أيها الأخ الفاضل
أيتها الأخت الفاضلة
أنتما مسلمان ؟ أليس كذلك ؟
تخيلا معي أن الإسلام مثله كمثل حديقة غناء مزهرة
أنتي فيها زهرة
و أنت فيها فراشة
زهرتي الحلوة …
أي زهرة تقف عليها الفراشة ؟
إنها لا تقف إلا على الزهور النضرة المتألقة بقوة العفة و المنيرة بنور الحياء و المشرقة بشمس الإيمان
لن تقف الفراشة على الزهور الذابلة التي تلاعبت بها مختلف أنواع الحشرات
و امتصت رحيقها حتى النخاع …
أختاه …
تخيلي معي دمية جميلة جميلة ملقاة على الأرض …
و قد أخفى جمالها شئ من تراب
سينظر إليها الكل بإعجاب
و "يتحسرون " على جمالها " المغبر "
و لكن أحدا لن يمد يده إليها …
و يصطفيها له …
لا أحد
حتى أولئك الذين "يظهرون " الإعجاب
_______________________________
صحيح أن الميل للجنس الآخر فطرة جبلنا الله عليها
قبل أن نتحدث عن الفطرة
هناك نوعان من الميل :
الأول الميل الشديد المؤدي إلى حب ، المعنى الحقيقي للحب بين الطرفين الناشئ عن معرفة بالآخر و إعجاب بصفاته ، أي ميل كل منهما للآخر لتشابه فيهما أو تقارب . و قد أجاد شيخنا الدكتور يوسف القرضاوي الحديث عن هذا النوع و بين ملابساته ، في المقال المرفق بعنوان
النوع الثاني و هو المقصود هنا : الميل ( العادي البرئ ) كما يصفه شباب اليوم ( كلمتا حق يراد بهما باطل )
هذا ( العادي ) حفظنا الله و إياكم من ( عداوته ) يقوم على أن كلا من الطرفين لا يعدو عن كونه يقضي وقتا (ممتعا ) مع الطرف الآخر . نوع من ( التسلية ) !!!
طيب ، لو أخذنا مثلا فطرة أخرى في البشر كـــ : الاحتياج للطعام . هل يعني هذا أن اظل آكل طوال اليوم لأنها فطرة ؟! طبعا لا . إنها فطرة نعم و لكن لها حدود … يمكن مقاومتها ( كما نفعل في رمضان أو لما تتأخر الوالدة في إحضار الطعام ! ) هذه المقاومة ماذا نسميها ؟ أحسنت : الصبر على الجوع ، مجاهدة الجوع ، و ليس الانقياد الأعمى بدعوى عدم القدرة على القاومة .
ما قيل هناك يقال هنا ( مع فارق التشبيه طبعا ) . الميل للجنس الآخر ليس عاطفة صارخة أول ما فتى تقع عيناه على فتاة يهيم في حبها أو العكس !! و خاصة عندما نتحدث عن النوع الثاني من الميل الذي لا يعدو كونه تضييعا للوقت و كسبا للسيئات .
ألم يخبرنا الحبيب المصطفى الذي لا ينطق عن الهوى أن " الجنة حفت بالمكاره و النار حفت بالشهوات " ؟ المكاره هنا ليست المستحيلات … بل هي هوى النفس المطالبون نحن بمجاهدته .
و معلوم أن المجاهدة التي هي طريق إرضاء الله تعالى هي " مخالفة الهوى "
طيب سبحان الله لماذ تجاهد نفسك على الطعام في رمضان – رغم أن إشباع الجوع أساسي و ضرور ي و ليس مضيعة للوقت او إغضابا للرب – لإرضاء الله .. أليس كذلك ؟
فلم لا ترضيه في هذه ؟ أم لأن الصبر على الطعام أسهل ( مع أسلوب : سلي صيامك )
_________________________
يا أخي الكريم
يا أختي الفاضلة
" إن الحلال بين و إن الحرام بين و بينهما أمور مشتبها ت "
و من رحمة الله أن هذا الموضوع مما تبين حرمته
و إن قلت جدلا أنه من المشتبهات
أرد عليك بقول المصطفى الذي لا ينطق عن الهوى : " فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه "
و إذا من لا يتقي الشبهات ( أيا كانت حجته ) فماذا يكون ؟
" ومن وقع في الشبهات ، وقع في الحرام "
ماذا لديك بعد هذا الدليل القاطع ؟
___________________________________
إخواني …
القضية لا تتعلق فقط بالصداقات غير المشروعة …
إننا لم نكتف بهتك حرمات الدين و التعدي عليها و مجاهرة الـــــــــــــــــــلــــــــه بالمعصية …
بل استهنا بذنوبنا … كله ( عادي ) و ( برئ ) و ( ما فيش اي مشكلة ) …
إذن من المخطئ …
و ليت الأمر توقف عند هذا الحد
لقد تعداه إلى مناقشة فروض الدين و حرماته
هل الحجاب ( وليس النقاب ) فرض أم لا !!!
