ان المقصود باختناق الجنين هنا هو قلة الاوكسجين او انعدامه وهذه الحالة تؤدي الى شلل العضلات ومنها شلل لسان المزمار وهذا يؤدي الى دخول سائل الامنيون الى القصبات الهوائية. ان المشكلة هنا ليست امتلاء القصبات بالسوائل لان الجنين يأخذ الاكسجين من دم امه وعليه فإن امتلاء القصبات بالسوائل ليس هو سبب الاختناق والعكس صحيح فإن قلة الاوكسجين هي السبب.
ان وجود السوائل في القصبات تعمل كعائق مهم فقط بعد الولادة. ان قلة الاكسجين في الجنين تؤدي ايضاً الى شلل العضلة العاصرة للشرج وخروج غائط الجنين (العق) الى سائل الامينون.
قد يكون السبب في قلة الاوكسجين هو اضطراب من اي مكان بين الدورة الدموية للام والجنين. ومن اهم اسباب قلة الاكسجين هو عيوب في المشيمة كحالة انفصال المشيمة او امراض المشيمة كما في تسمم الحمل وكذلك امراض الكلى والقلب وامراض الدم الوراثية وكذلك الانيميا الحادة التي تحدث اثناء الحمل وكذلك العيوب الخلقية في الجنين وامراض تكسر دم الجنين واختلاف فصيلة دم الجنين.
وضعف نمو الجنين ومن حالات الحمل بأكثر من جنين حيث قد يحدث نمو جنين على حساب آخر اي انه يتم تدفق دم الحبل السري الى واحد منهما اكثر من الآخر. ومن اهم الاسباب التي قد تؤدي الى اختناق الجنين داخل الرحم هو التفاف الحبل السري على رقبة الجنين بشدة اكثر من مرة مما يؤدي الى اختناقه وكذلك وجود عقدة حقيقية في الحبل السري.
ومن الاسباب التي قد تؤءي الى الاختناق هو النزيف المتكرر الذي يحدث من المشيمة النازحة.
ان معرفة وتشخيص اختناق الجنين داخل الرحم ليست سهلة وتحتاج الى متابعة الحمل من البداية ومعرفة التاريخ المرضي للولادات السابقة ومعرفة سير الحامل الساري واكتشاف عوامل الخطورة التي قد تؤدي الى هذه المشكلة مثل عمر الام الحامل والاسباب المرضية المصاحبة للحمل السابق ذكرها وكذلك الفحص السريري للحمل ومعرفة نمو الجنين بشكل متسلسل خلال فترة الحمل
ومراقبة حركة الجنين والعوامل الحيوية للام الحامل خصوصاً ضغط الدم وتساعد الاشعة الصوتية في اكتشاف اي عيوب خلقية للجنين وكذلك الفحص الحيوي الفيزيائي بالاشعة الصوتية لمعرفة صحة الجنين داخل الرحم وكذلك دراسة مجرى الدم في الحبل السري ويساعد تخطيط قلب الجنين اثناء الحمل وكذلك اثناء الولادة لاكتشاف اي تغيرات في نبض الجنين التي قد تدل على حدوث نقص الاكسجين وتأثر الجنين وكذلك اجراء فحص الجهد لمعرفة وظيفة المشيمة وتأثر نبضات الجنين وذلك بتحريض الرحم للانقباض بواسطة عقار الاوكستوسين.
اما اثناء الولادة وفي حالة تغير نبضات قلب الجنين فإنه يتم اخذ عينة دم من فروة رأس الجنين ودراسة مستوى حموضة الدم في الجنين التي تدل على اختناقه ومن الاسباب الرئيسية المعروفة لاختناق الجنين اثناء الولادة هو عسر الولادة وتأخرها وكذلك تأخر ولادة رأس الجنين اثناء الولادة المقعدية اي ولادة مقعد الجنين اولاً ومن ثم ولادة الرأس لذلك يجب معرفة وزن الجنين ومقاسات الحوض والولادات السابقة للسماح بمباشرة مثل هذه الولادات بشكل طبيعي ولذلك ينصح بإجراء ولادات بعمليات قيصرية لمثل هذه الحالات اذا كان هذا الحمل هو الاول لتفادي حدوث اختناق الجنين وهذا الاجراء متعارف عليه في دول امريكا الشمالية.
وقد يحدث الاختناق بعد الولادة مباشرة وذلك باستنشاق السائل العقى لذلك يجب شفط هذا السائل من فم ورئة الجنين مباشرة بعد الولادة.
ان اختناق الجنين داخل الرحم قد يؤدي الى وفاته او حدوث اعاقات دماغية وتخلف عقلي واعاقات بصرية وسمعية وشلل جسدي.
العلامات الدالة على اختناق الجنين واحتمال انفجار الرحم وقرب الولادة
– اختفاء التسارع في نبض الجنين ووجوده على شكل خط مستقيم.
– وجود هبوط في نبض الجنين بعد حدوث انقباضات الرحم.
– انخفاض نبض الجنين تحت 110 دقة في الدقيقة لفترة طويلة.
– سرعة نبض الجنين فوق 160 دقة في الدقيقة لفترة طويلة.
– تغير لون مياه السلى من الشفاف إلى الأخضر إلى البني.
– انخفاض الرقم الهيدرويجيني لدم الجنين عند اجراء التحليل تحت 7,2.
أما العلامات الدالة على احتمال انفجار الرحم في التخطيط فهي:
اختفاء نبضات الجنين فجأة من التخطيط أو نزولها بشكل مفاجئ واختفاء الانقباضات من التخطيط.
وأما العلامات الدالة على قرب الولادة ونزول الرأس داخل الحوض:
هبوط دقات قلب الجنين المصاحب للانقباضات الرحيمة مع الإحساس بالدفع لدى الحامل.
والله يحفظ جميع اجنة المسلمات والمؤمنات من الأختناق ويبعد عنهم كل سوء يا رب..