كنت أنوي طرح هذا الموضوع منذ مدة ؛ وسوف أطرحه على شكل نقاط رئيسية ومهمة
لأني لاحظت أن كثيراً من الأخوات قد أهمهن هذا الموضوع بشكل كبير ..
أولاً :
التأخر في الزواج إذا لم تتسببي فيه ؛ فأنت بإذن الله مأجورة إذا صبرتِ وقمتِ بالأسباب الشرعية
من طلب الزواج بالطرق المشروعة , وبنية صالحة , وتسببك فيه يكون برفضك لمَنْ يتقدم لك
دون سبب مقبول , أو رفضك للزواج كليةً بالمخالفة للأحاديث الثابتة .
ثانيـــــاً :
لابد أن تكون نظرتك أوسع وأشمل , فالحياة رحبة , وبشيء بسيط تستطيعين أن تدعمي نفسيتك
وهو أن هذه الحياة أكبر من أن نحزن لأمر ليس بيدنا , فهل تعلمي أن هذا الحزن واليأس
يمنعك من أساسيات في حياتك وأهمها: العبادة لله لأجل العبادة وإبتغاء الأجر والثواب من الله
رغم أن هذا الحزن لسبب مجهول بالنسبة لك , وقد يكون زواجك بعد فترة وجيزة وأنتِ لا تعلمي
ثم انظري إلى من حولك ممن هم دونك واحمدي الله .
ثالثـــــاً :
بعض الأخوات تقصر في العبادة , وهي الغاية من خلق الإنسان , بل بعضهن ـ هداهن الله ـ
تجعل العبادة وسيلة لتحقيق الزواج فقط , وهذا لا ينبغي في العبادات , بل الواجب أن تكون العبادة
إبتغاء لرضا الله تعالى والحصول على الأجر منه , ولا يمنع بعد ذلك من طلب تيسير الزواج
ولذا من غير المقبول أن تكون الفتاة مصرة على المعاصي وتكون لاهية عن الله تعالى
ومع ذلك تلوم وتتسخط على وضعها, وهي عاصية لربها, ثم تدعو ولا يستجاب لها
وقد ثبت في الحديث أن إصلاح الشخص لما بينه وبين ربه شرط لإجابة دعوته
فهل تساءلتِ يوماً عن وضعك مع عبادة ربك , وتنفيذك لأوامره ؟!
ـ هل نظرتِ إلى صلاتكِ؟!
ـ هل نظرتِ إلى حجابكِ؟
ـ هل تفقدتِ حالكِ مع الله؟!
كذلك : من المهم للجميع التفقه في أمور الشرع وقراءة بعض الكتب الشرعية والدعوية
واستماع الأشرطة والإستفادة قدر الإمكان من ذلك ؛ لأن هذه الأمور لها فوائد أخرى
بالإضافة إلى الأجر المترتب عليها , فهي تفيد الشخص في إحساسه بالرضا عن نفسه
ومعرفة دقائق العبادة والحِكم منها وربط العبادة الظاهرة من دعاء ورقية بالعبادة القلبية .
رابعــــاً :
إحسان الظن بالله تعالى , وعدم التسخط , وعدم محاولة اللجوء إلى بعض المعتقدات الباطلة
والتي تدعي أنها قد تعين على الزواج , والحقيقة أنها تعكر صفو الرضا بالقضاء والقدر
والمساس بهذا الجانب خطير مهما دق أو صَغُــر , وليكن إعتمادك الكلي على الله تعالى
مع بذل الأسباب الشرعية المعروفة دون الأسباب الروحية الأخرى والتي تناقض هذا المبدأ .
خامسـاً :
عدم تعليق تأخر الزواج على أسباب موهومة تزيد من العبء النفسي ولا تزيله
ثقــــي بالله تعالى وتوكلي عليه وخذي بالأسباب الشرعية المعتبرة .
ســـادساً :
(( الدعـــــــاء ))
كثير من الأخوات ـ وفقهن الله ـ تلجأ إلى دعاء الله تعالى , وهذا أمر طيب وواجب
ولكن ! هل تفقهنا في الدعاء وأدركنا شروطه وضوابطه ؟!
ـ لابد في الدعاء من أمور :
1ـ الحذر من الأمور البدعية في الدعاء, كتخصيص دعاء لتحقيق الزواج دون دليل شرعي!
فالدعاء عبادة , والأصل فيه التوقيف , نعم .. يجوز الدعاء بكل ما يريده الإنسان ما لم يكن إثماً
ولكن ! تخصيص دعاء بعينه كسبب لتعجيل الزواج ليس عليه دليل
والمفترض الدعاء بما يرد على قلب الإنسان من أدعية صحيحة مقبولة , أو أدعية مأثورة
ومن البدع في ذلك ما يتناقله العامة من أن قراءة سورة يس كل ليلة بنية الزواج تعين عليه .
