كيف يكون حالك حينما تشعر أن الناس جميعاً لا يهتمون بك؟ الكل من حولك لا يشعرون بك … لا يعرفون ما يحدث لك … لا يدركون آلامك … لا يحسون باعتصار قلبك وحاجتك إليهم … تحتاج دائماً إلى من يقف بجانبك؟ تقول في نفسك الكل تخلوا عني… أليس لي حق عليهم ؟… هل احتجت يوماً إلى مُعين، إلى صديق، إلى رفيق؟ أخي الحبيب هل احتجت يوماً إلى دعوة ؟؟
في عصر طغت فيه المادة على كل شئ لا يهتم الناس في زماننا إلا بأنفسهم، بأموالهم وما سوف يجلبونه اليوم وغداً وبعد غد، بملذاتهم، بشهواتهم، الكل يقولها في الدنيا مثل الآخرة [نفسي نفسي] فوالله لن يفلح في الآخرة من يقولها في الدنيا ويعمل بها. لا بد أن تحس بمن حولك، وتهتم بأمرهم فقد روى الطبراني عن حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم، ومن لم يمس ويصبح ناصحاً لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم فليس منهم)
كيف تكون مسلماً تعيش آمناً مطمئناً ولا يشغلك حال مَن حولك؟ أين أنت من حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى) رواه مسلم
أحبتي هذا شهر شعبان ورمضان قادم فلا تنسوا أخوانا لنا في فلسطين والعراق والسودان وغيرها من الدول التي تعاني من الويلات والمصائب لا تنسوهم من الدعاء بتفريج همهم وتيسير أمرهم فتذكروا إن الإسلام قد قام على الوحدة وأكد أن مع الوحدة تأتي عبادته عز وجل في قول الحق تبارك وتعالى: {وإن هذه أمتكم أمة واحدة، وأنا ربكم فاعبدون} الأنبياء 92 ، فكأن الله يقول لنا توحدكم هو سبيل لعبادتي، وأمر بالأخوة كرباط قوى متين فقال عز شأنه "فأصبحتم بنعمة إخوانا".
وعَنْهُ أَنَّ رسُول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم كانَ يقُولُ : (دَعْوةُ المرءِ المُسْلِمِ لأَخيهِ بِظَهْرِ الغَيْبِ مُسْتَجَابةٌ ، عِنْد رأْسِهِ ملَكٌ مُوكَّلٌ كلَّمَا دعا لأَخِيهِ بخيرٍ قَال المَلَكُ المُوكَّلُ بِهِ : آمِينَ ، ولَكَ بمِثْلٍ) رواه مسلم
.
وجعله الله في ميزان حسناتج ان شاءالله
وربي يفرج همج وييسر امرج ويحقق مبتغاج ويصبرج ان شاء الله
C:Documents and SettingsmedionMy Documents
: