الاستاذ جاسم المطوع
منذ أكثر من سنة ونحن نسمع ونقرأ عن أسلحة الدمار الشامل، والتي تفتك بالأمم وتهلك الشعوب، وأصبح العالم كله يخاف من انتشار هذه الأسلحة إذا توافرت بأيدي أشخاص لا يحسنون حفظها والتعامل معها بالأسلوب الصحيح، وقد تكون هذه الأسلحة كيماوية أو جرثومية أونووية .
وكنت أتساءل مع نفسي هل هذه فعلاً أسلحة الدمار الشامل أم أن هناك أمراً آخر يمكن أن نطلق عليه اسم أسلحة الدمار الشامل؟
واهتديت إلى إجابة أريد أن أشرك معنا فيها القارئ لنتحاور ونتبادل الرأي ..
عند قراءة (سورة الطلاق) في القرآن الكريم نلاحظ لفتة مهمة للغاية، وهي أن النصف الأول من سورة الطلاق يتحدث عن أحكام الطلاق بين الزوجين وفقه التعامل معه، والنصف الثاني من السورة يتحدث عن هلاك الأمم والشعوب وزوال الحضارات بدءاً بالآية الكريمة:{وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله فحاسبناها حساباً شديداً وعذبناها عذاباً نكراً}(8) إلى آخر السورة.
فجلست أتأمل في العلاقة بين سلاح الطلاق وهلاك الأمم والشعوب، ما علاقة سورة تتحدث في مجملها عن أحكام الطلاق، ويذكر الله في نصفها الأخير هلاك الأمم وزوالها ؟ أليس ذلك دليلاً على أن هلاك الأمم وزوالها يبدأ من عدم استقرار الأسرة، وسوء استخدام هذا السلاح البغيض إلى الله وهو (الطلاق)؟
فالتعسف في استخدامه هو الذي يؤدي إلى تفكك الأمة.
فكيف تستقر أمة وتنطلق إذا كانت الأسرة مفككة لا أمن فيها ولا أمان ؟
إن السياسيين لهم تعريف لأسلحة الدمار الشامل، وللمختصين في (الأسرة) تعريف آخر لأسلحة الدمار الشامل.
وإني أعتقد أن (سلاح الطلاق) إذا لم يستخدم على الوجه الصحيح هو الذي يدمر الشعوب ويهلك الأمم، ولكن الإنسان بطبعه دائماً يتأثر بما يلمس أكثر من تأثره بما يرى ويشعر، فقد يستخدم سلاح كيماوي لهلاك أشخاص، وقد يكون هذا الهلاك دنيوياً فقط، ولكن الطلاق قد يؤثر على هلاك الأسرة، ومن ثم الشعوب في الدنيا والاخرة.
فإذا طلق الرجل زوجته وتشرد أبناؤه، فكيف ستحيا هذه العائلة ؟ وما هو الدافع لا ستقامتها وعدم انحراف الأبناء والوالدين ؟
إن الإحصائيات التي نطلع عليها والأرقام التي نراقبها في ارتفاع نسبة جرائم الأحداث أكثرها من أبناء المطلقين، وارتفاع نسبة انحراف الرجال والنساء أكثرها ممن مروا بتجربة طلاق، ولا يعني هذا الكلام أن المطلقين هم المنحرفون – معاذ الله – ولكن انفكاك الانسان عن أسرته والعقد الاجتماعي الذي يربطه يدفعه أحياناً عندما يكون ضعيف الإيمان إلى ارتكاب المحرمات.
ونقول ختاماً: هل أسلحة الدمار الشامل هي ما نسمعه في الأخبار ؟ أم هي في (سورة الطلاق ) ؟
منقول
ومشكوره على الموضوع الهادف