{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً }
و قال تعالى : { وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ }
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
[ سبق المفردون قالوا وما المفردون يا رسول الله قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات ]
الذكر أفضل من الدعاء ، فالذكر ثناء على الله بجميل أوصافه و آلائه و أسماءه ،
و الدعاء سؤال العبد حاجته ؛ فأين هذا من هذا ؟!
ولهذا كان المستحب في الدعاء أن يبدأ الداعي بحمد الله والثناء عليه بين يدي حاجته ثم يسأل حاجته .
فالدعاء الذي يتقدمه الذكر والثناء أفضل و أقرب إلى الإجابة من الدعاء المجرد
فإن انضاف إلى ذلك إخبار العبد بحاله ومسكنته و افتقاره و اعترافه ؛
كان أبلغ في الإجابة و أفضل فإنه يكون قد توسل الداعي إلى الرب عز وجل بصفات كماله و إحسانه وفضله .
هذه الفائدة تكفي
إن أهم و أعظم ، و أجل فائدة للذكر أن الله يذكرك بذكرك له ، ولو لم تكن للذاكر إلا هذه الفائدة لكفت ،
قال تعالى : { فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ }
قال الحسن البصري رحمه الله تعالى :
{ فَاذْكُرُونِي } فيما افترضت عليكم … { أَذْكُرْكُمْ } فيما أوجبت لكم على نفسي …
وقال : إن الله يذكر من يذكره ، ويزيد من يشكره .
وعن سعيد بن جبير رضي الله عنه :
{ فَاذْكُرُونِي } بطاعتي { أَذْكُرْكُمْ } بمغفرتي ورحمتي .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ذكر الله إياكم أكبر من ذكركم إياه .
إخوتاه ..
ليس العجب من فقير يلجأ إلى غني ، ليس العجب من ضعيف يلجأ إلى قوي،
ليس العجب من قوله عزوجل : { فاذكروني} ؛ إنما العجب من قوله { أَذْكُرْكُمْ }
من نحن حتى يذكرنا الله إن ذكرناه ؟!!
هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم
فمجالس الذكر مجالس الملائكة ومجالس الغفلة مجالس الشياطين ؛
فالجالس مع الذاكرين يرحمه الله عز وجل و إن لم تكن له نية ،
فما بالك بالذاكرين أنفسهم ، اللهم اجعلنا منهم .
فإذا أكثر العبد من ذكر الله سيره الله عز وجل بين عطفه و لطفه ، فعطفه يقيه ما يحذره ، ولطفه يرضيه بما يقدره .
سبب من أسباب الغفلة عن الذكر
من أسباب الغفلة عن الذكر التوسع في المباحات ، قال تعالى :
{ وَلَكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْماً بُوراً }
فقلوبهم بور لا تصلح لسقي ولا لغرس ؛ فاحذر .
من كتاب الأنس بذكر الله للشيخ محمد حسين يعقوب حفظه الله تعالى
وقفات أخرى مع الذكر :
أقسام أذكار الصباح والمساء :
تنقسم أذكار الصباح والمساء إلى ثلاثة أقسام :
ثناء ـ ولاء ـ حفظ
أذكار الثناء : سبحان الله وبحمده وأمثال ذلك .
أذكار الولاء : رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً ومحمد نبياً وأمثال ذلك.
أذكار الحفظ : المعوذتين وقول : بسم الله الذي لا يضر مع إسمه شيء في الأرض ولا في السماء وأمثال ذلك .
الشيخ عبدالله المطلق حفظه الله تعالى
ثمرة الأذكار
إن قولنا لإذكار الصباح والمساء لا يكون من باب طلب حفظ الله تعالى لنا
و لكن يكون قولنا للأذكار من باب التعبد وسيكون ثمرة ذلك هو حفظ الله لنا .
الشيخ عبدالله السويلم حفظه الله تعالى
صيغ أذكار الصلاة
الأذكار بعد الصلاة أنواع :
النوع الأول أن يقول الإنسان سبحان الله عشر مرات والحمد لله عشر مرات والله أكبر عشر مرات .
والنوع الثاني أن يقول سبحان الله ثلاثة وثلاثين والحمد لله ثلاثة وثلاثين والله أكبر أربعاً وثلاثين .
النوع الثالث أن يقول سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثاً وثلاثين ثم يختم المائة بقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير .
النوع الرابع أن يقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمساً وعشرين مرة
ولا ينبغي للإنسان أن يزيد على هذا على أنه ذكرٌ من أذكار الصلاة لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حدد ذلك
فهذه الأنواع الأفضل أن يأتي الإنسان منها مرة بهذا ومرة بهذا ليكون قد أتى بالسنة
الفائدة من تنوع الأذكار
واعلم أن تنوع العبادات والأذكار من نعمة الله على الإنسان ذلك لأنه يحصل بها عدة فوائد منها
أن تنوع العبادات يؤدي إلى استحضار الإنسان ما يقوله من الذكر فإن الإنسان إذا دام على ذكر واحد
صار يأتي به كما يقولون روتينياً بدون أن يحضر قلبه فإذا تعمد وتقصد تنويعها فإنه بذلك يحصل له حضور القلب
ومن فوائد تنوع العبادات أن الإنسان قد يختار الأسهل منها والأيسر لسبب من الأسباب فيكون كذلك تسهيل عليه
ومنها أن في كل نوع منها ما ليس في الآخر فيكون بذلك زيادة ثناء على الله عز وجل
والحاصل أن الأذكار الواردة في الصلوات متنوعة كما سمعتم إلى بعض منها.
الشيخ محمد العثيمين رحمه الله رحمة واسعة
يزاج الله كل خير اختي