2ـ الدعاء بالضوابط والآداب الثابتة , ومنها : عدم التكلف والتفصيل الزائد في الدعاء
وعدم الإعتداء في الدعاء , ولابد من تحقيق ((ادعوا الله وأنتم موقون بالإجابة))مع التفقه في ذلك .
3ـ الدعاء بتضرع وخشية وعدم تملل أو تبرم , مع تحري أوقات الإجابة .
ويمكن الإطلاع على هذين الرابطين:
https://www.islam-qa.com/index.php?ref=36902&ln=ara
https://www.islam-qa.com/index.php?ref=22438&ln=ara
ســابعاً :
وهي النقطة الرئيسية في موضوعنا , وهي ارتباط تأخر الزواج بالعين
فكثيـــر من فتياتنا تربط تأخر زواجها بالعين , ولذا أقــول :
1) ليس كل فتاة تأخر زواجها يكون سبب ذلك العين ؛ إذ العين لها أسباب وعوارض تظهر بشكل واضح
ـ سيأتي تفصيلها ـ
2) لابد من المحافظة على الورد اليومي لكل شخص , ولاسيما عند الذهاب للمناسبات ونحوها
(وهذا أمر مهم يقرأ ويحفظ ويقرأ في كل صبح ومساء) والورد كالآتــــي :
((ـ الفاتحة, آية الكرسي , آخر آيتين من سورة البقرة , والإخلاص والمعوذتين ثلاث مرات
ـ قول : (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) ثلاث مرات
ـ قول: (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شي في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) ثلاث مرات
ـ قول: (اللهم اكفني شر خلقك بما شئت) ثلاث مرات.
3) إذا حدثتك نفسك بأنكِ معيونة , فلابد من معروفة عوارض العين الثابتة
فالعين حق كما ورد في الحديث وذلك أن العائن يعجبه الشيء الذي يراه ولا يذكر الله
فتؤثر هذه النظرة الحاسدة في الشخص بإرادة الله الكونية , ولذا لابد من قول: ((ماشاء الله لا قوة إلا بالله))عند النظر إلى الشيء الحسن.
4) الأعراض الغالبة للعين :
ـ قد تكون الأعراض عضوية , ولكن إن لم تكن عضوية فهي إمــــا :
((صداع – صفرة في الوجه – كثرة التعرق والتبول – ضعف الشهية – تنمل أو حرارة أو برودة في الأطراف
– خفقان في القلب – ألم متنقل أسفل الظهر والكتفين – حزن وضيق في الصدر – أرق في الليل
– انفعالات شديدة من خوف وغضب غير طبيعي))
وقد توجد هذه العلامات أو بعضها حسب الحال .
ـ عند ظهور بعض الأعراض , فقد يكون هناك شخص تعتقدي أنه هو العائن فهنا لابد مع الرقية
من أمر آخر , وهو الأخذ من أثر العائن .
وهذا الأمر محل إستغراب عند البعض , ولكنه ثابت بالسنة الصحيحة
والواقع : وذلك في الحديث الذي رواه مسلم ((العين حق ولو كان شيء سابق القدر
سبقت العين وإذا استغسلتم فاغسلوا))
وكذلك ما رواه النسائي وابن ماجه أن عامر بن ربيعة مر بسهل بن حنيف وهو يغتسل
فقال: لم أر كاليوم ولا جلد مخبأة فما لبث أن لبط ـ سهل ـ ، فأتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقيل له : أدرك سهلاً صريعا، فقال : " من تتهمون؟ " قالوا : عامر بن ربيعة ، فقال النبي صلى الله عليه
وسلم : (( علام يقتل أحدكم أخاه إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة
ثم دعا بماء فأمر عامرا أن يتوضأ فيغسل وجهه ويديه إلى المرفقين وركبته وداخلة إزاره
وأمره أن يصب عليه ، وفي لفظ: يكفأ الإناء من خلفه )).
والواقع شاهد بذلك ولا يمكن إنكاره . وعلى هذا إذا عُرف العائن وتحقق أنه هو الذي أصاب العين
فإنه يطلب منه غسل يديه أو شيء من بدنه أو يؤخذ من أثره من بقية شربه ونحو ذلك
وإن لم يعلم ليصب على المعين أو يشرب منه وهكذا .
م ن
ربي يرزقنا الزوج الصالح أجمعين يا رب
شكرا اختي