هل البنطلون حرام أم حلال ( و لهذا مبحث خاص به إن شاء الله )
الواسع أم القصير ( انظروا الالتفاف حول الدين )
لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا ظالمين !!!
أأتممنا فروض الدين فلم يعد إلا المجادلة في أوامر الله ونواهيه
بدعوى الإقناع و الوسطية و الأسطوانات المشروخة التي ثقبوا بها آذننا …
هداكم الله .. أي إقناع و أي وسطية …
ما ابعد نهجكم عن الوسطية … إنما تُجرئون الناس على الاستهانة بالحرمات بدعوى التخفيف
و منذ متى كان الدين ثقلا ؟
منذ متى ؟
إنما العيب في تلك النفوس المريضة التي استعبدتها الدنيا
استعبدتها الأهواء
فتكبرت على خالقها !!! و باتت تتناقش و تراجعه سبحانه !!!
و في هذا حديث يطول و مبحث منفرد حتى لا نحيد عن موضوعنا الأصلي
_______________________
إن مما آلمني و أذهلني و احزنني كثيرا
أن كثيرا من الشباب الذين أسلموا بلسانهم و لم يخالط الإيمان شغاف قلوبهم كانوا يقولون في المنتديات ..
" نعلم ( يعاندون الله بالمعصية ؟! ) أن مثل هذه الصداقة في الإسلام حرام !!!
و لكن من الناحية العصرية و الاجتماعية
صارت هذه ضرورة !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
كلام … لا أدري بما اصفه
غير أنني حقا أتعجب
إذا كنا لن تبع الدين فما نتبع إذا ؟
لو أننا سنتجرد من ديننا فماذا يبقى لنا ؟
ما نفع حياتنا و نحن لم نخلق إلا لإقامة هذا الدين في كل صغيرة و كبيرة
و اي ناحية عصرية تلك أو اجتماعية أو أيا كانت
و منذ متى ينفصل الدين عن الحياة
إذا كان الدين هو الحياة ذاتها …
لا حول و لا قوة إلا بالله
نرقع دنيانا بتمزيق ديننا فلا ديننا يبقى و لا ما نرقع
________________________
تقول : أعاني فراغا عاطفيا …
هداك الله
كيف يعاني فراغا عاطفيا من كان
الله له ربا ؟
اين أنت من ربك ؟
أو أعظم من الله تلجأ إليه ؟
و إذا شكوت إلى ابن آدم فكأنما تشكو الرحيم إلى من لا يرحم
____________________
إن لم تترع فؤادك بحبه … فمن ذا الذي يملأ جوانحك نورا ؟
إن لم تمرغ و جهك على بابه
إن لم تسل دموعك خوفا من إغضابه
إن لم تذب شوقا إلى لقائه …
فإلى من إذن ؟
إلى من ؟
و لا رب لك سواه
________________________
أخي
أختي
الموضوع ليس بحاجة إلى إقناع
۞و ما كان لمؤمن و لا مؤمنة إذا قضى الله و رسوله امرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ۞
۞إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله و رسوله ليحكم بنهم أن يقوبوا سمعنا و اطعنا ۞
________________________
" إلى أين تذهب … ألك رب سواي "
" كلكم ضال إلا من هديته .. فاستهدوني أهدكم "
" أعددت لعبادي ملا عين رأت و لا اذن سمعت و لا خطر على قلب بشر "
فماذا بعد ذلك تبغي ؟
ما الذي يستحق أن تضحي من اجله باغلى ما تملك … دينك
ما الذي يستحق أن تغضب ربك … الذي لم و لن تر الخير إلا منه
۞أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير۞
و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه وسلم .
منقول