلى ألم شديد ، وما مقدار كمية الدم التي تصحب ذلك ؟
في الحقيقة إن تمزق غشاء البكارة دون حدوث اتصال جنسي أمر نادر ، لكنه من الممكن أن يؤدي أحيانا العبث العنيف بفتحة المهبل بغرض استشعار المتعة إلى حدوث تمزق بسيط بجزء من أجزاء هذا الغشاء ؛ ولذا فإننا ننصح دائما بالابتعاد عن مثل هذه الأفعال التي لا تليق بخلق الفتاة المسلمة ، يقول سبحانه وتعالى : (( والذين هم لفروجهم حافظون ( 5 ) إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين ( 6 ) فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون )) [ المؤمنون : 5 – 7 ] .
أما فض غشاء البكارة بعد الزواج ، فإنه في أغلب الأحيان لا يصحبه سوى ألم بسيط محتمل ، ونزول بضع قطرات من الدم ، وعموما فإن كمية هذا الدم تختلف من زوجة إلى أخرى . وقد يختلط هذا الدم بمني الزوج فلا يظهر بلونه الأحمر المميز ، وإنما يكتسب لونا بنيا غامقا . وفي حالات قليلة يحدث نزيف شديد للعروس ؛ بسبب فض غشاء البكارة ، وهذه تسمى حالات نزيف ليلة الزفاف ، كما نطلق عليها نحن الأطباء في المستشفيات ، وهي لا تحدث بسبب تمزق غشاء البكارة نفسه ، وإنما بسبب الجهل والعنف الشديد من جانب بعض الأزواج ؛ مما يؤدي لحدوث تهتك بجدار المهبل ، وجروح نازفة ، أو بسبب استخدام طرق متخلفة لفض غشاء البكارة مثل فض الغشاء على يد القابلة ( الداية ) ! وهذه الحالات تحتاج عادة لتدخل جراحي ؛ لمعالجة وإيقاف مصدر النزيف . ولذا فإن أهم نصيحة طبية لكل زوجين في ليلة الزفاف : هي أن تلتزم العروس بالهدوء النفسي ، وأن تحاول الاسترخاء ؛ لأن الخوف من توقع حدوث ألم شديد سيصيبها بتقلص في عضلات الحوض ؛ مما يجعل عملية فض الغشاء مؤلمة أو غير ممكنة أحيانا . كما يجب أن يلتزم كل زوج بالرفق والهدوء ولا داعي على الإطلاق للإصرار على فض الغشاء في ليلة الزفاف طالما وجد صعوبة في ذلك . فمن الضروري أن يتوافر الهدوء النفسي والاسترخاء العضلي لنجاح هذه العملية بأقل ألم ومتاعب .
نوعيات شاذة من غشاء البكاره
تعتقد بعض الفتيات أن غشاء البكارة يتكون في مرحلة البلوغ ، وهذا بالطبع اعتقاد خاطئ ؛ فغشاء البكارة غشاء تولد به الأنثى ، ويستمر نموه بعد ذلك كسائر الأعضاء ، وفي حالات نادرة تولد الفتاة بعيب خلقي بغشاء البكارة ، حيث لا يكون له أي فتحات لنزول دم الحيض ، وتظهر هذه المشكلة عند بلوغ الفتاة ، وبدء حدوث الدورة الشهرية ، حيث لا ينزل دم الحيض ، وإنما يتجمع داخل تجويف الرحم مسببا لها ألما ومغصا شديدين في أوقات الحيض من كل دورة شهرية ؛ أي أن الفتاة تكبر ويظهر عليها علامات البلوغ ، ولكن لا يحدث حيض ، وإنما يحدث ألم شديد في ميعاد كل حيض مع ظهور تورم بأسفل البطن .
هذه الحالة يمكن علاجها بسهولة بعمل فتحة صغيرة بغشاء البكارة ؛ لتصريف الحيض . وهناك نوعية أخرى شاذة من غشاء البكارة تظهر مشاكلها في ليلة الزفاف ، وتفسير ذلك هو وجود نوعية نادرة من غشاء البكارة تسمى بالغشاء المطاطي أي أن غشاء البكارة يمط أثناء الإيلاج لكنه لا يتمزق ، وهذه المشكلة يترتب عليها بالتالي تأثيرات نفسية سيئة سواء للزوج الذي قد يشك في عفة زوجته أو للزوجة التي لا تجد أي مبرر لذلك ، وهذه المشكلة يمكن أيضا علاجها بسهولة ، فيمكن فض غشاء البكارة جراحيا لينزل الدم ، كما أنه يمكن أن يفض ويتمزق عند الولادة أثناء مرور رأس الجنين