الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف خلقه محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين . أما بعد :
أختي العزيزة : أضع بين يديكِ هذه الرسالة الصغيرة بما تحمله من إرشاد ونصح لا سيما والنصح من سنن المرسلين : قال نوح لقومه :
{أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون} .
فلذلك أحببت أن أقدم هذه الرسالة لكِ أختي في الله وكلي أملٌ في أن تجد عندكِ أذناً صاغية، وقلباً واعياً ولا يخفاكِ أختي الفاضلة
أن الله كرم المرأة وشرع لها من الأحكام ما يناسبها ويحفظ لها كرامتها ومن ذلك أنه شرع لها الحجاب الساتر ليمنع عنها أذى المنافقين والذين في قلوبهم مرض. قال تعالى:
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذين )
أي يعرفن بالشرف والعفة فلا يطمع فيهن الذي في قلبه مرض، وأباح لها العمل لتحصيل الكسب الطيب مع التزامها بالحجاب للبعد عن الاختلاط بالرجل الذي يثير الفتنة منها وبها. وما زالت نساء المسلمين ملتزمات بهذا المنهج الرباني الذي يبعدها عن تضررها والتضرر بها. لكن في وقتنا الحاضر ثارت مجادلات حول هذه المواضيع تريد أن تتخلى المرأة عما أمرها الله تعالى وتتبع منهج المرأة الغربية التي أصبحت متعبة مبتذلة لأنها تخلت عما يصونها ويحفظ لها كرامتها. يريد أصحاب هذه المجادلات والمراوغات أن تتخلى عن الحجاب وأن تختلط بالرجال في مقاعد الدراسة وفي الأعمال الوظيفية المختلطة وفي المقابلات مع المسئولين واقفات في صفوف الرجال للاستقبال وغيره متبرجات سافرات عن وجوههن يجلسن وقفن مع الرجال جنبًا إلى جنب ويصافحنا الرجال ويختلطن مع الرجال في المشاهد الإعلامية كأنهن يجلسن مع محارمهن أمام الشاشات وفوق المنصات الإعلامية لبث البرامج .
استيقظي أختي .. لا تنخدعي بكلمةٍ مزخرفةٍ ( تحرير المرأة )
يا درة في سماء العز لامعة *** إن البغاة لفســّاق وفجَّار
هلمي فنصرة دين الله تجمعنا *** ولو لاقينا الذي لاقاه عمَّار.
أختي المسلمة .. يا فتاة الإسلام .. يا سلالة الأكرمين.. ويا حفيدة أمهات المؤمنين، إن بيتك لكِ حصنٌ حصين، وملجأٌ أمين، وظِلٌّ وارف، هو قوقعة الجوهرة، وصدفة اللؤلؤة، ومكنون الدرة، تزداد فيه نضارةً وبهاءً، وحسناً وضياءً، وحين تخرج منه يخبو نورها، ويتضاءل ضياؤها، ويذهب جلاؤها، اسمعي إلى قول الحق – تبارك وتعالى –
{ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى}.
وإن الدعوة إلى اختلاط الجنسين، دعوةٌ مضلة يريد أصحابها تدمير أخلاق الأمة وقِيَمِهَا، تصوروا وضع مجتمعٍ مختلط، نساؤه ورجاله في المدارس والدوائر والمؤسسات والشواطئ ، تصوروا المرأة الضعيفة وهي تعمل آلةً في مصنع ، أو غيره تحمل الأمتعةَ وتُعَقِّبُ في الدوائر، تصوروهن وقد أنهكهن العمل، وقد برزت مفاتنهن، أَوَليس هذا الموضع محزناً ومؤلماً لامرأةٍ صانها الإسلام وكرمها، وضَمِنَ لها الحقوق ؟!! هاهي المرأة الغربية، أما يكفي زاجراً ويكفي واعظاً وضع المرأة الغربية، هاهي تصيح وتنادي: ألا ما أحسن للمرأة من بيتها وزوجها وأولادها تربي وتبني وتنشئ الأجيال، بعدما عمَّت الإحصاءات وبلغت من الجرائم ، أرقامٌ مذهلة من جاء الاختلاط والتبرج، ولكننا نعجب كل العجب، حينما تطالعنا دعواتٌ مضلة بأقلامٍ مأجورة، لأناسٍ يعيشون بين ظهراني المسلمين، ومن بني جلدتهم ويتكلمون بلغتهم، يطالبون بالاختلاط بين الجنسين في مراحل التعليم، وتوظيف المرأة جنباً إلى جنبٍ مع الرجل، فماذا يريد هؤلاء؟ وإلى أي هدفٍ يقصدون ؟ ولربما اغترَّ بعضهم بثقافاتٍ وافدة، وأُعجب بمؤهل يحمله، وشهادة زورٍ يتصدر بها، ولكن ولله الحمد والمنة أن هذه الدعوات المضلة لم تَعُد تلق القبول إلا من قلةٍ قليلةٍ لا اعتبار لها.
فيا أيتها الأخت الفاضلة العزيزة عودي إلى الله، والتزمي شرع الله، لا تغتري ببريق الشعارات، وزائف الدعايات . وبالله التوفيق .